تيتانيك الرحامنة بقلم رشيق عبد الغني

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية تيتانيك الرحامنة بقلم رشيق عبد الغني

تيتانيك الرحامنة بقلم رشيق عبد الغني

                                                                           عقد تيتانيك إبن جرير اليوم الخميس 14 نونبر 2019 بقاعة الندوات التابعة لعمالة إقليم الرحامنة دورة إستثنائية تحمل من المصطلح كل مقومات الإستثناء في هذه المنطقة التي أصبحت حقلا للتجارب الفاشلة المرتكزة مسبقا على سياسة الإقصاء واللاعقلانية والعبث بالمال العام في واضحة النهار
نقاط الدورة ركزت على إقتناء وعاء عقاري بشارع مولاي عبد الله لتنظيم الباعة المؤقتين المحتلين للملك العام وجمعهم في "سوق الخيام" وإنجاز قاعة للندوات بالمركب الثقافي
لكن الغريب في الأمر هو الجعجعة التي أخرجت المشروعين دون أي إعتبار للتشاركية التي ما فتئ يخاطب بها عاهل البلاد حيث غاب المعنيون بالأمر في تمثيلية التجار بكل الإجتماعات التي خلصت إلى الموافقة على تخصيص بقعة "الفرماجة" كحيز لإنشاء سوق الخيام على شاكلة سوق حي النهضة بالرباط وسوق البرنوصي بالدار البيضاء وهما عبارة عن مشروعان لم يحضيا لحد الساعة بتدشين ملكي لعدم ملائمتهما للمقاربة الإجتماعية التضامنية التي تتماشى مع مضامين الخطابات الملكية السابقة
كما أن الأغلبية الساحقة من تجار الشارع الرئيسي بإبن جرير مع فكرة تحرير الملك العمومي شريطة عدم تقليص مساحة الشارع أو زرع كراسي أمام دكاكينهم لكي لا تصبح أبواب محلاتهم شاهدة على سلوكيات غير مرحب بها في حين فصيل من تجار شارع مولاي عبد الله رأووا في التصميم خدمة لقيسارية جديدة مالكها تربطه علاقة وطيدة بجهات نافذة مشرفة على المشروع ويتساءل أغلبهم عن وجوه جديدة لم يسبق لها إفتراش الشارع وربما حركتها بلطجية الإنتخابات لإستمالة أصواتهم في الإستحقاقات المقبلة
ومن جهة أخرى تساءلت المعارضة بإلحاح عن المبلغ الجزافي المخصص لدراسة مشروع قاعة ندوات المركب الثقافي التي قدمت لهم في وثيقة النقاش والمحددة في 160 مليون مع العلم أن الدراسة الأولى كانت شمولية وتبقى قيمة المليار و100 مليون المخصصة لبناء هذه القاعة ضخمة جدا بحكم أن التجهيزات ستتكلف بها الوزارة الوصية على القطاع ناهيك عن تقليص عدد الكراسي من 700 كرسي إلى رقم غير محدد وهو الشيء الذي اعتبرته المعارضة ضربا من الجنون يلزم تدخل جهات عليا في البلاد لوقف المهزلة وتبديد المال العام دون حسيب ولا رقيب وربما ستأخذ الأمور إتجاها آخر فيما رأوه تقزيما لدور المعارضة أخلاقيا
خلاصة القول تؤكد أن بلدية إبن جرير اصبحت كتلك السفينة التي نفذ بنزينها وسط المحيط وفقدت بوصلتها جراء كثرة الإصطدامات المتتالية ولم يتبقى لها سوى أن ترأف بها الأمواج وتتقاذفها نحو الشط لكي ينجوا طاقمها بأرواحهم على الأقل أما السفينة فقد خرقت منذ مدة ولربما سيعاد شريط ذكرياتها بعد سنوات في فيلم مطول من بطولة ليوناردو رحماني قد يولد من رحم ويلات هذا المركب الذي لازال لحد الآن مفككا على جميع الواجهات

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button