الحمد لله والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحبه أولي الفضل والكرم والحلم والشمم وبعد "موضوعنا "حقائق علمية ..."
أيها الناس إن في كلام الله وكلام رسوله ما يدعوا إلى قوة الإيمان وتجديده فلقد صدق ربنا إذ قال حاكيا مقولة الجن فيه "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا >ووصفه من لاينطق عن الهوى فقال فيما رواه الترمذي عن : الْأَعْوَرِ عَنْ الْحَارِثِ قَالَ مَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَرَى أَنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الْأَحَادِيثِ قَالَ وَقَدْ فَعَلُوهَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا{ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ }مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ خُذْهَا إِلَيْكَ يَا أَعْوَرُ>قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ وَفِي الْحَارِثِ مَقَالٌ> .
إن الإشارات من القرآن لهذه الحقائق العلمية ليدعوحيارى المعتقد إلى الإيمان به كمصدر للتشريع وأهم العلوم التي يوحي بها القرآن هي كما يلي
1)علوم اللغة العربية:وهذه يقتضيها حسن النظر في كتاب الله قال تعالى:<إن جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون>2)علوم الحيوان والتشريح والطب وهذه تقتضيها الدعوة إلى النظر في النفس والناس والدواب قال تعالى:<وفي أنفسكم أفلا تبصرون>وقال :<ولقد خلق الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين>وقال <وإن لكم في الأنعم لعبرة>
3)علوم الجيولوجيا والجغرافيا والفلك والحساب:وهذه توحي بها الدعوة إلى النظر في الجبال وطبقات الأرض وأحوالها والدعوة إلى النظر في الشمس والقمر والأفلاك قال تعالى<أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ــ إلى أن قال ــ
وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون الخ>وقال <هو الذي جعل الشمس ضياء >
4)علوم النبات:وهذه تقتضيها الدعوة إلى النظر فيما تنبته الأرض من زروع وأشجار قال تعالى :<هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب وشجرفيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون الخ>
5)علوم التاريخ:والآثار وهذه تقتضيها الدعوة إلى السير في الأرض وتعرف أخبار الأوائل قال تعالى:<أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض الخ>
{1605}
6)علوم الجندية:ويقتضيها قوله تعالى:<وأعدو لهم ما استطعتم من قوة>
7)ــ إشارته إلى أنوع الحرف كبعض المعادن وصناعتها قال المولى <وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد>قال <وأسلنا له عين الفطر> وقال <ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع>
8)إشارته إلى صناعة الطوب والبناء:قال تعالى<فأوقد لي يا هامان على الطين> وقال<واصنع الفلك بأعيننا >وقال:<وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حيلة تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه>وقال :<تزرعون سبع سنين دأبا> ... والخلاصة أننا في هذه العجالة نستعرض فيما يلي حقائق في علم النفس أثبتها العلماء حديثاً والعجيب أننا نجدهذه الحقائق في كتاب الله وسنة رسوله....كلما اكتشف العلماء حقيقة علمية جديدة كان للقرآن السبق في الإشارة لهذه الحقيقة بما يثبت أن القرآن كلام الله تعالى،لنتأمل هذه الحقائق بعين البصيرة ليتأكد لنا الخبر اليقيني الذي هو كلام الله أو كلام رسوله المؤيد بالوحي والذي لاينطق عن الهوى
أولا/ 1->> العلم يطيل العمر
أثبتت دراسة حديثة أن متوسط عمر الإنسان له علاقة بمدة التعليم التي قضاها في حياته. فأصحاب التعليم العالي يتمتعون بعمر أطول ممن قضوا فترة قصيرة في التعلم. وهنا نتذكر اهتمام الإسلام بالعلم حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وأول كلمة نزلت من القرآن
هي (اقرأ)!! يقول تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [المجادلة: 11].قال ابن جرير : إن بالعلم لأهله فضلا وإن له على أهله حقًا، ولعمري للحقّ عليك أيها العالم فضل، والله معطي كل ذي فضل فضله.وكان مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير يقول: فضل العلم أحبّ إليّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع..وكان عبد الله بن مطرف يقول: إنك لتلقى الرجلين أحدهما أكثر صومًا وصلاة وصدقة، والآخر أفضل منه بونًا بعيدًا، قيل له: وكيف ذاك؟ فقال: هو أشدّهما ورعًا لله عن محارمه....وقال القرطبي : قوله تعالى: ولقد ءاتينا داود وسليمن علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين> وفى الآية دليل على شرف العلم وإنافة محله وتقدم حملته وأهله، وأن نعمة العلم من أجل النعم وأجزل القسم، وأن من أوتيه فقد أوتى فضلا على كثير من عباد الله المؤمنين." يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ".
في زاد المسير : قوله تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم } أي : يرفعهم بإيمانهم على مَن ليس بمنزلتهم من الإيمان { و } يرفع { الذين أوتوا العلم } على مَن ليس بعالم . وهل هذا الرفع في الدنيا ، أم في الآخرة؟ فيه وجهان .أحدهما : أنه إخبار عن ارتفاع درجاتهم في الجنة .والثاني : أنه ارتفاع مجالسهم في الدنيا ، فيكون ترتيبهم فيها بحسب فضائلهم في الدِّين والعلم . وكان ابن مسعود يقول : أيها الناس : افهموا هذه الآية ولْتُرغِّبْكم في العلم ، فإن الله يرفع المؤمن العالم فوق مَن لا يعلم درجات .اهـ
{1606}
وفي فتح القدير : ومعنى الآية : أنه يرفع الذين آمنوا على من لم يؤمن درجات ، ويرفع الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا درجات ، فمن جمع بين الإيمان والعلم رفعه الله بإيمانه درجات ، ثم رفعه بعلمه درجات ، وقيل : المراد بالذين آمنوا من الصحابة ، وكذلك الذين أوتوا العلم ، وقيل : المرا د بالذين أوتوا العلم الذين قرءوا القرآن .
وقال ابن كثير : روى أحمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بن الخطاب بعسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزي. قال: وما ابن أبزي؟ فقال: رجل من موالينا. فقال عمر [بن الخطاب] استخلفت عليهم مولى؟. فقال: يا أمير المؤمنين، إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض، قاض. فقال عمر، رضي الله عنه: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب قومًا ويضع به آخرين" وهكذا رواه مسلم من غير وجه، عن الزهري، به اهـ
ثانيا./ 2 - >>الأمل
وجد علماء النفس أن التفكير الإيجابي أهم وأكثر فاعلية في علاج الأمراض من العلاج الطبي! بل إن أطباء الدنيا فشلوا في منح الأمل أو السعادة لإنسان أشرف على الموت، ولكن تعاليم القرآن تمنحنا هذه السعادة مهما كانت الظروف.
وانظروا معي إلى الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت، ماذا فعل؟ هل حزن؟ هل كان يائساً؟هل كان قلقاً أو مكتئباً أو خائفاً؟ أبداً. لقد قالت ابنته فاطمة رضي الله عنها: (واكرب أباه) فقال لها (لا كرب على أبيك بعد اليوم)!! انظروا إلى هذا التفاؤل، من النبي لحظة الموت كان سعيداً وفرحاً بلقاء ربه، فماذا عنا نحن المؤمنين، هل نقتدي بهذا الرسول الرحيم؟...في مسند أبي يعلى الموصلي: عن أنس ، قال : لما وجد النبي صلى الله عليه وسلم من كرب الموت ما وجد ، قالت فاطمة : واكرب أباه فقال : « لا كرب على أبيك بعد اليوم ، إنه قد حضر من أبيك ما ليس الله بتارك منه أحدا ، موافاته يوم القيامة » ..وروى أحمد عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ>أنظروا إلى الدعوة إلى إطلاق العنان للأمل فقد دعا إليه الحبيب حتى في وقت ضيق من أيام الدنيا الذي لاتجدي فيه الغراسة ولا الزراعة ولكن ليبقى الأمل قائما حتى لايتسرب القنوط للمرء فيؤدي به ذلك إلى الانتحار والتخلص من نفسه التي قنطت وأغلقت باب الأمل ...أنظروا إلى سعة أمل اليهود في إقامة دولهم يوم كانوا مطهدين في العالم فقد وعدهم بولفور بإقامة دولة لهم وبعد خمسين عاما قامت في 1948وإلى الآن لأمر أراده ربنا .... أماقوله تعالى((ضربت عليهم الذلة والمسكنة))فقد فهم بعض العلماء من هذه الآية قديما أن اليهود لا تقوم لهم دولة أبدا لكن الآن قامت لهم في 1948حسب وعد {بلفور} لهم غير أن دولتهم لا تدوم كما قيل {دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة }وطبقا لنبوءات المصطفى (ص)سيأتي اليوم الذي يقتلون فيه وإن غدا لناظره قريب. عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ
{1607}
فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ> مسلم.
ثالثا/3- الانتحار
في كل 40 ثانية هناك شخص ينتحر في مكان ما من هذا العالم! وفي كل عام يموت 700 ألف إنسان بعمليات انتحار مختلفة. ويؤكد العلماء في أحدث أبحاثهم العلمية عن منع الانتحار أنه لا بدّ من تعريف الأشخاص ذوي الميول الانتحاريةإلى خطورة عملهم وعواقبه وأنه عمل مؤلم ينتهي بعواقب مأساوية. وهذه الطريقة ذات فعالية كبيرة في منعهم من الانتحار. العجيب أن هذا ما فعله القرآن بالضبط! يقول تعالى:
(وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) [البقرة: 29-30].
وقد تبين أن نسبة الانتحار لدى المسلمين قليلة لدرجة تقترب من الصفر، وهذا يدل على عظمة الإسلام في تعاليمه التي تحرم الانتحار بشدة مما ساهم في خفض هذه النسبة، بينما نجد أعلى نسبة للانتحار عند الملحدين!! فالحمد لله على نعمة الإسلام.
ومن علماء الكون:الدكتور((الكسيس كاريل يقول:((ولعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا))قيل هذه العقد حقيقية بمعنى عقد السحر وقيل كناية عن الوسوسة ومن علاج العقد النفسية ما ذكر النبي(ص)فيما يأتي من الجلوس أو الاضطجاع قال: ((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع))رواه أحمد عن أبي ذر مرفوعا وقال العراقي إسناده جيد .وبالمناسبة فإن أحد الغربيين تعرض لأزمات نفسية فقرر الانتحار أكثر من مرة فكان كلما أصابه هذا الهوس جلس أو اضطجع فيخف عنه ما يحاول فعله فنجا بذلك طبقا لما أخبر به النبي(ص).
وقد ذكرت جريدة الأخبار مؤشرات خطيرة :في المجتمع الأمريكي تضاعف عدد الشباب الذي ينتحر بنسبة100% إذ بلغ العدد 500> منتحرا سنويا بمعدل 13 حادثة يوميا . والقلق النفسي:هو الذي يكون المريض به في حالة عدم انسجام مع محيطه ويجد صعوبة في الاندماج في المجتمع يحس بالألم الداخلية لايفهم مصدرها وجاء في((المنعطف))أن 25 أمريكيا أصبحوا ضحايا للقلق والفوبيا أو مرض((المخاوف))والأوهام وافتراض الكوارث .والفوبيا:هي مرض المخاوف والأوهام وافتراض الكوارث. والفوبيا أشكال وألوان وهي عشرات الأنواع منها الخوف وأشهرها حالة الخوف من الطيران ومن أشهر الشخصيات العربية المصابة بهذا المرض الموسيقار((محمد عبد الوهاب))حيث كان يرفض أن يستقل الطيران وكان معروفا بخوفه الشديد من الزكام حتى كان لا يصافح فيمن يشتبه فيه أنه مصاب بالزكام ولهذا كان يتعاطى للمطهرات وهذا النوع يوجد في بلدنا لكنه نادر ....والآن فإليكم هذه الإحصائيات:
. السويد من أغنى دول العالم ومع هذا جاء في إحصائية وزارة الشئون الاجتماعية أن 25% منهم مصابون بأمراض نفسية وعصبية وأن 30% من مجموع النفقات
.
{1608}
الطبية في السويد تنفقع لى علاج الأمراض النفسية وان نسبة الانتحار بين الشباب تزداد مما دفع المراقبين إلى الذهول رغم ارتفاع دخل الفرد فيها .ومن أسباب انشراح الصدر العمل الصالح لقوله تعالى:((من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة))
ومن أسباب تهدئة النفس الصبر على البلاء وذلك بالأيمان بعقيدة الرضا بالقضاء والقدر للحديث :
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ > رواه مسلم .ومن أنفع الأسباب الوضوء كما سبقومن هنا نعود فنردد مقالة الطيب الشهير<الكسيس كاريل >في عصرنا:((لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا وقد رأيت بوصفي طبيبا كثيرا من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم فلما رفع الطب يديه عجزا وتسليما تدخلت الصلاة فأبرأتهم من عللهم إن الصلاة كمعدن((الراد يوم))مصدر للإشعاع ومولد ذاتي للنشاط))اهـ الدكتور((الكسيس كاريل من علماء الكون والحياة .? وأيضا : ما هي أسباب القلق والمخاوف الجواب في قول الله تعالى:((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمناهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)) فالإيمان مصدر الأمان والطمانينة وأعظم أسباب الخوف والاضطراب هي:
1)الجحود بالله2)أو الشك فيه3)أو الشرك به وصدق الله إذ قال:
((سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا))المؤمن آمن على رزقه لقول لله:((وما من دابة في الأرض إلا على رزقها))وآمن على أجله لقول الله:((فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون))...أما الملحدون الشاكون فمخاوفهم شتى وان كتموها على الناس فهم يخافون الزمان-والكوارث-والفقر-والمرض-والناس-وأشد ما يخوفهم هو الموت))
رابعا /. 4- السعادة الحقيقية
إن التعاليم الإيجابية التي يتلقاها الإنسان ويمارسها لها أثر كبير على سعادته وطول عمره أكثر من تأثير الدواء والعناية الطبية! ولذلك فإن القرآن مليء بالتعاليم الإيجابية وهذا يذكرني بقصة سيدنا يعقوب بعدما فقد ابنيه يوسف وأخاه،فلم ييأس من رحمة الله، وانظروا كيف خاطب أبناءه: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. إنها آية مفعمة بالرحمة، ومليئة بالتفاؤل
وعدم اليأس، انظروا كيف اعتبر القرآن أن اليأس هو كفر بالله تعالى!! لماذا؟ ليعطينا رسالة قوية بأن اليأس من رحمة الله محرم في الإسلام، وهذا ما مارسه المسلمون الأوائل فمنحهم القوة وفتحوا به الدنيا!
