18 عشر عاما من السوليما ! بقلم: صبري يوسف

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية 18 عشر عاما من السوليما ! بقلم: صبري يوسف

18 عشر عاما من السوليما ! بقلم: صبري يوسف

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Fessuoyy Yyoussef‎‏‏، و‏‏‏‏لحية‏، و‏سيلفي‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏ليس بالضرورة أن يحتاج أي فيلم إلى مخرج عظيم..وإلى ممثلين كبار وإلى سيناريو جيد وإضاءة وفكرة ، أو إلى فصول قصة مجنونة في الاتجاهين معا..الأكثر تراجيدية ودموية وتطرفا، أو الأفظع ضحكا وسردا للإحداث مجتمعة بوجهيها المفترس والرحيم...الأمر في اعتقادي أكبر من كل تلك التفاصيل.
السينما هي جزء من"ثقافة " مسيطرة وأخرى مسيطرعليها.."بيير بورديو" ،والثقافة كما شرحتها "الإثنوغرافيا "بمعناها الواسع : المجموعة المعقدة التي تشمل المعارف والمعتقدات والفن والقانون والأخلاق والتقاليد وكل القابليات والتطبيقات الأخرى التي يكتسبها الإنسان كعضو في مجتمع ما".
تعيش مراكش الدورة الثامنة عشر للمهرجان الدولي للفيلم، تعرض فيه 100 فيلم وتتنافس 14 منها على النجمة الذهبية، وتحتل أماكن مشهورة من المدينة الحمراء منصات للفرجة، ويزور ذات المدينة نجوم الفن السابع من كل الدنيا، وتحتفي الدورة الحالية بالسينما الاسترالية ويحضر أكثر من 24 ممثلا عن هذا البلد البعيد..
البساط الأحمر هو نفسه، قد يتجدد، والتفكير والإخراج الخاصين بكل دورة قد يتغيرا جميعا، الجمهور الذي واعد نفسه أن يحضر لأنه يحب نجوما بعينهم حضر.. وسيحضر في الثلج والرياح والعواصف وحتى لو أشرقت الشمس.. ! إلا الذين ماتوا أو دفنوا لتوه أو مسكت بجلابيبهم الظروف أو ماشابه فإنهم سيتغيبون..السينما فن رائع وراق ويستعرض جهود الأمم والشعوب في إيصال فكرة أو وجهة نظر من موضوع ثقافي عام مشترك ليكون مرجعا عن كلية القضايا الإنسانية وتداخلها إن جاز التعبير.. لا يقدم حلولا ولا يعالج هم، في وقائع ليس بالأساس عليها أن تتشابه، لأن الاختلافات جوهرية بين شمال وجنوب وشرق وغرب..
مدينة مراكش تبدو سعيدة ككل الأيام بمن حضر، وحتى الذين غابوا أو الغائبين وهم "حضور" بفعل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية. وعلى البساط في الافتتاح مشت أجساد مغطاة بكل غال ونفيس، وابتسم الذين ابيضت أسنانهم ، والذين نعموا بشهرة هي من حقهم، وصفق جمهور وأخذ صورا ، وهناك الجانب الأخر الذي لن يراه أولئك الباقين على الرصيف لأنه من حقهم أن لا يتجاوزوا حدود مداخل الأبواب الكبرى لقصر السينما، لهم الحق أن يصرخوا باسم فنان مشهور كي يلتفت.. فهؤلاء النجوم أنصاف آلهة كما يقال..خصوصا إذا كانوا من الصف الأول، في عالم باتت الصورة هي الأداة الوحيدة "للإشباع" العاطفي الوجداني المادي العضوي والنفسي السيكولوجي..أن تحب ممثلا في دور فلأنه اقتحم فيك المخزن في "اللاوعي" ومعه حققت التسامي يوما ..وهو فعل أساسي لإعادة النشوة والقفز من وراء المتاريس لملاقاة ذلك النجم الذي عليه أن لا يتغير في رأيك إلا إذا تغير ...؟عليه أن يمكث متناسبا مع شخصيتك بضجرها الأول أو فرحها في الأخير..
في النهاية هناك أحكام وتعاليق "اليوتوب" عل ما نشرته كل الجرائد الالكترونية والعربية والتلفزيونات المواكبة للفعل..ردود الأفعال حول المطلوب من الممثلين المغاربة طيلة 18 عشرة دورة؟
