لن تَسْمو المرأة ويرتقي شأنها إلا إذا سلكت الطَّريق الصَّحيح بالرُّجوع إلى تَطْبيق أَحْكام الشَّريعَة التي رفَعَت عنها الحَيْف والجَوْر، ومنحتها التَّشريف والتَّكريم الذي تستحقُّه، وحافظت على ما لها من حقوق وواجبات، وتمسكت بالمبادئ والضَّوابط التي تحكم علاقتها بالرَّجل، وتحمّلت معه مسؤوليَّة التَّكليف والرِّعاية وساهمت في تقدم المجتمع.
ارتقاء الإسلام بأحوال النساء :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد اعتنى التّشريع الإسلامي بالمرأة عناية فائقة فاهتمَّ بتحسين أوضاعها ورعاية مصالحها، وإنجاز مهامّها وأداء وظائفها، وكلّفها كما كلّف الرجل بالسّعي والعمل، وجعلهما من نفس واحدة قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ). وقال تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى)، وأكّد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّما النِّساء شَقائقُ الرِّجال» .
وجعل توزيع المسؤوليّات بينهما تحقيقا لغاية التَّكامل والتَّكافل، واختصّ كلاًّ منهما بأحكام تناسب طبيعته وفطرته، وتوافق جنسه وتكوينه ووظيفته، قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
وأقرَّ الإسلام للمرأة ما لم تقرّه سائر النّظم والقوانين والتّشريعات، وكرَّمها التَّكريم الذي لم تدركه في دين أو نظام قبله أو بعده، يقول الدكتور يوسف الكتاني في مقالته النفيسة " الإسلام والمرأة " : <<قد اعتبر الإسلام المرأة أيُّما اعتبار، وكرَّمها تكريمًا فاق كلَّ تكريم، وحفظ لها حقوقها، وصان شخصيّتها وأنزلها المنزلة اللاّئقة بدورها في المجتمع الإسلامي. فقد كانت جاهلة فعلَّمها وربّاها وأحسن تربيتها، وكانت مُسْتعيدة مقيَّدة مظلومة فحرَّرها، وفتح المجالات كلَّها أمامها، وكانت خاملة مغبونة فرفعها وأعلى شأنها. وفي ظلِّ الإسلام أُنْصِفَت المرأة وتمكَّنت من حقوقها التي كانت محرومة منها، بعد ما ظلمتهـا الأمم كلّها ووضعها في مكانتها، ومكَّنها من القيام بدورها، وقدَّرها وكرَّمها باعتبارها إنسانا وبنتا، وزوجا، وأمًّا، وعضوا في الأسرة والمجتمع. لقد رفع الإسلام المرأة بعد انحطاط، وأعزَّها بعد إذلال، وأحياها بعد موات، وجعلها بجانــب الرَّجُل أختا وزوجا وأمًّا وسيِّدة تمارس حياتها وتقوم بدورها مستشارة، ومعلِّمة، ومجاهدة، وممرِّضة، وعالمة، وانطلق صوت الرّسول الكريم ليعلن للإنسانيَّة كلّها ولأوَّل مرّة في التّاريخ ـ هذه المكانة السّامية للمرأة في الدّنيا والآخرة>> .
وسنّ لها الإسلام دستورا يحافظ على إنسانيّتها ويصون عرضها وشرفها أن يداس، ويردّ عنها الضّعة والامتهان فلم تعُدْ سلعة تشترى وتباع، أو تملك بالإرث وغيره، وأنكر على الزوج عضلها وأذيّتها، وحرّم جاهليّة الوأد خشية الإملاق والعار، فقال تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا)، وأوجب تعليمها وتأديبهـــا والإنفاق عليها، وأن لا تُزَوَّج إلا برضاها وإذنها، وشرّع الأحكام لدفع الضّيم عنها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖوَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚوَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚفَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)، وقال تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ).
