في هذه التدوينة نقدم لك طريقة ناجحة تجعل الأولاد يحبون القراءة ، وتخلق من ولدك إنساناً راقياً يقبل عليها في شغف، ويصبر عليها في عزيمة، إلى أن تصبح –بمرور الوقت- أداة تحقق له المتعة والمعرفة في آنٍ واحد، وتلك الطريقة تعتمد على خطوات محددة، يمكن لأي أب أن يطبقها مع ولده، ويمكن لكل أمٍّ أن تنفذها مع ولدها،
كلنا يعرف أن القراءة خير زادٍ يتزود به أولادنا في طريقهم إلى تحقيق التميز والنجاح، لكن هناك سؤالين يترددان بين الأمهات والآباء:
السؤال الأول: كيف تجعل الأولاد يحبون القراءة ويُقبلون عليها في شغفٍ؟
السؤال الثاني: كيف يستفيدون من القراءة في حياتهم العملية؟
الطريقة التالية تضع بين يديك رؤية شاملة لترسيخ القراءة في حياة الأبناء، تحقق الاستفادة منها بشكل عملي.
أولاً الارتباط الوجداني للأولاد بالقراءة
هذه المرحلة في غاية الأهمية، فالصغار لهم قدرة كبيرة على الملاحظة، وكل ما يلاحظونه ينطبع داخلهم، ويكون له تأثير كبير في تكوين عاداتهم، وبناء شخصياتهم، ويعتمد تهيئة العامل الوجداني، كي تجعل الأولاد يحبون القراءة بالأمور التالية:
- أن يراك ولدك وأنت تمارس القراءة بشكل منتظم فهذا يحفزهم بشكل قوي على تقليد الكبار في ممارستها ويدفعهم الى الحرص عليها
- أن يتوافر له مجموعة من الكتب الجذابة والمناسبة لمرحلته العمرية فالكتب التي تناسب الطفولة المبكرة تختلف عن تلك التي تتناسب مع الطفولة مرحلة الصبا كما تختلف عن الكتب التي تناسب فترة المراهقة أو فترة الشباب.
- وجود مكتبة في المنزل، ولو مكتبة صغيرة الحجم، وفي هذه الحالة ننصح بتخصيص جزء من هذه المكتبة لاولادنا، أو انشاء مكتبة صغيرة خاصة بهم.
- أن تقرأ له القصص والكتب المصورة في مرحلة مبكرة قبل أن يتعلم القراءة، واجعل من ذلك عادة يومية.
- أن تحكي له القصص الممتعة وخبره أنك قرأت هذه القصص وبذلك يترسخ لديه أن القراءة تحقق المتعة.
- أن تقدم له معلومة مفيدة في أحد المواقف الحياتية وتخبره أنك اكتسبت هذه المعلومة من خلال القراءة وبذلك يدرك أهمية القراءة في بناء المعرفة.
- أن تجيب عن أسئلته باهتمام وتخبره أنك تعلمت هذا من خلال القراءة وبذلك يدرك أهمية القراءة في حل المشكلات، وتفسير الأمور الغامضة.
- أن تبدأ تدريبه على قراءة المحتوى السهل مثل المجلات المصورة والقصص المصورة والأخبار الخفيفة.
بعد أن يرتبط بالقراءة، ويتعودها، يمكن أن تطور من قدرته على القراءة، بإكسابه المهارات اللازمة مثل:
تناول الكتاب بطريقة صحيحة، والجلسة المعتدلة، وتتبع الكلمات والسطور، والاهتمام بالعناوين الرئيسية والفرعية، ووضع التساؤلات حول ما يصعب عليه فهمه.
ثانيا المشاركة تجعل الأولاد يحبون القراءة
مشاركة الولاد في عملية القراءة تضمن استمرارهم في ممارستها، والحرص عليها كأحد المهارات المعتادة، وتعتمد المشاركة على العوامل التالية:
- مناقشة ولدك فيما قراه تشجيعه على التحدث فيما اكتسبه من معارف ومفاهيم أو فيما طالعه من قصص جديدة، مع الاهتمام بما يتحدث به دون مقاطعته أو التدخل في طريقة تعبيره بل عليك ان تتركه في حرية تامة لبناء اسلوبه الخاص في عرض ما يخطر له، ومن المهم ان تتم تلك المناقشة في إطار الثرثرة، بعيدًا عن أسلوب امتحانه فيما قرأه.
- تشجيع ولدك على مناقشة ما قرأه مع أقرانه، فهذا يُشعره بالتميز من ناحية ،ومن ناحية أخرى يمثل تشجيعأ لزملائه على تقليده.
- افتح معه موضوعًا مرتبطأ بما سبق أن قرأ، واطلب منه تقديم خبراته وإظهار معارفه حول هذا الموضوع.
- اطلب من ولدك أن يسجل ما استفاده من قراءة القصة، أو الكتاب في صفحة واحدة؛ كي يضعها داخل الكتاب.
ثالثاً بالتحفيز تجعل الأولاد يحبون القراءة
التحفيز للأولاد مثل الوقد للسيارة؛ لذلك احرص على أن تمتدح ولدك، وأن تُظهر إعجابك به كشخص مثقف في الحالات التالية:
- عندما تراه يمارس القراءة.
- عندما تناقشه فيما قرأ، وتسمع ما يعرضه من معرفة.
- عندما ينتهي من عمل ملخص لما قرأه.
- عندما يخبرك أنه ناقش أقرانه فيما قرأ.
ونحن على ثقة أنك تدرك حقيقة هامة، وهي أن أولادنا يستحقون أن نرعاهم بكل جوارحنا، وأن نبذل لهم كل ما يمكننا من عناية، فكلنا يحب أبناءه،
كلنا يأمل أن يكون أبناؤه أشخاصاً فاعلين في الحياة، ويرجو لهم مستقبلًا باهرًا
ابدأ بالتطبيق الآن ولا تتعجل النتائج، و -إن شاء الله- سوف تجد نتائج مبهرة، تقر بها عينك، وينشرح لها صدرك.
6 تطبيقات مفيدة في التعلم تجعل الدراسة ممتعة
لست ربوت