بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه ونستعينه ونستهديه واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له نزل الكتاب بالحق وهو يتولى الصالحين واشهد ان سيدنا وعظيمنا واسوتنا وقدوتنا نبي الرحمة محمد صلوات الله وسلامه عليه .النميمة أيها الناس بمعناها الذي هو نقل الكلام بين الناس على جهة الافساد مع سوء النية : محرم حرمه الله ورسوله وهي سرطان تصل لكل عضو فتنخره وتأكله
إنه لما ساءت الظنون بين الناس واشرأبت قلوبهم بلعاع الحياة الفانية عزت الثقة بين كل مترابطين تجمعهما صلة المعاش من ثم ترى كل من يسعى لإصلاح دنياه أن يستعين بنقلة الأخبار وحتى يكون عنده من الحظوة بمكان تراه يهرول لنقل الغث والسمين ومعظم ما ينقل لايتثبت منه ولا يعيه وإنما يسارع للإبلاغ كلما وقع في أذنه طنين الذباب يحسبه معلومة فيختلق لها صيغا من أجل أن يكون قد حصل على كسرة خبز أو اتخاذ مكانة في قلب المنقول له لذا ترون النميمة تفعل فعلها بين الأُسَر والأزواج، تُضرِمُ النار في البيوت العامرة، وتنشُر الفُرقة في الأُسَر الكريمة، تُوغِر الصدور، وتُقطِّع الأرحام، وتقعُ بين الموظَّفين والمسؤولين وأصحابِ الأعمالِ بقصد إلحاق الضرر والحرمان منَ المُستحقَّات المالية والوظيفية
. من أسباب ترسيخ فضيلة الأخوة الإسلامية بين الأفراد و الجماعات سعي الجميع إلى توطيد و تعميق الصلات بالتعارف و التآزر ، لذا حرم الإسلام كل ما يهدد هذه الغاية كشيوع رذيلة النميمة ، و هي خلق بغيض ساقط يحرص صاحبه على نقل ما يسمع عن الأشخاص من سوء إليهم ، قصد إفساد العلاقة بينهم و بين الجهات المتقولة فيهم ، و هذا يدل على عدم سلامة قلب النمام لأنه مطبوع على الحقد و الكراهية و فضح الأسرار و قد بشعت الآية الكريمة صورة النمام في قوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( و لا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم ) ، فأمرت الرسول الكريم و من ورائه جميع المسلمين ألا يطيعوه في أمر لأنه ليس أهلا للثقة ، و قد ذكر جوار آخرين لهم صفات دنيئة من نسيج صفته البشعة و هم : الحلاف المسرف فيالحلف المفترى ، و الهماز أي الطعان في أعراض الناس ، المناع للخير المعترض عليه و هذا دليل على أن أصحاب هذه الصفات قد تشابهت قلوبهم فتشابهت أفعالهم ، ألا ترون ان النمام قد يفرق بين زوجين متحابين فيشتت شمل الأسرة ، أو يوقعبين صديقين حميمين أو شريكين في تجارة أو معاملة فيكون خسران الطرفين
و قد مر النبي صلى الله عليه و سلم على قبرين فقال : " إنهما ليعذبان و ما يعذبان في كبير . ثم قال بلى . أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة و أما أحدهما فكان لا يستتر في بوله " أخرجه البخاري لذا يجب على المؤمن الواعي نصح المرضى بهاتين الصفتين الذنيئتين مع الإحتياط منهم و فحص أخبارهم لقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) صدق الله العظيم
أولا>> 1ـ تعريف النميمة: هي نقل الكلام بين الطرفين على جهة الافساد بينهما مع سوء النية . النميمة هي نقل كلام الناس بعضهم لبعض والنميمة محرمة شرعاً بل عدها العلماء من الكبائر يقول الله تعالى " ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم " ، وصح " عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : لا يدخل الجنة نمام " ، وصح " أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : إنهما يعذبان وما يعذبان في بكير أما أحدهما فكان يمشي بين الناس بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ".
وأخرج الشيخان " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : تجد من شرار الناس ذا الوجهين هو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه " .وفي لفظ : " تجد شرار الناس ذا الوجهين ".وروى أبو داود و الترمذي ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يبلغني أحد عن أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر " روي عن السلف أن امرأة أبا لهب والملقبة بحمالة الحطب كانت نمامة ولذلك سماها الله بحمالة الحطب وجعل عذابها حبل من مسد في جلدها ، روى منصور عن مجاهد قال : حمالة الحطب كانت تمشي بين الناس بالنميمة.اهـ خطب معاصرة
ثانيا> الترهيب من النميمة النمَّامُ لسانُه حلو وقلبُه يلتهِب، يُفسِد في ساعَة ما لا يُفسِده السّاحر في سَنَة، لا يعرف للشّهامة سبيلاً ولا للمروءة طريقًا، كم حمَل هذا النمَّامُ من الأوزار والآثام والخطايا! ولهذا جاء في الحديثِ الصحيح: ((لا يدخل الجنةَ نمَّام)) متفق عليه من حديث حذيفة . وقد مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلّم بقبرَين فقال: ((إنهما ليُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير؛ بلى إنّه كبير، أمّا أحدهما فكان يمشِي بالنميمة، وأما الآخرُ فكان لا يستتِرُ من البول)) متفق عليه. وفي الحديثِ عند مسلم عن عبدِ الله بن مسعود قال: قال رسول الله : ((ألا أُنبِّئكم والعَضْه؟ هي النّميمة القالَة بين الناس))، وفي الحديث الآخر: ((تجدُ من شرِّ الناس عند الله يومَ القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ وهؤلاء بوجهٍ))، ويقول أبو هريرة : (النمَّامُ شرّ خلق الله).
