
نعيد استحضاره ولا نمل، لأنه هو الطيبوبة والعفوية والصفاء.
في بعض الأحيان يحدث أن نكون إزاء حالة من الاستعصاء لنمسك برأس الخيط ليس ل "كبة" متشابكة ومعقدة لذاكرة شخص ما، ولكن لطبيعة القضية موضوع زاوية المعالجة من أطراف متعددة ومن زوايا متعددة، لا يجوز فيها تقديم الميامن على المياسر، ولا تقديم المياسر على الميامن، كما لا يجوز فيها التضحية بالتفاصيل الصغيرة من الأجل الانتصار ل "ما قل ودل" التي كان مجرد الإعلان عن الأستاذ عبد العالي بلقايد كموضوع قادم للنبش عبر صورة له بدلالات سيميائية معينة، وبجملة واحدة للماركتينغ، كافية لتنهمر تعاليق الأصدقاء المشيدة بالرجل واستثنائيته في البويهمية والبساطة والطيبوبة والاحترام والنضالية والوفاء والالتزام.
السي عبد العالي بلقايد كما عرفته منذ نصف قرن من الزمن، لما كنا تجاورنا معا ( رفقة عباس مصباح وعبد الله نجباح وأحمد الهيتاك ولمجيد تومرت وآخرين) لأربع سنوات متتالية في المرحلة التعليمية الإعدادية في نفس القسم ونفس حجرة الدرس، بل نفس الطاولة الخشبية في بعض الأحيان، يتحدر من الحي الشعبي بالدوار الجديد المسمى بحي البشريين والذي يقع في نطاق جغرافي يضم عددا من الوجوه المحسوبة على حزب الاستقلال القدامى المتوفين أو الأحياء ( السي عبد القادر الحنين ـ الحاج عزوز عامر ـ سعيد بلحبشية ـ السي إبراهيم ـ السي حسن الناصري (صدام) والحاجة فاطمة القربابية، وغير بعيد عنهم دينامو الحزب المرحوم بن الطاهر)، فكان من الطبيعي أن يتأثر السي عبد العالي وأقرانه في البدايات المبكرة للشباب اليافع في الحي بما يدور ويتفاعل حولهم من أحداث وشخصيات، ما سيدفعه إلى إبداء نوع من التعاطف الذي تمت ترجمته إلى انخراط لم يعمر طويلا في الشبيبة الاستقلالية.
وستكون مرحلة السنة الرابعة من الإعدادي خلال الموسم الدراسي 1974/1975، مرحلة مفصلية وفارقة لما سيجد السي عبد العالي نفسه أمام أستاذ (المرحوم أحمد الحمزاوي) قادم من صخب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بظهر المهراز بفاس، يحمل ندوب طعنات سكين في البطن، وفي يمناه بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمود درويش، وفي يسراه المهدي بنبركة وعمر بنجلون وجريدة " المحرر"، وقصيدة حفظناها منذ ثلاثة وأربعين عاما ولازالت منحوتة كأبي الهول في ذاكرة كل من مر من هناك: (وطني يعلمني حديد سلالسلي ....عنف النسور ورقة المتفائل)، ولما قضى نظر الإدارة بعد مرور أقل من شهرين بنقل السي الحمزاوي ليدرس لقسم الرابعة 1 وتعويضه بالأستاذ الحنفي، أذكر جيدا وكأن الحدث وقع بالأمس، أن السي عبد العالي أجهش بالبكاء كثيرا، ولم يجد العزاء إلا بعدما استأنس باتحادي آخر يرى في نفسه أنه حامل لقضية الوطن أكثر ما هو أستاذ موظف يتقاضى أجرته في آخر الشهر.
بعد مرحلة الثانوي بثانوية سيدي يوسف بن علي بمراكش التي كانت هي الأخرى تضم مجموعة من الأساتذة العظام ( المرحومان الموساوي والحليلي والأستاذ وفدي) بكل ما في الكلمة من معنى، ستأتي مرحلة الجامعة التي سينخرط السي عبد العالي في معاركها الفكرية والسياسية من خلال فصيل طلبة الاتحاد الاشتراكي.
