الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد نحمده ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ونصلي ونسلم على الرحمة المداة والنعمة المسداة سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .وبعد موضوعنا <صفات الرجل النافع الإجتماعي>
أيها المسلمون إن من الناس من همته في التريا يرى مهموم القلب مشغول البال بأحوال أمته لايرقأ له جفن ولا يهدأ له بال طالما يرى في الأمة القلاقل تجرفها والأهواء تشاكسها وإن من الناس من لايعنيه هموم الآخرين ولا مآسيهم وأحزانهم بل همه مقصور على بطنه ومن بجنبه من أهله ودويه يشح بكل شيء حتى بالدعاء فكيف من هذا حاله تراه يوما يسعى لينهض من مستوى وطنه الذي ترعرع فيه فضلا أن يشغله هموم وطنه الواسع العالم الإسلامي والعربي إن هدي السلف كان بخلاف ذلك فقد كان عمر في بعض أعوام المجاعة يكتفي بأكل الزيت فإذا سمع لبطنه رجة يقول لها : قرري أو لاتقرقري فوالله لا تشبعي حتى يشبع أطفال المسلمين > كذا في التاريخ وهذا صلاح الدين الأيوبي ماريئ ضاحكا إبان احتلال للقدس فقد قال كيف أضحك والقدس في يد الصليبيين وهذا الشيخ رشيد رضا كان إذا دخل منزله مغبر اللون مشغول المزاج تقول له أمه يابني أمات أحد من المسلمين حتى أراك مهموما ..وهذه أم هانئ قامت بشفاعة لأحدهم أجرته وهذا من التعاون المحمود الذي يبعث في الأمة روح الأخوة والتقارب .فروى البخاري عن أُم هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ قَالَتْ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ فَقُلْتُ أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ فُلَانَ ابْنَ هُبَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ وَذَاكَ ضُحًى> .وقال النووي : وَاسْتَدَلَّ بَعْض أَصْحَابنَا وَجُمْهُور الْعُلَمَاء بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى صِحَّة أَمَان الْمَرْأَة .ومنها ما في كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: عن عبد الله بن رجاء الغداني قال: كان لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكاف يعمل نهاره أجمع حتى إذا جنه الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحماً فطبخه أو سمكة فيشويها ثم لا يزال يشرب حتى إذا دب الشراب فيه غنى بصوت وهو يقول:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
فلا يزال يشرب ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم وكان أبو حنيفة يسمع جلبته وأبو حنيفة كان يصلي الليل كله ففقد أبو حنيفة صوته فسأل عنه فقيل: أخذه العسس منذ ليال وهو محبوس فصلى أبو حنيفة صلاة الفجر من غد وركب بغلته واستأذن على الأمير قال: الأمير إيذنوا له واقبلوا به راكبا ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط ففعل ولم يزل الأمير يوسع له من مجلسه وقال ما حاجتك؟ قال: لي جار إسكاف أخذه العسس منذ ليال يأمر الأمير بتخليته فقال: نعم وكل من أخذه بتلك الليلة إلى يومنا هذا فأمر بتخليتهم أجمعين فركب أبو حنيفة والإسكافي يمشي وراءه فلما نزل أبو حنيفة
<2365>
مضى إليه فقال: يا فتى أضعناك قال: لا بل حفظت ورعيت جزاك الله خيراً عن حرمة الجوار ورعاية الحق وتاب الرجل ولم يعد إلى ما كان.اهـ...ولا ننكر أنه في أمتنا اليوم أمثال هذا بكثرة يعيش للآخرين وقته مصروف في حاجاتهم وفي أمتنا من يعش لنفسه يهمه شأنه فقط .عن العباس رضي الله عنه : عم النبي {ص)(( كنت جارا لعمر بن الخطاب فما رأيت أحدا أفضل منه إن ليله صلاة وإن نهاره صيام أو في حاجات الناس ))
في المعجم الأوسط للطبراني \ عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، ومن لم يصبح ويمس ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم » « لا يروى هذا الحديث عن حذيفة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : عبد الله بن أبي جعفر الرازي »في مصنف أبي شيبة\ عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يؤمن من بات شبعان وجاره طاو إلى جنبه ".
