جاء فيروس كورونا المتناهي بالصغر ليفعل بحياة البشر الأفاعيل، وكان من بين تداعياته وتأثيراته أن قررت السلطات في كل الدول الإسلامية تقريبا إغلاق المساجد تجنبا لتزاحم الناس بما يزيد من فرص العدوى بالفيروس الذي أصاب حتى اليوم ما يقرب من 2.5 مليون إنسان وقتل ما يقارب 170 ألفا منهم.
وإذا طالعت عزيزي القارئ مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية، لوجدت كثير دعاء بأن يرفع الله الغمة ويتمكن المسلمون من العودة لأداء الصلاة بالمساجد، ولو تابعت في الأيام الأخيرة خصوصا، لوجدت الدعوات قد تضاعفت وباتت أكثر تركيزا على صلاة التراويح التي اعتاد المسلمون على أدائها في المساجد بعد عشاء كل ليلة من ليالي شهر رمضان الكريم.
لن أدخل بكم في جدل أن بعض من كتبوا متحسرين على إغلاق المساجد ربما لم يكونوا من عمّارها ومرتاديها إلا قليلا، ودعنا نفترض أن الجميع من المعلقة قلوبهم بالمساجد والذين وعدهم نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بأن يكونوا من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة، ومع أني لا أدعي فقها أو فضلا إلا أني أحمل لكم أيها القراء الأحبة ممن اعتادوا صلاة التراويح في بيوت الله، نصيحة بسيطة أو قل وصفة موجزة:
بداية هوّن عليك، وبما أن كل أمر المؤمن خير، فانظر إلى الأمر على أنه خير أراده الله لك، واعلم أن صلاتك في المنزل مضطرا لن تخرجك بإذن الله من فئة المعلقة قلوبهم بالمساجد، فالأعمال بالنيات كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن اضطر فلا إثم عليه، أما لماذا أقول إن في الأمر خير، فتفصيله أن أداء التراويح بالمنزل ربما تكون تجربة تخرج منها رابحا للأسباب التالية:
1- إذا لم تكن ممن يصطحبون أبناءه معه إلى المسجد فالفرصة ستكون مواتية كي تجمعهم ليصلوا خلفك في المنزل لا يتخلف منهم أحد، خاصة أن دائرة الحجج والأعذار باتت ضيقة ومحدودة.
2- اعتدت أن تذهب إلى المسجد فتصلي مأموما أما الآن فأنت يا رب البيت ستكون أنت إمام المصلين، ويا له من شرف ويا لها من مسؤولية أن تتقدم أهلك متقربا إلى ملك الملوك وجبار السموات والأرض.
التراويح بالمنزل.. لا تحسبوه شرا
20/4/2020
جاء فيروس كورونا المتناهي بالصغر ليفعل بحياة البشر الأفاعيل، وكان من بين تداعياته وتأثيراته أن قررت السلطات في كل الدول الإسلامية تقريبا إغلاق المساجد تجنبا لتزاحم الناس بما يزيد من فرص العدوى بالفيروس الذي أصاب حتى اليوم ما يقرب من 2.5 مليون إنسان وقتل ما يقارب 170 ألفا منهم.
وإذا طالعت عزيزي القارئ مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية، لوجدت كثير دعاء بأن يرفع الله الغمة ويتمكن المسلمون من العودة لأداء الصلاة بالمساجد، ولو تابعت في الأيام الأخيرة خصوصا، لوجدت الدعوات قد تضاعفت وباتت أكثر تركيزا على صلاة التراويح التي اعتاد المسلمون على أدائها في المساجد بعد عشاء كل ليلة من ليالي شهر رمضان الكريم.
