في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي بعدما أنهيت مشاهدة فيلم طيور الظلام للمرة 10، ارتديت سروالا صيفيا و تيشرت عليه صورة العظيم بوب مارلي تحتها مكتوبsmile jamaica . خبأت شريط الفيلم ( كاسيط فيديو) تحت t shirt ثم (زيرت السيور ديال السروال عليه ) انتعلت طراقتي المشوهة بفعل عوامل التعرية التي يتعرض لها البشر و الشجر و الحجر ببنكرير التسعينات . كل الطرق من تراب ، في فصل الشتاء الغيس والضايات المليئة بالزغلال أما الصيف شمس تشوي الوجوه و مناخ جاف هو سبب شحوب بشرة الغالبية العظمى من أولاد وبنات الشاك رباك ربن . ويوم (تيكون drapo كحل ) اعرف أن علو أمواج العجاج بين مترين الى ستة أمتار . انقطاع الماء و الكهرباء سنة مؤكدة . مزابل تؤثث مساحات فارغة ببعض الأحياء زبنائها من كسابة (نعاج زبابل لي كانو معروفين في تلك الوقت ) .
(غادي فرحان في جيبي خمسة دراهم شقفة) من اجل تغيير الفيلم بآخر عند أشهر محل لكراء وبيع أشرطة الفيديو ( عوام ) حيث توجد مقهى le bon coin الآن خلف صيدلية كاستور .
كانت الساعة تشير إلى 8 مساء . عندما تقول الثامنة مساء في تسعينات بن كرير كأنك في فيلاج من فيلاجات أفلام الويسترن الأمريكية يغمره الصمت الذي يسبق عاصفة دخول لباندية لترويعه . لا صوت يعلو على صوت طراقتي : كشط كشط كشط كشط ...
وصلت الى حيث يوجد سوق السمك بشارع مولاي عبد الله . ستمر من أمامي (جقلة من الشباب تيجريو كانهم سربة خيل في محرك ) .
واصلت المسير من الطريق المؤدية إلى دار الشباب يمينا و أبواب الملعب البلدي يسارا . في هذا الزمن أصبحت دار الشباب تتحصن بسور من الحجارة ارتفاعه متر تقريبا بعدما كانت مفتوحة على العراء . الظلام يخيم على المكان و أعمدة الإنارة كانت قليلة جدا و أضواء المصابيح صفراء كصفرة القبيلة من الواد إلى الواد .
من جهة السور القصير لدار الشباب سمعت :
وقف وقف وقف... فإذا بي أرى رجلي شرطة ببذلتهم الزرقاء الداكنة يهرولان نحوي القصير يضع يده فوق قبعته و اليد الأخرى يثبت بها العصى السوداء. والآخر يحمل الراديو بيد وقبعته تحت إبطه فيما اليد الأخرى يلوح ويتوعدني بها لكي أقف .
(ما فهمت والو !!! مال أوى هادو !!! ) سحبني صاحب الراديو بطريقة همجية فتبعه جسمي النحيف الطفولي . وبعدما أحكم قبضته (لصق لي خرصة من المينوط في يدي اليسرى و زيرو مزيان ) فيما الطرف الآخر أطبق عليه بيده وصار يجرني و أنا أتبعه ثم يقوم بحركة بالمينوط تشبه نطر اللجام (ملي تدلقش بيه العود باش يسبب ليه الألم في الفم ديالو ) كان الشرطي يتحدث في الراديو و القصير يرغد ويزبد ويشتم كأنه ضبطني بين فخدي جدته .
(أولد القاف أنا غا ربيك اليوم ...) لم أفهم أي شيئ تملكني الرعب و الهلع و الخوف، فأنا ما زلت في مرحلة الطفولة وعقلي الصغيرلايمكن ان يستوعب أمورا اكبر منه(أش واقع الشاف الله يرحم لك الوالدين راني مفهمت والو ؟ )
(مفهمتي والو اولد القاف ... انا غادي نفهم امك) قيدني بشباك نافدة خلفية لقاعة العروض بالداخل كانت ودادية الانبعاث الرياضية تنظم سهرة لمجموعة السهام سمعتها تغني أغنية الغدر : يلا قالك شمتك قوليه عرفتك خبتك يتفجر فيك ...سير بالنية ودير جهدك في الخط تبلغ قصدك ... المعقول ديما ليك .
و بالخارج يوجد طفل معلق في نافدة أطول منه ، يدي مغلولة (بمينوط) و كأنني سفاح سجله حافل بأبشع أنواع الجرائم . تركني الاثنين معا لمدة عشت فيها القهر النفسي طرحت فيها العشرات من الأسئلة و أكثرمنها أجوبة لعلي أجد لنفسي مبررا لما وقع لي هذه الليلة ؟؟؟
جاءت (الصطافيط فيها 3 البوليس) اثنين بالزي النظامي والثالث مفتش فك صاحب الراديو (المينوط) وسلمني لمن في السيارة ثم قال لهم : هرب الآخرون(شدينا غير هذا)
إلتفت صوبه وقلت له وأنا ارفع عيني للسماء بخشوع (راك ظلمتيني والله راه تيشوف )
كانت الاستجابة سريعة من السماء فهوت على خدي (واحد مولاتي تصرفيقة حتى بان لية تشاش قدام عينية )
في السيارة قام المفتش(بلونكيط ) : اسمك ؟ ولد من ؟اش تدير؟ شكون قيس بالحجر؟ اش كنت تدير ؟ لاش خارج ؟ حكيت له القصة و أظهرت له شريط الفيديو و طلبت منه ان يسأل عوام انني زبون ووووو . بعد جولة قصيرة على مثن (الواشمة) أنزلوني حيث توجد إعدادية الفارابي و قال لي المفتش( يلاه قووود لداركم لقا مك خارج ننننننن...)