.وفي مسند أحمد \ عَنِ ابْنِ عُمَرَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمْ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى>..والآن وبعد هذه الجولة فلنستمع إلى صفات الرجل النافع الذي يعيش هموم أمته
ألا> من صفات الرجل النافع :قضاء حوائج المسلمين \\روى مسلم والبخاري \عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
روى ابن حبان\ عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله ، يقول : لدغت رجلا منا عقرب ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رجل : يا رسول الله أرقيه ؟ ، فقال صلى الله عليه وسلم : « من استطاع منكم أن ينفع أخاه ، فليفعل »
في المعجم الأوسط للطبراني\ عن ابن عمر ، أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ وأي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ، يعني مسجد المدينة ، شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله عز وجل قلبه أمنا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى أثبتها له أثبت الله عز وجل قدمه
<2366>
على الصراط يوم تزل فيه الأقدام » « لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا سكين بن سراج ، تفرد بت عبد الرحمن بن قيس »
ثانيا>> من الصفات :عيادة المرضى\\. في المعجم الأوسط للطبراني عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عودوا (1) المرضى ، ومروهم فليدعوا لكم ، فإن دعوة المريض مستجابة ، وذنبه مغفور » « لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به عبد الرحمن بن قيس » ) العيادة : زيارة الغير
ثالثا>>من الصفات : إصلاح ذات البين \\
روى أبو داودعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَة>... في عون المعبود\ قَالَ إِصْلَاح ذَات الْبَيْن ): أَيْ أَحْوَال بَيْنكُمْ يَعْنِي مَا بَيْنكُمْ مِنْ الْأَحْوَال أُلْفَة وَمَحَبَّة كَقَوْلِهِ تَعَالَى { وَاَللَّه عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُور } : وَهِيَ مُضْمَرَاتهَا . وَقِيلَ : الْمُرَاد بِذَاتِ الْبَيْن الْمُخَاصَمَة وَالْمُهَاجَرَة بَيْن اِثْنَيْنِ بِحَيْثُ يَحْصُل بَيْنهمَا بَيْنٌ أَيْ فُرْقَة ، وَالْبَيْن مِنْ الْأَضْدَاد الْوَصْل وَالْفَرْق
قوله\( وَفَسَاد ذَات الْبَيْن الْحَالِقَة ): أَيْ هِيَ الْخَصْلَة الَّتِي مِنْ شَأْنهَا أَنْ تَحْلِق الدِّين وَتَسْتَأْصِلهُ كَمَا يَسْتَأْصِل الْمُوسَى الشَّعْر . وَفِي الْحَدِيث حَثٌّ وَتَرْغِيب فِي إِصْلَاح ذَات الْبَيْن وَاجْتِنَاب عَنْ الْإِفْسَاد فِيهَا ، لِأَنَّ الْإِصْلَاح سَبَب لِلِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّه وَعَدَم التَّفَرُّق بَيْن الْمُسْلِمِينَ ، وَفَسَاد ذَات الْبَيْن ثُلْمَة فِي الدِّين فَمَنْ تَعَاطَى إِصْلَاحهَا وَرَفَعَ فَسَادهَا نَالَ دَرَجَة فَوْق مَا يَنَالهُ الصَّائِم الْقَائِم الْمُشْتَغِل بِخُوَيْصَةَ نَفْسه .قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ : صَحِيح ،.