وقد أجمعتِ الأمة على تحريم النميمة؛ فهي من أعظم الذنوب والكبائر، وفي الحديث: ((شرُّ عباد الله المشَّاؤون بالنّميمة، المُفرِّقون بين الأحبَّة، الباغون للبُرآء العَنَت)) أخرجه أحمد.
أيها الناس، النميمة مبنيةٌ على الكذِب والحسَد والنفاق، وهذه أثافِيُّ الذلّ، وكفَى بذلك قُبحًا وذمًّا وسوءًا. النميمةُ من شرِّ ما مُنِيَت به الفضائل ورُزِئَت به العلاقات، والنّميمة -وقاكم الله- تكون بالقول وبالكتابة وبالرمز وبالإشارة وبالإيماء.
و تقعُ بين الأُسَر والأزواج، ، وتقعُ في الموظَّفين والمسؤولين وأصحابِ الأعمالِ بقصد إلحاق الضرر والحرمان منَ المُستحقَّات المالية والوظيفية.
وليَحذر الكبراء والوُجهاءُ والعلماء من بعضِ الجُلساء؛ ممن قلَّت ديانتُه، وضعُفَت أمانتُه، الذين يُرضون الناسَ بسخطِ الله، فعلى هؤلاء الفُضلاء الكُرماء التثبُّت فيما يُنقَل، والتمحيصُ فيما يُقال، حتى لا تُبسَط أيدي، وتقوى أطماع، ومن ثمَّ تحُلُّ العقوبة بالأبرياء، وتُؤكَل أموال الضعفاء.
ومن أهمِّ ما يجِب التنبُّه إليه والتحذير منه والتمعُّن فيه ما تتناقَله وسائل الإعلام، وما يكتُبه بعضُ الكاتبين من: قالَ فلان، وأخبر فلان، ورأى فلان. ومن ذلك: ما تُمارِسُه بعض وسائل الإعلام وشبكات المعلومات والاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي فيما يُعرف بالتّعليقات والتحريرات والأخبار والمتابعات والأحداث، فهي لا تخلو من وِشايةٍ وسِعاية وتحريفٍ على جِهة الغمزِ واللمز والطّعن المُباشر وغير المباشر؛ مما يُثير الفتن، ويُثير النعَرات الإقليميّة والمذهبية والسياسيّة في أكاذيبَ وأراجيف وظنونٍ لا تقِف عند حد. وفي أيام الحروب والفتن واضطراب الأحوال وظروفِ الشائعات يعظُم الأمر ويشتدّ الخَطب؛ مما يدعو إلى مزيدٍ من الحيطة والحذَر والتحرِّي، ناهيكم بما تبلُغه هذه الكلماتُ والتعليقات المُبطَّنة بالوشاية والنمنمات تبلغه في أصقاع الدنيا وآفاقها، وقد ركِبت القاعدةَ الظالمة: "الغاية تُبرِّر الوسيلة"، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثالثا>من حملت اليه النميمة فعليهما يلي :
1ـ الا يصدق النمام لانه فاسق2ـ ينهاه عن النميمة 3ـ ان يبغضه في الله تعالى
4ـ الا يظن بالناس السوء5ـ الا يحمله ماحكي له على التجسس 6ـ الا يحكي النميمة التي حملت اليه والا كان هو نمام مثل من نقل اليه .
معاشرَ المسلمين، ومن حُمِلت إليه النميمة، أو بلَغته الوِشاية، أو حضَر مجلسَ نمَّام، أو سمِعه فينبغِي أن لا يُصدِّقه، فإنما هو فاسق، وقد قال عز شأنه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات: 6]، كما يجبُ بُغض هذا المسلَك والنفرة منه، فهو معصيةٌ من أكبر المعاصي، وكبيرةٌ من كبائرِ الذنوب.
وقد جاء أن رجلاً ذَكَرَ لعمرَ بن عبد العزيز رضي اللّه عنه رجلاً بشيء، فقال عمر : إن شئتَ نظرنَا في أمرك، فإن كنتَ كاذباً فأنتَ من أهل هذه الآية : { إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبإ فَتَبَيَّنُوا } [ الحجرات : 6 ] وإن كنتَ صادقاً فأنتَ من أهل هذه الآية : { هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بنَمِيمٍ } [ القلم : 11 ] وإن شئتَ عفونا عنك، قال : العفو يا أميرَ المؤمنين ! لا أعودُ إليه أبداً . ورفع إنسانٌ رُقعةً إلى الصاحب بن عبّاد يحثُّه فيها على أخذ مال يتيم، وكان مالاً كثيراً، فكتبَ على ظهرها : النميمةُ قبيحةٌ وإن كانت صحيحةً، والميّتُ رحمه اللّه، واليتيمُ جبرَه اللّه، والمالُ ثَمَّرَهُ اللّه، والساعي لعنه اللّه .