فالسعادة إذن سبب مهم في استقرار النفس وطول العمر.....واعلم أن للسعادة أسبابا وهي :
1ــ الإيمان بالله والعمل الصالح لقوله تعالى : (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )) أي حياة سعيدة وقال تعالى أيضا :
{1609}
(( من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صلحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) وفي حديث أبي يحيى صهيب بن سنان قال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ > رواه مسلم .
. وكان سيد الخلق يجد لذته في الطاعة والعبادة فكان يقول : ((عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا بِلَالُ أَرِحْنَا بالصلاة >رواه أحمد
قال الشيخ ابن القيم فالمعاصي تحرم لذة العبادة والعلم وخير دليل هو ما نشاهد اليوم من قلة صبر الناس على مواصلة مجالس العلم والإعراض عنها والله يقول : (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والغشي)) فلذة العبادة تجعل صاحبها يحس بالسعادة ولو كان داخل المعتقلات فهذا الشيخ ابن تيميته رحمه الله يقول وهو في قلعة دمشق في ءاخر المرحلة من مراحل إيذائه : (( ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري أنى رحلت فهي معي لا تفارقني أنا حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة ))
يقول ابن القيم : ـــ حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام بن تيمية في سننه كلامه وإقدامه وكتابه أمرا عجيبا فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر وقد شاهدت العسكر من قوته في الحرب أمرا عظيما . ويقول :
(( وحضرت شيخ الإسلام بن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم ألتفت إلي وقال :
هذه غدوتي ولو لم أتغد الغداء )) وقال لي مرة : لا أترك الذكر إلا بنية إجماع نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر ءاخر أو كلاما هذا معناه
من هنا قال الزمخشري :
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي * من وصل غانية وطبيب عناق
وتما يلي طربالحل عويصة * أشهى وأحلى من مدامة الشاق
وصرير أقلامي على أوراقها .* أحلى من الدكاء والعشاق .
يامن يحاول بالأماني رتبتي .* كم بين مشتغل وءاخر راقي .
أأبيت سهران الدجا وتبيته *. نوما وتبتغي بعد ذاك لحاقي
ولأجل هذا حرص سلفنا الصالح على مجالس العلم عملا بقوله ص) :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ الْمَسَاجِدُ قُلْتُ وَمَا الرَّتْعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ > الترمذي
{1610}
2 ــــ الإيمان بالقضاء القدر بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك هذه الحياة إن لم تسلح فيها المرء بالعقيدة لابد وأن ينتابه هم وحزن ولذا جاء في حديث جبريل تعريف الإيمان متضمنا الإيمان بالقضاء قال ص) (( أن تؤمن بالقدر خيره وشره ))
ولو عدنا إلى سلفنا الصالح نجد أن هذه العقيدة رسخت فيهم حب التحمل وعدم الانزعاج .
فهذا عروة بن الزبير من سلفنا الصالح أصابه السرطان في الركبة فأشار عليه الطبيب بالقطع لكن بعد شرب شيء من الخمر فقال : (( إذن يغفل قلبي عن ذكر الله قال نعم . قال :
دعوني حتى إذا قمت إلى الصلاة ...فقطعوا رجله فأغمي عليه فتزامن القطع مع سقوط ابنه من فوق السطح فلما أفاق قالوا له :
(( أحسن الله عزاءك في رجلك وأحسن الله عزاءك في ابنك )) فقال بكل تسليم : وإيمان بالقضاء :
(( الحمد لله يا رب إن كنت ابتليت فقد عافيت وإن كنت أخذت فقد أعطيت وأبقيت ))
وللتنبيه فقد شكك أحد العلماء في هذه القصة والله أعلم وبالجملة فمن وصل إلى هذا القدر من الإيمان فكيف ينتابه حزن على ضائع أو يفرح بقادم ولا شك أن هذه هي قمة الساعة وقمة الفرح
3ـــــ الإكثار من ذكر الله قال تعالى (( ألا بذكر الله تظئن القلوب )) وقال (( أفمن شرح الله صدره لله سلام فهو نور من ربه )) فالمداومة على الذكر تولد انشراح الصدر وهو قمة السعادة والأريحية والطمأنينة
4 ــــ الإحسان إلى الناس فالذي يحسن إلى عباد الله ويقوم بالخدمات الاجتماعية تجده أكثر الناس إحساسا بالسعادة وهو أمر مجرب
5 ـــ النظر إلى من هو دونك لامن هو فوقك فإنك إذا نظرت إلى من هو أقل منك علما ومادة وعافية ومسكنا علمت فضل الله عليك غير أن أمور الآخرة لابد وأن تنظر إلى الأبعد الذين قطعوا المسافات وخلفوك في ذيل القافلة حتى تستدرك ما عساه قد يمكنك من اللحاق بهم خاصة أولئك الذين يختصرون المسافات من أقرب الطرق وما أحسن قول الشاعر :
.* قل لي بمثل سيرك المدلل * تمشي رويدا وتجي في الأول .
6 ــــــ العفو على المسيئين فإنه هام في جلب الطمأنينة والإحساس بالسعادة والانتصار على النفس وما تتطلبه من رد الفعل ولذا أمر الله به في كتابه فقال : (( فاعفوا واصفحوا )) وقال :(( سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المحسنين }
.
خامسا /.5-الرضا يعالج الأمراض المستعصية على الطب {1611}
أدرك علماء النفس حديثاً أهمية الرضا عن النفس وعن الحياة وأهمية هذا الرضا في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية، وفي دراسة نشرت على مجلة "دراسات السعادة" اتضح أن هناك علاقة وثيقة بين الرضا وبين السعادة. فالتعامل مع الواقع برضا نفس وقناعة يجعل الإنسان أكثر سعادة، والإنسان الذي يتذمر ولا يرضى بما قسم له من الرزق نجده أكثر تعاسة ويكون نظامه المناعي ضعيفاً. وهذا يفسر لماذا التفكير بالأمراض والخوف والحزن والتفكير السلبي،كل ذلك يزيد من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة! فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تفاؤلاً برحمة الله،
وكان يحضّنا على التفاؤل والرضا وكان يقول: (رضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً) فمن قالها كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة!
قلت > قد سبق :ومن أسباب تهدئة النفس الصبر على البلاء وذلك بالأيمان بعقيدة الرضا بالقضاء والقدر. الصبر على بلايا الدنيا إذ لابد لكل بني أنثى من أن يتعرض لما ينغص عليه حياته من فقد مال أومرض بدن أوذهاب حبيب غير أن المؤمن يتلقى المصائب بقلب مليء بالرضي والطما نينة والثبات فعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ الَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا)) أخرجه مسلموقال تعالى : (( ولنبلونكم حتى نعم المجهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم )) قوله: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ } أي: ولنختبرنكم بالأوامر والنواهي، وليس في تقدم علم الله تعالى بما هو كائن أنه سيكون شك ولا ريب، فالمراد: حتى نعلم وقوعه؛ ولهذا يقول
ابن عباس في مثل هذا: إلا لنعلم، أي: لنرى.اهـ ابن كثير . { وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } أي نظهرها ونكشفها بإباء من يأبى القتال، ولا يصبر على الجهاد.كان الفُضَيْلُ بن عِيَاضٍ إذا قرأ هذه الآية بكى ، وقال : اللهم لا تبتلنا فإنك إنْ بلوتنا فضحتنا ، وهتكت أستارنا . وقال من ذاق بعض لذة انشراح الصدر:لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن عليه لجالدونا عليه بالسيوف ولا تظن أن قوله تعالى{إن الأبرار لفي نعيم}مختص بيوم المعاد فقط بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاثة وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من برد القلب وسلامة الصدر( نماذج )) من الصابرين فمنهم أيوب عليه السلام ابتلاه الله بالمرض ثمانية عشر عاما كما جاء في الحديث الآتي ذكره .قال تعالى عنه (({ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَامَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) } وقال {{ واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ـــ إلى أن قال ــ (( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب)) ولقد كان نبي الله أيوب، عليه السلام، غاية في الصبر، وبه يضرب المثل في ذلك. عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه، كانا من أخص إخوانه، كانا (5) يغدوان إليه ويروحان، فقال
{1612}
أحدهما لصاحبه: تَعَلَّم -والله-لقد أذنب أيوب ذنبًا ما أذنبه أحد من العالمين. فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف) ما به. فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب، عليه السلام: ما أدري ما تقول، غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما، كراهة أن يذكرا الله إلا في حق. قال: وكان يخرج في حاجته ، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه، فأوحى إلى أيوب في مكانه: أن اركض برجلك، هذا مغتسل بارد وشراب" ) .قال ابن كثير : رفع هذا الحديث غريب جدًا.
سادسا /. 6.- فوائد التفاؤل
في بحث علمي جديد كشف العلماء أن التفاؤل يزيد من مقاومة الجسم للأمراض ويمنح الإنسان السعادة في حياته.
وهذا سلوك نبوي رائع، لأن سيدتنا عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن أخلاق النبي قالت، كان خُلُقُه القرآن، روى أحمد عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ
سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ>.وفي المعجم الكبير : عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ:"كَانَ خَلْقُهُ الْقُرْآنَ، يَغْضَبُ لِغَضَبِهِ، وَيَرْضَى لِرِضَاهُ". لا يُرْوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: زَيْدُ بن وَاقِدٍ>
فقد طبق القرآن تطبيقاً كاملاً ولذلك حصل على السعادة الحقيقية، ويجب علينا أن نقتدي به في سلوكنا
فتكون أخلاقنا هي القرآن. وحيث يعجز الطب النفسي عن إعطاء الرضا بالواقع نجد القرآن يمنحنا هذا الرضا، يقول تعالى:
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة: 216]. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، فمن الذي علم نبينا هذا السلوك الذي ينادي به علماء الغرب اليوم؟! خلاصة القول في التفاؤل والتشاؤم المذمومين : التشاؤم هوأن تنسب ما لحق بك من ضرر أو أذى لغير فاعله الحقيقى بسبب كراهيتك للمنسوب له وقد ورد التطير فى القرآن فى عدة مواضع هى :
قوله بسورة الأعراف "فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمونقوله بسورة النمل "قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله "فهنا يبين الله أن ثمود قالوا لصالح (ص)اطيرنا بك وبمن معك أى تشاءمنا منك وبمن معك أى أصبنا بسببك وبسبب من معك فهم ينسبون المصائب التى حدثت لهم لصالح (ص)والمسلمين.
قوله في سورة يس "قال إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قال طائركم معكم "يبين الله لنا أن أصحاب القرية قالوا للرسل (ص)الثلاثة :إنا تطيرنا بكم أى إنا تشاءمنا منكم أى إنا أصبنا بسببكم وهذا يعنى أنهم ينسبون المصائب التى وقعت بهم إلى الرسل (ص)الثلاثة ...ثم أخبرالله رسوله (ص)أن أى
{1613}
سيئة أى ضرر يصيب الإنسان إنما هو بسبب نفسه أي بعمل نفسه وفى هذا قال في سورة النساء " وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ".
ماهية التفاؤل :
هو نقيض التشاؤم فإذا كان التشاؤم هو نسبة ما لحق بالإنسان من أذى لغير فاعله الحقيقى فإن التفاؤل هو نسبة ما لحق بالإنسان من خير لغير فاعله الحقيقى وهذا يعنى أن التفاؤل والتشاؤم وجهان لعملة واحدة هى النسبة الخاطئة ولذا فإن كل من التفاؤل والتشاؤم أمران محرمان وأسباب الحرمة هى :
-أن كلا منهما اتهام بلا دليل صحيح . .