روى الترمذي \عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا\قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
رابعا>>ـ من الصفات : الدفاع عن عرض المسلم >>
روى الترمذي\عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ>...قَوْلُهُ : ( مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ )أَيْ مَنَعَ غِيبَةً عَنْ أَخِيهِ...قوله\( رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ )>أيْ صَرَفَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِ الرَّادِّ نَارَ جَهَنَّمَ . قَالَ الْمُنَاوِيُّ : أَيْ عَنْ ذَاتِهِ الْعَذَابَ وَخَصَّ الْوَجْهَ ؛ لِأَنَّ تَعْذِيبَهُ أَنْكَى فِي الْإِيلَامِ وَأَشَدُّ فِي الْهَوَانِ ..روى البخاري عن عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ>
في الفتح \وْله ( وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
<2367>
أَيْ يَقُولُ بِحَضْرَتِهِ أَوْ يَفْعَلُ مَا يَضْحَكُ مِنْهُ ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيق هِشَام بْن سَعْد عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ بِسَنَدِ الْبَاب " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُلَقَّب حِمَارًا وَكَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعُكَّةَ مِنْ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ فَإِذَا جَاءَ صَاحِبه يَتَقَاضَاهُ جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَعْطِ هَذَا مَتَاعَهُ ، فَمَا يَزِيدُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْتَسِمَ وَيَأْمُر بِهِ فَيُعْطَى " وَوَقَعَ فِي حَدِيث مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حَزْم بَعْد قَوْله " يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " قَالَ " وَكَانَ لَا يَدْخُلُ إِلَى الْمَدِينَةِ طَرْفَة إِلَّا اِشْتَرَى مِنْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَهْدَيْت لَك ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ طَلَبَ ثَمَنَهُ جَاءَ بِهِ فَقَالَ : أَعْطِ هَذَا الثَّمَنَ ، فَيَقُول أَلَمْ تُهْدِهِ إِلَيَّ ؟ فَيَقُول : لَيْسَ عِنْدِي ، فَيَضْحَك وَيَأْمُر لِصَاحِبِهِ بِثَمَنِهِ " وَهَذَا مِمَّا يُقَوِّي أَنَّ صَاحِب التَّرْجَمَة وَالنُّعَيْمَانَ وَاحِد وَاَللَّه أَعْلَمُ..... قَوْله ( قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَاب )أَيْ بِسَبَبِ شُرْبِهِ الشَّرَابَ الْمُسْكِر... قَوْله ( فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا )
فَذَكَرَ سُفْيَان الْيَوْم الَّذِي أُتِيَ بِهِ فِيهِ وَالشَّرَاب الَّذِي شَرِبَهُ مِنْ عِنْد الْوَاقِدِيّ ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَته " وَكَانَ قَدْ أُتِيَ بِهِ فِي الْخَمْر مِرَارًا " ...... قَوْله ( قَالَ رَجُل مِنْ الْقَوْم )لَمْ أَرَ هَذَا الرَّجُل مُسَمًّى ، وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة مَعْمَر الْمَذْكُورَة " فَقَالَ رَجُل عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثُمَّ رَأَيْته مُسَمًّى فِي رِوَايَة الْوَاقِدِيّ فَعِنْده " فَقَالَ عُمَر ".....قَوْله ( لَا تَلْعَنُوهُ )فِي رِوَايَة الْوَاقِدِيّ " لَا تَفْعَل يَا عُمَر " وَهَذَا قَدْ يَتَمَسَّك بِهِ مَنْ يَدَّعِي اِتِّحَادَ الْقِصَّتَيْنِ ، وَهُوَ بَعِيدٌ لِمَا بَيَّنْته مِنْ اِخْتِلَاف الْوَقْتَيْنِ ، وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بِأَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ لِلنُّعَيْمَانِ وَلِابْنِ النُّعَيْمَانِ وَأَنَّهُ اِسْمه عَبْد اللَّه وَلَقَبه حِمَار ، وَاَللَّه أَعْلَمُ .....قَوْله ( فَوَاَللَّهِ مَا عَلِمْت إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ).....
وَفِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد جَوَاز التَّلْقِيب وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْل فِيهِ فِي كِتَاب الْأَدَب ، وَهُوَ مَحْمُولٌ هُنَا عَلَى أَنَّهُ كَانَ لَا يَكْرَههُ ، أَوْ أَنَّهُ ذُكِرَ بِهِ عَلَى سَبِيل التَّعْرِيف لِكَثْرَةِ مَنْ كَانَ يُسَمَّى بِعَبْدِ اللَّه ، أَوْ أَنَّهُ لَمَّا تَكَرَّرَ مِنْهُ الْإِقْدَامُ عَلَى الْفِعْل الْمَذْكُور نُسِبَ إِلَى الْبَلَادَة فَأُطْلِقَ عَلَيْهِ اِسْمُ مَنْ يَتَّصِفُ بِهَا لِيَرْتَدِعَ بِذَلِكَ . وَفِيهِ الرَّدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُرْتَكِبَ الْكَبِيرَةِ كَافِرٌ لِثُبُوتِ النَّهْيِ عَنْ لَعْنِهِ وَالْأَمْرِ بِالدُّعَاءِ لَهُ . وَفِيهِ أَنْ لَا تَنَافِيَ بَيْن اِرْتِكَاب النَّهْي وَثُبُوت مَحَبَّة اللَّه وَرَسُوله فِي قَلْب الْمُرْتَكِب لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ بِأَنَّ الْمَذْكُورَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُوله مَعَ وُجُود مَا صَدَرَ مِنْهُ . وَأَنَّ مَنْ تَكَرَّرَتْ مِنْهُ الْمَعْصِيَةُ لَا تُنْزَعُ مِنْهُ مَحَبَّةُ اللَّهِ وَرَسُوله ، وَيُؤْخَذ مِنْهُ تَأْكِيدُ مَا تَقَدَّمَ أَنَّ نَفْي الْإِيمَان عَنْ شَارِب الْخَمْر لَا يُرَاد بِهِ زَوَاله بِالْكُلِّيَّةِ بَلْ نَفْيُ كَمَالِهِ كَمَا تَقَدَّمَ ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون اِسْتِمْرَار ثُبُوت مَحَبَّة اللَّه وَرَسُوله فِي قَلْب الْعَاصِي مُقَيَّدًا بِمَا إِذَا نَدِمَ عَلَى وُقُوع الْمَعْصِيَة وَأُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدّ فَكَفَّرَ عَنْهُ الذَّنْبَ الْمَذْكُورَ ، بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يَقَع مِنْهُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُخْشَى عَلَيْهِ بِتَكْرَارِ الذَّنْبِ أَنْ يُطْبَع عَلَى قَلْبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يُسْلَبَ مِنْهُ ذَلِكَ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ . وَفِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى نَسْخِ الْأَمْرِ الْوَارِدِ بِقَتْلِ شَارِب الْخَمْر إِذَا تَكَرَّرَ مِنْهُ إِلَى الرَّابِعَة أَوْ الْخَامِسَة ، فَقَدْ ذَكَرَ اِبْن عَبْد الْبَرّ أَنَّهُ أُتِيَ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ مَرَّة ، وَالْأَمْر الْمَنْسُوخ أَخْرَجَهُ الشَّافِعِيّ فِي رِوَايَة حَرْمَلَة عَنْهُ وَأَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَالدَّارِمِيُّ وَابْن الْمُنْذِر وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِي هُرَيْرَة
<2368>
رَفَعَهُ " إِذَا سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ ، ثُمَّ إِذَا سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ ، ثُمَّ إِذَا سَكِرَ فَاجْلِدْهُ ، ثُمَّ إِذَا سَكِرَ فَاقْتُلُوهُ "....اهـ الفتح
خامسا>>» من الصفات \التزام حسن الخلق في مسامحة ذوي الوقيعةفي الأعراض.لأن خلق الرجل الاجتماعي تتحمل رعونة الآخرين وحمقاتهم طبقا لما رواه ابن ماجه \ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ>..ولما أوثر عن الأوائل من تحمل للكلمات النابية فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ أَبِي ضَمْضَمٍ قَالُوا وَمَنْ أَبُو ضَمْضَمٍ قَالَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِمَعْنَاهُ قَالَ عِرْضِي لِمَنْ شَتَمَنِي> رواه أبو داود.في < بَاب مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُحِلُّ الرَّجُلَ قَدْ اغْتَابَهُ> يقال : فلان في حل : أبرأ ذمته وليس عليه لوم...قوله \( عِرْضِي لِمَنْ شَتَمَنِي ): أَيْ مُتَصَدِّق لِمَنْ شَتَمَنِي ...وفي شعب الإيمان للبيهقي\ أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : « أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضمضم ؟ » قالوا : وما أبو ضمضم يا رسول الله ؟ قال : « كان أبو ضمضم رجلا فيمن كان قبلنا إذا أصبح ، قال : اللهم إني أتصدق اليوم بعرضي على من ظلمني »...وفي شعب الإيمان أيضا\عن علية بن زيد ، أخبرني حارثة ، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : اللهم إني تصدقت بعرضي على من نالني من خلقك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أين المتصدق بعرضه البارحة ؟ » قال : أنا يا رسول الله ، قال : « إن الله تعالى قد قبل صدقتك » قلت : « لم يقم شيخنا إسناده.
