I
– الابداع والتخيل: السيرة الذاتية والسيرة الغيرية:
1 – التعريف بالمهارة:
السيرة فن أدبي يهتم بتصوير حياة شخصية من الشخصيات ونقل تفاصيلها أو محطاتها البارزة إلى القراء، والسيرة نوعان:
أ – السيرة الذاتية:
السيرة الذاتية: هي فن أدبي يحكي فيه الكاتب عن حياته (أو جزء منها)، وقد يعترف بالأخطاء التي ارتكبها في مرحلة ما من حياته، وغالبا ما يقدم الكاتب ميثاقا للترجمة الذاتية يعد فيه القارئ أن يقول الحقيقة عما عاشه هو بالذات، وتكتب السيرة الذاتية بضمير المتكلم، مع تحديد الحدث أو الأحداث (الزمان، المكان …)، ويكون فيها الكاتب هو الشخصية الرئيسية أو البطل.
ب – السيرة الغيرية:
السيرة الغيرية: هي أن يكتب المؤلف عن شخصية أخرى، وهو في هذه الحالة يتمثل تلك الشخصية في البيئة والزمان اللذين عاش فيهما، معتمدًا على الذاكرة أو المشاهدة، ملتزمًا الحياد فيما يكتب. وهي تناول حياة شخص جدير بالاهتمام، له مكانة في المجتمع، أو حقق إنجازات …، وبالتالي فأنت ستكتب عن غيرك باستعمال ضمير الغائب (هو/هي) مع تحديد وتنظيم الأحداث وضبط علاقة بطلك بالشخصيات الأخرى واستحضار الزمان والمكان وتوظيف السرد والوصف، مع توخي الدقة والموضوعية والحياد في نقل الأحداث والوقائع، كما أنك ملزم بتعدد مصادرك عن الشخصية. ويجب على كاتب السيرة الغيرية أن يلتزم بعدة أمور، منها:
- ألا يسبق الزمن: فيقول عند حديثه عن شاعر مثلًا “ولد الشاعر الكبير …” لأنه لم يكن شاعرًا ولم يكن كبيرًا يوم ولد.
- ألاّ يستخدم الأعمال الأدبية للشاعر أو الأديب في الدلالة على شخصيته، لأن عبارة “حياة الشاعر فلان من خلال شعره” عبارة مضللة، صحيح أن القصيدة تحوي التعبير عن نفس الشاعر، وأن القصة يكون جانب منها جزءًا من شخصية كاتبها، وأن كاتب المسرحية قد يوزع بعض خصائصه وصفاته الشخصية على عدد من شخصيات المسرحية، إلا أن الشعر يصور حالة وجدانية في لحظات معدودات من حياة الشاعر الطويلة، ووجود عناصر من حياة الكاتب في روايته لا يصح أن تنتزع من إطارها وتدرج في سيرته. إن ما يصرح به الشاعر أو الأديب ربما لم يقع حقيقة، وإنما هو حلم وأمنية تمناها. ولكن قد يستفيد كاتب السيرة من كل ذلك في تعزيز الشواهد من مذكرات وروايات وغيرها.
- ألاّ يقيم السيرة على إحدى المشكلات أو المعضلات، ويبتعد عن روح الخطابة والوعظ، فإن خير السير ما أوحى بالدرس الأخلاقي ولم ينص عليه.