بعد حصوله على الإجازة في شعبة الآداب العصرية، سيقضي السي عبد العالي سنتين من الخدمة المدنية بإحدى ثانويات البروج، بعدها سينخرط بعدها في سلك التعليم الابتدائي الذي استمر فيه أستاذا في بداية المشوار بتاكونيت على الحدود المغربية الجزائرية، ثم مديرا أنهى المشوار في مدرسة الحسن بوعياد (افريقيا للبنين سابقا) حيث اشتغلت رفقته كأستاذ منذ انتقاله إليها منذ عشر سنوات.
سياسيا، ناضل السي عبد العالي بلقايد في صفوف الاتحاد الاشتراكي، وبعده كان من مؤسسي حزب المؤتمر الاتحادي الذي خرج من الاتحاد بعد المؤتمر السادس سنة 2001، كما أنه إلى جانب السي الحسين الزوين وعبد الرزاق معاون، يعتبرون المؤسسين الفعليين للفرع المحلي لنفس الحزب. وعلى الرغم من هذا "الامتياز" والسبق، فقد ظل السي عبد العالي مناضل الظل الذي لا يتهافت على المقاعد الأمامية لأي ترشيح كان جماعيا أو برلمانيا، بل أنه أكثر المناضلين (في حزبه) ومن أكثرهم (في باقي أحزاب اليسار الأخرى) التزاما ماديا وحضورا نضاليا في كل المناسبات والوقفات والمسيرات المحلية والوطنية، لأن همه كان ولايزال إلى اليوم بآفق نضالي صادق بعيد عن ترصد وانتهاز أية فرصة يستفيد منها بشكل شخصي، سواء لنيل مقعد في مقدمة الصف أو للاقتيات على بعض فضلات الريع.
نقابيا، مرتبط بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل وهو واحد ممن تبقى من الجيل القديم، والذي لا يتأخر ولا يتخلف عن حضور كل الاجتماعات والأنشطة التي تنظمها الكدش أو النقابة الوطنية للتعليم الذي دوما ما يكون في مكاتبها المسيرة، ودوما ما يتلو الكلمة الوطنية والمحلية في أعياد فاتح ماي.
ثقافيا، يعتبر السي عبد العالي بلقايد من مثقفي ابن جرير الصامتين، والذي لا ينشغل بالأضواء والكاميرات. قارئ نهم للأدب والتراث، وغالبا ما تكون مداخلاته في اللقاءات الثقافية المفتوحة، رصينة ومؤسسة رغم ما يبديه من "تخنزير" لاشعوري يعرفه عنه كل الأصدقاء. يهتم بالتراث الشعبي الأصيل ويبحث فيه، وكان له السبق على مستوى ابن جرير حينما نشرت له مشروع بحث في العيطة الحوزية في أول عدد من جريدة "الأنوار" التي استعانت بها منظمة العمل الديمقراطي الشعبي بعد أن أوقفت الدولة جريدتها الرسمية "أنوال" إثر رفضها التصويت على دستور 13 شتنبر 1996. كما أن السي عبد العالي يهتم بأدب الأطفال وخاصة فن "الحكاية" التي كان يستقدم أحد "الحكواتيين" الشعبيين لتنشيط الحياة المدرسية داخل المؤسسة، كما يهتم بالمسرح المدرسي الذي عكف لأجله أسابيع كثيرة لكتابة نص مسرحي مميز شاركت به المدرسة في الإقصائيات الإقليمية لمهرجان المسرح المدرسي. ولا يغيب عن بالنا أنه ناشط في عدد من الجمعيات، ومنها جمعية "الشعلة" التي كان واحدا من مؤسسيها.
حقوقيا، لا يغيب السي عبد العالي عن فراق السي الحنفي في الجمعية المغربي لحقوق الإنسان، فهو حاضر في أغلب المكاتب.
تربويا، كان السي عبد العالي يزاول مهمة إدارة المدرسة من زاوية نظر خاصة، بل استثنائية قوامها التدبير الجماعي المشترك لكل قضايا وشؤون المدرسة. فهو يعتبر نفسه بالقوة والفعل أستاذا ضمن مجموعة أساتذة، حينما يتغيب أستاذ أو أستاذة لظروف ما حتى ولو كان الغياب طويلا، فهو لا ينتظر الإجراءات السلحفاتية للنيابة (المديرية) بل يتكلف شخصيا بتدريس التلاميذ برغبة وإرادة مواطنتين وليس لأجل شيء آخر. طيلة الفترة التي جمعتني به في المؤسسة، لم يسبق له أن أقدم على اتخاذ قرار بشكل شخصي في غياب ودون علم باقي الطاقم التربوي.