وفي المعجم الكبير للطبراني \عَنْ عُقْبَةَ بن عَامِرٍ، قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَبَدَرْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، أَوْ بَدَرَنِي فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ:"يَا عُقْبَةُ، أَلا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ أَخْلاقِ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَأَهْلِ الآخِرَةِ؟ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ، الَّذِي أَرَادَ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُمَدَّ لَهُ فِي عُمُرِهِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، وَلْيَصِلْ ذَا رَحِمِهِ"
سادسا>>من الصفات \ التسامح مع المدين والليونة في طلب قضاء الحقوق والتزام المرونة في التعامل التجاري وعدم المشاحة فيه وذلك لقوله(ص):((رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى))رواه البخاري....فأفاد الحديث استحباب المسامحة في البيع والشراء وذلك بأن يترك كل من البائع والمشتري ما يسبب ضجر الآخر ولعل من المسامحة أن يزيد المشتري في الثمن وأن يزيد البائع في السلعة---وأفاد أيضا الحث على الليونة في طلب قضاء الحقوق واستحباب التنازل عن شيء منها ومعنى سمحا أي سهلا واقتضى أي طلب قضاء حقه....وقوله(ص):((من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيمة فلينفس عن معسر أو يضع عنه))رواه مسلم .فـ<سره> هنا بمعنى المضارع أي أفرحه . والنجاة:الخلاص والكرب:الغم والضيق ومعنى فلينفس عن معسر:أي يؤخر مطالبة من عليه دين حل أجله ولم يتيسر له وفاؤه أو يفرج عنه بأن يعطيه مالا ليوفي دينه ومعنى يضع
<2369>
عنه:أي يحط عنه الدين كله أو بعضه ....وقوله(ص):((كان رجلا يداين الناس وكان يقول لفتاه:إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه))متفق عليه وقوله(ص):((من انظر معسرا أو وضع عنه أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله))رواه الترمذي. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ بَعِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطُوهُ فَقَالُوا مَا نَجِدُ إِلَّا سِنًّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَوْفَيْتَنِي أَوْفَاكَ اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطُوهُ فَإِنَّ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ أَحْسَنَهُمْ قَضَاءً>البخاري
.السن : الناقة أو البعير في عمر معينة..هل اتبع معظمنا اليوم هذه التعاليم والأخلاق فكم نسمع من مقترض تنكر لمقرضه وكم من مكتر امتنع من أداء الكراء والسداد أو من الإفراغ نظرا لما عليه معظم الجماهير لجهلهم بأحكام الشرع وتعاليمه السمحة ..وكم من شخص منح دارا للسكنى رحمة به تحول إلى وارث يطالب بالفدية مقابل الإفراغ .ثم كم من مقترض امتنع عن السداد أو ماطل بلا موجب شرعي وهناك أحوال كثيرة في مجتمعا أضربنا عن ذكرها لطولها وسماجتها وبالتالي ترى الكثرة المتاكثرة تهرول إلى إحياء عيد مولده عليه لسلام بالحلوى فأين العمل بالسنة .2 ـ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ
اسْتَقْرَضَ مِنِّي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا فَجَاءَهُ مَالٌ فَدَفَعَهُ إِلَيَّ وَقَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْحَمْدُ وَالْأَدَاءُ>النساءي .وعن هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ فَأَغْلَظَ فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا ثُمَّ قَالَ أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ فَقَالَ أَعْطُوهُ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً> البخاري . قَوْله : ( فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا )أَيْ صَوْلَة الطَّلَب وَقُوَّة الْحُجَّةِ ، لَكِنْ مَعَ مُرَاعَاةِ الْأَدَبِ الْمَشْرُوعِ .
