ن
نحن بصدد متابعة جزء من قصة ابيقور في نهايتها قبل أن يصعد جبل تدغين و يخنق روحه ليعيش بجسد فقط لا يحمل أي ذرة من القيم الإنسانية و الكونية ./ .
نحن بصدد متابعة جزء من قصة ابيقور في نهايتها قبل أن يصعد جبل تدغين و يخنق روحه ليعيش بجسد فقط لا يحمل أي ذرة من القيم الإنسانية و الكونية ./ .
هي سنة الحياة في خلق كتب عليهم في اللوح المحفور أن يعيشوا الشقاء وان تتلقى أرواحهم أقوى الطعنات برماح الأقرباء و الأحباء المضمخة بسم النكران و نصلها يحمل لهيب نار تنصهر فيه كل الأحاسيس النبيلة و العواطف الصادقة .
وأمام هذا المصاب يلعب بعض الأصدقاء و الأعداء دور نافخي الكير لنصال الرماح مع تأمين صلادتها لكي تؤدي دورها على أكمل وجه .
أوهموه أنه يعاني من البارانويا و مرة أخرى باختلاق مشاهد درامية ضنا منهم أنها مرادف للتراجيديا فقط . لجهلهم المركب لم يعرفوا أن الكوميديا نوع من الدراما وحتى وان كان" يدراماتيكي الأشياء " – فإنها "الدراما " وسيلة للتعبير عن النفس أو عن الواقع أو عن قضايا المجتمع في قالب فني صرف .
كم من الأشخاص يلقون الكلام على عواهنه و يستخدمون مصطلحات يجهلونها أو يحرفونها عن مقاصدها . هؤلاء كمن نزلت فيهم الآية 41 من سورة المائدة : {يحرفون الكلم عن مواضعه } .
إن تاريخ البشرية حافل بالحروب القذرة و أيضا بأخبث قصص الغدر والخيانة و أنواع الظلم و القهر و الاستعباد و الطغيان فقط بعض الحالات الإنسانية القليلة جدا تحمل الوفاء و تدين بالحب و الإخلاص و تتشبع بالقيم و الثبات على المواقف والعهود إذ تبقى ضوءا خافتا في عتمة نفق التاريخ يضيئ أملا لآخرين في نفس الطريق من اجل الاستمرار لأنه إن انطفئ ، ننطفئ جميعا .
لا اعرف لما يجتمع الكثيرون على تطوير بعض المفاهيم : الأنا والذات والغير و التفرقة و الأقدار و الدين ولا يجتمعون على كلمة واحدة : الحب .
بعدما اسودت الدنيا في عيني ابيقور . وناله من الحظ السيئ أكثر مما كتب أعلاه استسلم للنوم ليلة الخميس 20 شباط الذي سيصادف سنة كبيسة لعام 2020
وقبيل أدان الفجر بساعة ونصف لصباح يوم الجمعة آلمت به حالة شبيهة بالصرع انتزعته من عز نومه كان الجزء الأعلى من جسده يتحرك إلى الأمام ويعود إلى الخلف بشكل لا إرادي
هاله الموقف ولكن تبث حتى يرى ما سيكون بعد ذلك من أمر الله .
استيقظ صباحا وقرر جمع بعضا من ملابسه القديمة التي أصبحت كل ما يملك بعدما كان ينعم بمقتنيات من ارقى المحلات ولكن كما يقول المثل المغربي (المكسي بديال الناس عريان) لقد كان في ما مضى يؤمن بان في الحاجة تكمن الحرية وان الإنسان يجب أن يعيش على فطرته وطبيعته الأولى يطبخ ما يجني بعرق جبينه و يلبس ما تنسج يداه و يسكن ما بناه بتعب ساعديه
لكن مجموعة أخطاء في تقدير مكانة بعض الأشخاص جعلته يتنازل عن ما يؤمن به ويفسح لهم المجال ليعبثوا بصدق أحاسيسه ونواياه .
انطلق لا يعرف إلى أين الوجهة المهم أن يرحل في اقرب وقت من تلك القرية البئيسة التي لا تتغير فيها الوجوه إلا في المواقف . هي نفس الوجوه فوق نفس الأجساد مند أن عرفها في مرحلة الاكتشاف من عمره وجوه كئيبة متربة تحمل لون يميزها عن بقية الخلق . لون رأس خروف أو كبش أو نعجة بعد حكها من عملية (التشواط ) .
كل الوجوه في قرية شاك رباك ربن مهما اختلفت مستوياتها العلمية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية فهي متشابهة .