تستنفره المبادرات وينخرط فيها بخلفية المعني بأحوال ومصير المدرسة العمومية، وكثيرا ما كانت المؤسسة تتجرأ وتنظم عددا من الأنشطة غير المسبوقة، كما حدث حين أصدرت جريدة تربوية تحت اسم النورس التربوي بمواصفات احترافية وطبعت منها حوالي 1000 نسخة من الورق الصقيل.
ولا غرابة إذا أطلق آباء وأمهات وأولياء التلاميذ على السي عبد العالي اسم مدير الفقراء، فهو لا يتردد في تقديم العون والمساعدة للتلاميذ المحتاجين، كما أن إدماج كل حالة انقطاع عن الدراسة في التربية النظامية أو غير النظامية، تشكل انشغالا وهما يسعده حينما يجد تفهما من لدن زملائه وزميلاته بالمؤسسة.
حينما يغضب و"يشنفر" السي عب عال كما نناديه أحيانا، وتدور عيناه في محجريهما، سواء في مقر الحزب أو النقابة أو المدرسة، ويحاول أن "يدير فيها واعر، يعود بسرعة كطفل صغير وديع، ويبادر بالاعتذار المتكرر: "وا سمح لي أ ولد خالتي راه غير عم الوقت".
حينما نكون بصدد الحديث عن مشاكل المغرب السياسية، ونتطرق إلى المسألة الدستورية، لا يتحرج السي عبد العالي، في تذكيرنا بموقفه الشخصي من دستور 2011 الذي عبر عنه في اجتماع المجلس الوطني لحزب المؤتمر الاتحادي، ويؤكد لنا أنه الوحيد الذي كان له موقف إيجابي من الدستور والذي يكرره على مسامعنا كلما احتد النقاش، وسعى عبد العالي إلى إغاظتنا: " أشوف أ السي، راني أنا عم الدستور، وعلاه نت اللي كتوكلني الخبز"، ويزيد في منسوب الإغاضة حينما يختمها ب"عاش محمد السادس، إيوا طلع لقسمك".
حقا مع السي عبد العالي تشعر بالعفوية والصدق والبساطة والمشاعر الإنسانية، كما أنك تضحك من أعماق أعماقك، كما يضحك هو من أعماق أعماقه.
لا يسعني إلا أن أردد مع المشاهب: " وليام الزينة إلى مشات ما تولي".
السي عبد العالي بلقايد كما عرفته منذ نصف قرن من الزمن، لما كنا تجاورنا معا ( رفقة عباس مصباح وعبد الله نجباح وأحمد الهيتاك ولمجيد تومرت وآخرين) لأربع سنوات متتالية في المرحلة التعليمية الإعدادية في نفس القسم ونفس حجرة الدرس، بل نفس الطاولة الخشبية في بعض الأحيان، يتحدر من الحي الشعبي بالدوار الجديد المسمى بحي البشريين والذي يقع في نطاق جغرافي يضم عددا من الوجوه المحسوبة على حزب الاستقلال القدامى المتوفين أو الأحياء ( السي عبد القادر الحنين ـ الحاج عزوز عامر ـ سعيد بلحبشية ـ السي إبراهيم ـ السي حسن الناصري (صدام) والحاجة فاطمة القربابية، وغير بعيد عنهم دينامو الحزب المرحوم بن الطاهر)، فكان من الطبيعي أن يتأثر السي عبد العالي وأقرانه في البدايات المبكرة للشباب اليافع في الحي بما يدور ويتفاعل حولهم من أحداث وشخصيات، ما سيدفعه إلى إبداء نوع من التعاطف الذي تمت ترجمته إلى انخراط لم يعمر طويلا في الشبيبة الاستقلالية.
