وأنا أشنف مسامعي بمقطوعة "خمس الحواس سألني " التي يؤديها المطرب الخليجي ميحد حمد وهو يتنقل بنا عبر الأثير في وصف غاية في الروعة لحواس خمسة من الله علينا بها إستوقفني ذلك العمل البطولي الذي جادت به قريحة خمسة شابات من بلدتي تركن بيوتهن وأقبلن على التضحية دون أي إكثراث لا لشيء سوى تلبية منهن لنداء الواجب الوطني في الوقت الذي يفتك به الوباء اللعين بسواعد الرجال فما بالك بالقلوب المرهفة بالإحساس تركن بيوتهن وآبائهن وأمهاتهن وحتى أقرب المقربين وكأنهن يردن تمرير رسائل عزة وأنفة تعويضا لرجال بكل ماتحمله الكلمة من معنى رحلوا بالأمس القريب نحلات جمعية المبادرة لتسيير مراكز القرب بخفة دم ولباقة حديث يأتثن وكالات سحب منح الراميد وبكل صرامة وحنكة يقدمن النصح لكسر سلسلة إنتقال العدوى وبإنسانية جارفة يملأن إسثمارات شغيلة القطاع الغير المهيكل هي أمور تبدو عادية في أي زمان ومكان إلا في زمن الكورونا الفتاك الذي يخطف الأحباء بلا وداع
عن طواعية منقطعة النظير توشحن بسترات ناصعة البياض ووضعن أنفسهن في الصفوف الأمامية رهن إشارة مختلف الخدمات المطلوبة من أبناء وبنات الوطن في إطار الإستفاذة من منح الراميد يرشدن كل سائل أو مستفسر يقدمن النصح المرتبط بالوباء وتداعياته الصحية يساعدن كل ضرير أو ذوي إحتياج خاص ينثرن عبارات الأمل وسط الأشخاص هن فريق عمل ميداني أشبه بخلية نحل لا تكل ولا تمل أما فيما يتعلق بالنظافة والتعقيم فهذا ميدانهن بدون منازع
بكل صدق وأمانة لنا كرحامنة أن نفتخر بشامات خليتنا وإن كان التاريخ يسجل كل صغيرة وكبيرة فلن نقبل منه أن يدون الذكرى بغير ماء الذهب دمتن رمزا للتحدي ومزيدا من التألق في ملحمة ستخلدها الأجيال القادمة
إهداء خاص لرفيقات الدرب الرائعات هاجر أمين رشيدة أبو الوفاء كوثر الجوهري وسيمة سكيف ومريم بنعبدون
لست ربوت