كان يمشي بخطى عجولة، كأنما يركض لموعد عاطفي، حاول أن يختبئ وهو في طريقه عن تلك الوجوه ولكن في شاك رباك ربن لا يمكن أن تعبر من زقاق إلى أخر دون رصدك من طرف فرق الاح - دي – أي .
بل هنالك وحدات خاصة مهمتها الإحصاء و ملئ ورقة الحضور و تسجيل الغياب كما لها صلاحية إيقافك و مسائلتك : إلى أين أنت ذاهب أو أين كنت مسافر ؟ مع ذكر الأسباب .
قرب مركز الوقاية المدنية ظهرت أمامه قريبته راء و أم قشعم والدتها و ثلاثة نساء و مجموعة من الأطفال يرافقنهن لم يتفاجئ من لقائهن فأم قشعم انتظر منها أي شيء . وقف لبعض الوقت كي لا يقع في إحراج لقائهن وتفاديا لسين و جيم و الكثير من تبعات ما بعد اللقاء .
بعد لحظات واصل السير ولكن في الجهة اليسرى من الطريق عكسهن ثم لمحهن يجلسن في الحديقة المنسية . هو يسميها هكذا و سبب هذه التسمية أن هذه الحديقة في إحدى السنوات من القرن العشرين تهيأت لقص شريط افتتاحها بمناسبة عيد من أعياد ملك ذلك الزمن و قد جيء بهم من المدرسة ليقفوا حتى يمر موكب المسؤول للتدشين فيقوموا بالتصفيق وترديد النشيد و ترسيخ قيم التعياشت لدى الناشئة و دعما لمبادئ هدر الزمن المدرسي .
ولكن كما يقول المصريون ( يافرحة ما تمت ) فقد نزل خبر موت أم السلطان كالصاعقة و تم تأجيل مراسيم تدشين الحديقة إلى اجل غير مسمى وعليه بقيت هكذا إلى القرن الواحد و العشرين في نهاية عشريته الثانية فأعيد لها الاعتبار واصبحت حديقة إلى جانب مجموعة من الحدائق التي يؤمها السواد الأعظم من سكان الشاك رباك ربن .
واصل المسير في الاتجاه الأخر من الطريق واضعا قبعة شمسية تشبه قبعات المكسيسكين ونظارات سوداء وما إن وصل ارض عراء كان يقام فيها مهرجان "حط وطار" فإذا به يسمع صوتا نسائيا ينادي باسمه كان الصوت منبعثا من الحديقة المنسية . لم يسلم من نقطة تفتيش أم قشعم و بناتها ولكنه تعامل بذكاء مع الموقف عملا بالمثل ( لي فراس الجمل ...) فانحشر وسط جمع كبير كان يحيط بسيارة نقل متوقفة بجانب الطريق .
وأمام هذا المصاب يلعب بعض الأصدقاء و الأعداء دور نافخي الكير لنصال الرماح مع تأمين صلادتها لكي تؤدي دورها على أكمل وجه .
أوهموه أنه يعاني من البارانويا و مرة أخرى باختلاق مشاهد درامية ضنا منهم أنها مرادف للتراجيديا فقط . لجهلهم المركب لم يعرفوا أن الكوميديا نوع من الدراما وحتى وان كان" يدراماتيكي الأشياء " – فإنها "الدراما " وسيلة للتعبير عن النفس أو عن الواقع أو عن قضايا المجتمع في قالب فني صرف .
كم من الأشخاص يلقون الكلام على عواهنه و يستخدمون مصطلحات يجهلونها أو يحرفونها عن مقاصدها . هؤلاء كمن نزلت فيهم الآية 41 من سورة المائدة : {يحرفون الكلم عن مواضعه } .
إن تاريخ البشرية حافل بالحروب القذرة و أيضا بأخبث قصص الغدر والخيانة و أنواع الظلم و القهر و الاستعباد و الطغيان فقط بعض الحالات الإنسانية القليلة جدا تحمل الوفاء و تدين بالحب و الإخلاص و تتشبع بالقيم و الثبات على المواقف والعهود إذ تبقى ضوءا خافتا في عتمة نفق التاريخ يضيئ أملا لآخرين في نفس الطريق من اجل الاستمرار لأنه إن انطفئ ، ننطفئ جميعا .
لا اعرف لما يجتمع الكثيرون على تطوير بعض المفاهيم : الأنا والذات والغير و التفرقة و الأقدار و الدين ولا يجتمعون على كلمة واحدة : الحب .