**التشاؤم والتفاؤل بالأعداد:
من الغرائب الإعتقادية أن كثير من البشر يعتقدون أن لبعض الأعداد دور فى حياتهم فمنها ما يجلب الضرر ومنها ما يجلب الخير ويضرب المثل بالعدد 13 فى النحس فهو يمثل ظاهرة عالمية حيث يعتقد الكثير من الناس أن اليوم أو البيت أو الشىء الذى يحمل الرقم يصاب فيه بالضرر الإنسان ويضرب المثل بالعددين 7و 10 فى التفاؤل فكثير من الناس يظنون أن هذه الأعداد تجلب لهم الخير فى صوره المتعددة
والمراد أن الإنسان إذا حدث له ضرر فى يوم ما أو فى مكان ما له رقم يحدث أن يتذكر أحداثا متشابهة وفى أثناء هذا التذكر ربما يتذكر صدفة أن حدث ما حدث له فى نفس اليوم أو فى نفس المكان ومن ثم يربط بين الحدثين والرقم فيهما فإذا حدث له بعد ذلك حدث وتصادف حدوثه مع نفس الرقم فإن الإنسان يعتقد أن هذا الرقم هو رقم حظه أو نحسه كما يقال وربما ساعد الإنسان على هذا الاعتقاد ما يتذكره من أحداث تاريخية فيها الرقم ونعود للرقم 13 فنقول أن الذي ساعد على انتشار الاعتقاد بأنه رقم نحس ربما يكون الحكاية التى لا نعلم وقوعها من عدمه وهى أن قسطنطين الأول الرومانى الذى حكم بيزنطة كان عالما بعلم الفلك قد أجرى فى إحدى المرات حسابات فلكية للنجوم خرج منها بزعم أن الرقم 13 سيجلب على عاصمة ملكه القسطنطينية الكوارث ويقال أن السلطان محمد الفاتح قد فتح القسطنطينية فى عام 1453 م ويقال أن مجموع هذه الأرقام هو 13 ورغم أن هذه السنة ليس لها علاقة بالرقم 13 إلا أن المجموع اعتبر هو المقصود وحتى لو اعتبرنا ذلك صحيحا فإن التقويم الإلهى للسنوات ليس هو التقويم الميلادى وأيضا فالسنة عند الله هى السنة القمرية وليست السنة الشمسية المتبعة فى التقويم الميلادى وهذا يعنى أن كل العملية نصب فى نصب ويخيل إلى أن بداية ارتباط هذا الرقم بالنحس هو إنسان هو إنسان ما حدث له حدث مؤذى فى يوم يحمل رقم 13 أو فى مكان يحمل نفس الرقم ثم تصادف أن حدث له أحداث مؤذية فى تواريخ أو أماكن تحمل نفس الرقم ومن ثم وقر فى نفسه أن هذا الرقم هو رقم نحس ومن ثم تحدث مع الناس عنه وانتشر الزعم وساعد عليه أن الناس لا يذكرون إلا ما يريدون فإذا حدث لهم شر فى يوم أو مكان يحمل الرقم 13 ازداد اعتقادهم فى القول وذلك مع أن الشر يحدث فى أيام وأماكن تحمل أرقام أخرى .
{1614}
***التشاؤم من البوم :
البوم طائر وهو مخلوق حسن كأى مخلوق مصداق لقوله بسورة السجدة "الذى أحسن كل شىء خلقه "ومع أن البوم لا علاقة له بالأحداث التى تقع للإنسان فى حياته من خير أو شر إلا الإنسان جعل له علاقة بهذه الأحداث دون مبرر ويقال أن البوم فى المعتقدات الشعبية رمز النحس ومن أمثلة هذه الأحداث المرتبطة بالبوم أن أهل بلدة ويلز يعتقدون أن صوت البوم يكون نذير للفتاة بفقدان عذريتها وفى الصين يقال على صرخات البوم حفر القبور وفى استراليا أن أرواح النساء تحل فى البوم بعد الموت وفى الكتابات نجد أن فى مسرحية يوليوس قيصر يسبق مصرعه نعيق البوم وقد أسمى الشاعر المولود فى بريطانيا "سبنسر "البوم رسول الموت المروع ورغم هذه النظرة السيئة للبوم فإن هناك نظرة حسنة للبوم فقد اعتبره أهل أثينا رمزا للحكمة وفى أسطورة البوم والعندليب نجد البوم هو رفيق الحكماء والحق هو أن البوم طائر خلقه الله لنفع الناس وهو ليس رمزا حسنا أو سيئا والسبب فى اتهام البوم بأنه نحس هو أحد الأمور التالية : -ما سمعه الإنسان من الآباء عن نحس البوم وهو اتباع الأباء ومن ثم صدقه لاعتقاده أن الأباء لا يكذبون . وكل شىء يقع للإنسان من خير أو شر هو من عند الله مصداق ذالك في سورة الأنبياء "ونبلوكم بالخير والشر فتنة "وليس بسبب غراب أو بومة أو غير ذلك اهـ . .الكاتب : رضا البطاوي. منتدى نور الرحمن
**أحاديث في التفاؤل :
روى أحمد : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ> في مصنف ابن أبي شيبة :عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا عدوى ولا طيرة ، وأحب الفال الصالح). في مصنف ابن أبي شيبة عن قطن بن قبيصة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العيافة والطيرة والطرق من الجبت). العيافة : زجر الطير بسعد أو نحس ، والعائف الذي يوصف أن عينه بصيرة بالامور.الطرق : ضرب الحصى أو الاصداف أو خط الرمل تكهنا.الجبت : الشرك والكفر....وفي البخاري : عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَالشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالدَّابَّةِ>في الفتح " وَالتَّطَيُّر وَالتَّشَاؤُم بِمَعْنًى وَاحِد ، فَنَفَى أَوَّلًا بِطَرِيقِ الْعُمُوم كَمَا نَفَى الْعَدْوَى ، ثُمَّ أَثْبَتَ الشُّؤْم فِي الثَّلَاثَة الْمَذْكُورَة....وفي البخاري أيضا عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ>في الفتح : وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْض الْأَحَادِيث مَا لَعَلَّهُ يُفَسِّر ذَلِكَ وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث سَعْد مَرْفُوعًا " مِنْ سَعَادَة اِبْن آدَم ثَلَاثَة : الْمَرْأَة الصَّالِحَة ، وَالْمَسْكَن الصَّالِح ، وَالْمَرْكَب الصَّالِح . وَمِنْ شَقَاوَة اِبْن آدَم ثَلَاثَة : الْمَرْأَة السُّوء ، وَالْمَسْكَن السُّوء ، وَالْمَرْكَب السُّوء " وَفِي رِوَايَة لِابْنِ حِبَّان " الْمَرْكَب الْهَنِيّ ، وَالْمَسْكَن الْوَاسِع " وَفِي رِوَايَةٍ لِلْحَاكِمِ " وَثَلَاثَة مِنْ الشَّقَاء : الْمَرْأَة تَرَاهَا فَتَسُوءك
{1615}
وَتَحْمِل لِسَانهَا عَلَيْك ، وَالدَّابَّة تَكُون قَطُوفًا فَإِنْ ضَرَبْتهَا أَتْعَبَتْك وَإِنْ تَرَكْتهَا لَمْ تَلْحَق أَصْحَابك ، وَالدَّار تَكُون ضَيِّقَة قَلِيلَة الْمَرَافِق " . وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيث أَسْمَاء " إِنَّ مِنْ شَقَاء الْمَرْء فِي الدُّنْيَا سُوء الدَّار وَالْمَرْأَة وَالدَّابَّة " وَفِيهِ سُوء الدَّار ضِيق مِسَاحَتهَا وَخُبْث جِيرَانهَا وَسُوء الدَّابَّة مَنْعهَا ظَهْرهَا وَسُوء طَبْعهَا ، وَسُوء الْمَرْأَة عُقْم رَحِمهَا وَسُوء خُلُقهَا .
وروى مسلم " هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْفَأْلُ قَالَ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ>قال النووي أَمَّا ( الطِّيَرَة )فَبِكَسْرِ الطَّاء وَفَتْح الْيَاء عَلَى وَزْن الْعِنَبَة ، هَذَا هُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف فِي رِوَايَة الْحَدِيث وَكُتُب اللُّغَة وَالْغَرِيب ، قَالُوا : وَهِيَ مَصْدَر تَطَيَّرَ طِيَرَة قَالُوا : وَلَمْ يَجِيء فِي الْمَصَادِر عَلَى هَذَا الْوَزْن إِلَّا تَطَيَّرَ طِيَرَة ، وَتَخَيَّرَ خِيَرَة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة ، وَجَاءَ فِي الْأَسْمَاء حَرْفَانِ وَهُمَا شَيْء طِيَبَة أَيْ طَيِّب ، وَ ( التِّوَلَة ) بِكَسْرِ التَّاء الْمُثَنَّاة وَضَمّهَا وَهُوَ نَوْع مِنْ السِّحْر ، وَقِيلَ : يُشْبِه السِّحْر . وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ : هُوَ مَا تَتَحَبَّب بِهِ الْمَرْأَة إِلَى زَوْجهَا . وَ ( التَّطَيُّر ) التَّشَاؤُم ، وَأَصْله الشَّيْء الْمَكْرُوه مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْل أَوْ مَرْئِيّ ، وَكَانُوا يَتَطَيَّرُونَ بِالسَّوَانِحِ وَالْبَوَارِح ، فَيُنَفِّرُونَ الظِّبَاء وَالطُّيُور ، فَإِنْ أَخَذَتْ ذَات الْيَمِين تَبَرَّكُوا بِهِ ، وَمَضَوْا فِي سَفَرهمْ وَحَوَائِجهمْ ، وَإِنْ أَخَذَتْ ذَات الشِّمَال رَجَعُوا عَنْ سَفَرهمْ وَحَاجَتهمْ ، وَتَشَاءَمُوا بِهَا ، فَكَانَتْ تَصُدّهُمْ فِي كَثِير مِنْ الْأَوْقَات عَنْ مَصَالِحهمْ ، فَنَفَى الشَّرْع ذَلِكَ وَأَبْطَلَهُ ، وَنَهَى عَنْهُ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ تَأْثِير بِنَفْعٍ وَلَا ضُرّ ، فَهَذَا مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا طِيَرَة ) وَفِي حَدِيث آخَر ( الطِّيَرَة شِرْك ) أَيْ اِعْتِقَاد أَنَّهَا تَنْفَع أَوْ تَضُرّ ؛ إِذْ عَمِلُوا بِمُقْتَضَاهَا مُعْتَقِدِينَ تَأْثِيرهَا ، فَهُوَ شِرْك لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لَهَا أَثَرًا فِي الْفِعْل وَالْإِيجَاد .
وَأَمَّا ( الْفَأْل )فَمَهْمُوز ، وَيَجُوز تَرْك هَمْزه ، وَجَمْعه فُؤُول كَفَلْسٍ وَفُلُوس ، وَقَدْ فَسَّرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ الصَّالِحَة وَالْحَسَنَة وَالطَّيِّبَة . قَالَ الْعُلَمَاء : يَكُون الْفَأْل فِيمَا يُسِرّ ، وَفِيمَا يَسُوء ، وَالْغَالِب فِي السُّرُور . وَالطِّيَرَة لَا تَكُون إِلَّا فِيمَا يَسُوء . قَالُوا : وَقَدْ يُسْتَعْمَل مَجَازًا فِي السُّرُور ، يُقَال : تَفَاءَلْت بِكَذَا بِالتَّخْفِيفِ ، وَتَفَأَّلْت بِالتَّشْدِيدِ ، وَهُوَ الْأَصْل ، وَالْأَوَّل مُخَفَّف مِنْهُ وَمَقْلُوب عَنْهُ . قَالَ الْعُلَمَاء : وَإِنَّمَا أُحِبّ الْفَأْل لِأَنَّ الْإِنْسَان إِذَا أَمَلَ فَائِدَة اللَّه تَعَالَى وَفَضْله عِنْد سَبَب قَوِيّ أَوْ ضَعِيف فَهُوَ عَلَى خَيْر فِي الْحَال ، وَإِنْ غَلِطَ فِي جِهَة الرَّجَاء فَالرَّجَاء لَهُ خَيْر . وَأَمَّا إِذَا قَطَعَ رَجَاءَهُ وَأَمَلَهُ مِنْ اللَّه تَعَالَى فَإِنَّ ذَلِكَ شَرّ لَهُ ، وَالطِّيَرَة فِيهَا سُوء الظَّنّ وَتَوَقُّع الْبَلَاء . وَمَنْ أَمْثَال التَّفَاؤُل أَنْ يَكُون لَهُ مَرِيض ، فَيَتَفَاءَل بِمَا يَسْمَعهُ ، فَيَسْمَع مَنْ يَقُول : يَا سَالِم ، أَوْ يَكُون طَالِب حَاجَة فَيَسْمَع مَنْ يَقُول : يَا وَاجِد ، فَيَقَع فِي قَلْبه رَجَاء الْبُرْء أَوْ الْوِجْدَان . وَاللَّهُ أَعْلَم .اهـ ...وروى أبو دود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلَاثًا وَمَا مِنَّا إِلَّا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ> (الطِّيَرَة شِرْك"
أَيْ لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ الطِّيَرَة تَجْلِب لَهُمْ نَفْعًا أَوْ تَدْفَع عَنْهُمْ ضُرًّا فَإِذَا عَمِلُوا بِمُوجِبِهَا فَكَأَنَّهُمْ أَشْرَكُوا بِاَللَّهِ فِي ذَلِكَ وَيُسَمَّى شِرْكًا خَفِيًّا وَمَنْ اِعْتَقَدَ أَنَّ شَيْئًا سِوَى اللَّه يَنْفَع أَوْ يَضُرّ بِالِاسْتِقْلَالِ فَقَدْ أَشْرَكَ شِرْكًا جَلِيًّا . قَالَ الشَّيْخ عِزّ الدِّين بْن عَبْد السَّلَام : الْفَرْق بَيْن
{1616}
الطِّيَرَة وَالتَّطَيُّر أَنَّ التَّطَيُّر هُوَ الظَّنّ السَّيِّئ الَّذِي فِي الْقَلْب ، وَالطِّيَرَة هُوَ الْفِعْل الْمُرَتَّب عَلَى الظَّنّ السَّيِّئ.اهـ عون المعبود
سابعا /7- التفاؤل يطيل العمر
عثر فريق من العلماء على دليل يثبت ما للتفاؤل من محاسن على حياة المرء. فقد توصل فريق من علماء النفس
الأمريكيين إلى أن الأشخاص المنشرحي البال المتفائلين في نظرتهم إلى التقدم في السن، يعيشون لمدة أطول من أقرانهم الذين يستبد القلق بهم. الآن تأملوا معي هذه الآية، يقول تعالى:
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]. إنها آية تحث المؤمن على السلوك الإيجابي
في عدم الوهن وعدم الحزن، ويقول العلماء إن إحساس الإنسان بالوهن يضعف من جهاز المناعة لديه، كذلك
شعور الإنسان بالحزن الدائم يسبب له الاضطرابات النفسية المختلفة. لا نملك إلا أن نقول سبحان الله!