بابُ النهي عن نَقْلِ الحَديثِ إلى وُلاةِ الأُمور إذا لم تَدْعُ إليه ضرورةٌ لخوفِ مَفْسدةٍ ونحوِهَا
في كتابي أبي داود والترمذي، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه، قال : قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " لا يُبَلِّغْني أحَدٌ منْ أصْحابِي عَنْ أحَدٍ شَيْئاً، فإني أُحِبُّ أنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وأنا سَلِيمُ الصَّدْرِ " اهـ خطب معاصرة
رابعا>>ـ حكمها في الاسلام الحرمة :
الاسلام دين السلام للفرد والمجتمع و النميمة من مفاسدها أنها تهدد السلام في المجتمع فقد حرم الاسلام نقل الكلام على جهة الافساد بين الناس قال الله تعالى (( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم )) قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة قتات ) أي نمام .
خامسا>>ـ اسباب النميمة مجملة\
1ـ ضعف الايمان واليقين قال تعالى (( قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم ))2ـ الحسد قال تعالى (( ومن شر حاسد اذا حسد )) وقال تعالى (( ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله ))..3ـ النفس الشريرة قال تعالى (( ونفس وماسواها فالهمها فجورها وتقواها ))
4ـ الشيطان قال تعالى (( الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ))وقوله صلى الله عليه وسلم ( ما منكم من احد الا وقد وكل به قرينه من الجن والملائكة قالت عائشة وانت يا رسول الله قال واياي الا ان الله اعانني عليه فاسلم فلا يأمرني الا بخير )
5ـ شيطان الانس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل )
سادسا>>ـ ـ اضرار النميمةومفاسدها\ قال ابن الازرق : مفاسد النميمة في الجملة كثيرة,يكفي منها اثنان :1> افساد المحبة بين الناس .2>حصول المضرة بها في أقرب زمان ,..وقال اكثم بن صيفي لبنيه :اياكم و النميمة , فانها نار حارقة ,وان النمام ليعمل في ساعة ما لايعمل الساحر في شهر ....وهذه مفاسدها على التفصيل:
1ـ>> ان من يشتغل بالنميمة والفتنة بين الناس هو حقير مهان قال تعالى (( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد اثيم عتل بعد ذلك زنيم ))
2ـ ان النمام يعمل عمل الشيطان بل اخطر منه في التحريش بين الناس والتفرقة والفتنة بين ابناء المجتمع الواحد وذلك بمواجهته للناس قال تعالى (( من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ))
3ـ ان النمام الذي يفسد بين الناس تكون نميمته كأنها موس يحلق دينه ويزيله مثلما يزيل الموس الشعر ولذلك لما جاء رجل يتكلم بين سعد بن ابي وقاص وخالد بن الوليد فتارة يتكلم عند سعد واخرى عند خالد فلم يصدقاه وقالا له ان مابيننا لم يبلغ ديننا ...4ـ ان النمام يعذب في قبره فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم على قبرين يعذبان فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى انه لكبير كان احدهما لا يستتر من بوله وكان الاخر يمشي بالنميمه فدعا بعسيب رطب فشقه نصفين فوضع على هذا واحد وعلى هذا واحدة وقال لعله انم يخفف عنهما مالم ييبسا )
5ـ ان النمام لا يدخل الجنة قال صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة نمام ) . أما الجنة فيدخلها كل متواضع رحيم يغفر للناس زلاتهم 6ـ ان النمام يعتبر من شرار عباد الله أي من شرار الخلق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خيار عبدالله الذين اذا رؤوا ذكر الله وشرار عباد الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الاحبة الباغون للبراء العنت ) 7ـ ان النمام يبغي في الارض ويفسد فيها قال تعالى (( انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم )) الشورى/43يقول الامام الغزالي : والنمام منهم .8ـ ان النمام لا يصاحب لانه لا يؤتمن قال الشاعر
من نم في الناس لم تؤمن عقاربه++ على الصديق ولم تؤمن افاعيه
كالسيل بالليل لا يدري به احد++ من اين جاء ولا من اين يأتيــــــه
الويل للعهد منه كيف ينقضه ++ والويل للود منه كيف ينفــــــــــيه
9ـ ان النمام منافق يقول الامام الغزالي من يتردد بين متعادين ويكلم كلا بما يوافقه فهذا عين النفاق .قال صلى الله عليه وسلم ( تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ) قال ابوهريرة : لا ينبغي لذي الوجهين ان يكون امينا عندالله تعالى
10ـ إن النميمة داء لا يستخف به فقد ذكر شمس الدين الذهبي عند حديثه عن النميمة ان رجلا ساوم بعبد فقال فيه خصلة النميمة فاستخف المشتري واشتراه فلما كان اليوم الاول في بيت سيده اذا بالتمام يقول لزوجته ان زوجك يريد ان يتزوج عليكي وارى ان تحضري شعرات من لحيته ثم ذهب للزوج وقال له ياسيدي ان زوجتك باغية وتريد ان تقتلك فلما كان الليل والزوج نائم جاءت الزوجه بموس لتأخذ شعرات من لحية زوجها فظن الزوج انها تريد قتله فقتلها فجاء اهل الزوجة فقتلوه .
