ما حدث ليلة أمس بمدن مغربية ، وخروج العشرات إلى الشارع والتكبير والتهليل والسجود وسط الأمطار والأوحال يدعونا مليا وسط هذه المحنة إلى أننا بثنا نعرف على مسافة مضبوطة أعداء هذا البلد ،خونة هذا البلد ، مجرمي هذا البلد.
وقائع ليلة أمس تحيلنا إلى التحلي أولا بضبط النفس والالتزام بالإجراءات والبقاء بالبيوت كما هو مقنن ، وتدعونا كذلك إلى ترك أجهزة الدولة لمباشرة إنزال العقاب بمن حرض أو دعا لخروج تلك المجموعات في ذروة الحرب مع عدو لحد الساعة أقلق الكون بكامله ، وما يزال يتملص من الإيقاع به داخل المختبرات العلمية الرائدة بدول كبيرة عجزت عن فهم كيف ستتمكن منه علوم بأسرها داخل حقل "البيولوجيا" لإنهائه.
في المقابل ما حدث بالأمس يعيد بنا النقاش إلى محطات بعينها ، تركنا فيها الجهل يكرس وجوده داخل العقليات ، عندما قمنا بإتلاف جهود التعليم العمومي والمدرسة العمومية ليحل محلها "الفراغ"، ما حدث ليلة أمس يساءل فينا دور مؤسسة الأسرة والمؤسسة الدينية والاقتصادية ومؤسسة المدرسة ودور مؤسسة الإعلام ! لأن هذه المؤسسات هي التي تنتج "الوعي الجمعي" ..تنتج ضمير الأمة البعيد عن "الأعراض".
وقائع ليلة أمس تحيلنا إلى التحلي أولا بضبط النفس والالتزام بالإجراءات والبقاء بالبيوت كما هو مقنن ، وتدعونا كذلك إلى ترك أجهزة الدولة لمباشرة إنزال العقاب بمن حرض أو دعا لخروج تلك المجموعات في ذروة الحرب مع عدو لحد الساعة أقلق الكون بكامله ، وما يزال يتملص من الإيقاع به داخل المختبرات العلمية الرائدة بدول كبيرة عجزت عن فهم كيف ستتمكن منه علوم بأسرها داخل حقل "البيولوجيا" لإنهائه.
في المقابل ما حدث بالأمس يعيد بنا النقاش إلى محطات بعينها ، تركنا فيها الجهل يكرس وجوده داخل العقليات ، عندما قمنا بإتلاف جهود التعليم العمومي والمدرسة العمومية ليحل محلها "الفراغ"، ما حدث ليلة أمس يساءل فينا دور مؤسسة الأسرة والمؤسسة الدينية والاقتصادية ومؤسسة المدرسة ودور مؤسسة الإعلام ! لأن هذه المؤسسات هي التي تنتج "الوعي الجمعي" ..تنتج ضمير الأمة البعيد عن "الأعراض".
ما شاهدناه بالأمس ونحن ببيوتنا لاحيلة لنا سوى الانترنيت ، وتلك المشاهد المخجلة يفتح بعدما تنتهي هذه الأزمة بخير وهو الأكيد طبعا، أننا غدا واعتبارا من ذلك الغد المنتظر، أن نفهم أن مستقبل الإنسانية مدعو في كل البلاد حتى التي كانت تحسب نفسها تجاوزتنا في لحظات العسرة وجدت أن أنظمتها الصحية تهاوت بالكامل منذ "خوصصة" و"لبلرة"قطاعي الصحة والتعليم، ونحن الذين كنا نعتقد أننا الأكثر تخلفا، فسويسرا بعينها لم تكن تتوفر سوى على 800 سرير للإنعاش مع غناها الاقتصادي ورفهها الاجتماعي ، وأمريكا صرح رئيسها أن نظامها الصحي متهاوي وسوف يغرق...
المهم هذا العالم اليوم سيهيئ نفسه إلى ما بعد كورونا، وليس ما كان مطروحا من السيناريوهات التي تبحث عن ما بعد "العولمة"، ما بعد كورنا هو العالم الجديد للتحولات المجتمعية الكبرى منذ ما قبل المجتمعات الزراعية.