ثامنا /8- مساوئ الحزن
تؤكد الدراسات الحديثة أن الحزن يؤثر على صحة الإنسان ويضعف النظام المناعي له! ولذلك فإن القرآن يخبرنا بأن المؤمن
لا يحزن أبداً لأن الحزن سلوك سلبي، ولو تأملنا كلمة (تحزن) في القرآن وجدناها مسبوقة بكلمة (لا) دائماً،
وهذا يدل على أن المؤمن لا يحزن. وانظروا معي إلى هذه الكلمات النبوية التي جاءت في أصعب الظروف التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40].
انظروا كيف علَّم النبي سيدنا أبا بكر رضي الله عنه ألا يحزن... والله إن هذا الكلام لا يصدر إلا من نبي صادق يعلم أنه مرسل من خالق الكون سبحانه وتعالى.
تاسعا /.. 9- الاستقرار في الزواج
يؤكد الباحثون في مجال علم النفس على أهمية أن يكون للرجل زوجة، ويقولون إن وجود زوجة بقربه دائماً سوف تخفف التوتر النفسي بشكل كبير وتخفف القلق والإحباط. وفي دراسة حديثة وجدوا أن الرجل عندما يسافر وبخاصة سفراً متكرراً من أجل العمل أو التجارة أو الدراسة، فإن احتمال أن يُصاب بأمراض القلب ينخفض جداً عندما يكون بصحبة زوجته! وجدوا أيضاً أن الرجل المتزوج أكثر قدرة على التركيز والإبداع، أما المرأة المتزوجة فقد وجدوا أنها أكثر قدرة على العطاء،
وصدق الله عندما يقول: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
عاشرا /.. 10- الكلمة الطيبة صدقة
يؤكد الباحثون اليوم أن الكلام المليء بالحنان والعاطفة والرفق له تأثير مذهل على الآخرين وبخاصة بين الزوجين،ويخفف إلى حد كبير من المشاكل بينهما. وهناك
{1617}
دراسات علمية تؤكد أن الكلام الطيب يمنح الإنسان نظام مناعة أعلى، ولذلك أخبرنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام أن الكلمة الطيبة صدقة! فهل نفكر بكل كلمة قبل أن نقولها؟! يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) [إبراهيم: 24]
حادي عشر .. 11- التعليم المختلط
نشرت جريدة Daily Mail < ديلي مايل>مقالة حول ضرورة فصل الأولاد عن بعضهم في التعليم الابتدائي، فالطريقة التي يعالج بها المعلومات مختلفة عند الجنسين، وقد وجدوا أيضاً أن تركيز الطفل يكون أكبر عندما يوضع مع أطفال من جنسه،أي الأطفال الذكور في صف والأطفال الإناث في صف آخر، وهكذا يكون أداؤهم أفضل علمياً. وقد قام الدكتور Leonard Sax<ليونارد ساكس > بتأليف كتاب حول هذا الموضوع محاولاً أن يثبت أن التعليم المختلط لا جدوى منه، وأنه يخفض الروح التنافسية ويقلل فرص الإبداع، وأنه من الضروري أن يتم الفصل بين الجنسين منذ المرحلة الأولى أى قبل المدرسة أي من عمر خمس سنوات. لأن سرعة التعلم تختلف بين الجنسين، وسرعة نضوج كل منهما تختلف أيضاً. وهنا نتذكر تعاليم ديننا الحنيف الذي أوصى بضرورة فصل الجنسين عن بعضهما في التعليم وفي النوم،يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود : عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ). والله تعالى يقول (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) [آل عمران: 36].
ثاني عشر/ .. 23- العلاج بالفرح
يؤكد بعض الباحثين أن المشاعر الإيجابية قد تؤثر بشكل مباشر على الصحة عن طريق تغيير التوازن الكيميائي في الجسم.وربما كان السبب في هذه الصلة هو أن التوجه المتفائل يساعد في تعزيز صحة الإنسان من خلال ترجيح نجاح
هؤلاء الأشخاص في الحياة. ونتذكر قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]. فهذه الآية تخبرنا بأن المؤمن يفرح برحمة الله تعالى، هذا الفرح هو نوع من أنواع السلوك الإيجابي وهو نوع من أنواع التفاؤل الذي يمنح المؤمن السعادة وطول العمر ويزيد من مناعة جسده ضد الأمراض.فهل نفرح برحمة الله وفضله......قلت> فلذة العبادة تجعل صاحبها يحس بالسعادة ولو كان داخل المعتقلات فهذا الشيخ ابن تيميته رحمه الله يقول وهو في قلعة دمشق في ءاخر المرحلة من مراحل إيذائه : (( ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري أنى رحلت فهي معي لا تفارقني أنا حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة ))
من هنا كان سيد الخلق إذا حصل له غم فزع إلى الصلاة روى أبو داود " عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى> حَزَبَهُ أَمْر )
{1618}
: بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة ثُمَّ الزَّاي ، قَالَ فِي النِّهَايَة : أَيْ نَزَلَ بِهِ أَمْر مُهِمّ أَوْ أَصَابَهُ غَمّ ،د وروى أبو داود أيضا عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ قَالَ مِسْعَرٌ أُرَاهُ مِنْ خُزَاعَةَ
لَيْتَنِي صَلَّيْتُ فَاسْتَرَحْتُ فَكَأَنَّهُمْ عَابُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَا بِلَالُ أَقِمْ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا>....وكان سيد الخلق يحتمي بالصلاة إذا خشي الكرب فروى أحمد عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ
فَزِعَ يَوْمَ كَسَفَتْ الشَّمْسُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ دِرْعًا حَتَّى أَدْرَكَ بِرِدَائِهِ فَقَامَ بِالنَّاسِ قِيَامًا طَوِيلًا يَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ فَلَوْ جَاءَ إِنْسَانٌ بَعْدَمَا رَكَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ رَكَعَ مَا حَدَّثَ نَفْسَهُ أَنَّهُ رَكَعَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ قَالَتْ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ مِنِّي وَإِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَسْقَمُ مِنِّي قَائِمَةً وَأَنَا أَحَقُّ أَنْ أَصْبِرَ عَلَى طُولِ الْقِيَامِ مِنْهَا
...ثالث عشر ./ 13- علاج الغضب
عندما ينفعل الإنسان تحصل في جسمه تغيرات أهمها إفراز هرمون الأدرينالين، وهذا يؤثر على ضربات القلب واضطراب .استهلاك الأوكسجين وارتفاع ضغط الدم. هذه الأعراض تزداد حدة عندما يكون الإنسان واقفاً لأن عضلات جسمه
تكون مشدودة وهذا يزيد من إفراز الأدرينالين، وإذا ما غضب فجلس أو اضطجع فإن نسبة هذا الهرمون تنخفض.هذا العلاج الطبي الناجح تحدث عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
(إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) [رواه أحمد].جاء رجل إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني، قال: (لا تغضب) فردد مراراً قال: (لا تغضب) [رواه البخاري].
هنالك أبحاث علمية جديدة تثبت صدق كلام النبي وتحذيره، والأخطار الجسيمة التي تنتج عن الغضب والانفعالات النفسية.وعندما يغضب الإنسان يضخ القلب كميات كبيرة من الدم تؤدي إلى ارتفاع الضغط وتكرار هذه الانفعالات مع الزمن قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان والنوبات القلبية. ومن هنا يتضح لناأهمية نصيحة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب). فهل نقتدي بنبي الرحمة ونعالج هذه الظاهرة؟ وروى مالك في الموطإ :عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ> وروى أبو هريرة أن رجلا قال:
{يا رسول الله مرني بعمل وأقلل لا تغضب ثم أعاد عليه فقال لا تغضب }رواه البخاري وقال ابن عمر {ض}قلت لرسول الله {ص}{قل لي قولا وأقلله لعلي أعقلهفقال لا تغضب فأعدت عليه مرتين كل ذلك يرجع إلي لا تغضب}رواه أبو يعلي بسند جيد ..وعن ابن مسعود قال النبي{ص}{ما تعدون الصرعة فيكم قلنا الذي لا تصرعه الرجال قال ليس ذلك ولكي الذي يملك نفسه عند الغضب}رواه مسلم
{1619}
وبالجملة فقوه الغضب محلها القلب ومعناها غليان دم القلب بطلب الانتقام وقد يظهر أثر الغضب على اللسان فينطلق بالشتم والفحش والكلام القبيح وأما أثره على القلب
والغضب علاج ناجح تتبين هذه الوصفة من حديث أبي ذر أن رسول الله {ص}قال لنا {إذا غضب أحدكم هو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع رواه أبو داود وأحمد قال أحد الغربيين أصابتني أزمة نفسه فتعرضت الانتحار ستة عشر مرة فما يصرفني عما أريد إلا أنني أنبطح إلى الأرض.
رابع عشر .. 14 - غض البصر
تؤكد جميع الدراسات أن مشاهدة المناظر الإباحية ينعكس بشكل خطير على صحة الإنسان، وكذلك على حالته النفسية والاجتماعية، وبخاصة على بيته وأسرته وزوجته وقد تؤدي إلى الطلاق والاكتئاب والتوتر النفسي. وقد وجد العلماء أن عدم النظر إلى النساء يساعد على استقرار عمل القلب واستقرار عمل الدماغ،ويجنب الإنسان الكثير من العلاقات التي تضيّع وقته وماله وجهده. والنظر إلى المحرمات يقود للوقوع في هذه المحرمات وما تسببه من أمراض أقلّها الإيدز! وأمراض أخرى نفسية وجسدية، وهذا ما أمرنا به الله تعالى فقال:
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30].
.خامس عشر / 15- البكاء ونعمة الدمع
يقول العلماء إن البكاء مفيد في علاج بعض الاضطرابات النفسية كذلك البكاء ينظف العيون ويساعد على علاج الاكتئاب،والبكاء يخفف أعراض الألم ولذلك فهو نعمة من الله تعالى، يقول تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 109]
لقد زود الله عيوننا بجفون ترمش كل عدة ثوان وتحرك السائل في العين لترطب العين وتحميها من الجفاف،وعندما تقل كمية السائل المفرز يشعر الإنسان بجفاف في عينيه وآلام شديدة لا تُحتمل! كذلك تقوم الدموع بغسل العين ووقايتها من الجراثيم وتعقيمها! أما البكاء فقد ذكره الله كصفة جيدة للمؤمنين فقال:
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) [المائدة: 83].
سادس عشر /16- العلاقات الاجتماعية
اكتشف العلماء أن العزلة تؤدي إلى الاكتئاب ونقص المناعة وأمراض القلب، وينصح العلماء بضرورة العلاقات الاجتماعية والتعاون ومساعدة الآخرين للتمتع بحياة سعيدة. ولذلك أمرنا الله تعالى أن نجتمع على ذكر الله وتلاوة القرآنلنتمتع بالحياة السعيدة المطمئنة، يقول تعالى:
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الكهف: 28].
سابع عشر /17- التعلم عند الأطفال
يؤكد العلماء أن الأطفال يُخلقون وهم لا يملكون أي نوع من أنواع المعرفة، حيث يبدأ الطفل فور ولادته باكتساب المعلومات عن طريق السمع والبصر وتخزينها في دماغه ومعالجتها وتعلم مهارات جديدة باستمرار.وهذه الحقيقة ذكرها القرآن قبل 14 قرناً، يقول تعالى:
{1620}
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78].
ثامن عشر/18- صحة القلب
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن التوتر النفسي والضغوط والغضب تعتبر عوامل مدمرة لصحة الإنسان وقلبه وقد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان! وأفضل طريقة لعلاج هذه الضغوط أن نعفو عن الناس
ولذلك يقول تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى: 40]. وقد وجدت دراسة حديثة أن عدد المصابين بالاكتئاب في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ أكثر من 30 مليون أمريكي، والسبب الأساسي لهذه الظاهرة هو اليأس ونقول: إن المسلم هو أبعد الناس عن الاكتئاب والحزن واليأس .ولذلك قال تعالى: (إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].
تاسع عشر - الحزن والموت
وجد العلماء أن غياب السعادة يزيد من أمراض القلب والأوعية الدموية ويدفع إلى الانتحار. وسبب ذلك الابتعاد عن تعاليم الدين الإسلامي، ولذلك يبشر الله كل مؤمن بأنه لن يحزن أبداً مادام يلتزم بالإيمان بالله والأعمال الصالحة، .يقول تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 277].نرجو المساهمة في نشر هذه الحقائق فالدال على الخير كفاعله وهما في الأجر سواء.بقلم عبد الدائم الكحيل.قال راجي عفو مولاه حميد أمين قد زدت ونقصت من هذا المقال ما رأيته مناسبا لائقا بالموضوع والله الهادي إلى الصواب وصلى الله على نبي الرحمة وآله وصحبه غرة الأمة والحمد لله بدءا وختاما .
