
إن الحجر الصّحي المنزلي تجربة فردية. وعليه، فإنّ كلّ خطاب تشميلي-قسري نحوها، يدّعي الصّلاحية المطلقة والعمومية، يسقط في التّهافت والتّعالي، وبخاصّة من لدن المنتمين لحقل العلوم الإنسانية.
إنّ تجربة الحجر الصّحي المنزلي ليس فقط وضعية سوسيو أمنية، بل إنّها حدث اجتماعي يكشف عن تضاريس العالم الاجتماعي المشترك الذي نعيشه، وعن طيّاته. ومن تمّ، فإن بعضا من أشكال المقاومة نحوها، لا يعيشها الفاعل الهشّ كتمرّد، كما يفسّره البعض من الخارج، بل إنّها إيماءات تكشف عن المعاناة، وعن اختلالات البنيات والمؤسسات التي لا تحضننا بشكل عادل ومنصف.
فاستبصار ما قد يصدر عن الفئات الهشّة من مقاومة للحجر، ينبغي أن يفهم فى جوانيته، وفي رمزيته الاجتماعية، بما يدفع المتابعين للحاضر إلى التّروي والاستبصار، حتى نتجنّب إصدار أحكام معيارية.
إن الفهم الجواني لتلك المقاومة يقتضي الإنصات لصوت ضحايا هذه اللحظة التاريخية، بغاية التدخل الاجتماعي المتوازن، والابتعاد عن الاتهام و العنف، بما يدفع الفاعلين العموميين إلى تعبئة الموارد المادية والثقافية اللازمة الكفيلة بمعالجة الاختلالات، واستباق الاثار.
خلاصة القول، إن تجربة الحجر الصّحي المنزلي، في مواجهة جائحة كورونا بالمغرب، تجربة ميسمها التعدّد لا التطابق، وهي ليس فقط مناسبة للتعبئة الجماعية، كلّ حسب دوره ومكانته، بل إنها حدث سوسيو تاريخي فارق في ذاكرتنا، يحفز الذّوات الاجتماعية على التفكير الانعكاسي، و النّخب العالمة على التفكير النّقدي في مفهومي الدّولة والمجتمع، هنا والان. "
ابن الغالي توفيق.
لست ربوت