وحينما نعود إلى وقائع الأمس ، هي بالنسبة لي "أعراض "مرضية، لحالات ستكون معزولة يؤطرها "الخواء" الأخلاقي والقيمي ..يؤطرها "انهيار" جزء من منظومة المدرسة والأسرة منذ زمن، ومن حسن حظنا أنها ليست إلا "بؤر" معزولة جدا ..فالذي ظهر على فيديو يدعو بدعائه ومن والاه هم جزء من مجتمع تختفي فيهم "أعراض" ترجمت بسرعة وعبرت عن نفسها، وتطرح علينا اليقظة أكثر. وأنا واثق من جهود أجهزة الدولة ومؤسسات القضاء لإنزال العقاب الذي تعرف كيف تحافظ فيه على النظام العام..
إنما في الشق الاجتماعي ، وفي الجانب الذي يظهر من المجتمع إبان الأزمات ، كان ظهورا جماعيا واعيا وواعدا ،وهو ما عبرت عنه الدولة المغربية وشعب هذا البلد الجبار لاحتواء أقبح هزة صحية عالمية كفيل بأن يمنحنا ارتياحا كبيرا لا مجال معه للخوف.
هذه "الأعراض" المعزولة هي التي علينا عندما تنتهي هذه المصيبة أن نعيد تحيين قرارات أتمنى أن تكون قرارات كبرى تهم التعليم والصحة بالأساس..وقد كانت إشارة عاهل البلاد إلى تجديد النموذج التنموي واعدة وواعية بذلك.
أن نصنع في هذا البلد شموخا يقطع مع كل العصور ، لأننا وبدون منازع تجاوزنا بمقدراتنا ويقظتنا الأسوأ على مستوى "الحذر " والوقاية مع من هم أفضل منا، لأننا واعون بقدرتنا التي استحالت عند الكبار للثبات أمام هذه الكارثة.
وبالتالي فإن هذا البلد مدعو إلى "عقلنة" أكثر لقطاعات مهمة ،لأن "الديني" سيطفو على السطح بأشكاله الغير السليمة التي أبان عليها هؤلاء بالأمس، وأن مؤسسات الأسرة والاقتصاد والإعلام عليها أكثر من واجب .
واجب الاحتكام إلى أننا دائما وأبدا علينا أن نتخيل أننا سنكون في حالة طوارئ، ضد كل الأشكال التي تمس سواء العقيدة أو السلوك أو المعيش..الطوارئ تدريب من أجل الفهم والإيقاع "بالأعراض".
وأعراض من هذا القبيل كانت حتما ستظهر متفرقة ليس همها خدمة البلد ، وإنما تزييف حقيقتنا التي لا يجدر بهم أن يمثلوها لأنهم مرضى..وحقيقتنا أننا شعب تبين أنه يعرف كيف يحب بلده، ومتى عليه الاستقامة والحزم المتطرف وبدل الجهد،ومتى عليه الانضباط أو استغلال مساحة الحرية المتعاقد عليها.
نحن مجبرون بعدما ينتهي هذا الهم الجماعي ذي " الكثافة الثقافية" بتعبير دوركايم، إلى أن البرلمان والحكومة ومن ينتجون القرار ..إلى تعبيد طريق إصلاحات تمس الجوهر، تضرب بيد من سيف على جميع مظاهر التخلف... وترتيب البيت لحلول" العقلانية" في كل مظاهر الحياة العامة..في الديني بالأساس بالقطع مع مثل هذا الدجل ، وإعطاء مسافة من التفاهة ، وتجويد خدمة الإعلام لأنه تبين أنه أساسي في هذه اللحظات إلى حد لا متناهي ، إعلام متمكن من أدواته وأدواره و"أفقه الفلسفي" .
