كيف تكون مميزاً عند الله في شهر رمضان المبارك؟ علي أحمد أبو حوران مدون - داعية إسلامي https://blogs.aljazeera.net/

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية كيف تكون مميزاً عند الله في شهر رمضان المبارك؟ علي أحمد أبو حوران مدون - داعية إسلامي https://blogs.aljazeera.net/

كيف تكون مميزاً عند الله في شهر رمضان المبارك؟ علي أحمد أبو حوران مدون - داعية إسلامي https://blogs.aljazeera.net/

علي أحمد أبو حوران
من فضل الله عز وجل علينا كأمة إسلامية أن أكرمنا بشهرٍ مخصوص تتجلى فيه الرحمات وتتنزل فيه البركات أكثر من غيره، فهو محطة إيمانية تأتي في العام مرةً واحدة، لابد للعاقل من اغتنامها قبل أن تذهب منه وهي وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث قال في الصحيح: "رغم أنف من بلغ رمضان ولم يغفر له". وقد أعان الله عباده في هذا الشهر بسبلٍ شتى، تعينهم على القيام بهذه العبادة عبادة الصوم على أفضل وجه، وما علينا إلا الأخذ بهذه السبل والتقوي بها، ومن أهمها أن الله يصفد الشياطين بالسلاسل في هذا الشهر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إذا جاء رمضان صفدت الشياطين"، فهذه أكبر عقبةٍ قد زيحت عن الطريق، فلذلك كان واجباً على المؤمنين أن يتسابقوا ويسارعوا في هذا الشهر خاصةً عن غيره في اغتنام القدر الأكبر من الحسنات والفوز بها إن شاء الله
ولذلك بشر النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح فقال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه".

وقال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (سورة آل عمران: 133). وقال تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ)(المطففين آية: 26) فأين المشمرين لطاعة الله وضيفنا يصل بعد أيام قليلة إن شاء الله..

المتتبع لأحوال الناجحين والفائزين في مسارات الحياة الدنيوية المختلفة يجدهم يجتهدون في الإعداد والاستعداد، فالطالب المتفوق تجده يعد للسنة الدراسية قبل بدايتها والعدَّاء الماهر يعد للسباق قبل حينه.. هل رأيتم لاعباً يدخل المباراة قبل التحمية لا! لذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يستعدون لرمضان قبل ستة شهور بالعمل والإخلاص وفي الأشهر الأخرى بعد رمضان يسألون الله أن يبلغهم رمضان بالدعاء والإستغفار.. لذلك وجب علينا ونحن نستقبل رمضان بعد أيام قليلة أن نستعد أيضاً ونجهز النفوس والأهل والبيوت كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكيف نستعد لشهر رمضان شهر الرحمن شهر القرآن، إليكم بعض الخطوات المهمة والوصايا القيمة لذلك ارجوا أن تعملوا بها وتنتفعوا منها:

في رمضان يقبل الناس على تلاوة القرآن وختمه ولكن لتكن تلاوته سلسة وختمته عليك يسيرة فابدأ في وضع برنامج لذلك وقسم الختمة على أوقاتك، وإن كانت عادتك أن تتلو جزءا يوميا فلتجعلها جزئين أو ثلاث
- النية: لا تبدأ أي عمل إلا وقد أصلحت نيتك، فلن يُقبل عملك إلا إن كان خالصا صوابًا موافقًا للشرع، فانوي الاستعداد كي يكون عملك مقبولاً، ثم تعلم أحكام الصيام وعلمها أهل بيتك ومعارفك من الآن وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات" واعقد العزم على صوم الشهر كاملاً متوكلاً على الله عزوجل ومستعيناً به ولا تلتفت إلى الشائعات التي يطلقها قومٌ مهابيل عن إفطار شهر رمضان بحججٍ واهية كاذبة ، كذبها أهل الإختصاص من الأطباء.

- التنظيف: أرأيت إن كنت تتوقع ضيفاً سوف يزورك في بيتك بعد أيام، ووجدت البيت متسخًا، ماذا تفعل؟ هل تزينه قبل أن تنظفه؟ أم تعْمد أولا إلى تنظيفه وترتيبه وتهيئته كما يجب وإعداد الضيافة التي تليق بهذا الضيف قبل أي شيء؟ لذلك لا تدخل رمضان الجديد إلا وقد نقِّيت قلبك ونظفته مما شابه من شهوات وشبهات. تُب إلى الله مما نظرت له عينك بالحرام، واستمعت له أذنك، وامتدت له يدك، وسارت إليه رجلك، لا تقل ما زال معي وقت لقبيل رمضان فأفعل فيها بعض المنكرات أو ألعب فيها بعض القمار أو أبقى مع فلانة اتمتع ببعض الوقت معها أو أسهر قليلا مع رفاق السوء حتى إذا جاء رمضان توقفت، وأقلعت عنهم، وهل تضمن حياتك؟ تذكر أن الله تعالى يغار، وغيرته أن تُنتهك محارمه. وإياك أن تُسوِّف التوبة، وأن يغرّك حلم الله وستره، فإن الله تعالى يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته..

