من ذاكرة الشبيبات الحزبية يوم كانت الرحم خصبة بان جرير: مروان المستعين: وجه من الشبيبة الاتحادية مخصب بكثير من جينات المرحوم عبيدة المستعين. بقلم عبد الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية من ذاكرة الشبيبات الحزبية يوم كانت الرحم خصبة بان جرير: مروان المستعين: وجه من الشبيبة الاتحادية مخصب بكثير من جينات المرحوم عبيدة المستعين. بقلم عبد الكريم التابي

من ذاكرة الشبيبات الحزبية يوم كانت الرحم خصبة بان جرير: مروان المستعين: وجه من الشبيبة الاتحادية مخصب بكثير من جينات المرحوم عبيدة المستعين. بقلم عبد الكريم التابي


لا تستمر الحياة الحزبية من غير وجود جيل شبابي مواز يضمن لها تلك الشعلة التي تتقد وتتوهج، ويضخ فيها المنسوب اللازم من طاقة الحيوية والنشاط، بالقدر الذي يستفز وينتقد ويعارض ويختلف ويتوتر وينفعل ويغضب، لكنه في كل الأحوال هو عماد المستقبل الذي يستمر عليه بنيان الحزب، مادام الإنسان يموت ويستمر النوع البشري المتجدد.
عرفت ابن جرير في سبعينيات القرن الماضي بروز القطاع الشبيبي مع حزب الاستقلال، وكان المرحوم السي محمد الطاهري بن الطاهر، أحد الكوادر التي كانت تعمل بلا توقف لاستقطاب الشباب وتكوينهم وفق المؤهلات التي كان يكتسبها المرحوم ولا يترجمها إلا بغاية صب الطاقات الشابة في أحضان الحزب لتوسيع قاعدته الجماهيرية.
وفي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، شهد المشهد السياسي والجمعوي حركة شبابية نشيطة من جيل آخر واهتمامات أخرى ارتبطت بالقطاعات الشبيبية لأحزاب اليسار، الاتحاد الاشتراكي وحزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي فيما بعد، ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي (حركة الشبيبة الديمقراطية) بدرجة أقل.
اقترنت الشبيبة الاتحادية بابن جرير بعدد من الأسماء التي نشطت في القطاع قبل أن يصبح تنظيما مهيكلا ومنها ابريك عبودي وحسن القاسمي وعبد العالي بلقايد وعبد الله نجباح. ومنذ نهاية الثمانينيات وبعد أن انشطر الاتحاد الاشتراكي بعد حدث 08 ماي 1982، انتظم شباب الاتحاد في الإطار الشبيبي المعروف، الذي تعاقب على مسؤولية كتابته العامة عدة وجوه، نذكر منها عبد القادر الكدكاد وعبد المنعم بنضري وعبد الرزاق معاون ومصطفى رضوان وعبد المنعم المستعين ويونس بلكاضي ثم مروان المستعين موضوع ذاكرتنا في هذا المنشور.
لا غرابة أن يجد المتتبع للشأن الحزبي لابن جرير السي مروان المستعين وأشقاءه الآخرين، مناضلين شبابا يجاورون الكبار في تجمعات وأنشطة الحزب، ويتحملون مسؤوليات في الشبيبة ثم لاحقا في نفس الحزب، لأنهم بكل بساطة نتاج تنشئة اقتنع بها والدهم المناضل المرحوم عبيدة المستعين، واختارها نهجا وأسلوبا في أن يكون الأبناء في قلب الشأن العام، وعلى علم ودراية بما يجري في البلد، بل أن ينضموا إلى جبهة النضال من خلال الحزب الذي كان يملأ الدنيا ويشغل الناس وينتشر صداه في الجمعيات الثقافية ودور الشباب واتحاد الكتاب واتحاد المحامين وفي قطاعات الفلاحين والتجار والتلاميذ والطلبة وغيرها.
وهكذا كان التلميذ مروان يتردد على مقر الحزب، ولا يتخلف بمعية والده عن حضور الأنشطة المتنوعة التي كانت تنظمها جمعية الإقلاع الثقافي بدار الشباب، وخاصة ما تعلق بالتضامن مع الشعب الفلسطيني ولاحقا مع الشعب العراقي خلال حرب الخليج الثانية بداية التسعينيات.