وحافظ على قيمتها الإنسانيّة وشخصيّتها المدنيّة المستقلّة في إنجاز التّكاليف وأداء الواجبات، مع المحافظة على المقاصد الشرعية، ومراعاة الصالح العام للأسرة والمجتمع، وقد وصف الدكتور غوستاف لابون أحوال النساء قبل الإسلام في كتابه " حضارة العرب" فقال: <<كان الرجال قبل ظهور محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعدّون منزلة النساء متوسطة بين الأنعام والإنسان من بعض الوجوه، أي أداة للاستيلاد والخدمة، وكانوا يعدّون ولادة البنات مصيبة، وشاعت عادة الوأد، وصار لا يُجادَل فيها كما لو كانت البنات جِراءً يُقذَف بها في الماء.. وإذا أردنا أن نتعلّم درجة تأثير القرآن في أمر النّساء وجَب علينا أن ننظُر إليهنَّ أيام ازدهار حضارة العرب، وقد ظهر مما قصَّه المؤرخون، أنّه كان لهنّ من الشّأن ما اتّفق لأخواتهنّ حديثا في أوربة.. وإذا نظرت إلى سينيورات نصارى الدَّور الأول من القرون الوسطى رأيتهم لم يحملوا شيئا من الحُرمة للنّساء، وإذا تصفّحت كتب تاريخ ذلك الزمن وجدت ما يزيل كلّ شكٍّ في هذا الأمر، وعلمت أن رجال عصر الإقطاع كانوا غِلاظًا نحو النّساء قبل أن يتعلّم النّصارى من العرب أمر معاملتهنّ بالحسنى.. ومن الأدلة على أهمية النساء أيام نضارة حضارة العرب كثرة من اشتهر منهنّ بمعارفهنّ العلميّة والأدبيّة، فقد ذاع صيت غير قليل منهن في العصر العباسي في المشرق، والعصر الأموي في إسباتية.. وما تقدّم يثبت أن نقصان شأنهنّ حدث خِلافًا للقرآن، لا بسبب القرآن على كلّ حال. وهنا نستطيع أن نكرِّر إذن، قولنا: إنّ الإسلام الذي رفع المرأة كثيرًا بعيدٌ من خفضها، ولم نكن أول من دافع عن هذا الرأي، فقد سبقنا إلى مثله كوسان دوبرسفال، ثم مسيو بارْتِمْلِي سَنْت هيلِرْ، ولم يقتصر فضل الإسلام على رفع شأن المرأة، بل نُضيف إلى هذا أنّه أول دين فعل ذلك، ويَسْهُل إثبات هذا ببياننا أنّ جميع الأديان والأمم التي جاءت قبل العرب أساءت إلى المرأة>>
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد اعتنى التّشريع الإسلامي بالمرأة عناية فائقة فاهتمَّ بتحسين أوضاعها ورعاية مصالحها، وإنجاز مهامّها وأداء وظائفها، وكلّفها كما كلّف الرجل بالسّعي والعمل، وجعلهما من نفس واحدة قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ). وقال تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى)، وأكّد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّما النِّساء شَقائقُ الرِّجال» .
وجعل توزيع المسؤوليّات بينهما تحقيقا لغاية التَّكامل والتَّكافل، واختصّ كلاًّ منهما بأحكام تناسب طبيعته وفطرته، وتوافق جنسه وتكوينه ووظيفته، قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
وأقرَّ الإسلام للمرأة ما لم تقرّه سائر النّظم والقوانين والتّشريعات، وكرَّمها التَّكريم الذي لم تدركه في دين أو نظام قبله أو بعده، يقول الدكتور يوسف الكتاني في مقالته النفيسة " الإسلام والمرأة " : <<قد اعتبر الإسلام المرأة أيُّما اعتبار، وكرَّمها تكريمًا فاق كلَّ تكريم، وحفظ لها حقوقها، وصان شخصيّتها وأنزلها المنزلة اللاّئقة بدورها في المجتمع الإسلامي. فقد كانت جاهلة فعلَّمها وربّاها وأحسن تربيتها، وكانت مُسْتعيدة مقيَّدة مظلومة فحرَّرها، وفتح المجالات كلَّها أمامها، وكانت خاملة مغبونة فرفعها وأعلى شأنها. وفي ظلِّ الإسلام أُنْصِفَت المرأة وتمكَّنت من حقوقها التي كانت محرومة منها، بعد ما ظلمتهـا الأمم كلّها ووضعها في مكانتها، ومكَّنها من القيام بدورها، وقدَّرها وكرَّمها باعتبارها إنسانا وبنتا، وزوجا، وأمًّا، وعضوا في الأسرة والمجتمع. لقد رفع الإسلام المرأة بعد انحطاط، وأعزَّها بعد إذلال، وأحياها بعد موات، وجعلها بجانــب الرَّجُل أختا وزوجا وأمًّا وسيِّدة تمارس حياتها وتقوم بدورها مستشارة، ومعلِّمة، ومجاهدة، وممرِّضة، وعالمة، وانطلق صوت الرّسول الكريم ليعلن للإنسانيَّة كلّها ولأوَّل مرّة في التّاريخ ـ هذه المكانة السّامية للمرأة في الدّنيا والآخرة>> .
