بلاد الصور رشيق عبد الغني

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية بلاد الصور رشيق عبد الغني

بلاد الصور رشيق عبد الغني

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يقفون‏‏‏                                                                    بالرغم من كل الصعاب والعراقيل التي تعترض طريق مجموعة من المبدعين المسرحيين على المستوى الإقليمي من حيث الدعم البئيس المقدم لفرقهم وبالرغم من إنعدام فضاءات تليق وطموح ذوي الإختصاص لعرض منتوجاتهم الفنية تبقى الرغبة الجامحة والهوس الساكن بدواخلهم رافضا للخنوع وإخلاء الميدان الذي يراه البعض مجالا للتثقيف والتوعية للخلاق البشرية خصوصا النخب
ظرفية الحديث تزامنت مع عرض الختام للمهرجان المنظم من طرف جمعية ألوان المسرحية بإبن جرير التي تربطني صداقة متميزة مع أفرادها خصوصا محمد الهاشمي العكاري مسرحية "البندير " التي إستمتع بفصولها جمهور غفير بساحة مسجد الراضي مساء الأحد 27 أكتوبر 2019 كانت غاية في الروعة بشهادة من حضر حيث في مشهدها الأول دخلت عناصر الفرقة في تأدية أدوارها بطريقة سلسة تنم عن الغاية من توظيف اللهجة العامية التي تنفذ لمسامع الحضور بكل تلقائية التي تنوعت بين لكنة البادية الرحمانية التي تشتم منها رائحة تراب الأصل ونبرة شرق أنجاد الأخاد إعتمادا على خبرة "أولاد ما " الذي يعرف به ساكنة منطقة وجدة خليط حمل عدة رسائل مشفرة خصوصا بعدما وجه أحدهم سؤالا عميقا للمتفرجين إن كانوا يدركون " ثمن منعش " وكانت ردة أحد الصبايا بعفوية درهمان ليصحح له المسرحي المعلومة بالمبلغ الحقيقي "32000 ريال" الشيء الذي شد إنتباه كل المتيقضين الذي يلتقطونها في رمش العين وأرغمهم على الوقوف والتصفيق وبإسهاب ولم يوقفهم إلا آذان صلاة العشاء القادم من منارة مسجد الحاج الراضي
بعدها كانت لحظة توقف لفسح المجال لسماع صوت الأذان الذي جاء في وقت مناسب لتوثيق كلمة الحق كما قال أحدهم وفي مشهدها الثاني وبإحترافية عالية تدخل المؤلف ليوقف حوار المشهد الثاني من المسرحية موهما الحضور أن العمل الذي قدموه سلفا لايعدو سوى كلام "حلقة "متجاوز لغاية إلتقطها الجمهور بسرعة تؤكد أن مسرح الشارع صعب المنال ومتنوع الأذواق ومتساوي الحضوض وتبقى فيه " الحلقة " أول المدارس التطبيقية للتحصيل والتكوين الأكاديمي وما هي إلا دقائق معدودات حتى ثارث في وجهه شخوص المسرحية وألقت ببناديرها أرضا مشكلة مربوعا بشريا رافعا الإيقاع من حيث الرسائل الموجهة والمضمنة لمستجدات وحوادث واقعنا من حرق وقتل وإغتصاب ضحاياه نسوة لا ذنب لهم في هذه الحياة إنطلقت وردتهم الوحيدة في الفرقة بنبرتها القوية ونظراتها الحادة أدارت عقارب الساعة بدرجة 360 حيث لغة الضاد تسترد إعتبارها وهيبتها نثرا بسجعها وطباقها وبدلها ونعثها وجل محسناتها البديعية وتوالت الأدوار بنفس السياق والوثيرة وزاد من روعتها إعتماد قرص المركز الكبير كمنصة لتمرير الخطاب المسرحي في مشهد متناغم قلما تتيح لنا الظروف مشاهدته وتتبعه وببلوغ تركيز المتفرجين ذروة الإنتشاء كان لابد من بصمة في أعلى السقف وهو ما نبست به وردة المساء بعبارتها القوية مخاطبة زملائها "صوروني وزيدو صوروني عارية مغتصبة محروقة....بلادنا غاديا غير بالتصاور " جملة غاية في الدقة والتصويب وهذا هو المغزى من أبو الفنون المسرح
بالفعل أيتها الوردة الجميلة عبقك إستنشقناه عبر مشاهد مسرحيتكم لأننا ركزنا على الرحيق وأشواكك لامسناها في حديثك المكلوم المخفي وراء إبتسامتك أثناء العرض ودموعك الحقيقية شاهدناها في موقف لايتميز به إلا الصادقات ورسائلكم وصلت أعماقنا وتحية لكم جميعا وبألوانكم سنخط لوحات مستقبلنا الفني

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button