من ذاكرة الكرة المعطرة بالاحترام والوقار: منير ونور الدين التادلاوي: صخرتان تشتركان في الصلابة وتختلفان في السلاسة والنعومة.بقلم عبد الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية من ذاكرة الكرة المعطرة بالاحترام والوقار: منير ونور الدين التادلاوي: صخرتان تشتركان في الصلابة وتختلفان في السلاسة والنعومة.بقلم عبد الكريم التابي

من ذاكرة الكرة المعطرة بالاحترام والوقار: منير ونور الدين التادلاوي: صخرتان تشتركان في الصلابة وتختلفان في السلاسة والنعومة.بقلم عبد الكريم التابي



شهدت كرة القدم العالمية في عديد من لحظات التاريخ القريب والمتوسط، حضور إخوة أشقاء جاوروا بعضهم البعض في نفس الفريق المحلي للمدينة، أو في نفس المنتخب الوطني للبلد.
ولعل المتتبعين للتاريخ الكروي، يتذكرون الأخوين الشقيقين الهولنديين (روني و ويلي فان دي كيركوف) والهولنديين المعروفين (فرانك و رونالد دي بور) و الدانماركيين ( مايكل و برايان لاودروب) والمصريين (حسام وابراهيم حسن) والإيفواريين المشهورين ( كولو ويايا توري لاعب برشلونة سابقا والمانشيستر سيتي فيما بعد).
وعرفت ملاعب المغرب في زمن ما وجود إخوة أشقاء يحملون نفس ألوان الفريق، ونذكر منهم الإخوة "الرعد" والإخوة "الحدادي" بشباب المحمدية، والإخوة "العامري" باتحاد سيدي قاسم، والإخوة " الولد" برجاء بني ملال، والإخوة ابراهيم والحسين بلحبشية بفريق الأمل لبنكرير زمن الستينيات، وغيرهم ممن لا تحضرني اليوم أسماؤهم.
ومما لاشك فيه أن الشقيقين منير ونور الدين التادلاوي، قد يكونان الأخوين الشقيقين الأبرزين اللذين جاورا بعضهما البعض سواء في فريق الحي "بلوك كاسطور" أو في فريق الشباب وهو ما يعنينا، اعتبارا لوجود شقيقين في نفس فريق الحي، يعتبر أمرا طبيعيا ولا يدعو إلى أي انتباه واهتمام أو استغراب..
منير ونور الدين هما أبناء ساعي البريد الشهير في بلدة ابن جرير في زمنها المغلق بين أحياء ودروب بعينها، حيث كان المرحوم السي أحمد التادلاوي يعرفها زنكة زنكة دار دار. وإذا كان المرحوم عرف بين الناس قيد حياته بالوقار والاحترام ودماثة الخلق، فإن ذريته ومنها الشخصين المعنيين بهذه الذاكرة المزدوجة، لا يقلان عنه وقارا واحتراما بين الناس وخاصة من بين جمهور الكرة وجمهور الشباب بابن جرير، طيلة مشوارهما الذي تشرفا خلاله بحمل قميص فريق البلدة اللأول.
منير ونور الدين لم يخلقا ويرضعا الكرة ومبادئها الأولى من عدم، بل أنهما نتاج استمرار للأجيال في بلوك كاسطور الذي نشآ وتربيا فيه، والذي عرف شبابا لعب الكرة وأجادها من أمثال مصطفى المنصوري والحبيب مزراك وحكيم الضراوي وغيرهم.
منير ببنيته البدنية القوية التي تضمن له ربح النزالات الثنائية والارتقاء مع الخصوم في الكرات الهوائية، ابتدأ لا عب متوسط دفاع (ليبرو)، بعد ذلك تم تحويل موقعه إلى لاعب ارتكاز يقوم بأدوار تخريب عمليات الخصم من جهة، وتموين وإمداد الجبهة الأمامية بالكرات الطويلة أو من خلال الثنائيات والمثلثات من جهة أخرى.
انطلق المشوار الكروي لمنير سنة 1981 من خلال دوري الصداقة، بعدها التحق بفريق أولمبيك بنكرير التابع للفوسفاط، حيث لعب لفئة الشبان ثلاث مباريات ثم تم تصعيده إلى فئة الكبار التي لعب فيها أربعة مواسم 82/83/84/85. في سنة 1986 سيلتحق بشباب بنكرير وسيجري أول مقابلة له ضد فريق من سيدي بوعثمان حيث سجل هدفين من أصل الأحد عشر التي فاز بها فريقه. جاور منير في بداية مشواره، سعيد لغرافي وعبد الإله بونة والمحجوب زروال وعبد الإله عملي وآخرين، ثم جاور جيلا آخر يتكون من بوجمعة كتاف وجمال حشادي ومصطفى احميدشات وعزيز بنمسيك، ثم أنهاه مع الجيل الذي ضم صعيد وشقيقه نو الدين وآخرين.
من أهم ما يعتبره إنجازا في مسيرته الرياضية، لعبه مبارتين للسد، الأولى ضد الشماعية والثانية ضد جمعية الحليب لمراكش.
أما نور الدين ذلك الفتى النحيف البنية بقامته المديدة، فقد كان يشغل متوسط الدفاع الذي تميز فيه بصلابته الأنيقة ورشاقته في الارتقاءات، وكان يعطي الانطباع لمن كان يتابع الكرة العالمية، أن فيه شيئا من هدوء ورزانة لاعبين كبارا من طينة القيصر الألماني فرانز بيكنباور لاعب "الباييرن" و"المانشافت" ، ومدافع أجاكس ومنتخب الطواحين (هولندا) المسمى "رود كرول" الذي سبق أن كان مدربا للرجاء البيضاوي.
بدأ نور الدين الكرة سنة 1986 باللعب لشبان أولمبيك بنكرير لمدة موسم كروي واحد، بعدها انتقل إلى الفريق الأول ، ثم برزت مواهبه، فالتحق بفريق شباب بنكرير سنة 1989 الذي استمر فيه إلى غاية 2001. وقد حقق نفس ما حققه شقيقه بلعبه أيضا مبارتي السد سالفتي الذكر.
ولعل أهم ما يجعل لاعب الكرة ترتفع أسهمه من حب الناس، هو حينما ترتبط الكرة بالسلوك الحسن مع الزملاء والجمهور والناس خارج ميدان التباري، والروح الرياضية Fair Play تجاه الخصوم والحكام وباقي المتدخلين في اللعبة. وقد تحدث بعض الانفلاتات وبعض الانفعالات العابرة، إلا أنها لا تخدش الصورة العامة للاعب كما هو الشأن بالنسبة لمنير ونور الدين اللذين يحظيان باحترام الناس بنفس القدر الذي يحترمان ويقدران الناس.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button