إن الإشارات من القرآن لهذه الحقائق العلمية ليدعوحيارى المعتقد إلى الإيمان به كمصدر للتشريع وأهم العلوم التي يوحي بها القرآن هي كما يلي
1)علوم اللغة العربية:وهذه يقتضيها حسن النظر في كتاب الله قال تعالى:<إن جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون>2)علوم الحيوان والتشريح والطب وهذه تقتضيها الدعوة إلى النظر في النفس والناس والدواب قال تعالى:<وفي أنفسكم أفلا تبصرون>وقال :<ولقد خلق الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين>وقال <وإن لكم في الأنعم لعبرة>
3)علوم الجيولوجيا والجغرافيا والفلك والحساب:وهذه توحي بها الدعوة إلى النظر في الجبال وطبقات الأرض وأحوالها والدعوة إلى النظر في الشمس والقمر والأفلاك قال تعالى<أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ــ إلى أن قال ــ
وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون الخ>وقال <هو الذي جعل الشمس ضياء >
4)علوم النبات:وهذه تقتضيها الدعوة إلى النظر فيما تنبته الأرض من زروع وأشجار قال تعالى :<هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب وشجرفيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون الخ>
5)علوم التاريخ:والآثار وهذه تقتضيها الدعوة إلى السير في الأرض وتعرف أخبار الأوائل قال تعالى:<أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض الخ>
{1605}
6)علوم الجندية:ويقتضيها قوله تعالى:<وأعدو لهم ما استطعتم من قوة>
7)ــ إشارته إلى أنوع الحرف كبعض المعادن وصناعتها قال المولى <وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد>قال <وأسلنا له عين الفطر> وقال <ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع>
8)إشارته إلى صناعة الطوب والبناء:قال تعالى<فأوقد لي يا هامان على الطين> وقال<واصنع الفلك بأعيننا >وقال:<وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حيلة تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه>وقال :<تزرعون سبع سنين دأبا> ... والخلاصة أننا في هذه العجالة نستعرض فيما يلي حقائق في علم النفس أثبتها العلماء حديثاً والعجيب أننا نجدهذه الحقائق في كتاب الله وسنة رسوله....كلما اكتشف العلماء حقيقة علمية جديدة كان للقرآن السبق في الإشارة لهذه الحقيقة بما يثبت أن القرآن كلام الله تعالى،لنتأمل هذه الحقائق بعين البصيرة ليتأكد لنا الخبر اليقيني الذي هو كلام الله أو كلام رسوله المؤيد بالوحي والذي لاينطق عن الهوى
أولا/ 1->> العلم يطيل العمر
أثبتت دراسة حديثة أن متوسط عمر الإنسان له علاقة بمدة التعليم التي قضاها في حياته. فأصحاب التعليم العالي يتمتعون بعمر أطول ممن قضوا فترة قصيرة في التعلم. وهنا نتذكر اهتمام الإسلام بالعلم حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وأول كلمة نزلت من القرآن
هي (اقرأ)!! يقول تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [المجادلة: 11].قال ابن جرير : إن بالعلم لأهله فضلا وإن له على أهله حقًا، ولعمري للحقّ عليك أيها العالم فضل، والله معطي كل ذي فضل فضله.وكان مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير يقول: فضل العلم أحبّ إليّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع..وكان عبد الله بن مطرف يقول: إنك لتلقى الرجلين أحدهما أكثر صومًا وصلاة وصدقة، والآخر أفضل منه بونًا بعيدًا، قيل له: وكيف ذاك؟ فقال: هو أشدّهما ورعًا لله عن محارمه....وقال القرطبي : قوله تعالى: ولقد ءاتينا داود وسليمن علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين> وفى الآية دليل على شرف العلم وإنافة محله وتقدم حملته وأهله، وأن نعمة العلم من أجل النعم وأجزل القسم، وأن من أوتيه فقد أوتى فضلا على كثير من عباد الله المؤمنين." يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ".
في زاد المسير : قوله تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم } أي : يرفعهم بإيمانهم على مَن ليس بمنزلتهم من الإيمان { و } يرفع { الذين أوتوا العلم } على مَن ليس بعالم . وهل هذا الرفع في الدنيا ، أم في الآخرة؟ فيه وجهان .أحدهما : أنه إخبار عن ارتفاع درجاتهم في الجنة .والثاني : أنه ارتفاع مجالسهم في الدنيا ، فيكون ترتيبهم فيها بحسب فضائلهم في الدِّين والعلم . وكان ابن مسعود يقول : أيها الناس : افهموا هذه الآية ولْتُرغِّبْكم في العلم ، فإن الله يرفع المؤمن العالم فوق مَن لا يعلم درجات .اهـ
{1606}
وفي فتح القدير : ومعنى الآية : أنه يرفع الذين آمنوا على من لم يؤمن درجات ، ويرفع الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا درجات ، فمن جمع بين الإيمان والعلم رفعه الله بإيمانه درجات ، ثم رفعه بعلمه درجات ، وقيل : المراد بالذين آمنوا من الصحابة ، وكذلك الذين أوتوا العلم ، وقيل : المرا د بالذين أوتوا العلم الذين قرءوا القرآن .
وقال ابن كثير : روى أحمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بن الخطاب بعسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزي. قال: وما ابن أبزي؟ فقال: رجل من موالينا. فقال عمر [بن الخطاب] استخلفت عليهم مولى؟. فقال: يا أمير المؤمنين، إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض، قاض. فقال عمر، رضي الله عنه: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب قومًا ويضع به آخرين" وهكذا رواه مسلم من غير وجه، عن الزهري، به اهـ
ثانيا./ 2 - >>الأمل
وجد علماء النفس أن التفكير الإيجابي أهم وأكثر فاعلية في علاج الأمراض من العلاج الطبي! بل إن أطباء الدنيا فشلوا في منح الأمل أو السعادة لإنسان أشرف على الموت، ولكن تعاليم القرآن تمنحنا هذه السعادة مهما كانت الظروف.
وانظروا معي إلى الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت، ماذا فعل؟ هل حزن؟ هل كان يائساً؟هل كان قلقاً أو مكتئباً أو خائفاً؟ أبداً. لقد قالت ابنته فاطمة رضي الله عنها: (واكرب أباه) فقال لها (لا كرب على أبيك بعد اليوم)!! انظروا إلى هذا التفاؤل، من النبي لحظة الموت كان سعيداً وفرحاً بلقاء ربه، فماذا عنا نحن المؤمنين، هل نقتدي بهذا الرسول الرحيم؟...في مسند أبي يعلى الموصلي: عن أنس ، قال : لما وجد النبي صلى الله عليه وسلم من كرب الموت ما وجد ، قالت فاطمة : واكرب أباه فقال : « لا كرب على أبيك بعد اليوم ، إنه قد حضر من أبيك ما ليس الله بتارك منه أحدا ، موافاته يوم القيامة » ..وروى أحمد عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ>أنظروا إلى الدعوة إلى إطلاق العنان للأمل فقد دعا إليه الحبيب حتى في وقت ضيق من أيام الدنيا الذي لاتجدي فيه الغراسة ولا الزراعة ولكن ليبقى الأمل قائما حتى لايتسرب القنوط للمرء فيؤدي به ذلك إلى الانتحار والتخلص من نفسه التي قنطت وأغلقت باب الأمل ...أنظروا إلى سعة أمل اليهود في إقامة دولهم يوم كانوا مطهدين في العالم فقد وعدهم بولفور بإقامة دولة لهم وبعد خمسين عاما قامت في 1948وإلى الآن لأمر أراده ربنا .... أماقوله تعالى((ضربت عليهم الذلة والمسكنة))فقد فهم بعض العلماء من هذه الآية قديما أن اليهود لا تقوم لهم دولة أبدا لكن الآن قامت لهم في 1948حسب وعد {بلفور} لهم غير أن دولتهم لا تدوم كما قيل {دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة }وطبقا لنبوءات المصطفى (ص)سيأتي اليوم الذي يقتلون فيه وإن غدا لناظره قريب. عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ
{1607}
فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ> مسلم.
ثالثا/3- الانتحار
في كل 40 ثانية هناك شخص ينتحر في مكان ما من هذا العالم! وفي كل عام يموت 700 ألف إنسان بعمليات انتحار مختلفة. ويؤكد العلماء في أحدث أبحاثهم العلمية عن منع الانتحار أنه لا بدّ من تعريف الأشخاص ذوي الميول الانتحاريةإلى خطورة عملهم وعواقبه وأنه عمل مؤلم ينتهي بعواقب مأساوية. وهذه الطريقة ذات فعالية كبيرة في منعهم من الانتحار. العجيب أن هذا ما فعله القرآن بالضبط! يقول تعالى:
(وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) [البقرة: 29-30].
وقد تبين أن نسبة الانتحار لدى المسلمين قليلة لدرجة تقترب من الصفر، وهذا يدل على عظمة الإسلام في تعاليمه التي تحرم الانتحار بشدة مما ساهم في خفض هذه النسبة، بينما نجد أعلى نسبة للانتحار عند الملحدين!! فالحمد لله على نعمة الإسلام.
ومن علماء الكون:الدكتور((الكسيس كاريل يقول:((ولعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا))قيل هذه العقد حقيقية بمعنى عقد السحر وقيل كناية عن الوسوسة ومن علاج العقد النفسية ما ذكر النبي(ص)فيما يأتي من الجلوس أو الاضطجاع قال: ((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع))رواه أحمد عن أبي ذر مرفوعا وقال العراقي إسناده جيد .وبالمناسبة فإن أحد الغربيين تعرض لأزمات نفسية فقرر الانتحار أكثر من مرة فكان كلما أصابه هذا الهوس جلس أو اضطجع فيخف عنه ما يحاول فعله فنجا بذلك طبقا لما أخبر به النبي(ص).
وقد ذكرت جريدة الأخبار مؤشرات خطيرة :في المجتمع الأمريكي تضاعف عدد الشباب الذي ينتحر بنسبة100% إذ بلغ العدد 500> منتحرا سنويا بمعدل 13 حادثة يوميا . والقلق النفسي:هو الذي يكون المريض به في حالة عدم انسجام مع محيطه ويجد صعوبة في الاندماج في المجتمع يحس بالألم الداخلية لايفهم مصدرها وجاء في((المنعطف))أن 25 أمريكيا أصبحوا ضحايا للقلق والفوبيا أو مرض((المخاوف))والأوهام وافتراض الكوارث .والفوبيا:هي مرض المخاوف والأوهام وافتراض الكوارث. والفوبيا أشكال وألوان وهي عشرات الأنواع منها الخوف وأشهرها حالة الخوف من الطيران ومن أشهر الشخصيات العربية المصابة بهذا المرض الموسيقار((محمد عبد الوهاب))حيث كان يرفض أن يستقل الطيران وكان معروفا بخوفه الشديد من الزكام حتى كان لا يصافح فيمن يشتبه فيه أنه مصاب بالزكام ولهذا كان يتعاطى للمطهرات وهذا النوع يوجد في بلدنا لكنه نادر ....والآن فإليكم هذه الإحصائيات:
. السويد من أغنى دول العالم ومع هذا جاء في إحصائية وزارة الشئون الاجتماعية أن 25% منهم مصابون بأمراض نفسية وعصبية وأن 30% من مجموع النفقات
.
{1608}
الطبية في السويد تنفقع لى علاج الأمراض النفسية وان نسبة الانتحار بين الشباب تزداد مما دفع المراقبين إلى الذهول رغم ارتفاع دخل الفرد فيها .ومن أسباب انشراح الصدر العمل الصالح لقوله تعالى:((من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة))
ومن أسباب تهدئة النفس الصبر على البلاء وذلك بالأيمان بعقيدة الرضا بالقضاء والقدر للحديث :
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ > رواه مسلم .ومن أنفع الأسباب الوضوء كما سبقومن هنا نعود فنردد مقالة الطيب الشهير<الكسيس كاريل >في عصرنا:((لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا وقد رأيت بوصفي طبيبا كثيرا من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم فلما رفع الطب يديه عجزا وتسليما تدخلت الصلاة فأبرأتهم من عللهم إن الصلاة كمعدن((الراد يوم))مصدر للإشعاع ومولد ذاتي للنشاط))اهـ الدكتور((الكسيس كاريل من علماء الكون والحياة .? وأيضا : ما هي أسباب القلق والمخاوف الجواب في قول الله تعالى:((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمناهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)) فالإيمان مصدر الأمان والطمانينة وأعظم أسباب الخوف والاضطراب هي:
1)الجحود بالله2)أو الشك فيه3)أو الشرك به وصدق الله إذ قال:
((سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا))المؤمن آمن على رزقه لقول لله:((وما من دابة في الأرض إلا على رزقها))وآمن على أجله لقول الله:((فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون))...أما الملحدون الشاكون فمخاوفهم شتى وان كتموها على الناس فهم يخافون الزمان-والكوارث-والفقر-والمرض-والناس-وأشد ما يخوفهم هو الموت))
رابعا /. 4- السعادة الحقيقية
إن التعاليم الإيجابية التي يتلقاها الإنسان ويمارسها لها أثر كبير على سعادته وطول عمره أكثر من تأثير الدواء والعناية الطبية! ولذلك فإن القرآن مليء بالتعاليم الإيجابية وهذا يذكرني بقصة سيدنا يعقوب بعدما فقد ابنيه يوسف وأخاه،فلم ييأس من رحمة الله، وانظروا كيف خاطب أبناءه: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. إنها آية مفعمة بالرحمة، ومليئة بالتفاؤل
وعدم اليأس، انظروا كيف اعتبر القرآن أن اليأس هو كفر بالله تعالى!! لماذا؟ ليعطينا رسالة قوية بأن اليأس من رحمة الله محرم في الإسلام، وهذا ما مارسه المسلمون الأوائل فمنحهم القوة وفتحوا به الدنيا!
