سفر الخروج : שמות الحلقة 4 بعد عسر جاء فرج وبعد فرج جاء عسر أقبح من الأول بقلم عاطف الرقيبة

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية سفر الخروج : שמות الحلقة 4 بعد عسر جاء فرج وبعد فرج جاء عسر أقبح من الأول بقلم عاطف الرقيبة

سفر الخروج : שמות الحلقة 4 بعد عسر جاء فرج وبعد فرج جاء عسر أقبح من الأول بقلم عاطف الرقيبة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏وقوف‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
نحن بصدد متابعة جزء من قصة ابيقور في نهايتها قبل أن يصعد جبل تدغين و يخنق روحه ليعيش بجسد فقط لا يحمل أي ذرة من القيم الإنسانية و الكونية ./ .
أسدل الليل غطائه و وجب البحث عن مكان للنوم هذه الليلة :
وجد ابيقور ضالته في إقامة توفر غرفا مشتركة من 3 أشخاص أو أكثر بثمن 60 درهم للسرير . في الغرفة E201 وضع حقيبته وحمل بعض الملابس الداخلية و مشطا و قنينة شامبو وقصد حمام تقليدي في الأرجاء كان يحمل كيسا بلاستيكيا يذكره هذا الموقف ببعض القرويين ليلة مجيئهم للسوق الأسبوعي يحملون كيس بلاستيكي به ثبان و حجر ( محكة ) و لإتمام "التحميمة" يتوجهون إلى الأطفال أو المراهقين أو الشباب متوسلين : ( شي شوية شابان - شي شوية صابون - دوز لية ظهري و يستغلون جلاليبهم للمسح و التنشيف ) .
غير أن ابيقور ابن "الوقت" ولن يقع في الصورة النمطية لقرويي الحمام لهذا طلب من حارس الملابس إيفاد ( كسال ) "بكيسه و سطله و سطيلته" وهكذا كان بحيث رفع الحرج عن اي فعل للتوسل أو التسول للآخرين بينما "الكسال" يؤدي واجبه تذكر ابيقور صديقة "الكسال" بالحمام الذي يرتاده مند سنوات حينما سأله كيف يمكنه أن يأخذ موعدا مع احد المسؤولين ليعرض عليه حالته المادية و الصحية و تقدمه في العمر ليساعده على ولوج ابنه إلى صفوف القوات المساعدة فهو يتوفر على جميع الشروط المطلوبة و حبذا لو كان هنالك تدخل من جهة ما يرى "با عبدو" انه بعمل ابنه سيتجنب الاقتيات من أوساخ الآخرين و ينهي مسلسل الخوف من الغد و يوفر الحماية من غدر الصحة والزمن له ولأسرته . همه فقط كيف يلتقي المسؤول كانت هذه هي أمنية "ابا عبدو" أرشده أبيقور إلى كتابة طلب لقاء ووضعه بمكتب الضبط كما طمأنه بأن مسؤولي الشاك رباك ربن يتواصلون ليسوا كباقي المسؤولين الدائمي الانشغال عن المواطنين بالمشاريع التنموية الهلامية و شراء ذمم الذباب الالكتروني وتجنيد الرويبضة و التافهين لملئ الكراسي و لعب الأدوار .
بعد هذه التحميمة الممتازة لا يسع المرء إلا أن يقول ما قاله الشاعر " الله على راحة الله ...مابقا البال يخمم واه "
الحمد لله على نعمة الحمام في هذا الوطن آه لو لم يكن الحمام ما نحن فاعلون آيا سحيميدة ؟
بعدما أدى مستحقات"الكسال" وبقشيشا لحارس الأمتعة خرج للبحث عن وجبة عشاء دسمة لا رجيم بعد اليوم . أكل تلك الليلة أحلى "طاكوس" باللحم المفروم و" الفروماج" و البطاطة المقلية و قنينة الكوكا كولا هنالك أيضا في الطاولة المجاورة سيدة و فتاة تشبهها و طفليها يتناولون نفس الوجبة عاش"الطاكوس" و البطاطا المقلية و الكوكا كولا حليفة الشعوب الباحثة عن الأمراض و التغذية الغير المتوازنة. تتعدد الأسباب و الموت واحد ( وسعدات من بات في قبره كرشوا شبعانة ) .