سابعا>>ـ من الصفات \ الدفاع عن حقوق المستضعفين والمساكين لذا عاب تعالى على البخلاء حتى بالكلمة التي فيها حث وترغيب الناس على التصدق على ذوي الحاجات .قال تعالى: { إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } .قال البيضاوي \\ولعل تخصيص الأمرين بالذكر لأن أقبح العقائد الكفر بالله تعالى وأشنع الرذائل البخل وقسوة القلب .اهـ
وقال النسفي\\قوله <وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين }فيه دليل قوي على عظم جرم حرمان المسكين لأنه عطفه على الكفر وجعله دليلاً عليه وقرينة له ، ولأنه ذكر الحض دون الفعل ليعلم أن تارك الحض إذا كان بهذه المنزلة فتارك الفعل أحق . وعن أبي الدرداء أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين ويقول : خلعنا نصف السلسلة بالإيمان فلنخلع نصفها بهذا..اهـ
وفي صحيح مسلم \عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
<2370>
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ>وفيه أيضا> عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
إِنَّ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَانِي إِذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهُ ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ وقال الزحيلي\ دلت آية "وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ "على أن الكفار يعاقبون على ترك الصلاة والزكاة. وهو المراد من قول جمهور الأصوليين: إن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة. عن أبي الدرداء: أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين، ويقول: خلعنا نصف السلسلة بالإيمان، أفلا نخلع النصف الباقي!
وقال العثيمين\{فذلك الذي يدع اليتيم. ولا يحض على طعام المسكين} فجمع بين أمرين:
الأمر الأول: عدم الرحمة بالأيتام الذين هم محل الرحمة؛ لأن الأيتام هم الذين مات آباؤهم قبل أن يبلغوا، وهم محل الشفقة والرحمة؛ لأنهم فاقدون لابائهم فقلوبهم منكسرة يحتاجون إلى جابر. ولهذا وردت النصوص بفضل الإحسان إلى الأيتام. لكن هذا ـ والعياذ بالله ـ {يدع اليتيم} أي: يدفعه بعنف، لأن الدع هو الدفع بعنف كما قال الله تعالى: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعًّا} [الطور: 13]. أي: دفعاً شديداً، فتجد اليتيم إذا جاء إليه يستجديه شيئاً، أو يكلمه في شيء يحتقره ويدفعه بشدة فلا يرحمه.الأمر الثاني: لا يحثون على رحمة الغير {ولا يحض على طعام المسكين} فالمسكين الفقير المحتاج إلى الطعام لا يحض هذا الرجل على إطعامه؛ لأن قلبه حجر قاسٍ، فقلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة. إذاً ليس فيه رحمة لا للأيتام ولا للمساكين، فهو قاسي القلب.
ثامنا>>من صفات الرجل النافع \إغاثة اللهفان:واللهفان مؤنث لهفي جمعه لهافي ولهف وهو المتحسر المكروب فمن مكارم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام والتي تستوجب لصاحبها الجنة هو العمل على إيصال الخير إلى الناس بشتى الطرق من أمر بمعروف أو إنقاذ ضال ضلال حسي أو معنوي فعن أبي ذر عَنْ مَالِكِ بن مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا يُنَجِّي الْعَبْدَ مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : الإِيمَانُ بِاللَّهِ ، قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنَّ مَعَ الإِيمَانِ عَمِلٌ ، قَالَ : يُرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فَقِيرًا ، لا يَجِدُ مَا يُرْضَخُ بِهِ ؟ قَالَ : يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَيِيًّا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ : يَصْنَعُ لأَخْرَقَ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَخْرَقَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ شَيْئًا ؟ قَالَ : يُعِينُ مَغْلُوبًا ، قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ ضَعِيفًا ، لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعِينَ مَظْلُومًا ؟ فَقَالَ : مَا تُرِيدُ أَنْ تَتْرُكَ فِي صَاحِبِكَ ، مِنْ خَيْرٍ تُمْسِكُ الأَذَى ، عَنِ النَّاسِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَفْعَلُ خَصْلَةً مِنْ هَؤُلاءِ ، إِلا أَخَذَتْ بِيَدِهِ حَتَّى تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ.}إسناده لا بأس به رواه الطبراني والحاكم وقال على شرط مسلم ومعنى يرضخ يعطي عطاء قليلا يقال رضخ له من ماله يرضخ رضخا أعطاه ... العييي هو الذي لا يبين عما في