- تهذيب النفس: هذّب نفسك وألزمها التقوى منذ الآن، فرمضان مدرسة للمتقين. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(سورة البقرة: 183) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْجَهْلَ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))(رواه البخاري 1903).

- صلة الأرحام: بادر بصلة رحمك، واحذر أشد الحذر من قطعها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟، قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك. ثم قال أبو هريرة: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)(سورة محمد: 22) (رواه البخاري). والواصل المكافئ هو من إذا قطعوه ارحامه وصلهم..

- سلامة الصدر: هل من نعيم أجمل من سلامة الصدر؟... تقضي يومك وليلتك وأنت في راحة بال، بينما غيرك تغلي قلوبهم حنقًا على غيرهم. احرص أن تكون "مخموم" القلب من الآن، وادخل رمضان وقد فرّغت قلبك للانشغال به دون سواه. ((قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟، قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قالوا: "صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب"، قال: "هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد")) فلا تنم على وسادتك إلا وقد ارحت قلبك وسامحت جميع الخلق..

- سلامة اللسان: فنبتعد عن كل غيبة وعن كل نميمة، قيل للشافعي فلان يذكرك بسوء فقال له : ان صدقت فأنت نمام وإن كذبت فأنت فاسق..

- القرآن: في رمضان يقبل الناس على تلاوة القرآن وختمه ولكن لتكن تلاوته سلسة وختمته عليك يسيرة فابدأ في وضع برنامج لذلك وقسم الختمة على أوقاتك، وإن كانت عادتك أن تتلو جزءا يوميا فلتجعلها جزئين أو ثلاثا بل حاول أن تجعل لك في كل عشرة أيام منه ختمة والفطن من خصص له وقتاً لا يتركه ابدا، لا أن تجعل القرآن لوقت فراغك فقط وتقدم عليه المسلسلات وغيرها والإنترنت

- الصلاة: عمود الإسلام وأهم فرائض، فعوِّد نفسك من الآن ان تصلي في جماعة مع اهلك وزوجتك وأولادك، وعود نفسك المكوث بعد الصلاة فترات أطول بعد الصلاة للذكر والأذكار تحضيراً للاعتكاف في رمضان إن شاء الله.

- الشعور بالغير: من خلال الصدقات فاستعد لإطعام المساكين وتفطير الصائمين فابدء من الآن بالصدقات واعلموا أن هناك فقراء لا تملك شيئاً لرمضان ولا لغيره من طعام وشراب وبعضهم لا يملك الثياب الجيدة حتى وقد عهدنا عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه كان أجود مايكون في رمضان وكان أجود من الريح المرسلة.

- للمدخنين: أخي وأختي، رمضان فرصة عظيمة لترك هذه الآفة اللعينة المحرمة، فاعتد من الآن على نبذها وتركها وضع النية الصالحة أنك تتركها لله ثم لتحافظ على صحتك واسأل الله أن يعينك على ذلك فابدأ من الآن بالتخفيف منها وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (( من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه)).

- الأذكار: من الآن عود لسانك أن يكون رطبا بذكر الله فلا تفتر عن الذكر والاستغفار والتسبيح والتهليل فما أيسرها من عبادة وما أكبر أجرها عند الله.

- تنظيم الأعمال: فرتب مواعيدك وما ترتبط به من أمور، وحاول قدر الإمكان التخفيف من الجلوس أمام التلفاز والانترنت لغير ضرورة، ونظم وقتك لرمضان بعيداً عن مواعيد المسلسلات والبرامج والمسابقات..

- النوم مبكراً: ابتعد عن السهر وجرب من الآن النوم مبكرا والاستيقاظ قبل الفجر بساعة أو أكثر تدربا على قيام الليل ومناجاة الله في السحر، فكم من شباب يقضون اوقاتهم يتنقلون بين القنوات وفي صفحات الإنترنت طوال الليل وينامون عن فضيلة القيام ولو ركعتين..

- الدعاء: أكثر لنفسك ولاهلك وأولادك من الدعاء قبل وبعد كل صلاة ولا تنسى اهلك من النصيحة ورفع همتهم وتنبيههم أيضاً بالاستعداد، "فخيركم خيركم لأهله".

- المسامحة: أخيراً والأهم العفو عن كل الناس وخصوصاً من ظلمك، أو جار عليك فالعفو من شيم الكرام، فلا تدخل رمضان وقلبك فيه مثقال ذرة من بغض أو حقد على إنسان وسامح لوجه الله..

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button