هي قصة مثيرة أقرب من الخيال، حدثت في سنوات الخمسينات من القرن الماضي، أبطالها أفراد كومندو بريطاني، خطط بشكل دقيق لتنفيذ عملية تهريب الملك الراحل محمد الخامس، من مدغشقر في 1953، مقابل حصوله من طرف زعيم عربي على مبلغ 250 ألف جنيه أسترليني، لكن مصير المخطط فشل بعد وصول معلومات استخباراتية إلى السلطات الحماية الفرنسية.
ففي يوم 20 غشت 1953، أقدمت سلطات الحماية الفرنسية على نفي الملك الراحل محمد الخامس وعائلته إلى جزيرة مدغشقر، بعد رفضه التعاون معها في محاصرة وعزل الحركة الوطنية المغربية التي كانت تدعو إلى الاستقلال، لتندلع مقاومة مسلحة أسفرت عن إقرار فرنسا بعودة الملكية والاستقلال 1955.
ما حدث في ذلك اليوم "المؤلم"، دفع زعيم عربي، إلى التفكير في طريقة تهريب الملك الراحل محمد الخامس من قبضة السلطات الفرنسية في مدغشقر إلى بلده، واستقر به الأمر عن طريق الاستعانة بكومندو بريطاني، لتنفيذ عملية جريئة في بلد ذو طبيعة جغرافية صعبة، مقابل الحصول على 250 ألف جنيه أسترليني، في حال نجاح الخطة المعدة سلفا.
والعهدة هنا، على مقال قديم نشرته صحيفة "هيرالد صن" الأسترالية، في العاشر من أكتوبر عام 1954، جاء فيه أن أفراد الكومندو البريطاني، الذي كان أساسا يتكون من إيدي تشابمان، أشهر جاسوس بريطاني في زمن الحرب العالمية الثانية، وبيلي هيل، المشهور في زمنه بالتهريب، أبحر إلى مدينة طنجة المغربية، عبر سفينة "فلامنغو"، لبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة التي جرى الاتفاق عليها بين أفراد الكومندو ووسطاء عن الزعيم العربي، لم تحدد اسمه.
وأضافت أن إيدي تشابمان، وبيلي هيلي، بعد وصولهم على مدينة طنجة، الخاضعة آنذاك لحماية دولية، التقيا بقياديين في الحركة القومية العربية، وتم مرة أخرى التطرق لكافة تفاصيل الخطة "الجريئة"، التي كانت تتضمن أساسا إبحار سفينة "فلامنغو" بعد تسليحها، إلى مدغشقر حيث تم نفي الملك الراحل، ومهاجمة مقر الشرطة الفرنسية بمساعدة 12 رجلا عربيا مسلحا للقيام بعملية إلهاء، بينما كان سيتكلف الجاسوس البريطاني تشابمان باختطاف محمد الخامس.
وأوضحت ذات الصحيفة، أن هدف الخطة كان نتيجة للتعاون بين الكومندو البريطاني وزعيم عربي كان طموحا لمساعدة العاهل المغربي محمد الخامس، على العودة إلى المغرب وطرد القوات الفرنسية.
وعن دور مصر، أكدت الصحيفة، أنها كانت آنذاك سترسل طائرة مائية لاستعادة محمد الخامس وإعادته إلى مصر والمغرب، حيث كان سيتولى مسؤولية قيادة الحركة القومية العربية وإنهاء الحماية الفرنسية، لكن وصول معلومات استخباراتية إلى فرنسا، أجهض الخطة.
لست ربوت