<2371>
نفسه وهو خلاف الفصيح ويدخل في ضمنه ترجمة كلام الأعجمي إلى العربي ليسهل التواصل بين المسلم والمسلم و عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا.ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ قَالَ فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ>رواه الطبراني وأخرجه أحمد ومسلم في صحيحه وأبو داود قال النووي فِي هَذَا الْحَدِيث : الْحَثّ عَلَى الصَّدَقَة وَالْجُود وَالْمُوَاسَاة وَالْإِحْسَان إِلَى الرُّفْقَة وَالْأَصْحَاب ، وَالِاعْتِنَاء بِمَصَالِح الْأَصْحَاب ،
+++نماذج ممن عاشوا لأمتهم >>
1>>ـ عبد الله بن المبارك كان كثير الاختلاف إلى طرسوس اسم مكان وكان يأتيه شاب يسمع منه الحديث فقدم عبد الله مرة فلم يره فسأل عنه فقيل له : إنه محبوس على عشرة ءالاف درهم فاستدل على صاحب الدين فأعطاه عشرة ءالاف درهم
وسدد ما على الشاب فأخرج من السجن فلقيه بن المبارك فقال له أين كنت قال الشاب : في السجن وجاء رجل وسدد عني ديني ولم أدر من هو فقال عبد الله بن المبارك الحمد لله . ولم يعلم الشاب من سدد عنه إلا بعد وفاة بن المبارك .اهـ السلسلة الذهبية . )وأيضا هذا عبد الله بن المبارك الإمام المحدث كان كثير الصدقات حتى إنها لتبلغ في السنة أكثر من مائة ألف دينار خرج مرة إلى الحج مع أصحابه فاجتاز ببعض البلاد فمات طائر فأمر بإلقائه على مزبلة هناك وسار أصحابه أمامه وتخلف هو وراءهم فلما مر بالمزبلة إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها فأخذت ذلك الطائر الميت فسألها عن ذلك فأخبرته أنها وأخاها فقيران لا يعلم بهما أحد ولا يجدان شيئا فأمر ابن المبارك بردالإحمال إليهما فقال لوكيله :كم معك من النفقة قال:ألف دينار فقال له عد منها عشرين دينارا تكفينا إلى العودة إلى ((مرو)) بالعراق وأعطيها الباقي فهذا
أفضل من حجنا في هذا العام ثم رجع فلم يحج اهـ فياليت المعتمرين الآن وما أكثرهم قد حدوا حدوعبد الله الله بن المبارك
2>>ـ عثمان ذو النورين ففي عهد عمر رضي الله عنه أصاب الناس شدة وقحط وكانت قافلة منالشام مكونة من الف جمل عليها أصناف الطعام واللباس قد حلت لعثمان(ض)فتراكض التجار عليه يطلبون أن يبيعهم هذه القافلة فقال لهم:كم تعطوني ربحا قالوا:خمسة في المائة قال:إني وجدت من يعطيني أكثر قالوا:ما نعلم في التجار من يدفع أكثر قال عثمان:إني وجدت الله يقول:((مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم))أشهدكم يا معشر التجار أن القافلة وما فيها من بر ودقيق وزيت وسمن وثياب قد وهبتها لفقراء المدينة وأنها صدقة على المسلمين وروى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ))
<2372>
وبهذا نعلم أن الإسلام سبق النظام الإجتماعي الغربي في وضع التضامن الإجتماعي مواساة للفقراء والمحرومين فإن الغرب لم يفكر فيه إلا في زمن قريب وذلك سنة 1941 إسترضاء لثوارث شعوبها وأول دولة بدأت بتنظيم الضمان الإجتماعي هي ألمانيا فقد أصدرت أول قانون في هذا الشأن سنة 1833للميلاد ولو عملت الحكومات الإسلامية على تطبيق الزكاة لبلغت إيرادتها الملايين التي سوف تسد حاجات الطبقات المحرومة. ...ومن مواقف عثمان الخيرية ما يلي\
1>ـ تجهيزه جيش العسرة روى الترمذي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفِ دِينَارٍ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ وَاقِعٍ وَكَانَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِي فِي كُمِّهِ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَيَنْثُرُهَا فِي حِجْرِهِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَلِّبُهَا فِي حِجْرِهِ وَيَقُولُ مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ مَرَّتَيْنِ>...2>>ـ حفره بئر رومة \روى البخاري عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حُوصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ أَنْشُدُكُمْ
اللَّهَ وَلَا أَنْشُدُ إِلَّا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَحَفَرْتُهَا أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَجَهَّزْتُهُمْ قَالَ فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ>. والله أعلم .
