الجائحة المستجدة كورونا روعت العالم بأسره وجعلته يقف مذهولا أمام الأرواح التي حصدها الفيروس الفتاك في زمن قياسي بل الأكثر من ذلك أجبرت العديد من مراجعة أوراقه بعد أن أصبحت المنية تتجول سيرا على الأقدام في المدن وأزقتها الضيقة ولم يستثني كبير جاه أو مالك خزائن ضاربا حدود الدول الجغرافية وحراس جماركها بعرض الحائط وهي رسائل لمن أراد المغفرة والموعظة وكفى بالموت واعظا
وكوننا نقطن قرية الغرائب والعجائب إبن جرير شيء بديهي أن تتفتق عبقرية الأذكياء التي طالما يتغنى بها مريدي الزاوية الحاتمية لأن كرم طائيهم هو من أخرس ألسنتهم وإستبدلها بحمل الدفوف والطبول شريطة أن يسمعوه غنتها كلما ضاق النقد المسترسل الصادر من جبهات الرحامنة الشرفاء
الموضوع الراهن بقرية العجائب هو مهزلة القفة التي أسالت العديد من المداد كما هو مألوف كل رمضان إلا أن هذه السنة لها خصوصياتها حيث يبقى الصابون هو المادة المثيرة للجدل نظرا لرمزيتها المرتبطة بالشماتة " التقوليب والتصوبين " مما يرجح حقيقة المناورة الخبيثة التي أخرت قفة الجائحة حتى لحقها توقيت قفة رمضان وبالتالي إدماج الإثنين في واحدة أشبه بمحلول " شمبوان بربلوس إثنين في واحد " وهي فكرة لا يفقه تفاصيلها إلا أصحاب السوابق العدلية الكاسبين خبرة الإدماج حيث العقوبة بالجريمة الأشد بضم الملفات لبعضها
غليان الشارع الرحماني بهذا الخصوص وليد إحساس بالحكرة مقارنة مع المدن المجاورة التي بمجرد رؤية قفف مساعداتها الرمضانية ينتابهم أن قدرهم دوري الهواة حتى في المؤونة في حين أن باقي المناطق تزاول بالليغا أو الكالشيو لكن حتى القائمين على تدبير الشأن المحلي بإبن جرير لهم حجتهم في هذا الصابون فهو بلدي وله علاقة جدلية بالمجلس البلدي كما أن الصابون البلدي يعتبر جزء من روتين الإستحمام لدى كل الرحامنة منذ القدم ويلعب هذا المرطب دورا مهما في طقوس الحمامات يمكن توظيفه في ترطيب القلوب القاسية تمهيدا للإستحقاقات المقبلة إضافة إلى دوره في إزالة سموم الجلد وتقليل علامات الشيخوخة وإزالة الجلد الميت وتدليل البشرة ومنحها الملمس والمظهر المثالي والمحافظة على توازن PH
وبكل صدق المجلس حموضته فاقت كل التوقعات قبل شهور عديدة وفي حاجة ماسة لإستعادة شبابه وإزالة السموم التي نفثها أعضاء أغلبيته في بعضهم البعض تسابقا على المناصب والمثير للغرابة هو أن مادة الصابون تحتوي كميات هائلة من فيتامينات " ه - ك - أ " المضادة للأكسدة وهو إقرار وإعتراف غير مباشر بأن سفينة المجلس تهالكت وطالها الصدأ وأصبح الصابون ضرورة لإستعادة ما تبقى من" زين عويشة "
ختاما وليس أخيرا نقول لكم في عز الجائحة وأبواب التوبة المفتوحة لذنوب قد تغتفر تستمرون في عبثكم وفسادكم بل فضلتم ريع الصابون على إسعاد البشر سجل يا تاريخ أناس تنكروا لبني بلدتهم في زمن الكوفيد تسعة عشر
عبد الغني رشيق
لست ربوت