سابعا>>خطورة إطلاق العنان للسان \\
قال ابن مسعود : [ والله الذي لا إله غيره ما من شيء أحوج إلى طول سجن من اللسان ] ويأتي عمر إلى أبي بكر فينظر إليه جاذباً لسانه، فيقول: [ مه يا أبا بكر غفر الله لك؟ فيقول: هذا الذي أوردني الموارد ] من يقول هذا الكلام؟ إنه أبو بكر الذاكر، العابد، الصالح، التقي، الورع، يقول: هذا الذي أوردني الموارد، فماذا سنقول نحن؟! وفكر في لسانك اليوم فقط، هل وقعت في غيبة مسلم؟ بل قد يكون المسلم في ناحية من نواحي الأرض، في أقصى الشرق أو الغرب ونحن جالسون في هذا المجلس قد نقع في عرضه! فهل فكرت يوماً من الأيام أن تحاسب هذا اللسان؟
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما جادل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية ، وهو كان يريد الحق، ويريد الرفعة لهذا الدين، قال: [ أنعطي الدنية في ديننا؟ ] وأخذ يخاطب أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقاتل الكفار حماية لهذا الدين.انظر إلى هذه الكلمات التي قالها عمر ، ظل يتذكرها إلى أن مات، وقال لمن عنده: [ ما زلت أعمل لذلك أعمالاً ].
يقول: أخاف أن أحاسب على تلك الكلمات، فعملت لها أعمالاً، لعل الله أن يعفو عني ( واتبع السيئة الحسنة تمحها ) { فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ } [القارعة:6-11]. إن من أخطر الكلمات التي يطلقها الإنسان شهادة الزور.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، فلما جاء إلى شهادة الزور قال الراوي: ( وكان متكئاً فجلس -وقد تغير وجهه- فقال: ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة والزور ) يقول الحسن رحمه الله: [ من كثر كلامه كثر كذبه ] فالذي يكثر من الكلام في كل مجلس لغير فائدة، يكثر كذبه
و الشافعي عليه رحمة الله كان لا يتكلم إلا فيما ينفع، حتى إنه إذا تكلم لم يكن يرفع صوته، يقول ابن بنت الشافعي : ما سمعت أبي ناظر أحداً يوماً فرفع صوته.
حتى رفع الصوت! يقول: ما رأيته يوماً يرفع صوته، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وأنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ) كل واحد منا يحفظ الحديث، لكن من يريد منا هذا البيت في الجنة؟ وكم من الناس من يكذب ليضحك به الناس، وهو لا يشعر أنها كذبة وقد سجلت عليه .اهـ دروس للشيخ نبيل العوضي
روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ> في الفتح\وْله ( لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا )بِالْقَافِ فِي جَمِيع الرِّوَايَات أَيْ لَا يَتَأَمَّلُهَا بِخَاطِرِهِ وَلَا يَتَفَكَّر فِي عَاقِبَتهَا وَلَا يَظُنّ أَنَّهَا تُؤَثِّر شَيْئًا ، وَهُوَ مِنْ نَحْو قَوْله تَعَالَى ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْد اللَّه عَظِيم ) وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث بِلَال بْن الْحَارِث الْمُزَنِيِّ الَّذِي أَخْرَجَهُ مَالِك وَأَصْحَاب السُّنَن وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم بِلَفْظِ " إِنَّ أَحَدكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَان اللَّه مَا يَظُنّ أَنْ تَبْلُغ مَا بَلَغَتْ يَكْتُب اللَّه لَهُ بِهَا رِضْوَانه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة " وَقَالَ فِي السَّخَط مِثْل ذَلِكَ . قَوْله ( يَهْوِي )بِفَتْحِ أَوَّله وَسُكُون الْهَاء وَكَسْر الْوَاو ، قَالَ عِيَاض : الْمَعْنَى يَنْزِل فِيهَا سَاقِطًا . وَقَدْ جَاءَ بِلَفْظِ " يَنْزِل بِهَا فِي النَّار " لِأَنَّ دَرَجَات النَّار إِلَى أَسْفَل ، فَهُوَ نُزُول سُقُوط . وَقِيلَ أَهْوَى مِنْ قَرِيب وَهَوَى مِنْ بِعِيدِ . وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ هَذَا الْحَدِيث مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن إِسْحَاق قَالَ " حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيُّ " بِلَفْظِ " لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا فِي النَّار سَبْعِينَ خَرِيفًا "اهـ
قال مالك بن دينار: لقد منعني هذا الحديث من كلام كثير .