وسنّ لها الإسلام دستورا يحافظ على إنسانيّتها ويصون عرضها وشرفها أن يداس، ويردّ عنها الضّعة والامتهان فلم تعُدْ سلعة تشترى وتباع، أو تملك بالإرث وغيره، وأنكر على الزوج عضلها وأذيّتها، وحرّم جاهليّة الوأد خشية الإملاق والعار، فقال تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا)، وأوجب تعليمها وتأديبهـــا والإنفاق عليها، وأن لا تُزَوَّج إلا برضاها وإذنها، وشرّع الأحكام لدفع الضّيم عنها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖوَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚوَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚفَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)، وقال تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ).
وحافظ على قيمتها الإنسانيّة وشخصيّتها المدنيّة المستقلّة في إنجاز التّكاليف وأداء الواجبات، مع المحافظة على المقاصد الشرعية، ومراعاة الصالح العام للأسرة والمجتمع، وقد وصف الدكتور غوستاف لابون أحوال النساء قبل الإسلام في كتابه " حضارة العرب" فقال: <<كان الرجال قبل ظهور محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعدّون منزلة النساء متوسطة بين الأنعام والإنسان من بعض الوجوه، أي أداة للاستيلاد والخدمة، وكانوا يعدّون ولادة البنات مصيبة، وشاعت عادة الوأد، وصار لا يُجادَل فيها كما لو كانت البنات جِراءً يُقذَف بها في الماء.. وإذا أردنا أن نتعلّم درجة تأثير القرآن في أمر النّساء وجَب علينا أن ننظُر إليهنَّ أيام ازدهار حضارة العرب، وقد ظهر مما قصَّه المؤرخون، أنّه كان لهنّ من الشّأن ما اتّفق لأخواتهنّ حديثا في أوربة.. وإذا نظرت إلى سينيورات نصارى الدَّور الأول من القرون الوسطى رأيتهم لم يحملوا شيئا من الحُرمة للنّساء، وإذا تصفّحت كتب تاريخ ذلك الزمن وجدت ما يزيل كلّ شكٍّ في هذا الأمر، وعلمت أن رجال عصر الإقطاع كانوا غِلاظًا نحو النّساء قبل أن يتعلّم النّصارى من العرب أمر معاملتهنّ بالحسنى.. ومن الأدلة على أهمية النساء أيام نضارة حضارة العرب كثرة من اشتهر منهنّ بمعارفهنّ العلميّة والأدبيّة، فقد ذاع صيت غير قليل منهن في العصر العباسي في المشرق، والعصر الأموي في إسباتية.. وما تقدّم يثبت أن نقصان شأنهنّ حدث خِلافًا للقرآن، لا بسبب القرآن على كلّ حال. وهنا نستطيع أن نكرِّر إذن، قولنا: إنّ الإسلام الذي رفع المرأة كثيرًا بعيدٌ من خفضها، ولم نكن أول من دافع عن هذا الرأي، فقد سبقنا إلى مثله كوسان دوبرسفال، ثم مسيو بارْتِمْلِي سَنْت هيلِرْ، ولم يقتصر فضل الإسلام على رفع شأن المرأة، بل نُضيف إلى هذا أنّه أول دين فعل ذلك، ويَسْهُل إثبات هذا ببياننا أنّ جميع الأديان والأمم التي جاءت قبل العرب أساءت إلى المرأة>>
لست ربوت