المغاربة بالرغم من شظف العيش عند فئات عريضة تصارع "ثقافة الفقر" الفرعية Culture of poverty .والفقر كما شرح "زيمال " ورشارد هوكار" و"اوسكار لويس" وغيرهم ، أو ما يسميه الانجلوساكسونيون ب"فاشلي النظام" Les rates du système ، فإن المدخل الأساسي هو إعادة جبر ضرر هذا المجتمع الذي يريد فعلا أن يعيش ويستحق، متضامنا متعاطفا خائفا على بعضه بعض..لا يمكن شرح جهود الكثير من الناس هذه الأيام وهم يوزعون من أموالهم على فقراء الأحياء ودراويشهم، ولا جهود الدولة التي وظفت كل إمكاناتها وبينت أن العالم اليوم لا يمكنه منذ "فلسفة التعاقد" أن يخرج على قناعة أن الدولة مهما استطاعت داخل "كينونتها " إنتاج أجوبة " توليدية" RELANCESتشاركية وإخراج مؤسسات إلى الوجود ..مجتمع مدني وغيره، فإن الزمن أتبث كونيا أن معايير بقاء مفاهيم الدولة "الفيبيرية "يضمن البقاء فيها والاستمرار..ويقوي ثقة جميع الفاعلين في "وجوديتها" التي ظل "هيجل " ينعتها "بمربية المربيين".
وهنا وفي هذه القراءات الممكنة ، فإن الأعراض التي ظهرت بالأمس ليلا هي "فعل"Action خارج الزجر القانوني يفتح باب الإرشاد الوظيفي Fonctionnalisteلمؤسسات بعينها عليها أن تنفتح على" العقل"، على إنتاج "براديغمات" تنهل من مقاربات العلوم الاجتماعية والإنسانية القادرة وحدها تفويت فرصة اختزال أمم في أعراض توجد على الهامش هي وأصحابها، كما اختفت أعراض "روتيني اليومي" ووجوه العارعلى "يوتوب"، ونجوم فن ساقط وغيرهم كانوا أو سمح لهم بالتربح من الفضاءات العامة بتعبير "الان تورين" ، وترك الأستاذ الحقيقي ، والمخترع الحالم ،وعالم الدين الورع الوسطي، والصيدلي والطبيب الملتزم ذي القلب الرحيم والجيد المهارة، والفنان المثقف ،والرسام والموسيقي المبدعان، وصاحب فكرة جبارة وصحفي مقتدر خلاق، وغيرهم على حافة "التعسف" الشخصي والذاتي الغير الموضوعيان.
المهم هذا العالم اليوم سيهيئ نفسه إلى ما بعد كورونا، وليس ما كان مطروحا من السيناريوهات التي تبحث عن ما بعد "العولمة"، ما بعد كورنا هو العالم الجديد للتحولات المجتمعية الكبرى منذ ما قبل المجتمعات الزراعية.
وحينما نعود إلى وقائع الأمس ، هي بالنسبة لي "أعراض "مرضية، لحالات ستكون معزولة يؤطرها "الخواء" الأخلاقي والقيمي ..يؤطرها "انهيار" جزء من منظومة المدرسة والأسرة منذ زمن، ومن حسن حظنا أنها ليست إلا "بؤر" معزولة جدا ..فالذي ظهر على فيديو يدعو بدعائه ومن والاه هم جزء من مجتمع تختفي فيهم "أعراض" ترجمت بسرعة وعبرت عن نفسها، وتطرح علينا اليقظة أكثر. وأنا واثق من جهود أجهزة الدولة ومؤسسات القضاء لإنزال العقاب الذي تعرف كيف تحافظ فيه على النظام العام..
إنما في الشق الاجتماعي ، وفي الجانب الذي يظهر من المجتمع إبان الأزمات ، كان ظهورا جماعيا واعيا وواعدا ،وهو ما عبرت عنه الدولة المغربية وشعب هذا البلد الجبار لاحتواء أقبح هزة صحية عالمية كفيل بأن يمنحنا ارتياحا كبيرا لا مجال معه للخوف.
هذه "الأعراض" المعزولة هي التي علينا عندما تنتهي هذه المصيبة أن نعيد تحيين قرارات أتمنى أن تكون قرارات كبرى تهم التعليم والصحة بالأساس..وقد كانت إشارة عاهل البلاد إلى تجديد النموذج التنموي واعدة وواعية بذلك.
أن نصنع في هذا البلد شموخا يقطع مع كل العصور ، لأننا وبدون منازع تجاوزنا بمقدراتنا ويقظتنا الأسوأ على مستوى "الحذر " والوقاية مع من هم أفضل منا، لأننا واعون بقدرتنا التي استحالت عند الكبار للثبات أمام هذه الكارثة.
وبالتالي فإن هذا البلد مدعو إلى "عقلنة" أكثر لقطاعات مهمة ،لأن "الديني" سيطفو على السطح بأشكاله الغير السليمة التي أبان عليها هؤلاء بالأمس، وأن مؤسسات الأسرة والاقتصاد والإعلام عليها أكثر من واجب .