ثامنا >كيف يعامل النمام
وقد علَّمنا الله تعالى كيف نعامل النمام، فقال: { وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } [القلم:10-11] أي: يمشي بين الناس بالنميمة، قال: (ولا تطع) أي: لا تصغ إليه، ولا تقبل كلامه، وتعظه وتنصحه وترده على عقبيه { وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } [القلم:10-11] فهذا الذي يمشي بالنميمة لابد من إيقافه عند حده، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [الحجرات:6] ولا شك أن النمام فاسق.ولذلك ينبغي التوقف في قبول خبره، والاحتياط والتحرز. النمام سرطان يصل إلى كل عضوهؤلاء النمامون لم تسلم منهم العلاقات الزوجية، ولا علاقة الموظفين مع مدرائهم، ولا الموظفون مع بعضهم البعض، بل حتى مع طلبة العلم
ثامنا>>ـ عرض العلاج لمشكلة النميمة
1ـ يترك النميمة 2ـ يندم على الذنب3ـ يعزم الا يعود لمثلها..4ـ يطلب العفو ممن تكلم في حقهم . والا يزكيهم في المجالس بالخير ويعمل على الاصلاح بينهم .5>يسارع بالاستغفار ويكثر منه قال تعالى (( ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما )) 6>عليه ان يكف عن الجلوس في الاماكن التي يوجد فيها نميمة .رحم الله المجتمعات من هؤلاء النمامين الفتانين الذين يريدون التفرقة بين أهل المجتمع الواحد .اهـ ملخصا من الشبكة العنكبوتية وغيرها من بعض المراجع المعتمدة من الكتب والخطب.جمع حميد أمين كان الله وليه
إنه لما ساءت الظنون بين الناس واشرأبت قلوبهم بلعاع الحياة الفانية عزت الثقة بين كل مترابطين تجمعهما صلة المعاش من ثم ترى كل من يسعى لإصلاح دنياه أن يستعين بنقلة الأخبار وحتى يكون عنده من الحظوة بمكان تراه يهرول لنقل الغث والسمين ومعظم ما ينقل لايتثبت منه ولا يعيه وإنما يسارع للإبلاغ كلما وقع في أذنه طنين الذباب يحسبه معلومة فيختلق لها صيغا من أجل أن يكون قد حصل على كسرة خبز أو اتخاذ مكانة في قلب المنقول له لذا ترون النميمة تفعل فعلها بين الأُسَر والأزواج، تُضرِمُ النار في البيوت العامرة، وتنشُر الفُرقة في الأُسَر الكريمة، تُوغِر الصدور، وتُقطِّع الأرحام، وتقعُ بين الموظَّفين والمسؤولين وأصحابِ الأعمالِ بقصد إلحاق الضرر والحرمان منَ المُستحقَّات المالية والوظيفية
. من أسباب ترسيخ فضيلة الأخوة الإسلامية بين الأفراد و الجماعات سعي الجميع إلى توطيد و تعميق الصلات بالتعارف و التآزر ، لذا حرم الإسلام كل ما يهدد هذه الغاية كشيوع رذيلة النميمة ، و هي خلق بغيض ساقط يحرص صاحبه على نقل ما يسمع عن الأشخاص من سوء إليهم ، قصد إفساد العلاقة بينهم و بين الجهات المتقولة فيهم ، و هذا يدل على عدم سلامة قلب النمام لأنه مطبوع على الحقد و الكراهية و فضح الأسرار و قد بشعت الآية الكريمة صورة النمام في قوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( و لا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم ) ، فأمرت الرسول الكريم و من ورائه جميع المسلمين ألا يطيعوه في أمر لأنه ليس أهلا للثقة ، و قد ذكر جوار آخرين لهم صفات دنيئة من نسيج صفته البشعة و هم : الحلاف المسرف فيالحلف المفترى ، و الهماز أي الطعان في أعراض الناس ، المناع للخير المعترض عليه و هذا دليل على أن أصحاب هذه الصفات قد تشابهت قلوبهم فتشابهت أفعالهم ، ألا ترون ان النمام قد يفرق بين زوجين متحابين فيشتت شمل الأسرة ، أو يوقعبين صديقين حميمين أو شريكين في تجارة أو معاملة فيكون خسران الطرفين
و قد مر النبي صلى الله عليه و سلم على قبرين فقال : " إنهما ليعذبان و ما يعذبان في كبير . ثم قال بلى . أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة و أما أحدهما فكان لا يستتر في بوله " أخرجه البخاري لذا يجب على المؤمن الواعي نصح المرضى بهاتين الصفتين الذنيئتين مع الإحتياط منهم و فحص أخبارهم لقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) صدق الله العظيم
أولا>> 1ـ تعريف النميمة: هي نقل الكلام بين الطرفين على جهة الافساد بينهما مع سوء النية . النميمة هي نقل كلام الناس بعضهم لبعض والنميمة محرمة شرعاً بل عدها العلماء من الكبائر يقول الله تعالى " ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم " ، وصح " عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : لا يدخل الجنة نمام " ، وصح " أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : إنهما يعذبان وما يعذبان في بكير أما أحدهما فكان يمشي بين الناس بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ".
وأخرج الشيخان " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : تجد من شرار الناس ذا الوجهين هو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه " .وفي لفظ : " تجد شرار الناس ذا الوجهين ".وروى أبو داود و الترمذي ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يبلغني أحد عن أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر " روي عن السلف أن امرأة أبا لهب والملقبة بحمالة الحطب كانت نمامة ولذلك سماها الله بحمالة الحطب وجعل عذابها حبل من مسد في جلدها ، روى منصور عن مجاهد قال : حمالة الحطب كانت تمشي بين الناس بالنميمة.اهـ خطب معاصرة
ثانيا> الترهيب من النميمة النمَّامُ لسانُه حلو وقلبُه يلتهِب، يُفسِد في ساعَة ما لا يُفسِده السّاحر في سَنَة، لا يعرف للشّهامة سبيلاً ولا للمروءة طريقًا، كم حمَل هذا النمَّامُ من الأوزار والآثام والخطايا! ولهذا جاء في الحديثِ الصحيح: ((لا يدخل الجنةَ نمَّام)) متفق عليه من حديث حذيفة . وقد مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلّم بقبرَين فقال: ((إنهما ليُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير؛ بلى إنّه كبير، أمّا أحدهما فكان يمشِي بالنميمة، وأما الآخرُ فكان لا يستتِرُ من البول)) متفق عليه. وفي الحديثِ عند مسلم عن عبدِ الله بن مسعود قال: قال رسول الله : ((ألا أُنبِّئكم والعَضْه؟ هي النّميمة القالَة بين الناس))، وفي الحديث الآخر: ((تجدُ من شرِّ الناس عند الله يومَ القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ وهؤلاء بوجهٍ))، ويقول أبو هريرة : (النمَّامُ شرّ خلق الله).