3>>ـ أبو بكر الصديق طبقا لمنا نص عليه الحديث الآتي : روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ> قال النووي : قَالَ الْقَاضِي : مَعْنَاهُ دَخَلَ الْجَنَّة بِلَا مُحَاسَبَةٍ وَلَا مُجَازَاة عَلَى قَبِيح الْأَعْمَال ، وَإِلَّا فَمُجَرَّد الْإِيمَان يَقْتَضِي دُخُول الْجَنَّة بِفَضْلِ اللَّه تَعَالَى .
3>ـ الاجتماعيون المعاصرون.هم كثر والحمد لله من ذالك المؤسسات الخيرية التي تكفل اليتيم وتداوي المرضى. انخرط فيها كبار التجار وأصحاب الجاه .ومن ذالك أفراد يعملون في الخفاء يقومون بأعمال جليلة دون أن يعرفهم أحد من بناء المساجد والإنفاق على ذوي العاهات وتطبيب أصحاب العمليات الكبرى وغيرذالك
عليك -أيها المسلم- أن تساهم بما تستطيع لتكفل يتيماً، أو تجير ثكلى، وتئوي شيخاً، وتكتنف شاباً، وتستر شابةً، وتؤنس مستوحشاً، ولا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو كان قليلاً؛ فإن القليل بالقليل يكثر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { سبق درهم ألف درهم } رواه النسائي وهو حديث صحيح.
وإننا لنعلم أن في الموسرين محسنين، وفي التجار منصفين، ولكن في الموسرين من يريد الإحسان ولكنه لا يذَكَّر، ومن المضطهدين من يريد الإحسان فيشق أن يُعْثَر، فإذا تكاتفت الجهود، وتصافحت الأكف بورك في العمل، وبلغ كل شيء مبلغه قال تعالى: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [المائدة:2] وقال عز من قائل عليما: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [البقرة:254] وقال سبحانه
<2373>
وتعالى: { وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } [الحديد:7] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله! ما منا أحد إلا ماله أحب إليه.
قال: فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر } رواه البخاري وقال صلوات الله وسلامه عليه: { يقول العبد مالي مالي، وهل له من مالِه إلا ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى ما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس } رواه مسلم .فيا أيها الأغنياء: شمروا عن سواعد الإنفاق فإن النعم لا تدوم، وإن بعد اليوم غداً، وإن بعد الحياة موتاً، وإن بعد الموت لحساباً، وإنما أموالكم عوان وأمانات عندكم، استودعكم الله إياها ابتلاءً وامتحاناً لينظر كيف تعملون.
وما المال والأهلون إلا ودائعٌ ++ ولا بد يوماً أن تُرَد الودائعُ
وما المرء إلا كالشهاب وضوءه++ يحول رماداً بعد إذ هو ساطعُ
هذا وصلوا - رحمكم الله- على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بالصلاة عليه في قوله: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [الأحزاب:56] اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر ، و عمر ، و عثمان ، و علي ، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل عبادك المؤمنين.اللهم من أراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره يا سميع الدعاء.آمين والحمد لله رب العالمين ...جمع حميد أمين سدد الله قلمه وفعله
لست ربوت