من ذاكرة قدامى لاعبي الشباب. عزوز الراقي: Attention au gamin ! ) ): انتبهوا إلى الصغير ! بقلم عبد الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية من ذاكرة قدامى لاعبي الشباب. عزوز الراقي: Attention au gamin ! ) ): انتبهوا إلى الصغير ! بقلم عبد الكريم التابي

من ذاكرة قدامى لاعبي الشباب. عزوز الراقي: Attention au gamin ! ) ): انتبهوا إلى الصغير ! بقلم عبد الكريم التابي


قبل البدء: لا شك أن متتبعي المنشورات المتعلقة ببعض من ذاكرة ابن جرير السياسية والثقافية والنقابية والمجالية والرياضية، سيلاحظون عدم اتساق مسترسل للمواضيع، وعدم تتابع كرونولوجي للأحداث، وذلك للضرورة التي تفرضها إكراهات البحث والتأخير في التوصل من المعنيين بالسير الخاصة بهم، ما يفرض عرض ما هو موجود وجاهز. بعبارة أدق أعتبر ما أقوم به لحد الساعة، هو أولا تجميع للمواد الخام ( brut) إلى حين يظهر لي أنني استنفذت كل ما استطعت إليه سبيلا. بعدها سأعمل إذا ما أسعفتني الظروف على إعادة تنظيم الخام وإعادة صياغة بعضه وتصفيفه وتبويبه، في أفق إيوائه بين الدفتين.
ولأن مجال الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص واسع باتساع دائرة الأشخاص الذين كانوا ولازالوا فاعلين فيها، فسأعمل قدر المستطاع على مسح المرحلة الممتدة من التأسيس إلى نهاية اليوم، وهو بالتأكيد عمل طويل وشاق، ويحتاج وحده إلى كتاب مستقل.
من الوجوه الرياضية التي يبدو لي أن بعض الجزئيات التقنية، ساهمت في تأخر عرضها، السي عزوز الراقي، ذلك الجناح النحيف السريع الذي كان له شأن يوم كان الفرنسيون في فريق الشياطين الحمر (Les diables rouges )، يحترسون منه ومن اختراقاته منبهين بعضهم قائلين ( Attention au gamin ).
هو ليس عزوز كما أصبح معروفا في الوسط الرياضي، واسمه الأوريجينال كما هو مسجل في دفتر الحالة المدنية وبطاقة الهوية، هو عبد العزيز الراقي. ولأنه لما انخرط في صفوف فريق " الأمل" لم تكن له الأهلية القانونية ليتحصل على رخصة الجامعة لكونه كان صغير السن، فقد غيرت له إدارة الفريق برئاسة السيد محمد الشعيبي بعض معطيات الشخصية، وصار اسمه عزوز بدلا من عبد العزيز. والشيء نفسه حصل مع السي الحبيب المنسوم.
بدأ السي عزوز الراقي ـ الذي يتحدر من حي الأشبال بابن جرير ـ مساره الرياضي بفريق الحي (فرقة المحجوب برقية) كما كانت عادة تسمى فرق الأحياء على اسم أحد من أبنائها الذي في الغالب تكون له مكانته الاعتبارية، إما لأنه لاعب مميز أو يسبغ عليه الآخرون كاريزما خاصة لاعتبارات قد لا تكون ذات صلة بالتميز الكروي. وفي سنة 1966 التحق بفريق "الأمل" الذي سيتحول فيما بعد إلى شباب الرحامنة ثم شباب ابن جرير حاليا، ولعب له إلى غاية 1973، وكانت أولى مقابلاته ضد فريق "الشياطين الحمر" الذي كان يتكون في معظمه من الفرنسيين.
بعد ذلك التحق السي عزوز مهنيا بالمركز الإقليمي التربوي للتربية البدنية، وبعده انتقل إلى القطاع البنكي كإطار كان يمثل البنك في بورصة القيم، وفي نفس الوقت استمر يزاول لعب الكرة في إطار البطولة المهنية إلى حدود 1980 ودائما كجناح أيمن حامل للرقم سبعة وفي الرواق الأيمن على غرار أمثاله في كرة القدم لذلك الزمن الذي كانت فيه المراكز محددة: الأيمن بالرقم 7 في اليمين والأعسر في اليسار بالرقم 11، والرقم 10محفوظ ل "المعلم".
يحتفظ السي عزوز ببعض اللحظات الكروية الطريفة التي لازالت راسخة في ذاكرته لا تبلى، ومنها ذلك الهدف الذي سجله ضد فريق قلعة السراغنة من نقطة الزاوية، والذي تفاعل معه الجمهور بشكل حماسي لما ردد واحدا من شعارات ذلك الزمن ( (عزوز شات الكورة، خلا الشبكة مكعورة)، وزاد الحماس لما كان واحد من مسؤولي الفريق (امبارك الوافي) يطوف بالصينية تفعيلا لمطلب (عاونو الفرقة)، حيث لم يتمالك نفسه من شدة الفرح، وطوح بالصينية وما فيها من قطع نقدية أمام الجمهور الذي كان يتفرج إما واقفا أو مقرفصا.
والطرفة الثانية التي يستحضرها عزوز، ترتبط بدوري فرق الجنوب الذي التقى فيه فريق ابن جرير فريق دمنات، وانتصر الأول ب 10 أهداف لصفر بعد أن رفض الحكم سيلا آخر من الأهداف، لكن في المقابلة النهائية التي التقى فيها نفس الفريقين، فازت دمنات ب 2/1 بعد أن استعانت بلاعبين من مولودية مراكش والكوكب ونجم مراكش.
شارك السي عزوز فيما شارك فيه جيله من بطولة أقسام العذاب والمعاناة وانعدام الإمكانيات، باستثناء لحظات من المتعة والفرح التي كان يقدمها ذلك الجيل للجمهور المتعدد رجالا ونساء وشبابا وصبيانا، في ذلك "السبيكتاكل" الكروي الحي المباشر كنوع من الاحتفال الأسبوعي، في ظل افتقار غالبية سكان ابن جرير لجهاز التلفزيون، وحتى إن وجد بالأبيض والأسود، فهو لا يفي بالغرض عكس " اللايف". وعكس تخمة المباريات على القنوات والأقمار الصناعية التي تملأ سماء العالم اليوم.
السي عزوز الراقي من أبناء ابن جرير القدامى الذي لم يفك ارتباطه لا وجدانيا ولا فيزيقا مع ابن جرير. فهو يتردد عليها باستمرار، ويسأل عنها، ويتقصى أخبارها، ويسترجع ذكرياتها، ويحتفظ بكثير من صور ماضيها الذي رحل، ولازال يدعم فريقها بالحضور والمتابعة والاهتمام.
(في الصورة الجماعية، السي عزوز الراقي واقفا أقصى يسارها. وهي صورة غريبة تجمع كثيرا من أولاد افريقيا الثانية ببعض أولاد دوار الجديد)













التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button