فالسعادة إذن سبب مهم في استقرار النفس وطول العمر.....واعلم أن للسعادة أسبابا وهي :
1ــ الإيمان بالله والعمل الصالح لقوله تعالى : (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )) أي حياة سعيدة وقال تعالى أيضا :
{1609}
(( من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صلحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) وفي حديث أبي يحيى صهيب بن سنان قال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ > رواه مسلم .
. وكان سيد الخلق يجد لذته في الطاعة والعبادة فكان يقول : ((عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا بِلَالُ أَرِحْنَا بالصلاة >رواه أحمد
قال الشيخ ابن القيم فالمعاصي تحرم لذة العبادة والعلم وخير دليل هو ما نشاهد اليوم من قلة صبر الناس على مواصلة مجالس العلم والإعراض عنها والله يقول : (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والغشي)) فلذة العبادة تجعل صاحبها يحس بالسعادة ولو كان داخل المعتقلات فهذا الشيخ ابن تيميته رحمه الله يقول وهو في قلعة دمشق في ءاخر المرحلة من مراحل إيذائه : (( ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري أنى رحلت فهي معي لا تفارقني أنا حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة ))
يقول ابن القيم : ـــ حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام بن تيمية في سننه كلامه وإقدامه وكتابه أمرا عجيبا فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر وقد شاهدت العسكر من قوته في الحرب أمرا عظيما . ويقول :
(( وحضرت شيخ الإسلام بن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم ألتفت إلي وقال :
هذه غدوتي ولو لم أتغد الغداء )) وقال لي مرة : لا أترك الذكر إلا بنية إجماع نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر ءاخر أو كلاما هذا معناه
من هنا قال الزمخشري :
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي * من وصل غانية وطبيب عناق
وتما يلي طربالحل عويصة * أشهى وأحلى من مدامة الشاق
وصرير أقلامي على أوراقها .* أحلى من الدكاء والعشاق .
يامن يحاول بالأماني رتبتي .* كم بين مشتغل وءاخر راقي .
أأبيت سهران الدجا وتبيته *. نوما وتبتغي بعد ذاك لحاقي
ولأجل هذا حرص سلفنا الصالح على مجالس العلم عملا بقوله ص) :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ الْمَسَاجِدُ قُلْتُ وَمَا الرَّتْعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ > الترمذي
{1610}
2 ــــ الإيمان بالقضاء القدر بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك هذه الحياة إن لم تسلح فيها المرء بالعقيدة لابد وأن ينتابه هم وحزن ولذا جاء في حديث جبريل تعريف الإيمان متضمنا الإيمان بالقضاء قال ص) (( أن تؤمن بالقدر خيره وشره ))
ولو عدنا إلى سلفنا الصالح نجد أن هذه العقيدة رسخت فيهم حب التحمل وعدم الانزعاج .
فهذا عروة بن الزبير من سلفنا الصالح أصابه السرطان في الركبة فأشار عليه الطبيب بالقطع لكن بعد شرب شيء من الخمر فقال : (( إذن يغفل قلبي عن ذكر الله قال نعم . قال :
دعوني حتى إذا قمت إلى الصلاة ...فقطعوا رجله فأغمي عليه فتزامن القطع مع سقوط ابنه من فوق السطح فلما أفاق قالوا له :
(( أحسن الله عزاءك في رجلك وأحسن الله عزاءك في ابنك )) فقال بكل تسليم : وإيمان بالقضاء :
(( الحمد لله يا رب إن كنت ابتليت فقد عافيت وإن كنت أخذت فقد أعطيت وأبقيت ))
وللتنبيه فقد شكك أحد العلماء في هذه القصة والله أعلم وبالجملة فمن وصل إلى هذا القدر من الإيمان فكيف ينتابه حزن على ضائع أو يفرح بقادم ولا شك أن هذه هي قمة الساعة وقمة الفرح
3ـــــ الإكثار من ذكر الله قال تعالى (( ألا بذكر الله تظئن القلوب )) وقال (( أفمن شرح الله صدره لله سلام فهو نور من ربه )) فالمداومة على الذكر تولد انشراح الصدر وهو قمة السعادة والأريحية والطمأنينة
4 ــــ الإحسان إلى الناس فالذي يحسن إلى عباد الله ويقوم بالخدمات الاجتماعية تجده أكثر الناس إحساسا بالسعادة وهو أمر مجرب
5 ـــ النظر إلى من هو دونك لامن هو فوقك فإنك إذا نظرت إلى من هو أقل منك علما ومادة وعافية ومسكنا علمت فضل الله عليك غير أن أمور الآخرة لابد وأن تنظر إلى الأبعد الذين قطعوا المسافات وخلفوك في ذيل القافلة حتى تستدرك ما عساه قد يمكنك من اللحاق بهم خاصة أولئك الذين يختصرون المسافات من أقرب الطرق وما أحسن قول الشاعر :
.* قل لي بمثل سيرك المدلل * تمشي رويدا وتجي في الأول .
6 ــــــ العفو على المسيئين فإنه هام في جلب الطمأنينة والإحساس بالسعادة والانتصار على النفس وما تتطلبه من رد الفعل ولذا أمر الله به في كتابه فقال : (( فاعفوا واصفحوا )) وقال :(( سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المحسنين }
.
خامسا /.5-الرضا يعالج الأمراض المستعصية على الطب {1611}
أدرك علماء النفس حديثاً أهمية الرضا عن النفس وعن الحياة وأهمية هذا الرضا في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية، وفي دراسة نشرت على مجلة "دراسات السعادة" اتضح أن هناك علاقة وثيقة بين الرضا وبين السعادة. فالتعامل مع الواقع برضا نفس وقناعة يجعل الإنسان أكثر سعادة، والإنسان الذي يتذمر ولا يرضى بما قسم له من الرزق نجده أكثر تعاسة ويكون نظامه المناعي ضعيفاً. وهذا يفسر لماذا التفكير بالأمراض والخوف والحزن والتفكير السلبي،كل ذلك يزيد من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة! فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تفاؤلاً برحمة الله،
وكان يحضّنا على التفاؤل والرضا وكان يقول: (رضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً) فمن قالها كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة!
قلت > قد سبق :ومن أسباب تهدئة النفس الصبر على البلاء وذلك بالأيمان بعقيدة الرضا بالقضاء والقدر. الصبر على بلايا الدنيا إذ لابد لكل بني أنثى من أن يتعرض لما ينغص عليه حياته من فقد مال أومرض بدن أوذهاب حبيب غير أن المؤمن يتلقى المصائب بقلب مليء بالرضي والطما نينة والثبات فعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ الَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا)) أخرجه مسلموقال تعالى : (( ولنبلونكم حتى نعم المجهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم )) قوله: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ } أي: ولنختبرنكم بالأوامر والنواهي، وليس في تقدم علم الله تعالى بما هو كائن أنه سيكون شك ولا ريب، فالمراد: حتى نعلم وقوعه؛ ولهذا يقول
ابن عباس في مثل هذا: إلا لنعلم، أي: لنرى.اهـ ابن كثير . { وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } أي نظهرها ونكشفها بإباء من يأبى القتال، ولا يصبر على الجهاد.كان الفُضَيْلُ بن عِيَاضٍ إذا قرأ هذه الآية بكى ، وقال : اللهم لا تبتلنا فإنك إنْ بلوتنا فضحتنا ، وهتكت أستارنا . وقال من ذاق بعض لذة انشراح الصدر:لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن عليه لجالدونا عليه بالسيوف ولا تظن أن قوله تعالى{إن الأبرار لفي نعيم}مختص بيوم المعاد فقط بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاثة وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من برد القلب وسلامة الصدر( نماذج )) من الصابرين فمنهم أيوب عليه السلام ابتلاه الله بالمرض ثمانية عشر عاما كما جاء في الحديث الآتي ذكره .قال تعالى عنه (({ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَامَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) } وقال {{ واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ـــ إلى أن قال ــ (( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب)) ولقد كان نبي الله أيوب، عليه السلام، غاية في الصبر، وبه يضرب المثل في ذلك. عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه، كانا من أخص إخوانه، كانا (5) يغدوان إليه ويروحان، فقال
{1612}
أحدهما لصاحبه: تَعَلَّم -والله-لقد أذنب أيوب ذنبًا ما أذنبه أحد من العالمين. فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف) ما به. فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب، عليه السلام: ما أدري ما تقول، غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما، كراهة أن يذكرا الله إلا في حق. قال: وكان يخرج في حاجته ، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه، فأوحى إلى أيوب في مكانه: أن اركض برجلك، هذا مغتسل بارد وشراب" ) .قال ابن كثير : رفع هذا الحديث غريب جدًا.
سادسا /. 6.- فوائد التفاؤل
في بحث علمي جديد كشف العلماء أن التفاؤل يزيد من مقاومة الجسم للأمراض ويمنح الإنسان السعادة في حياته.
وهذا سلوك نبوي رائع، لأن سيدتنا عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن أخلاق النبي قالت، كان خُلُقُه القرآن، روى أحمد عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ
سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ>.وفي المعجم الكبير : عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ:"كَانَ خَلْقُهُ الْقُرْآنَ، يَغْضَبُ لِغَضَبِهِ، وَيَرْضَى لِرِضَاهُ". لا يُرْوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: زَيْدُ بن وَاقِدٍ>
فقد طبق القرآن تطبيقاً كاملاً ولذلك حصل على السعادة الحقيقية، ويجب علينا أن نقتدي به في سلوكنا
فتكون أخلاقنا هي القرآن. وحيث يعجز الطب النفسي عن إعطاء الرضا بالواقع نجد القرآن يمنحنا هذا الرضا، يقول تعالى:
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة: 216]. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، فمن الذي علم نبينا هذا السلوك الذي ينادي به علماء الغرب اليوم؟! خلاصة القول في التفاؤل والتشاؤم المذمومين : التشاؤم هوأن تنسب ما لحق بك من ضرر أو أذى لغير فاعله الحقيقى بسبب كراهيتك للمنسوب له وقد ورد التطير فى القرآن فى عدة مواضع هى :
قوله بسورة الأعراف "فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمونقوله بسورة النمل "قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله "فهنا يبين الله أن ثمود قالوا لصالح (ص)اطيرنا بك وبمن معك أى تشاءمنا منك وبمن معك أى أصبنا بسببك وبسبب من معك فهم ينسبون المصائب التى حدثت لهم لصالح (ص)والمسلمين.
قوله في سورة يس "قال إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قال طائركم معكم "يبين الله لنا أن أصحاب القرية قالوا للرسل (ص)الثلاثة :إنا تطيرنا بكم أى إنا تشاءمنا منكم أى إنا أصبنا بسببكم وهذا يعنى أنهم ينسبون المصائب التى وقعت بهم إلى الرسل (ص)الثلاثة ...ثم أخبرالله رسوله (ص)أن أى
{1613}
سيئة أى ضرر يصيب الإنسان إنما هو بسبب نفسه أي بعمل نفسه وفى هذا قال في سورة النساء " وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ".
ماهية التفاؤل :
هو نقيض التشاؤم فإذا كان التشاؤم هو نسبة ما لحق بالإنسان من أذى لغير فاعله الحقيقى فإن التفاؤل هو نسبة ما لحق بالإنسان من خير لغير فاعله الحقيقى وهذا يعنى أن التفاؤل والتشاؤم وجهان لعملة واحدة هى النسبة الخاطئة ولذا فإن كل من التفاؤل والتشاؤم أمران محرمان وأسباب الحرمة هى :
-أن كلا منهما اتهام بلا دليل صحيح . .