لن أدخل بكم في جدل أن بعض من كتبوا متحسرين على إغلاق المساجد ربما لم يكونوا من عمّارها ومرتاديها إلا قليلا، ودعنا نفترض أن الجميع من المعلقة قلوبهم بالمساجد والذين وعدهم نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بأن يكونوا من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة، ومع أني لا أدعي فقها أو فضلا إلا أني أحمل لكم أيها القراء الأحبة ممن اعتادوا صلاة التراويح في بيوت الله، نصيحة بسيطة أو قل وصفة موجزة:
بداية هوّن عليك، وبما أن كل أمر المؤمن خير، فانظر إلى الأمر على أنه خير أراده الله لك، واعلم أن صلاتك في المنزل مضطرا لن تخرجك بإذن الله من فئة المعلقة قلوبهم بالمساجد، فالأعمال بالنيات كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن اضطر فلا إثم عليه، أما لماذا أقول إن في الأمر خير، فتفصيله أن أداء التراويح بالمنزل ربما تكون تجربة تخرج منها رابحا للأسباب التالية:
1- إذا لم تكن ممن يصطحبون أبناءه معه إلى المسجد فالفرصة ستكون مواتية كي تجمعهم ليصلوا خلفك في المنزل لا يتخلف منهم أحد، خاصة أن دائرة الحجج والأعذار باتت ضيقة ومحدودة.
2- اعتدت أن تذهب إلى المسجد فتصلي مأموما أما الآن فأنت يا رب البيت ستكون أنت إمام المصلين، ويا له من شرف ويا لها من مسؤولية أن تتقدم أهلك متقربا إلى ملك الملوك وجبار السموات والأرض.
3- إذا كنت ممن لا يحفظون كتاب الله، فهاهي الفرصة قد جاءتك كي تعوض ما فاتك وتبدأ في حفظ ما تستطيع، على الأقل يكون لك ورد يومي تحفظه نهارا ثم تصلي به عندما تؤم أسرتك للتراويح مساء، وتذكر أنها فرصة عظيمة تواتيك بعد أن قضيت عمرك مكتفيا بقصار السور خلال صلواتك.
4- وأما إن كنت من حفاظ كتاب الله فهي فرصتك للمراجعة أو لمزيد منها، فما أجمل أن تصلي بجزء من القرآن إذا كان بإمكانك، أو تكتفي بالنصف إن شق عليك الجزء، وتراجع النصف الآخر في أوقات أخرى من اليوم.
5- وسواء كنت حافظا قديما أم ستبدأ بالحفظ، فكونك تدرك أنك تحفظ وِردا كي تصلي به إماما بعد ساعات سيجعلك أحرص على إجادة القراءة وإتقان أحكام التجويد، وبإمكانك أن تستعين في هذا بمصادر عديدة بينها الكتب والإنترنت، ويا حبذا الاستماع إلى أساطين الترتيل كالشيخين محمود خليل الحصري ومحمد صديق المنشاوي رحمهما الله.
6- ستقول لي إنك كنت معتادا على الصلاة خلف الشيخ فلان حسن الصوت أو الشيخ علّان الذي يجيد القراءة، وأنا سأقول لك ولماذا لا تحاول أن تقلد هؤلاء وتفعل الأمر بنفسك بعد أن ظللت سنوات طوال تكتفي بالسماع.
7- هل تريد أن أخبرك بسر فيما يخص حلاوة الصوت؟ لو قرأت بتركيز وإخلاص سيصل ما تقرأ إلى قلوب المأمومين وسيعتقدون ساعتها أن لديك صوتا من أجمل الأصوات وأنداها، فالصدق أمضى أثرا من التصنع.
8- حتى الدرس الديني الذي اعتدت أن تسمعه في بعض المساجد بعد التراويح يمكنك أن تعده بنفسك وتلقيه على مسامع أهلك، وحبذا لو جعلت لأولادك وحتى بناتك نصيبا من ذلك، فتوكل لكل واحد منهم يوما يتولى فيه مهمة إعداد الدرس وإلقائه على بقية الأسرة.
الأفكار كثيرة لكني سأكتفي بذلك ولعلك تقبل نصيحتي فتجرب الأمر، وأثق أنك ستخرج منه بخير كثير، وربما ينالني منه نصيب الدال على الخير، أما المساجد فلن يطول بها الإغلاق وستفتح أبوابها قريبا بإذن الله، وتكون جاهزة لاستقبال من افتقدوها، ولعلنا ساعتها نكون قد وعينا درس الابتلاء، وعرفنا حجم النعمة ومقدار الفضل الذي يسبغه علينا صاحب الفضل.
اللهم اجعلنا من الحامدين الشاكرين الصادقين المخلصين.
لست ربوت