أطلقت سيقاني للريح مذعورا أركض على غيرهدى حتى بلغت منزلنا بعدما دخلت انزويت في غرفتي و بدأت استرجع سيناريو هذا الكابوس(علاش هاد الحكرة ؟ علاش يقولو لي أولد القاف ؟ ) والدتي متوفية و هل يعرفون من هي والدتي حتى أنعث بهذه الأوصاف القدحية . ربما عائلتي اشرف من سلالته كلها ، لقد كان مظهري وحديثي هما هويتي يبرزان تنشئتي الاجتماعية ومن أنا لم تشفع لي مرحلتي العمرية عند حامل الراديو ربما أكون في عمر ابنه أو أخيه الصغير كما أنني لست مشتبها به (علاش هاد الحكرة علاش ؟ علاش صرفقني ؟؟؟؟؟؟؟؟ ) .
على امتداد أربعة عشر سنة وأنا أحمل حقدا دفينا للشرطي كلما رأيته أتوعده في نفسي يوما ما عندما يصير كهلا و تتراجع قواه و يصبح ضعيف البنية . كما كنت وأنا في الثالثة عشرة من عمري .
(غادي نعس عليه ونحوزوا في مكان ما لا شاهد ولا مشهود و نلويها معاه بواحد تصرفيقة حتى يشوف الكسوف و الخسوف بين عينيه ثم أقول له هذا سلف كنتي مسلفوا لية ها هو رجعتوا ليك )
في يوم ما رأيته في الشارع و قد غلبه الزمن وخارت قواه . تذكرت الدين ولكن فكرة (ترجاع الصرف) لم تعد واردة لان اكبر منتقم من عنجهية و تشدد و أنانية و تسلط البشرهي هذه المرحلة من العمر عندما يصبح الإنسان عاجزا عن الوقوف (بلا ميتشعبط في شي حاجة . ملي يولي مقادرش يغوت ويصول ويجول كيف كان . ملي يولي معندوش قدرة حتى على الممارسة الجنسية التي يثبت بها رجولته ) عندما يصبح عبارة عن قبر متحرك ينتظر ساعة هروب الروح من ذلك الجسد الذي تجبر به يوما ما على مواطن في موقف ضعف.
* بقات فية الخمسة دراهم شقفة فقد سقطت من الجيب تلك الليلة و بقيت لمدة أسبوع بدون مشاهدة فيلم جديد .
عاطف الرقيبة .
(غادي فرحان في جيبي خمسة دراهم شقفة) من اجل تغيير الفيلم بآخر عند أشهر محل لكراء وبيع أشرطة الفيديو ( عوام ) حيث توجد مقهى le bon coin الآن خلف صيدلية كاستور .
كانت الساعة تشير إلى 8 مساء . عندما تقول الثامنة مساء في تسعينات بن كرير كأنك في فيلاج من فيلاجات أفلام الويسترن الأمريكية يغمره الصمت الذي يسبق عاصفة دخول لباندية لترويعه . لا صوت يعلو على صوت طراقتي : كشط كشط كشط كشط ...
وصلت الى حيث يوجد سوق السمك بشارع مولاي عبد الله . ستمر من أمامي (جقلة من الشباب تيجريو كانهم سربة خيل في محرك ) .
واصلت المسير من الطريق المؤدية إلى دار الشباب يمينا و أبواب الملعب البلدي يسارا . في هذا الزمن أصبحت دار الشباب تتحصن بسور من الحجارة ارتفاعه متر تقريبا بعدما كانت مفتوحة على العراء . الظلام يخيم على المكان و أعمدة الإنارة كانت قليلة جدا و أضواء المصابيح صفراء كصفرة القبيلة من الواد إلى الواد .
من جهة السور القصير لدار الشباب سمعت :
وقف وقف وقف... فإذا بي أرى رجلي شرطة ببذلتهم الزرقاء الداكنة يهرولان نحوي القصير يضع يده فوق قبعته و اليد الأخرى يثبت بها العصى السوداء. والآخر يحمل الراديو بيد وقبعته تحت إبطه فيما اليد الأخرى يلوح ويتوعدني بها لكي أقف .