**التشاؤم والتفاؤل بالأعداد:
من الغرائب الإعتقادية أن كثير من البشر يعتقدون أن لبعض الأعداد دور فى حياتهم فمنها ما يجلب الضرر ومنها ما يجلب الخير ويضرب المثل بالعدد 13 فى النحس فهو يمثل ظاهرة عالمية حيث يعتقد الكثير من الناس أن اليوم أو البيت أو الشىء الذى يحمل الرقم يصاب فيه بالضرر الإنسان ويضرب المثل بالعددين 7و 10 فى التفاؤل فكثير من الناس يظنون أن هذه الأعداد تجلب لهم الخير فى صوره المتعددة
والمراد أن الإنسان إذا حدث له ضرر فى يوم ما أو فى مكان ما له رقم يحدث أن يتذكر أحداثا متشابهة وفى أثناء هذا التذكر ربما يتذكر صدفة أن حدث ما حدث له فى نفس اليوم أو فى نفس المكان ومن ثم يربط بين الحدثين والرقم فيهما فإذا حدث له بعد ذلك حدث وتصادف حدوثه مع نفس الرقم فإن الإنسان يعتقد أن هذا الرقم هو رقم حظه أو نحسه كما يقال وربما ساعد الإنسان على هذا الاعتقاد ما يتذكره من أحداث تاريخية فيها الرقم ونعود للرقم 13 فنقول أن الذي ساعد على انتشار الاعتقاد بأنه رقم نحس ربما يكون الحكاية التى لا نعلم وقوعها من عدمه وهى أن قسطنطين الأول الرومانى الذى حكم بيزنطة كان عالما بعلم الفلك قد أجرى فى إحدى المرات حسابات فلكية للنجوم خرج منها بزعم أن الرقم 13 سيجلب على عاصمة ملكه القسطنطينية الكوارث ويقال أن السلطان محمد الفاتح قد فتح القسطنطينية فى عام 1453 م ويقال أن مجموع هذه الأرقام هو 13 ورغم أن هذه السنة ليس لها علاقة بالرقم 13 إلا أن المجموع اعتبر هو المقصود وحتى لو اعتبرنا ذلك صحيحا فإن التقويم الإلهى للسنوات ليس هو التقويم الميلادى وأيضا فالسنة عند الله هى السنة القمرية وليست السنة الشمسية المتبعة فى التقويم الميلادى وهذا يعنى أن كل العملية نصب فى نصب ويخيل إلى أن بداية ارتباط هذا الرقم بالنحس هو إنسان هو إنسان ما حدث له حدث مؤذى فى يوم يحمل رقم 13 أو فى مكان يحمل نفس الرقم ثم تصادف أن حدث له أحداث مؤذية فى تواريخ أو أماكن تحمل نفس الرقم ومن ثم وقر فى نفسه أن هذا الرقم هو رقم نحس ومن ثم تحدث مع الناس عنه وانتشر الزعم وساعد عليه أن الناس لا يذكرون إلا ما يريدون فإذا حدث لهم شر فى يوم أو مكان يحمل الرقم 13 ازداد اعتقادهم فى القول وذلك مع أن الشر يحدث فى أيام وأماكن تحمل أرقام أخرى .
{1614}
***التشاؤم من البوم :
البوم طائر وهو مخلوق حسن كأى مخلوق مصداق لقوله بسورة السجدة "الذى أحسن كل شىء خلقه "ومع أن البوم لا علاقة له بالأحداث التى تقع للإنسان فى حياته من خير أو شر إلا الإنسان جعل له علاقة بهذه الأحداث دون مبرر ويقال أن البوم فى المعتقدات الشعبية رمز النحس ومن أمثلة هذه الأحداث المرتبطة بالبوم أن أهل بلدة ويلز يعتقدون أن صوت البوم يكون نذير للفتاة بفقدان عذريتها وفى الصين يقال على صرخات البوم حفر القبور وفى استراليا أن أرواح النساء تحل فى البوم بعد الموت وفى الكتابات نجد أن فى مسرحية يوليوس قيصر يسبق مصرعه نعيق البوم وقد أسمى الشاعر المولود فى بريطانيا "سبنسر "البوم رسول الموت المروع ورغم هذه النظرة السيئة للبوم فإن هناك نظرة حسنة للبوم فقد اعتبره أهل أثينا رمزا للحكمة وفى أسطورة البوم والعندليب نجد البوم هو رفيق الحكماء والحق هو أن البوم طائر خلقه الله لنفع الناس وهو ليس رمزا حسنا أو سيئا والسبب فى اتهام البوم بأنه نحس هو أحد الأمور التالية : -ما سمعه الإنسان من الآباء عن نحس البوم وهو اتباع الأباء ومن ثم صدقه لاعتقاده أن الأباء لا يكذبون . وكل شىء يقع للإنسان من خير أو شر هو من عند الله مصداق ذالك في سورة الأنبياء "ونبلوكم بالخير والشر فتنة "وليس بسبب غراب أو بومة أو غير ذلك اهـ . .الكاتب : رضا البطاوي. منتدى نور الرحمن
**أحاديث في التفاؤل :
روى أحمد : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ> في مصنف ابن أبي شيبة :عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا عدوى ولا طيرة ، وأحب الفال الصالح). في مصنف ابن أبي شيبة عن قطن بن قبيصة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العيافة والطيرة والطرق من الجبت). العيافة : زجر الطير بسعد أو نحس ، والعائف الذي يوصف أن عينه بصيرة بالامور.الطرق : ضرب الحصى أو الاصداف أو خط الرمل تكهنا.الجبت : الشرك والكفر....وفي البخاري : عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَالشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالدَّابَّةِ>في الفتح " وَالتَّطَيُّر وَالتَّشَاؤُم بِمَعْنًى وَاحِد ، فَنَفَى أَوَّلًا بِطَرِيقِ الْعُمُوم كَمَا نَفَى الْعَدْوَى ، ثُمَّ أَثْبَتَ الشُّؤْم فِي الثَّلَاثَة الْمَذْكُورَة....وفي البخاري أيضا عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ>في الفتح : وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْض الْأَحَادِيث مَا لَعَلَّهُ يُفَسِّر ذَلِكَ وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث سَعْد مَرْفُوعًا " مِنْ سَعَادَة اِبْن آدَم ثَلَاثَة : الْمَرْأَة الصَّالِحَة ، وَالْمَسْكَن الصَّالِح ، وَالْمَرْكَب الصَّالِح . وَمِنْ شَقَاوَة اِبْن آدَم ثَلَاثَة : الْمَرْأَة السُّوء ، وَالْمَسْكَن السُّوء ، وَالْمَرْكَب السُّوء " وَفِي رِوَايَة لِابْنِ حِبَّان " الْمَرْكَب الْهَنِيّ ، وَالْمَسْكَن الْوَاسِع " وَفِي رِوَايَةٍ لِلْحَاكِمِ " وَثَلَاثَة مِنْ الشَّقَاء : الْمَرْأَة تَرَاهَا فَتَسُوءك
{1615}
وَتَحْمِل لِسَانهَا عَلَيْك ، وَالدَّابَّة تَكُون قَطُوفًا فَإِنْ ضَرَبْتهَا أَتْعَبَتْك وَإِنْ تَرَكْتهَا لَمْ تَلْحَق أَصْحَابك ، وَالدَّار تَكُون ضَيِّقَة قَلِيلَة الْمَرَافِق " . وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيث أَسْمَاء " إِنَّ مِنْ شَقَاء الْمَرْء فِي الدُّنْيَا سُوء الدَّار وَالْمَرْأَة وَالدَّابَّة " وَفِيهِ سُوء الدَّار ضِيق مِسَاحَتهَا وَخُبْث جِيرَانهَا وَسُوء الدَّابَّة مَنْعهَا ظَهْرهَا وَسُوء طَبْعهَا ، وَسُوء الْمَرْأَة عُقْم رَحِمهَا وَسُوء خُلُقهَا .
وروى مسلم " هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْفَأْلُ قَالَ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ>قال النووي أَمَّا ( الطِّيَرَة )فَبِكَسْرِ الطَّاء وَفَتْح الْيَاء عَلَى وَزْن الْعِنَبَة ، هَذَا هُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف فِي رِوَايَة الْحَدِيث وَكُتُب اللُّغَة وَالْغَرِيب ، قَالُوا : وَهِيَ مَصْدَر تَطَيَّرَ طِيَرَة قَالُوا : وَلَمْ يَجِيء فِي الْمَصَادِر عَلَى هَذَا الْوَزْن إِلَّا تَطَيَّرَ طِيَرَة ، وَتَخَيَّرَ خِيَرَة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة ، وَجَاءَ فِي الْأَسْمَاء حَرْفَانِ وَهُمَا شَيْء طِيَبَة أَيْ طَيِّب ، وَ ( التِّوَلَة ) بِكَسْرِ التَّاء الْمُثَنَّاة وَضَمّهَا وَهُوَ نَوْع مِنْ السِّحْر ، وَقِيلَ : يُشْبِه السِّحْر . وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ : هُوَ مَا تَتَحَبَّب بِهِ الْمَرْأَة إِلَى زَوْجهَا . وَ ( التَّطَيُّر ) التَّشَاؤُم ، وَأَصْله الشَّيْء الْمَكْرُوه مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْل أَوْ مَرْئِيّ ، وَكَانُوا يَتَطَيَّرُونَ بِالسَّوَانِحِ وَالْبَوَارِح ، فَيُنَفِّرُونَ الظِّبَاء وَالطُّيُور ، فَإِنْ أَخَذَتْ ذَات الْيَمِين تَبَرَّكُوا بِهِ ، وَمَضَوْا فِي سَفَرهمْ وَحَوَائِجهمْ ، وَإِنْ أَخَذَتْ ذَات الشِّمَال رَجَعُوا عَنْ سَفَرهمْ وَحَاجَتهمْ ، وَتَشَاءَمُوا بِهَا ، فَكَانَتْ تَصُدّهُمْ فِي كَثِير مِنْ الْأَوْقَات عَنْ مَصَالِحهمْ ، فَنَفَى الشَّرْع ذَلِكَ وَأَبْطَلَهُ ، وَنَهَى عَنْهُ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ تَأْثِير بِنَفْعٍ وَلَا ضُرّ ، فَهَذَا مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا طِيَرَة ) وَفِي حَدِيث آخَر ( الطِّيَرَة شِرْك ) أَيْ اِعْتِقَاد أَنَّهَا تَنْفَع أَوْ تَضُرّ ؛ إِذْ عَمِلُوا بِمُقْتَضَاهَا مُعْتَقِدِينَ تَأْثِيرهَا ، فَهُوَ شِرْك لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لَهَا أَثَرًا فِي الْفِعْل وَالْإِيجَاد .
وَأَمَّا ( الْفَأْل )فَمَهْمُوز ، وَيَجُوز تَرْك هَمْزه ، وَجَمْعه فُؤُول كَفَلْسٍ وَفُلُوس ، وَقَدْ فَسَّرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ الصَّالِحَة وَالْحَسَنَة وَالطَّيِّبَة . قَالَ الْعُلَمَاء : يَكُون الْفَأْل فِيمَا يُسِرّ ، وَفِيمَا يَسُوء ، وَالْغَالِب فِي السُّرُور . وَالطِّيَرَة لَا تَكُون إِلَّا فِيمَا يَسُوء . قَالُوا : وَقَدْ يُسْتَعْمَل مَجَازًا فِي السُّرُور ، يُقَال : تَفَاءَلْت بِكَذَا بِالتَّخْفِيفِ ، وَتَفَأَّلْت بِالتَّشْدِيدِ ، وَهُوَ الْأَصْل ، وَالْأَوَّل مُخَفَّف مِنْهُ وَمَقْلُوب عَنْهُ . قَالَ الْعُلَمَاء : وَإِنَّمَا أُحِبّ الْفَأْل لِأَنَّ الْإِنْسَان إِذَا أَمَلَ فَائِدَة اللَّه تَعَالَى وَفَضْله عِنْد سَبَب قَوِيّ أَوْ ضَعِيف فَهُوَ عَلَى خَيْر فِي الْحَال ، وَإِنْ غَلِطَ فِي جِهَة الرَّجَاء فَالرَّجَاء لَهُ خَيْر . وَأَمَّا إِذَا قَطَعَ رَجَاءَهُ وَأَمَلَهُ مِنْ اللَّه تَعَالَى فَإِنَّ ذَلِكَ شَرّ لَهُ ، وَالطِّيَرَة فِيهَا سُوء الظَّنّ وَتَوَقُّع الْبَلَاء . وَمَنْ أَمْثَال التَّفَاؤُل أَنْ يَكُون لَهُ مَرِيض ، فَيَتَفَاءَل بِمَا يَسْمَعهُ ، فَيَسْمَع مَنْ يَقُول : يَا سَالِم ، أَوْ يَكُون طَالِب حَاجَة فَيَسْمَع مَنْ يَقُول : يَا وَاجِد ، فَيَقَع فِي قَلْبه رَجَاء الْبُرْء أَوْ الْوِجْدَان . وَاللَّهُ أَعْلَم .اهـ ...وروى أبو دود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلَاثًا وَمَا مِنَّا إِلَّا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ> (الطِّيَرَة شِرْك"
أَيْ لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ الطِّيَرَة تَجْلِب لَهُمْ نَفْعًا أَوْ تَدْفَع عَنْهُمْ ضُرًّا فَإِذَا عَمِلُوا بِمُوجِبِهَا فَكَأَنَّهُمْ أَشْرَكُوا بِاَللَّهِ فِي ذَلِكَ وَيُسَمَّى شِرْكًا خَفِيًّا وَمَنْ اِعْتَقَدَ أَنَّ شَيْئًا سِوَى اللَّه يَنْفَع أَوْ يَضُرّ بِالِاسْتِقْلَالِ فَقَدْ أَشْرَكَ شِرْكًا جَلِيًّا . قَالَ الشَّيْخ عِزّ الدِّين بْن عَبْد السَّلَام : الْفَرْق بَيْن
{1616}
الطِّيَرَة وَالتَّطَيُّر أَنَّ التَّطَيُّر هُوَ الظَّنّ السَّيِّئ الَّذِي فِي الْقَلْب ، وَالطِّيَرَة هُوَ الْفِعْل الْمُرَتَّب عَلَى الظَّنّ السَّيِّئ.اهـ عون المعبود
سابعا /7- التفاؤل يطيل العمر
عثر فريق من العلماء على دليل يثبت ما للتفاؤل من محاسن على حياة المرء. فقد توصل فريق من علماء النفس
الأمريكيين إلى أن الأشخاص المنشرحي البال المتفائلين في نظرتهم إلى التقدم في السن، يعيشون لمدة أطول من أقرانهم الذين يستبد القلق بهم. الآن تأملوا معي هذه الآية، يقول تعالى:
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]. إنها آية تحث المؤمن على السلوك الإيجابي
في عدم الوهن وعدم الحزن، ويقول العلماء إن إحساس الإنسان بالوهن يضعف من جهاز المناعة لديه، كذلك
شعور الإنسان بالحزن الدائم يسبب له الاضطرابات النفسية المختلفة. لا نملك إلا أن نقول سبحان الله!
