خشبة الحي في سطور تحرير عبد الغني رشيق

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية خشبة الحي في سطور تحرير عبد الغني رشيق

خشبة الحي في سطور تحرير عبد الغني رشيق

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، ‏‏أشخاص يقفون‏‏‏
الوقوف على خشبة المسرح له طقوسه ومميزاته و له أيضا هيبته و وقاره و من تطاول عليه وجد نفسه خارج الموضوع تماما موضوع حديثنا اليوم فرقة خشبة الحي للمسرح بإبن جرير التي لا يخشى أفرادها الصعاب فالركح نفسه يخشاهم إختاروا اللون الكوميدي لعلمهم أن الواقع قاتم بما يكفي ولا يحتمل المزيد بالرغم من أن إشاراتهم و تلميحاتهم تضايق المفسدين حيث يمزقون عاطفتهم تمزيقا بشق أذان الرعاع إنه الجلد المسرحي الذي يتعدى الرجفة والخوف و يلتحف بالشجاعة والعزيمة كردائه الأبدي
منذ إنطلاقتها إعتمدت فرقة خشبة الحي في بناء مشروعها على العمل الجماعي على خطى فرقة تانسيفت المراكشية والنهم من بحر المسرح الفلسطيني فالخيط الرفيع الذي يربط كل أعمالهم هو البحث في العلاقات والمواقف الآنية المرتبطة بتراكيب النص الدرامي إنطلاقا من القصة والأحداث مرورا بالشخصيات والمواقف إلى جانب ذلك المنهجية التي تؤسس أعمالهم المسرحية حيث الإختيارات الفنية والجمالية تجعل من قضايا المجتمع عنوانا عريضا مفتوحا على مختلف أشكال القراءات المتعددة والتأويلات المحتملة ولعل أبرزها المزاوجة بين ثنائية الخطاب برسائله القوية المشفرة و الفرجة كإحدى مقومات العرض المسرحي وهي تجربة رائدة على المستوى المحلي تضع مشروع خشبة الحي في مفترق الطرق سواء في إختياراتها الجمالية أو خطابها المسرحي وربما ستبصم على لحظة تحول بإبن جرير في السنوات المقبلة إنطلاقا من التجارب الميدانية التي ستعتمدها
تمتلك هذه الفرقة مجموعة من المقومات الفنية التي تعتبر ركيزة الإبداع المسرحي بداية من إدريس أيت عياد الكاتب والسيناريست الهادئ الذي يعشق النص حد الجنون عميق التفكير ويعتبر الحلقة الرئيسية في محتوى المسرحية يمثل نقطة البداية ونقطة الختم حسب بساطة النص أو تركيبته المعقدة وهذا الأمر يعود بالطبع إلى كتاباته ونوعية المواضيع التي يعالجها وهي مشاهد لا تكتمل صورها إلا بأدوار متقنة للمكلفين بدور التشخيص وفي مقدمتهم المبدع الأسمراني حمزة مراد شبيه صوت الرعد في جلجلته وبقية الرفاق على سبيل الذكر سفيان القادري كمال الغوفيري عبد الإلاه بلمقدم وعبد الإلاه الكتاني وتعتبر هذه الفرقة أول من يعمل بتطبيق مبدأ المناصفة بين الجنسين حيث لا تكتمل جماليات عروضها وإبداعاتها إلا بحضور الأيقونات النسوية إيمان كاكة حفيظة اللويزي خديجة بوزيان وردة البوركي وصولا إلى موهبة القدر الصبية أميمة لحرش وكل هذا لا بد من جنديات وراء الستار متخصصات الماكياج مارية حيدة ونهيلة تيوتيو و مهندسة الذوق الرفيع سهام لكحل دون إغفال السينوغرافيا في حضرة عثمان قشيقش وتشتمل أعمال الفرقة على الجهود المبذولة من قبل فريق العمل مجتمعا تحت إدارة المخرج حيث يندرج تحت فريق العمل الممثلين والمصممين وغيرهم ويتم العمل فيما بينهم بناءا على النص المكتوب لإنتاج العرض والأساس في قوة هذه الفرقة كسبها تشجيع مجموعة من العشاق الذين يتابعون أعمالهم بإستمرار حيث تعتبر وجودهم حافزا كبيرا في إلهامهم ودفعهم للإبداع على الركح كما أن المنهجية التي يستعملها المخرج في تحرير نصوص المسرحيات تعطي حرية أكثر لشخصياتها فوق الركح مما يفسح المجال للإرتجال الذي غالبا ما يعطي قيمة مضافة للفرجة التي تشد الجمهور
ختاما وليس أخيرا نتمنى لهذه الفرقة مزيدا من التألق والحي دائما لصيق بالإبداع المبهر نتيجة الوقائع والمشاهد الصادقة وعلى المهتمين تغيير وجهات نظرهم النمطية فمطرب الحي أشدى طربا شريطة توفر الرغبة في سماع مقطوعاته الراقية في مختلف الميادين وتقديم الدعم اللازم لبلوغ مصاف الكبار

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button