وقد أجمعتِ الأمة على تحريم النميمة؛ فهي من أعظم الذنوب والكبائر، وفي الحديث: ((شرُّ عباد الله المشَّاؤون بالنّميمة، المُفرِّقون بين الأحبَّة، الباغون للبُرآء العَنَت)) أخرجه أحمد.
أيها الناس، النميمة مبنيةٌ على الكذِب والحسَد والنفاق، وهذه أثافِيُّ الذلّ، وكفَى بذلك قُبحًا وذمًّا وسوءًا. النميمةُ من شرِّ ما مُنِيَت به الفضائل ورُزِئَت به العلاقات، والنّميمة -وقاكم الله- تكون بالقول وبالكتابة وبالرمز وبالإشارة وبالإيماء.
و تقعُ بين الأُسَر والأزواج، ، وتقعُ في الموظَّفين والمسؤولين وأصحابِ الأعمالِ بقصد إلحاق الضرر والحرمان منَ المُستحقَّات المالية والوظيفية.
وليَحذر الكبراء والوُجهاءُ والعلماء من بعضِ الجُلساء؛ ممن قلَّت ديانتُه، وضعُفَت أمانتُه، الذين يُرضون الناسَ بسخطِ الله، فعلى هؤلاء الفُضلاء الكُرماء التثبُّت فيما يُنقَل، والتمحيصُ فيما يُقال، حتى لا تُبسَط أيدي، وتقوى أطماع، ومن ثمَّ تحُلُّ العقوبة بالأبرياء، وتُؤكَل أموال الضعفاء.
ومن أهمِّ ما يجِب التنبُّه إليه والتحذير منه والتمعُّن فيه ما تتناقَله وسائل الإعلام، وما يكتُبه بعضُ الكاتبين من: قالَ فلان، وأخبر فلان، ورأى فلان. ومن ذلك: ما تُمارِسُه بعض وسائل الإعلام وشبكات المعلومات والاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي فيما يُعرف بالتّعليقات والتحريرات والأخبار والمتابعات والأحداث، فهي لا تخلو من وِشايةٍ وسِعاية وتحريفٍ على جِهة الغمزِ واللمز والطّعن المُباشر وغير المباشر؛ مما يُثير الفتن، ويُثير النعَرات الإقليميّة والمذهبية والسياسيّة في أكاذيبَ وأراجيف وظنونٍ لا تقِف عند حد. وفي أيام الحروب والفتن واضطراب الأحوال وظروفِ الشائعات يعظُم الأمر ويشتدّ الخَطب؛ مما يدعو إلى مزيدٍ من الحيطة والحذَر والتحرِّي، ناهيكم بما تبلُغه هذه الكلماتُ والتعليقات المُبطَّنة بالوشاية والنمنمات تبلغه في أصقاع الدنيا وآفاقها، وقد ركِبت القاعدةَ الظالمة: "الغاية تُبرِّر الوسيلة"، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثالثا>من حملت اليه النميمة فعليهما يلي :
1ـ الا يصدق النمام لانه فاسق2ـ ينهاه عن النميمة 3ـ ان يبغضه في الله تعالى
4ـ الا يظن بالناس السوء5ـ الا يحمله ماحكي له على التجسس 6ـ الا يحكي النميمة التي حملت اليه والا كان هو نمام مثل من نقل اليه .
معاشرَ المسلمين، ومن حُمِلت إليه النميمة، أو بلَغته الوِشاية، أو حضَر مجلسَ نمَّام، أو سمِعه فينبغِي أن لا يُصدِّقه، فإنما هو فاسق، وقد قال عز شأنه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات: 6]، كما يجبُ بُغض هذا المسلَك والنفرة منه، فهو معصيةٌ من أكبر المعاصي، وكبيرةٌ من كبائرِ الذنوب.
وقد جاء أن رجلاً ذَكَرَ لعمرَ بن عبد العزيز رضي اللّه عنه رجلاً بشيء، فقال عمر : إن شئتَ نظرنَا في أمرك، فإن كنتَ كاذباً فأنتَ من أهل هذه الآية : { إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبإ فَتَبَيَّنُوا } [ الحجرات : 6 ] وإن كنتَ صادقاً فأنتَ من أهل هذه الآية : { هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بنَمِيمٍ } [ القلم : 11 ] وإن شئتَ عفونا عنك، قال : العفو يا أميرَ المؤمنين ! لا أعودُ إليه أبداً . ورفع إنسانٌ رُقعةً إلى الصاحب بن عبّاد يحثُّه فيها على أخذ مال يتيم، وكان مالاً كثيراً، فكتبَ على ظهرها : النميمةُ قبيحةٌ وإن كانت صحيحةً، والميّتُ رحمه اللّه، واليتيمُ جبرَه اللّه، والمالُ ثَمَّرَهُ اللّه، والساعي لعنه اللّه .
بابُ النهي عن نَقْلِ الحَديثِ إلى وُلاةِ الأُمور إذا لم تَدْعُ إليه ضرورةٌ لخوفِ مَفْسدةٍ ونحوِهَا
في كتابي أبي داود والترمذي، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه، قال : قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " لا يُبَلِّغْني أحَدٌ منْ أصْحابِي عَنْ أحَدٍ شَيْئاً، فإني أُحِبُّ أنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وأنا سَلِيمُ الصَّدْرِ " اهـ خطب معاصرة
رابعا>>ـ حكمها في الاسلام الحرمة :
الاسلام دين السلام للفرد والمجتمع و النميمة من مفاسدها أنها تهدد السلام في المجتمع فقد حرم الاسلام نقل الكلام على جهة الافساد بين الناس قال الله تعالى (( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم )) قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة قتات ) أي نمام .
