
*اسمي كورونا، وألقب بكوفيد 19،جنسيتي فيروس تويجي، شكلي تاج من النوع الذي تضعونه على رؤوسكم خلال حفلات التتويج، كائن مجهري من نتاج صنيعكم، وفرتم لي أسباب الخروج بقبح فعلكم، تفسدون في الأرض وتسفكون الدماء، تخربون بيوت الله، تهلكون الحرث والنسل، باسم التحكم في الإنتاج وقانون العرض و الطلب بهدف الرفع من قيمة الأرباح واحتكار رؤوس الأموال، ولو كان باستعباد الانسان، أليس الغاية عندكم تبرر الوسيلة؟، لا تأبهون لأم ثكلى تستغيث ، ولا لأرملة تنوح، ولا لطفل يعانق كراسته ودموعه تسيل أمام خراب بيت، لم يبق له من دفء سوى رفع رأسه إلى السماء، ليصيح بعفوية طفل ويقين مؤمن(سأخبر الله ).
*ولدت في يوهان الصينية أواخر 2019،ولادتي طبيعية من تفاعل جيني حيواني، وارد أيضا أن أكون خرجت بقيصرية في مختبرات بيولوجية، لأسباب قد تكون عسكرية ،أسبح الله كسائر الكائنات، أعيش في كل الفضاءات،وانتقل بكم،نموي سريع خرج عن السيطرة، خروجي نذير لكل البشر، عسى أن تعودوا لجادة الصواب، فكفى من العبث بالحياة، فالمجال وخيراته حق للجميع، وما بنيتم لسنين قد ينهار على يد أضعف خلقه في الحين.
*مهمتي خنق الأنفاس، بعدما خنقتم الأرض بالتلوث المنبعث من مصانعكم، ساهمتم في توسيع ثقب الأوزون حتى أصبح الصيف شتاء والربيع خريفا وشحت المياه، انقرضت أجناس من الحيوانات واختل التوازن، فخرجت لأعيد الأمور إلى طبيعتها.
*ضحايا بالملايين، أخنق الاقتصادات، وأتسبب في الأزمات، علكم تشعرون بجواركم بتلك الآهات، لأمهات ثكلى ولأناس جوعى، ولاطفال صرعى، ولبيوت مخربة ظلما وجورا.
*خلقني الله ضعيفا كداء،وخلق معي الدواء، فابحثوا عنه أولا في نفوسكم وغيروا سلوككم، أغلقوا الحدود، وحدوا من الحركة والتزموا تدابير الحجر الصحي، وتضامنوا أفرادا ومؤسسات، ضعوا الكمامات للحد من العدوى ،واصدعوا بقول الحق للنجاة من كل بلوى، وحاربوا الفساد الذي استشرى، وارفعوا إلى الله الشكوى، فلعنة العشرين لم تسلم منها حتى القوانين، فحق التعبير مكفول في كل حين.
انضبطوا لقانون الطوارئ، و عبئوا كل الأطقم والكفاءات والسواعد على جميع المستويات، ولا تنسوا إعادة النظر في التكوين والتربية وتقوية البنيات الصحية...
*أنا فيروس عابر، ستكتشفون لقاحي و أغادر، وأبقى ذكرى لكل متعض ذاكر، فلا تنسوا صرخة طفل مظلوم حائر، وأنين مجروح غائر (سأخبر الله لينتقم من كل ظالم غادر )...
عبدالعاطي بوشريط
ابن جرير في: 30/04/2020
لست ربوت