في الإقامة التقى ابيقور بشريكه في الغرفة رجل قصير القامة بدأ الصلع يزحف في مقدمة رأسه لكنته توحي بأنه من الأقاليم البورية بالجهة بعدما تبادلا التحية هم بوضع الفوطة فوق النافدة و إخراج الثبان لنشره و قنينة الشامبو... بادره الرجل بسؤال سريع: الأخ من أين ؟ من الشاك رباك ربن . تلاه سؤال أخر دون استئذان: هل أنت مع أصحاب إضراب الغد ؟ لا لست معهم - إذن سياحة ؟ كان هذا هو آخر سؤال و آخر الحروف التي خرجت من بين شفتيه تلك الليلة بعدما أفحمه ابيقور برد لم يتوقعه : هل هذه إقامة للنوم ؟ أم كوميسارية جامع لفنا ؟ أو مكتب للتحقيقات ؟ ( جاي تنعس ولا دير لونكيط ).
أطبق فمه وانزوى في سريره و فتح حاسوبه و بعدها أطفئ نور المصباح وفي الصباح عندما استيقظ ابيقور لم يجده في الغرفة . التدخل في خصوصيات الأخر آفة لا تقل خطورة عن آفة المخدرات أو الرشوة أو الفساد الإداري كلهم يساهمون في عرقلة أي إصلاح مجتمعي . وكلكم معنيون بمحاربتها بالقمع فهو خير شفاء لمرضى التدخل في شؤون الآخرين .
منذ خروجه من الشاك رباك ربن لم يعد ابيقور ذلك الشاب اللطيف الودود المتسامح ، سيعيش لنفسه فقط و الفضل يرجع إلى شخص له بركات في تحويل القلوب لحمم بركانية فقد لقنه درسا لم يتعلمه من جميع الخلق الذين عرفهم في كل المراحل و المواقف التي مر منها .
فعل الجوع فعلته و هذا الصباح المعطر برائحة الليلك في أرجاء حديقة الإقامة يغري بوجبة فطار (مضخمة) من خلف سور باب دكالة المقابل لبوطويل عند با حميد الرجل الذي لايشيخ رغم تقدمه في السن جوار الكتبيين يقف بعربته " زلافة " من الطين حجمها كبير مملوءة بحساء الشعير أو ايلان مع زيت الزيتون و الزعتر المطحون أجرها كثير و ثمنها قليل 3 دراهم للمسكين . كانت هذه الوجبة كافية لملئ الخزان و للانطلاق في جولة من داخل سويقة درب البومبا الى رياض العروس انعطافا على دار الباشا و خروجا الى عرصة الحامض ثم العودة عند با حميد لاستكمال الشوط الثاني المكون من "زلافة " البيصرة و كأس شاي معتق بالخلوط المراكشية و خبزة من الشعير كل هذا ب7 دراهم فقط .
في مراكش الدراويش وجبة فطور بعشرة دراهم و في مراكش العفاريت قنينة ماء صغيرة بمطعم فاخر عشرة دراهم .
هاهو ابيقور يعود مرة أخرى إلى المحطة الطرقية باب دكالة من باب صغير أمام أكشاك الكتبيين . ليس لديه أي برنامج معين لا يحمل هاتفا و لا حاسوبا و لا ساعة لضبط الوقت فقط ملابس و أوراق مع أقلام حبر جاف . وجهته يحددها سماع أول نداء (للكورتية) :
الجديدة / الجديدة .. متى تنطلق الحافلة ؟ أجاب الكورتي بصوت يشبه صوت " مول البيدو " الذي ظهر مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي و اليوتيوب . بقي مقعد واحد انه أنت اصعد إلى 51 . أعطني النقود .
صعد ابيقور الى الحافلة للتأكد من صحة كلام الكورتي فقد خبر حيل و ألاعيب المحطات الطرقية مند زمن بعيد . في بعض المحطات الطرقية يمكن أن يتلاعبوا بك وان حدث ذلك لا تقم بدور البطل لأنهم سيضربونك أو يشتمونك أو تسرق أمتعتك أو تجر إلى مخفر الشرطة .
المقعد 51 يوجد في " الكوشيطة " وهي المقاعد الخمسة في مؤخرة الحافلة تحتها مباشرة يوجد المحرك و تحلى الجلسة فيها أيام البرد و الشتاء . مرة أخرى يصعد أصحاب ( كلينيكس – رايبي بيوموا – ساندويتش – الما الخوت – دواء الايبولا – بومادة الكورونا ) أعتقد أن هؤلاء يشكلون أرقاما داخل الإحصائيات الرسمية لعدد فرص الشغل التي توفرها الدولة .
في اتجاه لبريجة .. عاصمة دكالة
انطلقت الحافلة التي دارت فيها أحداث طريفة جعلت ابيقور ينتزع ابتسامة من احاسيس ميتة ... يتبع
عاطف الرقيبة .

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button