بعد انتقال الوالد المرحوم عبيدة إلى مدينة العيون في إطار العمل، سينخرط التلميذ مروان في القطاع التلاميذي للحزب هناك. وبعد التحاقه بالجامعة، سيلتحق طبعا بالقطاع الطلابي للاتحاد موسم 94/ 95، وسينتخب باللجنة الإقليمية لنفس القطاع، ليتحمل فيما بعد مسؤولية أمانته المالية، ليصبح بعد ذلك كاتبا إقليميا له.
شارك في المؤتمر الوطني الخامس للشبيبة الاتحادية التي انتخب فيها محمد حفيظ كاتبا عاما، ثم انخرط في النقاش الذي أفضى إلى إنتاج وثيقة ما سمي ب" الوفاء للديمقراطية" التي ستنبثق منها الجمعية التي تحمل نفس الاسم، والتي ستندمج سنة 2005 مع مكونات يسارية أخرى، سينتج عنها ما يعرف اليوم بالحزب الاشتراكي الموحد والذي تتحمل مسؤولية أمانته العامة الرفيقة نبيلة منيب.
كانت "الوفاء للديمقراطية" حركة تصحيحية داخل الاتحاد، وكان مروان أنيطت به مهمة المنسق الإقليمي لها، إلا أن استقالة أعضائها من الحزب، جعله يتراجع عن الاستمرار فيها، لأنه مقتنع بأن التصحيح لا يمكن أن يتم إلا من الداخل وليس بتأسيس حزب آخر أو ما شابه ذلك.
سبق لمروان أن انخرط في العمليات الانتخابية على صعيد الرحامنة وابن جرير، من خلال انخراطه سنة 1997 في الحملة الانتخابية لمرشح الاتحاد آنذاك الأستاذ محمد السعيد بنسلام الذي حاز وقتها المرتبة الثانية بعد مرشح الحركة الشعبية، كما ترشح ضمن لائحة الحزب للانتخابات الجماعية ببلدية ابن جرير سنة 2009 التي كان عبد الجليل معروف وكيلا لها.كما كان على راس لائحة "الوردة" خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة لسنة 2015.
بعد حصوله على الإجازة سنة 2001/ 2002 سينتخب كاتبا للشبيبة الاتحادية (فرع ابن جرير)، بعد تجربة مميزة سابقة نظم فيها الفرع المحلي عددا من الأنشطة، واستضاف فيها عددا من الوجوه البارزة كالمرحوم الفقيه محمد البصري بدار الشباب خلال حفل تكريم المناضل والمقاوم المرحوم العصامي، كما استضاف محمد الساسي في المقر الذي كان يتواجد بدار المشكوري فوق المطحنة، ومحمد حفيظ في المقر الذي كان مملوكا للسي أحمد السياغ مدير دار الشباب السابق.
لم يقتصر نشاط مروان المستعين عند هذه الحدود، فقد ولج النضال النقابي من خلال النقابة الديمقراطية للعدل اعتبارا لكونه موظفا بمحكمة الاستئناف بمراكش، وسينتخب عضوا في المكتب المحلي، ثم عضوا بالمكتب الوطني لنفس النقابة في المؤتمر الثالث سنة 2010. وفي 2014 أسندت إليه مهمة منسق اللجنة التحضيرية للاتحاد المحلي للفدرالية الديمقراطية للشغل، وانتخب نائبا لكاتبها الأول، ثم كاتبا جهويا سنة 2017.
على الصعيد الحزبي، تحمل مسؤولية كاتب محلي لفرع ابن جرير سنة 2013، وفي سنة 2015 انتخب نائبا أول للكاتب الإقليمي (أحمد اشبائك). وفي سنة 2017 سيتم انتخابه عضوا بالمجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي.
حينما تدقق النظر في وقفة مروان، يبدو لك المرحوم عبيدة واقفا منتصبا. وحينما تدقق النظر في ملامح مروان، يبدو لك السي عبيدة في عنفوان شبابه، وحينما يصل أذنيك صوت مروان، تخال المرحوم عبيدة يتحدث إليك، وحينما تحس هدوء مروان في نقاشه وإصغائه واحترامه للآخر، تشعر وكأن المرحوم عبيدة، يناقشك بطبعه الهادئ الوقور. وحينما ترى مروان يجل المناضلين ويقدرهم، فإنك كما لو أنت بصحبة المرحوم وهو يرفع من مقام المناضلين احتراما وتقديرا. فلا غرابة أن يبكي مروان رفيقه المرحوم رضوان العيروكي بكل تلك اللوعة والحرقة والدموع.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button