(ما فهمت والو !!! مال أوى هادو !!! ) سحبني صاحب الراديو بطريقة همجية فتبعه جسمي النحيف الطفولي . وبعدما أحكم قبضته (لصق لي خرصة من المينوط في يدي اليسرى و زيرو مزيان ) فيما الطرف الآخر أطبق عليه بيده وصار يجرني و أنا أتبعه ثم يقوم بحركة بالمينوط تشبه نطر اللجام (ملي تدلقش بيه العود باش يسبب ليه الألم في الفم ديالو ) كان الشرطي يتحدث في الراديو و القصير يرغد ويزبد ويشتم كأنه ضبطني بين فخدي جدته .
(أولد القاف أنا غا ربيك اليوم ...) لم أفهم أي شيئ تملكني الرعب و الهلع و الخوف، فأنا ما زلت في مرحلة الطفولة وعقلي الصغيرلايمكن ان يستوعب أمورا اكبر منه(أش واقع الشاف الله يرحم لك الوالدين راني مفهمت والو ؟ )
(مفهمتي والو اولد القاف ... انا غادي نفهم امك) قيدني بشباك نافدة خلفية لقاعة العروض بالداخل كانت ودادية الانبعاث الرياضية تنظم سهرة لمجموعة السهام سمعتها تغني أغنية الغدر : يلا قالك شمتك قوليه عرفتك خبتك يتفجر فيك ...سير بالنية ودير جهدك في الخط تبلغ قصدك ... المعقول ديما ليك .
و بالخارج يوجد طفل معلق في نافدة أطول منه ، يدي مغلولة (بمينوط) و كأنني سفاح سجله حافل بأبشع أنواع الجرائم . تركني الاثنين معا لمدة عشت فيها القهر النفسي طرحت فيها العشرات من الأسئلة و أكثرمنها أجوبة لعلي أجد لنفسي مبررا لما وقع لي هذه الليلة ؟؟؟
جاءت (الصطافيط فيها 3 البوليس) اثنين بالزي النظامي والثالث مفتش فك صاحب الراديو (المينوط) وسلمني لمن في السيارة ثم قال لهم : هرب الآخرون(شدينا غير هذا)
إلتفت صوبه وقلت له وأنا ارفع عيني للسماء بخشوع (راك ظلمتيني والله راه تيشوف )
كانت الاستجابة سريعة من السماء فهوت على خدي (واحد مولاتي تصرفيقة حتى بان لية تشاش قدام عينية )
في السيارة قام المفتش(بلونكيط ) : اسمك ؟ ولد من ؟اش تدير؟ شكون قيس بالحجر؟ اش كنت تدير ؟ لاش خارج ؟ حكيت له القصة و أظهرت له شريط الفيديو و طلبت منه ان يسأل عوام انني زبون ووووو . بعد جولة قصيرة على مثن (الواشمة) أنزلوني حيث توجد إعدادية الفارابي و قال لي المفتش( يلاه قووود لداركم لقا مك خارج ننننننن...)
أطلقت سيقاني للريح مذعورا أركض على غيرهدى حتى بلغت منزلنا بعدما دخلت انزويت في غرفتي و بدأت استرجع سيناريو هذا الكابوس(علاش هاد الحكرة ؟ علاش يقولو لي أولد القاف ؟ ) والدتي متوفية و هل يعرفون من هي والدتي حتى أنعث بهذه الأوصاف القدحية . ربما عائلتي اشرف من سلالته كلها ، لقد كان مظهري وحديثي هما هويتي يبرزان تنشئتي الاجتماعية ومن أنا لم تشفع لي مرحلتي العمرية عند حامل الراديو ربما أكون في عمر ابنه أو أخيه الصغير كما أنني لست مشتبها به (علاش هاد الحكرة علاش ؟ علاش صرفقني ؟؟؟؟؟؟؟؟ ) .
على امتداد أربعة عشر سنة وأنا أحمل حقدا دفينا للشرطي كلما رأيته أتوعده في نفسي يوما ما عندما يصير كهلا و تتراجع قواه و يصبح ضعيف البنية . كما كنت وأنا في الثالثة عشرة من عمري .
(غادي نعس عليه ونحوزوا في مكان ما لا شاهد ولا مشهود و نلويها معاه بواحد تصرفيقة حتى يشوف الكسوف و الخسوف بين عينيه ثم أقول له هذا سلف كنتي مسلفوا لية ها هو رجعتوا ليك )
في يوم ما رأيته في الشارع و قد غلبه الزمن وخارت قواه . تذكرت الدين ولكن فكرة (ترجاع الصرف) لم تعد واردة لان اكبر منتقم من عنجهية و تشدد و أنانية و تسلط البشرهي هذه المرحلة من العمر عندما يصبح الإنسان عاجزا عن الوقوف (بلا ميتشعبط في شي حاجة . ملي يولي مقادرش يغوت ويصول ويجول كيف كان . ملي يولي معندوش قدرة حتى على الممارسة الجنسية التي يثبت بها رجولته ) عندما يصبح عبارة عن قبر متحرك ينتظر ساعة هروب الروح من ذلك الجسد الذي تجبر به يوما ما على مواطن في موقف ضعف.
* بقات فية الخمسة دراهم شقفة فقد سقطت من الجيب تلك الليلة و بقيت لمدة أسبوع بدون مشاهدة فيلم جديد .
عاطف الرقيبة .
لست ربوت