

لست هنا بصدد الحديث عن مزايا جائحة كورونا،كما اني لست بصدد تعداد حسناتها امام سيئاتها، فالحق يقال ان هذه الجائحة التي المت بنا، بشكل مفاجئ،يدعو للاستغراب، والدهشة، قد -خربقت-اوراق العديد منا، افراد ومؤسسات ومجتمعات،فالبشرية جمعاء اصبحت في سجن كبير ،وبات مصيرنا مشتركا واحدا ووحيدا، وبتنا نترقب الاخبار صباح مساء دون كلل او ملل علنا نسمع خبر انتهاء الازمة الى غير رجعة.
لكن بالمقابل، دعونا نفكر مليا، في المستفيد الاكبر الان،من كل مايقع، بعيدا عن نظرية المؤامرة، وعن المسبب الرئيسي للفيروس، هل هي امريكا ام الصين، وعن ما اذا كان حقيقة فيروس ام هو عبارة عن غاز قاتل، بعيدا عن كل هذه الحسابات وتلك، سنلاحظ انه وبدون شك المستفيد الاكبر من كل هذا هو كوكب الارض،فكل المؤشرات تشير الى ان نسبة الثلوث قد عرفت تراجعا، كبيرا،على مستوى العالم باسره، ولكم ان تتخيلوا مزايا هذه النقطة بالذات، ان كورونا،جائحة مرحلية، ستنتهي طال الزمن ام قصر، لكن التلوث جائحة مستمرة طويلة الامد ،ولقد اثبث اليوم الحجر الصحي فعاليته،ولو نسبيا في الحد من هذا الخطر القاتل، والمدمر لكل شيء.
ان الامر اشبه بلحظة تعافي يمر منها كوكبنا، لقد ان الاوان لهذه الارض ان تستريح من طيش الانسان، لندع امنا الارض تتعافى من عقوق ابناءها، لذا حبدا لو تم سن قانون عالمي،يقضي بضرورة وضع الانسان في حجر صحي، ومنعه من الخروج الا للضرورة كما هو واقع الان، مدة شهر كامل ، كل سنة، ستكون الارض شاكرة لنا لامحالة، كما ان الانسان نفسه سيكون شاكرا لنفسه، الامر اشبه بشهر الصيام ،حيث يتم منح الجسم استراحة مهمة لتخلص من السموم التي راكمها طيلة 11 شهرا من الاكل .والارض تستحق ايضا ان تستريح وان تستعيد عافيتها لانه وبكل بساطة كما قال شاعرنا الكبير «محمود درويش» على هذه الارض مايستحق الحياة.
لست ربوت