الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمه الجليلة وآلائه العظيمة .ونصلي ونسلم على من بعثه الله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وقمرا منيرا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
أيها الناس في كل عام نستعد لاستقبال شهر رمضان الذي هو خير شهور السنة، وحتى نشعر بلذة هذه العبادة ونُقْبل عليها برغبة، ينبغي أن نتعرف على أسرار هذه العبادة، وأهم الأسرار العلمية للأغذية الأساسية المذكورة في القرآن الكريم. وهذه الفوائد تعطي ثمارها إن صاحبها الاستعداد النفسي للصيام! فالمؤمن يستقبل هذا الشهر بطاقة كبيرة، وحالة نفسية مطمئنة وشوق وتلهف لممارسة الصيام... وهذا يؤدي إلى رفع النظام المناعي لدى المؤمن وبالتالي تتحقق الاستفادة القصوى من الصيام.على عكس الذي يتشاءم من هذا الشهر.روى البخاري : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. إن ءاثار الصيام على صحة الأجسام والأبدان عظيمة فإن نبي الله أوجز فوائد الصيام الخاصة والعامة في كلمة جامعة حيث قال فيما رواه الطبراني عن أبي هريرة مرفوعا بسند رجاله ثقات { صوموا تصحوا } أيها الناس إن مضار البطنة كثيرة أشار لها النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ}.. .قد ثبت أن المخلوقات كلها تصوم لتصح فالحيوان عندما يصاب بمرض يكف عن الطعام وكذلك الأشجار تلقي أوراقها وتتجرد من كل شيء لتتعافى في أحد فصولها . اعلموا رحمكم الله أن للصيام فوائد منها: أولا الفوائد الطبية : ذكر الأطباء أن من حكم الصوم الأسياسية إعطاء أجهزة الجسم عامة والجهاز الهضمي خاصة بعضا من الراحة يتخلص الجسم خلالها من التسممات الناتجة عن الأمراض من الأكل مما يؤدي إلى البدانة التي تنتج عنها الحصوات البولية وءالام المفاصيل والبول السكري والأجهزة العصبية لكن بشرط أن يتتبع الصائمون فيه التعاليم الصحية من الامتناع عن المغالاة في تناول العديد من الأطعمة الدسمة في الفطور والسحور . ومجمل هذه الفوائد كما يلي : 1} الامتناع عن الطعام والشراب لفترات محددة يعطي فرصة للنظام المناعي لممارسة مهامه بشكل أقوى، ويخفف الأعباء عن أجهزة الجسد لأن الطعام الزائد يرهق الجسم،..2> الصيام يقتل الفيروسات ويطرد السموم...3>الصيام يحرض خلايا الجسد ويجعلها تعمل بكفاءة أعلى، 4>>أظهرت دراسة جديدة أن الصوم المتقطع المشابه للصوم عند المسلمين مهم جداً لعلاج بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والشرايين....5} الصوم راحة للجسم ليتمكن من إصلاح أعطابه 6} الصوم يوقف عملية امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء هذه المواد إذا بقيت في الجسم تتحول إلى نفايات سامة 7>> يرفع الصوم من عدد الكريات الحمر الدموية بشكل ملحوظ وبفضله شفي عدد من المصابين بفقر الدم 2>> يفيد الصوم الصحي < الجهاز التنفسي بالأخص مرض الربو الذي يتراجع بصفة ملحوظة إثر الصوم لأن السموم التي تنتج عن عملية الهضم يؤثر عليها الصوم . 3>> .يفيد الصوم الصحي مرض القلب فإنه يتقوى تدريجيا بفضل الصوم 4>>: يفيد الصوم المعدة التي تعتبر المخزن الرئيسي لكافة أنواع الأطعمة والشراب ويساعدها في ذلك قدرتها على التمطط فيجب على المريض بقرحة المعدة أن يلتزم مبدئيا بكمية غذائية أساسها راحة المعدة يتناول طعاما منظما وبسيطا ـ حليب خضر مسلوقة بعض الفواكه ـ فمتاعب المعدة وأمراضها تأتي قبل كل شيء من الأكل والشرب إن الوقاية مما يطلق عليه <أمراض المدنية الحديثة>..هو إراحة المعدة بالصيام أو بتناول طعام بسيط ومحكم .وسبحان القائل : " وأن تصوموا خير لكم >> 5>>: الصوم الصحي كما عرفه علماء الطب هو:الإقلاع بصفة كلية عن الأكل خلال النهار ولا يسمح للشخص الخاضع للصوم إلا ببعض جراعات من الماء إذا ما أحس بعطش شديد ودعت الضرورة الصحية إليه وفي المساء يتناول الشخص وجبة طعام صحية تتألف من كوب حليب طري أو عصير فاكهة طازجة أو شربة خضر أو قطعة لحم أو قطعة دجاج وتكون هذه الوجبة خلال أربعة وعشرين ساعة ويتابع هذا الصوم الصحي لعدة أيام...وهذه التعاليم هي التي دعا إليها الإسلام فإن الصائم إذا شعر بعطش شديد فإن الإفسم يبيح له الفطر حفاظا على صحته فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ...بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَرَأَى رَجُلًا قَدْ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَقَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ قَالُوا هَذَا رَجُلٌ صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الْبِرُّ أَنْ تَصُومُوا فِي السَّفَرِ> أحمد وفي رواية للنسائي أن رسول الله<ص>مر على رجل في ظل شجرة يرش عليه الماء قال:ما بال صاحبكم قالوا:يا رسول الله صائم قال:إنه ليس من البر أن تصوموا في السفر وعليكم برخصة الله عز وجل التي رخص لكم فاقبلوها وقال تعالى<ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر>اهـ ثانيا:الفوائد الروحية لرمضان : ** الفائدة الأولى : أنه يدرب النفس على المراقبة علما أن أمر الصيام موكول إلى نفس الصائم لا رقيب عليه إلاالله . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ> البخاري ** الفائدة الثانية : أن ءاثار المعصية يضعف أوارها خلال هذا الشهرالكريم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ}رواه احمد والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة **الفائدة الثالثة :أن مستوى التدين فيه والطاعة يرتفع طبقا لما كان عليه الرسول ص} وسلف هذه الأمة فقد كان لهم نشاط بارع في جميع الميادين خاصة في رمضان ....أما نشاط النبي ص} في موسم الصيام فقد قالت عنه عائشة ما يلي : روى مسلم عن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ..وفي رواية ابن أبي عاصم عنها { طوى فراشه واعتزل النساء وجعل العشاء سحورا }..... . .ثالثا: الفوائد الإجتماعية : ** الفائدة الأولى :أنه يدرب على الجود ويخلف في النفس روح الرحمة والعطف على العرايا والجياع وذوي الحاجات لأن الصائم عندما يجوع يتذكر من هذا حاله من عموم الأوقات فيحمله هذا التذكر على رحمة المساكين وهكذا كانت سنته عليه السلام : . عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ} البخاري ومسلم . **الفائدة الثانية أنه يعلم الناس الاتحاد وضبط المواعيد من خلال الإقلاع والإفطار في وقت واحد .أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم . |
دين و دنيا
فوائد الصيام الصحية بقلم الشيخ عبد الحميد اميم امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير رحمه الله
لست ربوت