وستكون مرحلة السنة الرابعة من الإعدادي خلال الموسم الدراسي 1974/1975، مرحلة مفصلية وفارقة لما سيجد السي عبد العالي نفسه أمام أستاذ (المرحوم أحمد الحمزاوي) قادم من صخب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بظهر المهراز بفاس، يحمل ندوب طعنات سكين في البطن، وفي يمناه بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمود درويش، وفي يسراه المهدي بنبركة وعمر بنجلون وجريدة " المحرر"، وقصيدة حفظناها منذ ثلاثة وأربعين عاما ولازالت منحوتة كأبي الهول في ذاكرة كل من مر من هناك: (وطني يعلمني حديد سلالسلي ....عنف النسور ورقة المتفائل)، ولما قضى نظر الإدارة بعد مرور أقل من شهرين بنقل السي الحمزاوي ليدرس لقسم الرابعة 1 وتعويضه بالأستاذ الحنفي، أذكر جيدا وكأن الحدث وقع بالأمس، أن السي عبد العالي أجهش بالبكاء كثيرا، ولم يجد العزاء إلا بعدما استأنس باتحادي آخر يرى في نفسه أنه حامل لقضية الوطن أكثر ما هو أستاذ موظف يتقاضى أجرته في آخر الشهر.
بعد مرحلة الثانوي بثانوية سيدي يوسف بن علي بمراكش التي كانت هي الأخرى تضم مجموعة من الأساتذة العظام ( المرحومان الموساوي والحليلي والأستاذ وفدي) بكل ما في الكلمة من معنى، ستأتي مرحلة الجامعة التي سينخرط السي عبد العالي في معاركها الفكرية والسياسية من خلال فصيل طلبة الاتحاد الاشتراكي.
بعد حصوله على الإجازة في شعبة الآداب العصرية، سيقضي السي عبد العالي سنتين من الخدمة المدنية بإحدى ثانويات البروج، بعدها سينخرط بعدها في سلك التعليم الابتدائي الذي استمر فيه أستاذا في بداية المشوار بتاكونيت على الحدود المغربية الجزائرية، ثم مديرا أنهى المشوار في مدرسة الحسن بوعياد (افريقيا للبنين سابقا) حيث اشتغلت رفقته كأستاذ منذ انتقاله إليها منذ عشر سنوات.
سياسيا، ناضل السي عبد العالي بلقايد في صفوف الاتحاد الاشتراكي، وبعده كان من مؤسسي حزب المؤتمر الاتحادي الذي خرج من الاتحاد بعد المؤتمر السادس سنة 2001، كما أنه إلى جانب السي الحسين الزوين وعبد الرزاق معاون، يعتبرون المؤسسين الفعليين للفرع المحلي لنفس الحزب. وعلى الرغم من هذا "الامتياز" والسبق، فقد ظل السي عبد العالي مناضل الظل الذي لا يتهافت على المقاعد الأمامية لأي ترشيح كان جماعيا أو برلمانيا، بل أنه أكثر المناضلين (في حزبه) ومن أكثرهم (في باقي أحزاب اليسار الأخرى) التزاما ماديا وحضورا نضاليا في كل المناسبات والوقفات والمسيرات المحلية والوطنية، لأن همه كان ولايزال إلى اليوم بآفق نضالي صادق بعيد عن ترصد وانتهاز أية فرصة يستفيد منها بشكل شخصي، سواء لنيل مقعد في مقدمة الصف أو للاقتيات على بعض فضلات الريع.
نقابيا، مرتبط بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل وهو واحد ممن تبقى من الجيل القديم، والذي لا يتأخر ولا يتخلف عن حضور كل الاجتماعات والأنشطة التي تنظمها الكدش أو النقابة الوطنية للتعليم الذي دوما ما يكون في مكاتبها المسيرة، ودوما ما يتلو الكلمة الوطنية والمحلية في أعياد فاتح ماي.