ثامنا /8- مساوئ الحزن
تؤكد الدراسات الحديثة أن الحزن يؤثر على صحة الإنسان ويضعف النظام المناعي له! ولذلك فإن القرآن يخبرنا بأن المؤمن
لا يحزن أبداً لأن الحزن سلوك سلبي، ولو تأملنا كلمة (تحزن) في القرآن وجدناها مسبوقة بكلمة (لا) دائماً،
وهذا يدل على أن المؤمن لا يحزن. وانظروا معي إلى هذه الكلمات النبوية التي جاءت في أصعب الظروف التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40].
انظروا كيف علَّم النبي سيدنا أبا بكر رضي الله عنه ألا يحزن... والله إن هذا الكلام لا يصدر إلا من نبي صادق يعلم أنه مرسل من خالق الكون سبحانه وتعالى.
تاسعا /.. 9- الاستقرار في الزواج
يؤكد الباحثون في مجال علم النفس على أهمية أن يكون للرجل زوجة، ويقولون إن وجود زوجة بقربه دائماً سوف تخفف التوتر النفسي بشكل كبير وتخفف القلق والإحباط. وفي دراسة حديثة وجدوا أن الرجل عندما يسافر وبخاصة سفراً متكرراً من أجل العمل أو التجارة أو الدراسة، فإن احتمال أن يُصاب بأمراض القلب ينخفض جداً عندما يكون بصحبة زوجته! وجدوا أيضاً أن الرجل المتزوج أكثر قدرة على التركيز والإبداع، أما المرأة المتزوجة فقد وجدوا أنها أكثر قدرة على العطاء،
وصدق الله عندما يقول: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
عاشرا /.. 10- الكلمة الطيبة صدقة
يؤكد الباحثون اليوم أن الكلام المليء بالحنان والعاطفة والرفق له تأثير مذهل على الآخرين وبخاصة بين الزوجين،ويخفف إلى حد كبير من المشاكل بينهما. وهناك
{1617}
دراسات علمية تؤكد أن الكلام الطيب يمنح الإنسان نظام مناعة أعلى، ولذلك أخبرنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام أن الكلمة الطيبة صدقة! فهل نفكر بكل كلمة قبل أن نقولها؟! يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) [إبراهيم: 24]
حادي عشر .. 11- التعليم المختلط
نشرت جريدة Daily Mail < ديلي مايل>مقالة حول ضرورة فصل الأولاد عن بعضهم في التعليم الابتدائي، فالطريقة التي يعالج بها المعلومات مختلفة عند الجنسين، وقد وجدوا أيضاً أن تركيز الطفل يكون أكبر عندما يوضع مع أطفال من جنسه،أي الأطفال الذكور في صف والأطفال الإناث في صف آخر، وهكذا يكون أداؤهم أفضل علمياً. وقد قام الدكتور Leonard Sax<ليونارد ساكس > بتأليف كتاب حول هذا الموضوع محاولاً أن يثبت أن التعليم المختلط لا جدوى منه، وأنه يخفض الروح التنافسية ويقلل فرص الإبداع، وأنه من الضروري أن يتم الفصل بين الجنسين منذ المرحلة الأولى أى قبل المدرسة أي من عمر خمس سنوات. لأن سرعة التعلم تختلف بين الجنسين، وسرعة نضوج كل منهما تختلف أيضاً. وهنا نتذكر تعاليم ديننا الحنيف الذي أوصى بضرورة فصل الجنسين عن بعضهما في التعليم وفي النوم،يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود : عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ). والله تعالى يقول (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) [آل عمران: 36].
ثاني عشر/ .. 23- العلاج بالفرح
يؤكد بعض الباحثين أن المشاعر الإيجابية قد تؤثر بشكل مباشر على الصحة عن طريق تغيير التوازن الكيميائي في الجسم.وربما كان السبب في هذه الصلة هو أن التوجه المتفائل يساعد في تعزيز صحة الإنسان من خلال ترجيح نجاح
هؤلاء الأشخاص في الحياة. ونتذكر قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]. فهذه الآية تخبرنا بأن المؤمن يفرح برحمة الله تعالى، هذا الفرح هو نوع من أنواع السلوك الإيجابي وهو نوع من أنواع التفاؤل الذي يمنح المؤمن السعادة وطول العمر ويزيد من مناعة جسده ضد الأمراض.فهل نفرح برحمة الله وفضله......قلت> فلذة العبادة تجعل صاحبها يحس بالسعادة ولو كان داخل المعتقلات فهذا الشيخ ابن تيميته رحمه الله يقول وهو في قلعة دمشق في ءاخر المرحلة من مراحل إيذائه : (( ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري أنى رحلت فهي معي لا تفارقني أنا حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة ))
من هنا كان سيد الخلق إذا حصل له غم فزع إلى الصلاة روى أبو داود " عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى> حَزَبَهُ أَمْر )
{1618}
: بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة ثُمَّ الزَّاي ، قَالَ فِي النِّهَايَة : أَيْ نَزَلَ بِهِ أَمْر مُهِمّ أَوْ أَصَابَهُ غَمّ ،د وروى أبو داود أيضا عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ قَالَ مِسْعَرٌ أُرَاهُ مِنْ خُزَاعَةَ
لَيْتَنِي صَلَّيْتُ فَاسْتَرَحْتُ فَكَأَنَّهُمْ عَابُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَا بِلَالُ أَقِمْ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا>....وكان سيد الخلق يحتمي بالصلاة إذا خشي الكرب فروى أحمد عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ
فَزِعَ يَوْمَ كَسَفَتْ الشَّمْسُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ دِرْعًا حَتَّى أَدْرَكَ بِرِدَائِهِ فَقَامَ بِالنَّاسِ قِيَامًا طَوِيلًا يَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ فَلَوْ جَاءَ إِنْسَانٌ بَعْدَمَا رَكَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ رَكَعَ مَا حَدَّثَ نَفْسَهُ أَنَّهُ رَكَعَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ قَالَتْ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ مِنِّي وَإِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَسْقَمُ مِنِّي قَائِمَةً وَأَنَا أَحَقُّ أَنْ أَصْبِرَ عَلَى طُولِ الْقِيَامِ مِنْهَا
...ثالث عشر ./ 13- علاج الغضب
عندما ينفعل الإنسان تحصل في جسمه تغيرات أهمها إفراز هرمون الأدرينالين، وهذا يؤثر على ضربات القلب واضطراب .استهلاك الأوكسجين وارتفاع ضغط الدم. هذه الأعراض تزداد حدة عندما يكون الإنسان واقفاً لأن عضلات جسمه
تكون مشدودة وهذا يزيد من إفراز الأدرينالين، وإذا ما غضب فجلس أو اضطجع فإن نسبة هذا الهرمون تنخفض.هذا العلاج الطبي الناجح تحدث عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
(إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) [رواه أحمد].جاء رجل إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني، قال: (لا تغضب) فردد مراراً قال: (لا تغضب) [رواه البخاري].
هنالك أبحاث علمية جديدة تثبت صدق كلام النبي وتحذيره، والأخطار الجسيمة التي تنتج عن الغضب والانفعالات النفسية.وعندما يغضب الإنسان يضخ القلب كميات كبيرة من الدم تؤدي إلى ارتفاع الضغط وتكرار هذه الانفعالات مع الزمن قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان والنوبات القلبية. ومن هنا يتضح لناأهمية نصيحة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب). فهل نقتدي بنبي الرحمة ونعالج هذه الظاهرة؟ وروى مالك في الموطإ :عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ> وروى أبو هريرة أن رجلا قال:
{يا رسول الله مرني بعمل وأقلل لا تغضب ثم أعاد عليه فقال لا تغضب }رواه البخاري وقال ابن عمر {ض}قلت لرسول الله {ص}{قل لي قولا وأقلله لعلي أعقلهفقال لا تغضب فأعدت عليه مرتين كل ذلك يرجع إلي لا تغضب}رواه أبو يعلي بسند جيد ..وعن ابن مسعود قال النبي{ص}{ما تعدون الصرعة فيكم قلنا الذي لا تصرعه الرجال قال ليس ذلك ولكي الذي يملك نفسه عند الغضب}رواه مسلم
{1619}
وبالجملة فقوه الغضب محلها القلب ومعناها غليان دم القلب بطلب الانتقام وقد يظهر أثر الغضب على اللسان فينطلق بالشتم والفحش والكلام القبيح وأما أثره على القلب
والغضب علاج ناجح تتبين هذه الوصفة من حديث أبي ذر أن رسول الله {ص}قال لنا {إذا غضب أحدكم هو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع رواه أبو داود وأحمد قال أحد الغربيين أصابتني أزمة نفسه فتعرضت الانتحار ستة عشر مرة فما يصرفني عما أريد إلا أنني أنبطح إلى الأرض.
رابع عشر .. 14 - غض البصر
تؤكد جميع الدراسات أن مشاهدة المناظر الإباحية ينعكس بشكل خطير على صحة الإنسان، وكذلك على حالته النفسية والاجتماعية، وبخاصة على بيته وأسرته وزوجته وقد تؤدي إلى الطلاق والاكتئاب والتوتر النفسي. وقد وجد العلماء أن عدم النظر إلى النساء يساعد على استقرار عمل القلب واستقرار عمل الدماغ،ويجنب الإنسان الكثير من العلاقات التي تضيّع وقته وماله وجهده. والنظر إلى المحرمات يقود للوقوع في هذه المحرمات وما تسببه من أمراض أقلّها الإيدز! وأمراض أخرى نفسية وجسدية، وهذا ما أمرنا به الله تعالى فقال:
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30].
.خامس عشر / 15- البكاء ونعمة الدمع
يقول العلماء إن البكاء مفيد في علاج بعض الاضطرابات النفسية كذلك البكاء ينظف العيون ويساعد على علاج الاكتئاب،والبكاء يخفف أعراض الألم ولذلك فهو نعمة من الله تعالى، يقول تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 109]
لقد زود الله عيوننا بجفون ترمش كل عدة ثوان وتحرك السائل في العين لترطب العين وتحميها من الجفاف،وعندما تقل كمية السائل المفرز يشعر الإنسان بجفاف في عينيه وآلام شديدة لا تُحتمل! كذلك تقوم الدموع بغسل العين ووقايتها من الجراثيم وتعقيمها! أما البكاء فقد ذكره الله كصفة جيدة للمؤمنين فقال:
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) [المائدة: 83].
سادس عشر /16- العلاقات الاجتماعية
اكتشف العلماء أن العزلة تؤدي إلى الاكتئاب ونقص المناعة وأمراض القلب، وينصح العلماء بضرورة العلاقات الاجتماعية والتعاون ومساعدة الآخرين للتمتع بحياة سعيدة. ولذلك أمرنا الله تعالى أن نجتمع على ذكر الله وتلاوة القرآنلنتمتع بالحياة السعيدة المطمئنة، يقول تعالى:
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الكهف: 28].
سابع عشر /17- التعلم عند الأطفال
يؤكد العلماء أن الأطفال يُخلقون وهم لا يملكون أي نوع من أنواع المعرفة، حيث يبدأ الطفل فور ولادته باكتساب المعلومات عن طريق السمع والبصر وتخزينها في دماغه ومعالجتها وتعلم مهارات جديدة باستمرار.وهذه الحقيقة ذكرها القرآن قبل 14 قرناً، يقول تعالى:
{1620}
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78].
ثامن عشر/18- صحة القلب
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن التوتر النفسي والضغوط والغضب تعتبر عوامل مدمرة لصحة الإنسان وقلبه وقد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان! وأفضل طريقة لعلاج هذه الضغوط أن نعفو عن الناس
ولذلك يقول تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى: 40]. وقد وجدت دراسة حديثة أن عدد المصابين بالاكتئاب في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ أكثر من 30 مليون أمريكي، والسبب الأساسي لهذه الظاهرة هو اليأس ونقول: إن المسلم هو أبعد الناس عن الاكتئاب والحزن واليأس .ولذلك قال تعالى: (إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].
تاسع عشر - الحزن والموت
وجد العلماء أن غياب السعادة يزيد من أمراض القلب والأوعية الدموية ويدفع إلى الانتحار. وسبب ذلك الابتعاد عن تعاليم الدين الإسلامي، ولذلك يبشر الله كل مؤمن بأنه لن يحزن أبداً مادام يلتزم بالإيمان بالله والأعمال الصالحة، .يقول تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 277].نرجو المساهمة في نشر هذه الحقائق فالدال على الخير كفاعله وهما في الأجر سواء.بقلم عبد الدائم الكحيل.قال راجي عفو مولاه حميد أمين قد زدت ونقصت من هذا المقال ما رأيته مناسبا لائقا بالموضوع والله الهادي إلى الصواب وصلى الله على نبي الرحمة وآله وصحبه غرة الأمة والحمد لله بدءا وختاما .
لست ربوت