خامسا>>ـ اسباب النميمة مجملة\
1ـ ضعف الايمان واليقين قال تعالى (( قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم ))2ـ الحسد قال تعالى (( ومن شر حاسد اذا حسد )) وقال تعالى (( ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله ))..3ـ النفس الشريرة قال تعالى (( ونفس وماسواها فالهمها فجورها وتقواها ))
4ـ الشيطان قال تعالى (( الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ))وقوله صلى الله عليه وسلم ( ما منكم من احد الا وقد وكل به قرينه من الجن والملائكة قالت عائشة وانت يا رسول الله قال واياي الا ان الله اعانني عليه فاسلم فلا يأمرني الا بخير )
5ـ شيطان الانس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل )
سادسا>>ـ ـ اضرار النميمةومفاسدها\ قال ابن الازرق : مفاسد النميمة في الجملة كثيرة,يكفي منها اثنان :1> افساد المحبة بين الناس .2>حصول المضرة بها في أقرب زمان ,..وقال اكثم بن صيفي لبنيه :اياكم و النميمة , فانها نار حارقة ,وان النمام ليعمل في ساعة ما لايعمل الساحر في شهر ....وهذه مفاسدها على التفصيل:
1ـ>> ان من يشتغل بالنميمة والفتنة بين الناس هو حقير مهان قال تعالى (( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد اثيم عتل بعد ذلك زنيم ))
2ـ ان النمام يعمل عمل الشيطان بل اخطر منه في التحريش بين الناس والتفرقة والفتنة بين ابناء المجتمع الواحد وذلك بمواجهته للناس قال تعالى (( من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ))
3ـ ان النمام الذي يفسد بين الناس تكون نميمته كأنها موس يحلق دينه ويزيله مثلما يزيل الموس الشعر ولذلك لما جاء رجل يتكلم بين سعد بن ابي وقاص وخالد بن الوليد فتارة يتكلم عند سعد واخرى عند خالد فلم يصدقاه وقالا له ان مابيننا لم يبلغ ديننا ...4ـ ان النمام يعذب في قبره فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم على قبرين يعذبان فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى انه لكبير كان احدهما لا يستتر من بوله وكان الاخر يمشي بالنميمه فدعا بعسيب رطب فشقه نصفين فوضع على هذا واحد وعلى هذا واحدة وقال لعله انم يخفف عنهما مالم ييبسا )
5ـ ان النمام لا يدخل الجنة قال صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة نمام ) . أما الجنة فيدخلها كل متواضع رحيم يغفر للناس زلاتهم 6ـ ان النمام يعتبر من شرار عباد الله أي من شرار الخلق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خيار عبدالله الذين اذا رؤوا ذكر الله وشرار عباد الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الاحبة الباغون للبراء العنت ) 7ـ ان النمام يبغي في الارض ويفسد فيها قال تعالى (( انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم )) الشورى/43يقول الامام الغزالي : والنمام منهم .8ـ ان النمام لا يصاحب لانه لا يؤتمن قال الشاعر
من نم في الناس لم تؤمن عقاربه++ على الصديق ولم تؤمن افاعيه
كالسيل بالليل لا يدري به احد++ من اين جاء ولا من اين يأتيــــــه
الويل للعهد منه كيف ينقضه ++ والويل للود منه كيف ينفــــــــــيه
9ـ ان النمام منافق يقول الامام الغزالي من يتردد بين متعادين ويكلم كلا بما يوافقه فهذا عين النفاق .قال صلى الله عليه وسلم ( تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ) قال ابوهريرة : لا ينبغي لذي الوجهين ان يكون امينا عندالله تعالى
10ـ إن النميمة داء لا يستخف به فقد ذكر شمس الدين الذهبي عند حديثه عن النميمة ان رجلا ساوم بعبد فقال فيه خصلة النميمة فاستخف المشتري واشتراه فلما كان اليوم الاول في بيت سيده اذا بالتمام يقول لزوجته ان زوجك يريد ان يتزوج عليكي وارى ان تحضري شعرات من لحيته ثم ذهب للزوج وقال له ياسيدي ان زوجتك باغية وتريد ان تقتلك فلما كان الليل والزوج نائم جاءت الزوجه بموس لتأخذ شعرات من لحية زوجها فظن الزوج انها تريد قتله فقتلها فجاء اهل الزوجة فقتلوه .
سابعا>>خطورة إطلاق العنان للسان \\
قال ابن مسعود : [ والله الذي لا إله غيره ما من شيء أحوج إلى طول سجن من اللسان ] ويأتي عمر إلى أبي بكر فينظر إليه جاذباً لسانه، فيقول: [ مه يا أبا بكر غفر الله لك؟ فيقول: هذا الذي أوردني الموارد ] من يقول هذا الكلام؟ إنه أبو بكر الذاكر، العابد، الصالح، التقي، الورع، يقول: هذا الذي أوردني الموارد، فماذا سنقول نحن؟! وفكر في لسانك اليوم فقط، هل وقعت في غيبة مسلم؟ بل قد يكون المسلم في ناحية من نواحي الأرض، في أقصى الشرق أو الغرب ونحن جالسون في هذا المجلس قد نقع في عرضه! فهل فكرت يوماً من الأيام أن تحاسب هذا اللسان؟
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما جادل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية ، وهو كان يريد الحق، ويريد الرفعة لهذا الدين، قال: [ أنعطي الدنية في ديننا؟ ] وأخذ يخاطب أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقاتل الكفار حماية لهذا الدين.انظر إلى هذه الكلمات التي قالها عمر ، ظل يتذكرها إلى أن مات، وقال لمن عنده: [ ما زلت أعمل لذلك أعمالاً ].