بعدما اسودت الدنيا في عيني ابيقور . وناله من الحظ السيئ أكثر مما كتب أعلاه استسلم للنوم ليلة الخميس 20 شباط الذي سيصادف سنة كبيسة لعام 2020
وقبيل أدان الفجر بساعة ونصف لصباح يوم الجمعة آلمت به حالة شبيهة بالصرع انتزعته من عز نومه كان الجزء الأعلى من جسده يتحرك إلى الأمام ويعود إلى الخلف بشكل لا إرادي
هاله الموقف ولكن تبث حتى يرى ما سيكون بعد ذلك من أمر الله .
استيقظ صباحا وقرر جمع بعضا من ملابسه القديمة التي أصبحت كل ما يملك بعدما كان ينعم بمقتنيات من ارقى المحلات ولكن كما يقول المثل المغربي (المكسي بديال الناس عريان) لقد كان في ما مضى يؤمن بان في الحاجة تكمن الحرية وان الإنسان يجب أن يعيش على فطرته وطبيعته الأولى يطبخ ما يجني بعرق جبينه و يلبس ما تنسج يداه و يسكن ما بناه بتعب ساعديه
لكن مجموعة أخطاء في تقدير مكانة بعض الأشخاص جعلته يتنازل عن ما يؤمن به ويفسح لهم المجال ليعبثوا بصدق أحاسيسه ونواياه .
انطلق لا يعرف إلى أين الوجهة المهم أن يرحل في اقرب وقت من تلك القرية البئيسة التي لا تتغير فيها الوجوه إلا في المواقف . هي نفس الوجوه فوق نفس الأجساد مند أن عرفها في مرحلة الاكتشاف من عمره وجوه كئيبة متربة تحمل لون يميزها عن بقية الخلق . لون رأس خروف أو كبش أو نعجة بعد حكها من عملية (التشواط ) .
كل الوجوه في قرية شاك رباك ربن مهما اختلفت مستوياتها العلمية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية فهي متشابهة .
كان يمشي بخطى عجولة، كأنما يركض لموعد عاطفي، حاول أن يختبئ وهو في طريقه عن تلك الوجوه ولكن في شاك رباك ربن لا يمكن أن تعبر من زقاق إلى أخر دون رصدك من طرف فرق الاح - دي – أي .
بل هنالك وحدات خاصة مهمتها الإحصاء و ملئ ورقة الحضور و تسجيل الغياب كما لها صلاحية إيقافك و مسائلتك : إلى أين أنت ذاهب أو أين كنت مسافر ؟ مع ذكر الأسباب .
قرب مركز الوقاية المدنية ظهرت أمامه قريبته راء و أم قشعم والدتها و ثلاثة نساء و مجموعة من الأطفال يرافقنهن لم يتفاجئ من لقائهن فأم قشعم انتظر منها أي شيء . وقف لبعض الوقت كي لا يقع في إحراج لقائهن وتفاديا لسين و جيم و الكثير من تبعات ما بعد اللقاء .
بعد لحظات واصل السير ولكن في الجهة اليسرى من الطريق عكسهن ثم لمحهن يجلسن في الحديقة المنسية . هو يسميها هكذا و سبب هذه التسمية أن هذه الحديقة في إحدى السنوات من القرن العشرين تهيأت لقص شريط افتتاحها بمناسبة عيد من أعياد ملك ذلك الزمن و قد جيء بهم من المدرسة ليقفوا حتى يمر موكب المسؤول للتدشين فيقوموا بالتصفيق وترديد النشيد و ترسيخ قيم التعياشت لدى الناشئة و دعما لمبادئ هدر الزمن المدرسي .
ولكن كما يقول المصريون ( يافرحة ما تمت ) فقد نزل خبر موت أم السلطان كالصاعقة و تم تأجيل مراسيم تدشين الحديقة إلى اجل غير مسمى وعليه بقيت هكذا إلى القرن الواحد و العشرين في نهاية عشريته الثانية فأعيد لها الاعتبار واصبحت حديقة إلى جانب مجموعة من الحدائق التي يؤمها السواد الأعظم من سكان الشاك رباك ربن .
واصل المسير في الاتجاه الأخر من الطريق واضعا قبعة شمسية تشبه قبعات المكسيسكين ونظارات سوداء وما إن وصل ارض عراء كان يقام فيها مهرجان "حط وطار" فإذا به يسمع صوتا نسائيا ينادي باسمه كان الصوت منبعثا من الحديقة المنسية . لم يسلم من نقطة تفتيش أم قشعم و بناتها ولكنه تعامل بذكاء مع الموقف عملا بالمثل ( لي فراس الجمل ...) فانحشر وسط جمع كبير كان يحيط بسيارة نقل متوقفة بجانب الطريق .
عاطف الرقيبة / يتبع ...
لست ربوت