مظاهر وأنواع تكريم الله للإنسان من ةخطب الشيخ عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية مظاهر وأنواع تكريم الله للإنسان من ةخطب الشيخ عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير

مظاهر وأنواع تكريم الله للإنسان من ةخطب الشيخ عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير

الشيخ عبد الحميد أمين إمام مسجد الهلالي رحمه الله - Home | Facebookالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبحمده وثنائه تزداد المكرومات وتتوالى السعادات نحمده حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ونصلي ونسلم على الهادي المجتبى والنبي المرتضى سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .
وبعد : أيها المومنون . ما زال حديثنا متواصلا حول إحدى الكليات الخمس التي هي الحفاظ على النفس وذالك أن قيمتها تجلت من خلال تكريم الله لها .إن الإنسان أيها الناس ؛ في نظر الإسلام مخلوق متميز ، مكرم ميزه الله وكرمه ، وفضله على كثير من خلقه لذا له حق الحياة ، وحق الكرامة الإنسانية ، وحق التفكير ، وحق التدين ، وحق الاعتقاد ، وحق التعبير ، وحق التعلم ، وحق التملك ، وحق الكفاية ، وحق الأمن من الخوف .

ومن ثم حفظ الإسلام حق الحياة ، وحماه بالتربية والتوجيه وبالتشريع والقضاء ، وبكل المؤيدات النفسية والفكرية والاجتماعية ، وعد الحياة هبة من الله تعالى لا يجوز لأحد كائناً من كان أن يسلبها منه ..ومن الآيات الواردة في تكريم الإنسان، منها:
أ- {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) سورة الإسراء.
ب- {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ*وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} (15-16) سورة الفجر.
ج- {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (30) سورة البقرة.
*ومن الأحاديث : 1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- من أكرم الناس؟ قال: (أكرمهم أتقاهم) قالوا: يا نبي الله، ليس عن هذا نسألك. قال: (فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: أفعن معادن العرب تسألونني؟ قالوا: نعم، قال: (فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا).5
2- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة). قال: ( فينزل عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وسلم- فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا. فيقول: (لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمه الله لهذه الأمة)6.
3- عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( من أكرم سلطان الله -تبارك وتعالى- في الدنيا، أكرمه الله يوم القيامة، ومن أهان سلطان الله -تبارك وتعالى- في الدنيا أهانه الله يوم القيامة)7.
و من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ( تكريم الإنسان ):
1- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: ( ولقد كرمنا بني آدم..) الآية، الإسراء 70. أن التفضيل بالعقل.8
2- قال القرطبي -رحمه الله تعالى- بعد أن ذكر أقوال العلماء فيما فضل به الإنسان: (والصحيح الذي يعوّل عليه أن التفضيل: إنما كان بالعقل، الذي هو عمدة التكليف، وبه يعرف الله ويفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه، وتصديق رسله، إلا أنه لما لم ينهض المراد بعثت الرسل وأنزلت الكتب..).9.10 قال الطبري -رحمه الله-: تكريم الإنسان (بني آدم) هو تسليط الله -عز وجل- إياهم على غيرهم من الخلق، وتسخيره سائر الخلق لهم).1 وقال ابن كثير -رحمه الله-:
(تكريم الله للإنسان يتجلى في خلقه له على أحسن الهيئات وأكملها، وفي أن جعل له سمعاً وبصراً وفؤاداً، يفقه بذلك كله وينتفع به، ويفرق بين الأشياء، ويعرف منافعها وخواصها، ومضارها في الأمور الدينية والدنيوية).
أما أنواع التكريم ومظاهره فهي تتجلى في الأمور التالية :
**اولا>>ـ - اختص الله -سبحانه- الإنسان بأن خلقه بيديه الشريفتين قال -تعالى-: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ*إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ* قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ}(ص71 –75). فكيف بعد هذا التكريم يعتدى على هذه الصنعة فيحرمها من حقها في الحياة والتفكير والإبداع والحرية
**ثانيا>>ـ - صوره الصورة الحسنة، قال -تعالى-: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. (64) سورة غافر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( سجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ))[ أخرجه النسائي ] انظر إلى عينيك ، انظر إلى حواسك الخمس ، انظر إلى أعضائك انظر إلى كمال خلقك ، هذا من تكريم الله لك .
**ثالثا>>ـ - منحه العقل والنطق، قال -تعالى-: {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ *خَلَقَ الْإِنسَانَ*عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} الرحمن 1 –
.اقول من تكريم الله للإنسان أن فضله على سائر المخلوقات بالعقل ،فهو مناط التكليف. ولقد رفع الله مكانة العقل وكرّم أولي العقول في أكثر من آية من القرآن الكريم ، قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ 17 الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ 18} الزمر 17-18 ، { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ }آل عمران 190 ، { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } الزمر09

***رابعا>>ـ أكرمه الله بالنعم العظيمة التي لا تعد ولا تحصى، قال تعالى :{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (18) سورة النحل.
**خامسا>> هداه إلى النجدين قال -تعالى-: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (10) سورة البلد. النجدان هما: الخير والشر.
**سادسا>>: تكريم الله الإنسان لنفسه: بالعلم والمعرفة:
والتفكر والتأمل في نفسه وفي الكون، فيحصل له تكريم قلبه بمعرفة الله -عز وجل- وتكريم عقله وجوارحه قال -تعالى-: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر.
**سابعا>>ـ من مظاهر هذا التكريم :استخلافه في الأرض .
قال تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾[ سورة البقرة ]
**ثامنا>>ـ من مظاهر تكريم هذا الإنسان أن الله جل جلاله استخلفه في الأرض , وخلق آدم على صورته ، منحه حرية الاختيار ، منحه الفردية ، فالإنسان فرد لا مثيل له ، سمح له أن يشرع من نصوص ظنية الدلالة ، سمح له أن يبدع من نظام خلق الكون.ففي صحيح البخاري نْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ>
في الفتح : قِيلَ الضَّمِير لِلَّهِ وَتَمَسَّكَ قَائِل ذَلِكَ بِمَا وَرَدَ فِي بَعْض طُرُقه " عَلَى صُورَة الرَّحْمَن " وَالْمُرَاد بِالصُّورَةِ الصِّفَة ، وَالْمَعْنَى أَنَّ اللَّه خَلَقَهُ عَلَى صِفَته مِنْ الْعِلْم وَالْحَيَاة وَالسَّمْع وَالْبَصَر وَغَيْر ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَتْ صِفَات اللَّه تَعَالَى لَا يُشْبِههَا شَيْء
**تاسعا>> سجود الملائكة اكراما للإنسان قال تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا) قال ابن كثيررحمه الله:
هذه كرامة عظيمة من الله تعالى لآدم امتن بها على ذريته، حيث أخبر أنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم. وقد دل على ذلك أحاديث -أيضا-كثيرة منها حديث الشفاعة .، وحديث موسى، عليه السلام الذي في سنن أبي دود عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مُوسَى قَالَ يَا رَبِّ أَرِنَا آدَمَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَرَاهُ اللَّهُ آدَمَ فَقَالَ أَنْتَ أَبُونَا آدَمُ فَقَالَ لَهُ آدَمُ نَعَمْ قَالَ أَنْتَ الَّذِي نَفَخَ اللَّهُ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَعَلَّمَكَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ "... أقول ما تسمعون إن كان صوابا فمن الله وإن كان خطئا فمن نفسي والشيطان والله ورسوله بريء منهما .

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button