يقول: أخاف أن أحاسب على تلك الكلمات، فعملت لها أعمالاً، لعل الله أن يعفو عني ( واتبع السيئة الحسنة تمحها ) { فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ } [القارعة:6-11]. إن من أخطر الكلمات التي يطلقها الإنسان شهادة الزور.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، فلما جاء إلى شهادة الزور قال الراوي: ( وكان متكئاً فجلس -وقد تغير وجهه- فقال: ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة والزور ) يقول الحسن رحمه الله: [ من كثر كلامه كثر كذبه ] فالذي يكثر من الكلام في كل مجلس لغير فائدة، يكثر كذبه
و الشافعي عليه رحمة الله كان لا يتكلم إلا فيما ينفع، حتى إنه إذا تكلم لم يكن يرفع صوته، يقول ابن بنت الشافعي : ما سمعت أبي ناظر أحداً يوماً فرفع صوته.
حتى رفع الصوت! يقول: ما رأيته يوماً يرفع صوته، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وأنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ) كل واحد منا يحفظ الحديث، لكن من يريد منا هذا البيت في الجنة؟ وكم من الناس من يكذب ليضحك به الناس، وهو لا يشعر أنها كذبة وقد سجلت عليه .اهـ دروس للشيخ نبيل العوضي
روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ> في الفتح\وْله ( لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا )بِالْقَافِ فِي جَمِيع الرِّوَايَات أَيْ لَا يَتَأَمَّلُهَا بِخَاطِرِهِ وَلَا يَتَفَكَّر فِي عَاقِبَتهَا وَلَا يَظُنّ أَنَّهَا تُؤَثِّر شَيْئًا ، وَهُوَ مِنْ نَحْو قَوْله تَعَالَى ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْد اللَّه عَظِيم ) وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث بِلَال بْن الْحَارِث الْمُزَنِيِّ الَّذِي أَخْرَجَهُ مَالِك وَأَصْحَاب السُّنَن وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم بِلَفْظِ " إِنَّ أَحَدكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَان اللَّه مَا يَظُنّ أَنْ تَبْلُغ مَا بَلَغَتْ يَكْتُب اللَّه لَهُ بِهَا رِضْوَانه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة " وَقَالَ فِي السَّخَط مِثْل ذَلِكَ . قَوْله ( يَهْوِي )بِفَتْحِ أَوَّله وَسُكُون الْهَاء وَكَسْر الْوَاو ، قَالَ عِيَاض : الْمَعْنَى يَنْزِل فِيهَا سَاقِطًا . وَقَدْ جَاءَ بِلَفْظِ " يَنْزِل بِهَا فِي النَّار " لِأَنَّ دَرَجَات النَّار إِلَى أَسْفَل ، فَهُوَ نُزُول سُقُوط . وَقِيلَ أَهْوَى مِنْ قَرِيب وَهَوَى مِنْ بِعِيدِ . وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ هَذَا الْحَدِيث مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن إِسْحَاق قَالَ " حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيُّ " بِلَفْظِ " لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا فِي النَّار سَبْعِينَ خَرِيفًا "اهـ
قال مالك بن دينار: لقد منعني هذا الحديث من كلام كثير .
ثامنا >كيف يعامل النمام
وقد علَّمنا الله تعالى كيف نعامل النمام، فقال: { وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } [القلم:10-11] أي: يمشي بين الناس بالنميمة، قال: (ولا تطع) أي: لا تصغ إليه، ولا تقبل كلامه، وتعظه وتنصحه وترده على عقبيه { وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } [القلم:10-11] فهذا الذي يمشي بالنميمة لابد من إيقافه عند حده، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [الحجرات:6] ولا شك أن النمام فاسق.ولذلك ينبغي التوقف في قبول خبره، والاحتياط والتحرز. النمام سرطان يصل إلى كل عضوهؤلاء النمامون لم تسلم منهم العلاقات الزوجية، ولا علاقة الموظفين مع مدرائهم، ولا الموظفون مع بعضهم البعض، بل حتى مع طلبة العلم
ثامنا>>ـ عرض العلاج لمشكلة النميمة
1ـ يترك النميمة 2ـ يندم على الذنب3ـ يعزم الا يعود لمثلها..4ـ يطلب العفو ممن تكلم في حقهم . والا يزكيهم في المجالس بالخير ويعمل على الاصلاح بينهم .5>يسارع بالاستغفار ويكثر منه قال تعالى (( ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما )) 6>عليه ان يكف عن الجلوس في الاماكن التي يوجد فيها نميمة .رحم الله المجتمعات من هؤلاء النمامين الفتانين الذين يريدون التفرقة بين أهل المجتمع الواحد .اهـ ملخصا من الشبكة العنكبوتية وغيرها من بعض المراجع المعتمدة من الكتب والخطب.جمع حميد أمين كان الله وليه
لست ربوت