ثقافيا، يعتبر السي عبد العالي بلقايد من مثقفي ابن جرير الصامتين، والذي لا ينشغل بالأضواء والكاميرات. قارئ نهم للأدب والتراث، وغالبا ما تكون مداخلاته في اللقاءات الثقافية المفتوحة، رصينة ومؤسسة رغم ما يبديه من "تخنزير" لاشعوري يعرفه عنه كل الأصدقاء. يهتم بالتراث الشعبي الأصيل ويبحث فيه، وكان له السبق على مستوى ابن جرير حينما نشرت له مشروع بحث في العيطة الحوزية في أول عدد من جريدة "الأنوار" التي استعانت بها منظمة العمل الديمقراطي الشعبي بعد أن أوقفت الدولة جريدتها الرسمية "أنوال" إثر رفضها التصويت على دستور 13 شتنبر 1996. كما أن السي عبد العالي يهتم بأدب الأطفال وخاصة فن "الحكاية" التي كان يستقدم أحد "الحكواتيين" الشعبيين لتنشيط الحياة المدرسية داخل المؤسسة، كما يهتم بالمسرح المدرسي الذي عكف لأجله أسابيع كثيرة لكتابة نص مسرحي مميز شاركت به المدرسة في الإقصائيات الإقليمية لمهرجان المسرح المدرسي. ولا يغيب عن بالنا أنه ناشط في عدد من الجمعيات، ومنها جمعية "الشعلة" التي كان واحدا من مؤسسيها.
حقوقيا، لا يغيب السي عبد العالي عن فراق السي الحنفي في الجمعية المغربي لحقوق الإنسان، فهو حاضر في أغلب المكاتب.
تربويا، كان السي عبد العالي يزاول مهمة إدارة المدرسة من زاوية نظر خاصة، بل استثنائية قوامها التدبير الجماعي المشترك لكل قضايا وشؤون المدرسة. فهو يعتبر نفسه بالقوة والفعل أستاذا ضمن مجموعة أساتذة، حينما يتغيب أستاذ أو أستاذة لظروف ما حتى ولو كان الغياب طويلا، فهو لا ينتظر الإجراءات السلحفاتية للنيابة (المديرية) بل يتكلف شخصيا بتدريس التلاميذ برغبة وإرادة مواطنتين وليس لأجل شيء آخر. طيلة الفترة التي جمعتني به في المؤسسة، لم يسبق له أن أقدم على اتخاذ قرار بشكل شخصي في غياب ودون علم باقي الطاقم التربوي.
تستنفره المبادرات وينخرط فيها بخلفية المعني بأحوال ومصير المدرسة العمومية، وكثيرا ما كانت المؤسسة تتجرأ وتنظم عددا من الأنشطة غير المسبوقة، كما حدث حين أصدرت جريدة تربوية تحت اسم النورس التربوي بمواصفات احترافية وطبعت منها حوالي 1000 نسخة من الورق الصقيل.
ولا غرابة إذا أطلق آباء وأمهات وأولياء التلاميذ على السي عبد العالي اسم مدير الفقراء، فهو لا يتردد في تقديم العون والمساعدة للتلاميذ المحتاجين، كما أن إدماج كل حالة انقطاع عن الدراسة في التربية النظامية أو غير النظامية، تشكل انشغالا وهما يسعده حينما يجد تفهما من لدن زملائه وزميلاته بالمؤسسة.
حينما يغضب و"يشنفر" السي عب عال كما نناديه أحيانا، وتدور عيناه في محجريهما، سواء في مقر الحزب أو النقابة أو المدرسة، ويحاول أن "يدير فيها واعر، يعود بسرعة كطفل صغير وديع، ويبادر بالاعتذار المتكرر: "وا سمح لي أ ولد خالتي راه غير عم الوقت".
حينما نكون بصدد الحديث عن مشاكل المغرب السياسية، ونتطرق إلى المسألة الدستورية، لا يتحرج السي عبد العالي، في تذكيرنا بموقفه الشخصي من دستور 2011 الذي عبر عنه في اجتماع المجلس الوطني لحزب المؤتمر الاتحادي، ويؤكد لنا أنه الوحيد الذي كان له موقف إيجابي من الدستور والذي يكرره على مسامعنا كلما احتد النقاش، وسعى عبد العالي إلى إغاظتنا: " أشوف أ السي، راني أنا عم الدستور، وعلاه نت اللي كتوكلني الخبز"، ويزيد في منسوب الإغاضة حينما يختمها ب"عاش محمد السادس، إيوا طلع لقسمك".
حقا مع السي عبد العالي تشعر بالعفوية والصدق والبساطة والمشاعر الإنسانية، كما أنك تضحك من أعماق أعماقك، كما يضحك هو من أعماق أعماقه.
لا يسعني إلا أن أردد مع المشاهب: " وليام الزينة إلى مشات ما تولي".
لست ربوت