الدروس المستفادة من تعامل الصين مع فيروس كورونا علي أبو مريحيل صحفي فلسطيني

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية الدروس المستفادة من تعامل الصين مع فيروس كورونا علي أبو مريحيل صحفي فلسطيني

الدروس المستفادة من تعامل الصين مع فيروس كورونا علي أبو مريحيل صحفي فلسطيني


حالة من الذعر أثارها تفشي فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر الماضي، خصوصا بعد انتشاره خارج حدود الصين وظهوره في أكثر من عشرين دولة. حيث سارعت حكومات أجنبية وعربية إلى إجلاء رعاياها من الصين، واتخاذ إجراءات احترازية لحماية مواطنيها من الإصابة بالفيروس. وكانت الولايات المتحدة أولى الدول التي اقترحت سحباً جزئياً لموظفي سفارتها وقنصلياتها، بالإضافة إلى فرض حظر على السفر من وإلى الصين، الأمر الذي أثار حفيظة بكين التي اتهمت واشنطن بنشر الخوف في تعاملها مع انتشار الفيروس، بدلاً من تقديم المساعدة للسلطات الصحية، معتبرة ما قامت به الولايات المتحدة مثالاً سيئاً للتعامل مع الأزمة.

إدارة الأزمة
رغم اتهام الصين بمحاولة إخفاء المؤشرات الأولية لظهور فيروس كورونا الجديد، والتستر على خطورة انتشاره في أرجاء البلاد، فإن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات الصينية منذ بداية الأزمة تؤكد عكس ذلك. فور تواتر تقارير عن ظهور فيروس غامض في سوق للمأكولات البحرية بمدينة ووهان، منتصف ديسمبر الماضي، أصدرت الحكومة المركزية قراراً بإغلاق السوق، وأرسلت فريقاً من الخبراء والمختصين إلى عين المكان، وبعد إجراء أبحاث ودراسات مكثفة استمرت أسبوعاً، تم التوصل إلى أن الفيروس ينتمي إلى عائلة جديدة من فيروس كورونا، وأعلن عن ذلك في التلفزيون الرسمي.
الأغذية والمواد التموينية متوفرة في جميع أرجاء الصين بما في ذلك المناطق المغلقة، والخدمات العامة تعمل على مدار الساعة، كما تم تشكيل لجان طبية خاصة في كل حي سكني لمتابعة الحالة الصحية للسكان
ومع تصاعد عدد المصابين بالفيروس، وانتشاره في مناطق أخرى، أصدرت السلطات الصينية مجموعة من التدابير والإجراءات الوقائية، شملت عزل المدينة التي ظهر فيها الوباء، والمناطق المحيطة بها، كما تم إلغاء كافة الفعاليات التي كانت مقررة في البلاد للاحتفال برأس السنة الصينية، أيضاً شملت الإجراءات حث المواطنين على ارتداء الكمامات الطبية، وتجنب التجمعات العامة، للحد من انتشار الفيروس. وما كان لافتاً، وأصبح حديث العالم خلال الأيام الماضية، قدرة الصين على بناء مستشفى في مدينة ووهان، بزمن قياسي لم يتجاوز أياماً ثمانية، وذلك لاستقبال الأعداد المتزايدة من المصابين.
انضباط تام
تزامن تفشي فيروس كورونا في الصين، مع بدء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في البلاد، الحدث الأكبر والأهم في حياة الصينيين، غير أن هذا التوقيت لم يثن عزم السلطات المركزية والمحلية عن القيام بمهامها، فقد قطع جميع المسؤولين في الحكومة إجازاتهم وعقدوا اجتماعات مكثفة لبحث سبل مكافحة الفيروس والحد من انتشاره. كما توجه رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، بنفسه إلى مدينة ووهان، على رأس فريق عمل حكومي، للإطلاع على أوضاع المصابين ومتابعة الجهود الطبية الحثيثة.

أما المشاهد الأكثر إثارة، فكانت في انضباط الصينيين والتزامهم بتعليمات السلطات الصحية والحكومية. فعلى مدار الأسابيع الماضية، لم يتم تسجيل حالات خرق للتعليمات، سواء في المدن المعزولة الي تضم أكثر من ستين مليون نسمة، أو في المناطق الأخرى. كما لم تبرز مظاهر سلبية عادة ما تطل برأسها في مثل هذه الحالات بمجتمعات أخرى، مثل احتكار السلع وارتفاع الأسعار، وعمليات السطو، وحوادث السرقة.



فالأغذية والمواد التموينية متوفرة في جميع أرجاء الصين بما في ذلك المناطق المغلقة، والخدمات العامة تعمل على مدار الساعة، كما تم تشكيل لجان طبية خاصة في كل حي سكني لمتابعة الحالة الصحية للسكان، بالإضافة إلى توفير منصة إلكترونية حكومية للإعلان عن تطورات مكافحة الوباء بصورة يومية لإطلاع عامة الناس على كل التفاصيل المتعلقة بالفيروس. أيضاً كان لافتاً عمل الطواقم الطبية المتواصل، رغم خطورة التماس مع المصابين، والذي أودى بحياة طبيب خمسيني في مدينة ووهان، وإصابة ممرضتين بالوباء.

ما تقدم يشير إلى التحام الصين حكومة وشعباً، لمواجهة الفيروس الذي وصفه الرئيس الصيني شي جين بينغ، بالشيطان، مؤكداً قدره بلاده على الفوز في هذه المعركة. معركة تبدو شرسة لا شك، لكنها لا تثير حالة ذعر في الداخل، كما هو الحال في الخارج، ربما لأن الصين خبرت هذه الأنواع من الفيروسات وانتصرت عليها في السابق، أو لأنها اعتادت أن تعمل بصمت، تاركة للعالم الانشغال بأصداء أفعالها.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button