فمعركة الصراع التي يخوضها الأسير الفلسطيني داخل زنازين السجان الذي يمارس أبشع أنواع التعذيب والحرمان بحقهم، من عزل انفرادي ومنع ذويهم من الزيارة والإهمال الطبي وتعذيب جسدي ونفسي، من أجل أن ينال من صمودهم إلا أنهم يسطرون أروع معاني النضال والتضحية في عتمة وظلام الأقبية.
فقد استطاعوا أن يبنوا أدبا يحمل بصمات الأسير بين صفحاته من داخل الزنازين فلا يمكن لمن لم يجرب عتمة السجن أن يعبر أو يتقمص شخصية الأسير، الذي يحمل بداخله هذا الكم الهائل من المعاناة، فهو وحده القادر على الكتابة وإيصال الصورة الحقيقية دون تقمص.
يمثل الأدب الذي كتبه المعتقلون الفلسطينيون في المعتقلات الإسرائيلية صورة حية وواقعية للمعاناة التي مروا بها وعايشوها، فعشرات من مؤلفات "أدب السجون" أبصرت النور من النافذة الضيقة لزنازين الاحتلال. |
هذا الإصرار الذي يحمله الحاج جاد الله في ممارسة عمله وهوايته داخل السجن، ليكمل مسيرته الأدبية ويستثمر خيرته الكتابية في توثيق تجربته إنما عبر عن حالة إنسانية ذات أبعاد فكرية ونضالية صقلتها المعاناة، لتخرج وترى النور حاملة في طياتها لحظة اختناق أو تصوير للحظات بطولة فحسب.
ويمثل الأدب الذي كتبه المعتقلون الفلسطينيون في المعتقلات الإسرائيلية صورة حية وواقعية للمعاناة التي مروا بها وعايشوها، فعشرات من مؤلفات "أدب السجون" أبصرت النور من النافذة الضيقة لزنازين الاحتلال، فرغم عمق فحواها وجمالية تركيبها وسردها إلا أن بعضهم وهذا إن لم يكن أغلبهم ما زالوا مغمورين في ذلك الابتعاد الصارخ من القُراء في الأراضي الفلسطينية، عن أدب السجون والانشغال بملفات أخرى كالذي يُحدثه الانقسام مثلا.
واليوم يسجل الأسرى داخل السجون في يوم الأسير الفلسطيني، الذي يحييه الفلسطينيون في السابع عشر من نيسان لكل عام، إضرابا جماعيا في كافة السجون فهم يرسمون الطريق نحو الحرية بأمعائهم الخاوية، معلنين حربا بأجسادهم التي لطالما ذاقت الويلات في عتمة السجن وجبروته ليكون هذا اليوم يوما مختلفا ونوعيا، معلنين النفير العام مضربين عن الطعام من أجل الحصول على حقوقهم وانتزاعها من فك الأسد داخل عتمة ووحشية السجن الإسرائيلي.
لست ربوت