- أن يبعث الحيوية والحركة في الشخصيات الثانوية في السيرة، والسير بهم في مراحل الحياة مع سير البطل نفسه، ولا يجوز الاستخفاف بهم. كما لا يجوز جعل أدوارهم في السيرة طاغية تتجاوز ما قدر لهم في واقع الحياة
2 – الفرق بين كاتب السيرة الذاتية وكاتب السيرة الغيرية:
السيرة الذاتيةالسيرة الغيريةمن حيث الضمير المستعمل. ضمير المتكلم ضمير الغائب من حيث العلاقة بين السارد والشخصية الرئيسية. السارد = الشخصية الرئيسية السارد ≠ الشخصية الرئيسية من حيث الرؤية السردية. الرؤية مع الرؤية من الداخل أو من الخارج استنتاج:كاتب السيرة الذاتية يعتمد على ما عاشه ومارسه وما مر به من تجارب وأحداث، ويكتب عن إحساسه الشخصي، فهو الذي يفهم ذلك الإحساس، وهو صاحب الكلمة الأخيرة في موضوعه، فلا يستطيع أحد أن يضيف لمادته شيئًا جديدًا. وهو يستعين بما في داخل نفسه، حتى يجعل من مادته شيئًا ظاهرًا مفهومًا. أمَّا كاتب السيرة الغيرية فيعتمد على الوثائق والمعلومات التي جمعها، ويكتب عن الحقائق دون الأحاسيس والمشاعر، ويكتب بفهمه. وهو كاتب بين كتاب كثيرين يمكن أن يضيفوا شيئًا جديدًا إلى ما كتبه.II – خطوات المهارة:
1 – خطوات كتابة سيرة ذاتية:
أ – استرجاع الأحداث:تعتمد هذه الخطوة على التذكر (أي تذكر السارد للأحداث التي وقعت في حياته الماضية واستعادتها إما بتفاصيلها أو بشكل سريع وخاطف) وذلك حسب أهميتها. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه في مقابل التذكر يوجد النسيان. إذ لا يمكن للسارد مهما كانت ذاكرته قوية أن يستعيد جميع الأحداث، فهناك أحداث كثيرة يطالها النسيان. لهذا تنبني السيرة الذاتية على التذكر لا على النسيان.ب – تحديد مدى الاسترجاع:يقصد ب «مدى الاسترجاع» تلك النقطة التي يصل إليها التذكر في الزمن الماضي. فعندما أكتب سيرة ذاتية فإنني أسافر بذاكرتي عبر الزمن الماضي لأتذكر أحداثه، بيد أن هذا السفر لا يكون إلى ما لا نهاية. إذ لابد أن تكون هناك محطة تقف عندها الذاكرة لتبدأ استرجاعها من هناك. إن هذه المحطة قد تكون هي مرحلة الطفولة أو الشباب، وقد تكون لحظة راسخة في ذهن السارد.كما يمكن أن تكون هي بداية العام أو مناسبة العيد مثلا …، وهذا التعدد في المحطات يترتب عنه تغير في مسافة المدى، لذلك يمكن التمييز (في هذا الإطار) بين ثلاثة أنواع من المدى:- المدى القريب.
- المدى البعيد.
- المدى المتوسط.
ج – تحديد سعة الاسترجاع:وهي تدل على مجموع الأحداث التي تغطي مسافة معينة من مدى الاسترجاع. وهذه الأحداث تمتد من محطة المدى إلى لحظة التذكر. وقد تكون السعة كبيرة أو صغيرة أو متوسطة بحسب مسافة المدى وبحسب عدد الأحداث التي يشتمل عليها استرجاع معين، ولتوضيح ما سبق نعطي مثالا بالسيرة الذاتية «رجوع إلى الطفولة» لليلى أبو زيد:- المدى البعيد في هذه السيرة الذاتية هو «الطفولة» (العنوان نفسه يفصح عن هذا المدى). أما السعة فهي مجموع أحداث السيرة الذاتية.
- المدى المتوسط والمدى البعيد: يمكن التمثيل لهما بمؤشرات زمنية ضمن فصول السيرة الذاتية (الإلتحاق بالمدرسة – ازدياد الأخت – الدراسة بالثانوية …).
- صياغة الأحداث: بعد تجميع الأحداث يكون من الضروري تركيبها وصياغتها بأسلوب حكائي جميل. وهنا إما أن نحافظ على تسلسل الأحداث كما حدثت في الواقع أو نقوم بخلخلة هذا التسلسل عبر التقديم والتأخير والاستباق …، ولإضافة لمسة جمالية على سيرتنا الذاتية لا نكتفي بالسرد فقط بل نضيف إليه الوصف والتعليق. فنصف الشخصيات والزمان والمكان. ونعلق على بعض الأحداث البارزة.
2 – خطوات كتابة سيرة غيرية:
أ – انتقاء الشحصية:يستحسن انتقاء شخصية مشهورة في وسطها أو مجالها.ب – جمع المعلومات:نبحث عن جميع المعلومات المتعلقة بالشخصية المنقاة.ج – ترتيب المعلومات:في هذه المرحلة نقوم بترتيب ما جمعناه من معلومات على الشكل التالي:- معلومات تتعلق بالولادة والنشأة.
- معلومات تتعلق بأوصاف الشخصية.
- معلومات تتعلق بأعمال وإنجازات الشخصية.
- معلومات تتعلق بمصير الشخصية.
د – صياغة الأحداث مع تحري الدقة والموضوعية.
لست ربوت