هل عليهم أن يصبحوا نجوما كبارا كما يحدث في حفل "الأوسكار" ؟ هل على المخرجين المغاربة أن يكونوا "جميعا سكورسيزي؟ الذي كلما غاب إلا ويحضر بجديد يملأ الكون صخبا "THE Irishman "الأيرلندي؟
هل على السينما المغربية أن تضاهي السينما الغربية الوافدة عليك متى شئت ومهما كرهت ورفضت..ومهما أيقنت بالمسلسلات التركية بديلا هي حاضرة !
ما علينا في كل هذا إلا أن لا نتفاءل كثيرا، ونعتقد أنه يوما ممكن أن ننافس؟ حتى ولو كانت اليوم الإنتاجات كبيرة ..حتى لو كان اليوم ممثلون عاديون باتوا مخرجين ومنتجين مع أنه جيد أن نبدأ غير منظمين تم "نؤطر"من بعد وفق تعبير كوندوليزا رايس في العراق" الفوضى الخلاقة" ..وحتى لو أن الأجور تحسنت والأفلام كثرت، والمهنة انتعشت ،والسينمائيون باتوا يجنون أكثر، وشروط العيش تغيرت لدى بعضهم..والعائدات تحسنت..
كل هذا غير كاف حتى مع البطاقة المهنية، ومع توقير الوزارة لرواد هذا الفن، نحتاج في النهاية إلى كشف العيب الكبير. وهو أنه إذا كانت الثقافة التي نملكها بين مجموعة الثقافات التي تتصارع كونيا تحتاج إلى بدل جهود على مستويات مجموع ما تتشكل منه ، أمام محصلة للتأثير العلمي والصناعي والتجاري الوافد ،تجعل الآخرين في مستوى "الغزاة" بمضمون ثقافي يحمل في طياته الايدولوجيا ..وباقي الأدوات "المغرية" في (الغازي) ثقافيا، والتي تلتصق عند كاحل حداء رجل إلى أخر مسمار يوضع على رأس ممثلة غربية يحمل اسم YVES SAIT LAURENT ..
في كل هذا ليس مهما الإجابة على ماذا يمكن أن تكون 18 دورة قد جلبته للقطاع السينمائي المحلي من بوادر التحول؟ لأن الجواب غير ممكن الحسم فيه ..في حضور التنافر والتفاوت المعياريين لمعنى ما تنتج وما ينتج غيرك داخل طرح الثقافة التي هي القاطرة والحكم الفصل بينك وبين غيرك فيما يخص محتواها ومضمونك.
أما على مستوى السمعة الوطنية والدولية والاحتضان وليالي المبيت والسياحة وباقي سلسلة المنتعشين من 7 أيام من المهرجان فهم كثر ، وسنبقى كل عام نستقبل ، وتتبارى على أرضنا أفلام مع بعض الامتيازات بمشاركة محلية قد يفوز فيها فيلم بالنجمة الذهبية ،إنما إلى هنا غير كاف ، ولا كاف إنشاء بنية الاستقبال ولا مدارس الفن السابع ولا إنتاج مخرجين ولا توفير الاعتمادات والملايير..
علينا بالالتفات إلى الوراء نسبيا، فجل دور السينما ملغاة ومسدودة..وبعضها قد يكون هدم..ولا يمكن انتعاش فرق للعب كرة القدم على سبيل المثال بمدينة وضمان مستقبل تنافسية على كؤوس كبرى في غياب حاضنة..كالابن ووالدته..كالتنشئة الاجتماعية..ككل الأشياء الثمينة التي نحبها.
الثقافة (الغازية) هي نتيجة مكونات وظروف وطقوس تحتاج إلى جهود كبرى على الأقل لإمكانية التدافع معها "سوليمائيا" ،لتصبح (غازيا) أنت الأخر...مستعرضا لكل ما تلبس وما تحمل وما يخرج من فمك بزهو قياسي ،و لو كان لغة غير صحيحة وتركيبها خاطئ. إنما تصبح (غازيا) ككبار الغزاة فنيا، ولتجرب دورا كهذا، ولتشعر بانتعاشة كهذه ،وليكون وجودك كبير بين الصغار المتهافتين على تعظيمك..من الأقوام الأخرى..
من أجل كل هذه الأسباب تسلمنا بطاقتنا من المسرح الملكي وتوجهنا رأسا إلى "سوليما" بحي كليز"ونسيان ما كتبناه وراء ظهورنا".
بقلم: صبري يوسف

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button