واجب الاحتكام إلى أننا دائما وأبدا علينا أن نتخيل أننا سنكون في حالة طوارئ، ضد كل الأشكال التي تمس سواء العقيدة أو السلوك أو المعيش..الطوارئ تدريب من أجل الفهم والإيقاع "بالأعراض".
وأعراض من هذا القبيل كانت حتما ستظهر متفرقة ليس همها خدمة البلد ، وإنما تزييف حقيقتنا التي لا يجدر بهم أن يمثلوها لأنهم مرضى..وحقيقتنا أننا شعب تبين أنه يعرف كيف يحب بلده، ومتى عليه الاستقامة والحزم المتطرف وبدل الجهد،ومتى عليه الانضباط أو استغلال مساحة الحرية المتعاقد عليها.
نحن مجبرون بعدما ينتهي هذا الهم الجماعي ذي " الكثافة الثقافية" بتعبير دوركايم، إلى أن البرلمان والحكومة ومن ينتجون القرار ..إلى تعبيد طريق إصلاحات تمس الجوهر، تضرب بيد من سيف على جميع مظاهر التخلف... وترتيب البيت لحلول" العقلانية" في كل مظاهر الحياة العامة..في الديني بالأساس بالقطع مع مثل هذا الدجل ، وإعطاء مسافة من التفاهة ، وتجويد خدمة الإعلام لأنه تبين أنه أساسي في هذه اللحظات إلى حد لا متناهي ، إعلام متمكن من أدواته وأدواره و"أفقه الفلسفي" .
المغاربة بالرغم من شظف العيش عند فئات عريضة تصارع "ثقافة الفقر" الفرعية Culture of poverty .والفقر كما شرح "زيمال " ورشارد هوكار" و"اوسكار لويس" وغيرهم ، أو ما يسميه الانجلوساكسونيون ب"فاشلي النظام" Les rates du système ، فإن المدخل الأساسي هو إعادة جبر ضرر هذا المجتمع الذي يريد فعلا أن يعيش ويستحق، متضامنا متعاطفا خائفا على بعضه بعض..لا يمكن شرح جهود الكثير من الناس هذه الأيام وهم يوزعون من أموالهم على فقراء الأحياء ودراويشهم، ولا جهود الدولة التي وظفت كل إمكاناتها وبينت أن العالم اليوم لا يمكنه منذ "فلسفة التعاقد" أن يخرج على قناعة أن الدولة مهما استطاعت داخل "كينونتها " إنتاج أجوبة " توليدية" RELANCESتشاركية وإخراج مؤسسات إلى الوجود ..مجتمع مدني وغيره، فإن الزمن أتبث كونيا أن معايير بقاء مفاهيم الدولة "الفيبيرية "يضمن البقاء فيها والاستمرار..ويقوي ثقة جميع الفاعلين في "وجوديتها" التي ظل "هيجل " ينعتها "بمربية المربيين".
وهنا وفي هذه القراءات الممكنة ، فإن الأعراض التي ظهرت بالأمس ليلا هي "فعل"Action خارج الزجر القانوني يفتح باب الإرشاد الوظيفي Fonctionnalisteلمؤسسات بعينها عليها أن تنفتح على" العقل"، على إنتاج "براديغمات" تنهل من مقاربات العلوم الاجتماعية والإنسانية القادرة وحدها تفويت فرصة اختزال أمم في أعراض توجد على الهامش هي وأصحابها، كما اختفت أعراض "روتيني اليومي" ووجوه العارعلى "يوتوب"، ونجوم فن ساقط وغيرهم كانوا أو سمح لهم بالتربح من الفضاءات العامة بتعبير "الان تورين" ، وترك الأستاذ الحقيقي ، والمخترع الحالم ،وعالم الدين الورع الوسطي، والصيدلي والطبيب الملتزم ذي القلب الرحيم والجيد المهارة، والفنان المثقف ،والرسام والموسيقي المبدعان، وصاحب فكرة جبارة وصحفي مقتدر خلاق، وغيرهم على حافة "التعسف" الشخصي والذاتي الغير الموضوعيان.
بقلم: صبري يوسف
لست ربوت