دات يوم حدثتني امي اﻷديب حسن السلموني

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية دات يوم حدثتني امي اﻷديب حسن السلموني

دات يوم حدثتني امي اﻷديب حسن السلموني

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏                                                                                                       ذات زمن ، حدثتني أمي بلغة تنقض المآذن الخرساء ، وحينها كنت مضغة في رحم خيالها ، و كان الشغف إلى مخاض المضاجعة يشدها أن تلدني من الحلم حقيقة قبل أن تنزلق عبر منحدر الغروب ، على طبق من أطياف الولادة أجعل منها ولادة في الولادة تلدني تلك الحقيقة ، التي تجعلني أطرد من وجودي كل عالم يتدين حتى الثمالة بما تسطر الأساطير على لوح الإنسان من مذمذات ، تتخذني كذبة تضلل بها الناس عن حقيقة وجودي ، فتمطر التي وضعتني من رممها على هيئة الدهر ، وابلا من الغضب ، فأفد إلى مجراها أعير من الأرض مقبرة للأموات يسكنوا إلى غرفها حتى يبنون داخل الثرى من أنفسهم إنسانا على هيئتي ، أو ناتيهم بخارق يخرق إرث أولئك الذين يهزؤون من أنس غفل زعما منهم أنهم أنبياء يحملون إصلاحا ، فتأخذني رفقتها على سفينة الإسراء وميضا نعد حقب الولادة على طل البدء ، هناك على شرفة جيدها تشد بجدع لساني ثم تبسط يدها تبني جسدي من تقاسيم الملح التي حوتها من مقل اليم ، ثم على هامة صدرها تقيم لي صرحا أصعد سماءه ، أفزع و أزعج و أعجز بالإعجاز هؤلاء العتاريف الذين ينصبون أنفسهم آلهة على الأرض يحبسون شعوبا في الجهل إمارة منهم ليقروا استعبادهم كرها ، فأتذكر ما كانت تتلو بلغتها عن خلقي ، و كنت لصلاتها أعقل قبل النطق ، و الصدى في محرابي عابد لما ترتل من بقايا الصحف المهجورة في قرية الإنسان ، فتبسط على مسجدي روحها نهى المقاليد حديثا ، امتط الشمس التي أنشأنا بنيانك منها فإن مجراها من نورنا لا ينضب و لا ينطفئ لها سراج فتكون كفيفا ، إننا نثبت لسانك مقام الجهر فاضرب على جدر هؤلاء السفهاء السافلين ، و لا تدروهم على المنابر يمكثون جاثمين ، و أنتم أحياء في الحياة دبيب ، إننا لنبدل ألسنكم البكم بطارق حتى يسمع لها في الشارع شهيق ، و لما يكتمل الحلم في نشأتي أجد أن الدهر قد خلس من الكون ما أودعت عنده من جمال الصبا ، فأصير يوما قائما يتقدم الأيام أرمي بالمطر أسماء الخونة الورصعة على جبين الوطن المغتصب ، فهمهم عليهم الضعف و وجفت قلوبهم و ترتج رجفة و هم من حضوري يتوجسون رعبا ، فيخرون إلى حلفاء لهم يستنجدون انقاذا ، و أمانيهم الظمأى إلى الافتراس تلتهم انتقاما ، فهم لا يستطيعون ركوب القتال شجعا ، إنهم إلى الجبن يفرون لاجئون من دارة يستمدون الغدر سلاحا ، يقيهم شر نزال من قلم يذيقهم حنظل الحمام ، عدميون ، الوهم مأواهم يخالون فوق وسادته انهم اسياد الرهان الغالب ، فيشقون على أنفسهم رهقا يحفرون تعبا أفواها من اللحود على الأرض لبلعي ، لكن لهبي عصي على رحى القتل مضغي ، إننا نلاحق بالرجم سليلهم عصيانا ، و إنا للخريف نظير نجتث تخاريفهم من تراب منه كان الإنسان مركبا ، و لقد وضعنا عليه دمغة الزوال شاهدا ، فسنلقي بينهم فتنة الحرب القادمة فيقفل ختمهم ، و نآزك بمفتاح الخلاص و نمنحك فروي وطنا ليس كتلك الأوطان التي تعاقبت على استعبادك ، فانس أيها البوش أن لك وطن و اعلم ان من وراءه ملك غاصب و شعب خائن ، و كذلك يد مستوردة ذراعها المطاط يحصد ملتهما معونة من الأرض كانت هدية للفقراء ، إن أهون الصدور تلك التي تنادي إلى الحرب بغية إرضاء معاصيهم ، فعندما تصل إلى عقبها يكون عقبهم قمامة يسخر منها البؤساء ، أفلا يلتفتون إلى ما صنعوا بشرهم و إنهم ليزكوا الدمار و يقيمون له أنصابا على جسد الانسان ، نصبا يسري مختالا في عيون المدن المكلمة ، و إن تنزل على قريتهم العقل منقذا يقابلونك طعنا بالقتل فتستلقي في الموت مغدورا ، ثم يستبقون النعي يبلغون عن وليمة المأتم ، و عند بزوغ اليقظة تصعد ألسنة البوح بالخطيئة ، فأستيقظ داخل حجرة الإيقاظ و أفتح نافذة على الأرض ، فلا أرى سوى غرفتي مكسوة بالظلام مع بقايا أسراب من الدخان شارد في صدري ، و على قارعة تلك المدن المسجورة أرى أكواما من خردة الجنود و جثث بنادق و جوقة تتقنع الحداد و هي تعزف للدمار أنشودة المكاء .

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button