البداية والإمتداد في سيرة محمد المنصوري الرجل الذي عشق النضال وكرة القدم بقلم عبد الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية البداية والإمتداد في سيرة محمد المنصوري الرجل الذي عشق النضال وكرة القدم بقلم عبد الكريم التابي

البداية والإمتداد في سيرة محمد المنصوري الرجل الذي عشق النضال وكرة القدم بقلم عبد الكريم التابي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏وقوف‏، و‏عشب‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏                         عبد الكريم التابي.
من ذاكرة نشطاء ابن جرير:
محمد المنصوري : هذا الرجل ساهم في وضع بعض ياجورات البناء الأول ( ثقافيا وسياسيا ورياضيا).
أحيانا يطمر النسيان بعض الأشخاص، ويخيل لمن يعرفهم معرفة السطح أو لا يعرفهم عندما يراهم يمشون بتثاقل أوينزوون في الأركان، كأنهم كأيها عامة الناس الذين يمضون دون أن يتركوا ما يذكرهم به أولئك الناس. وكثيرا ما تكون أحكامنا ومواقفنا من بعض الناس ـ حتى ولو لم نعرفهم حق المعرفة ـ قاسية وجارحة وظالمة.
محمد المنصوري، هذا الشخص الذي سأتناول اليوم بعضا مما أعرف من سيرته المعنوية، لا يعرفه سوى جمهور فريق شباب ابن جرير لكرة القدم ولاعبوه القدامى والجدد وكذا من تعاقب على تسييره وإدارته، كان هو الآخر زميلا لي في كل الأقسام الأربعة للسلك الإعدادي بكوليج ابن جرير، بل أنه كثيرا ما جاورني على نفس الطاولة.
مثله كمثل بعض زملائي التلاميذ من أتيت على ذكرهم في النبش المتعلق بعبد الله نجباح، عاش نفس الأجواء التي عشناها، وغرفنا جميعنا من نفس المعين التعليمي التربوي عند نفس الأساتذة الذين سبق التذكير بهم سابقا ، مع إضافة أن السي محمد المنصوري كان يميل من وقتها كعدد من تلاميذ القسم إلى الاهتمام ومتابعة كرة القدم وتفاصيلها لذلك الزمن السبعيني الذي كانت فرق الجيش الملكي ونهضة سطات تهيمنان على عشق شباب ذلك الوقت في ابن جرير، وعلى العشق الخالص للمنتخب المغربي الذي كان يصول ويجول في افريقيا، ما مكنه من بلوغ نهائيات كأس العالم بالمكسيك سنة 1970والمشاركة في أول نهائيات لكأس افريقيا بالكامرون سنة 1972، وتأهله للألعاب الأولمبية ب”ميونيخ” في نفس السنة، وأخيرا إحرازه لأول كأس افريقية وآخرها بأديس أبيبا بإثيوبيا سنة 1976.
بعد قضائه بضع سنوات في العمل أستاذا بنواحي أكادير بجوار مجموعة من أبناء ابن جرير، الذين التحقوا بسلك التعليم الابتدائي، عاد الطائر إلى عشه، وترأس فريق “البشريين” بالدوار الجديد، وساهم في احتلاله للرتبة الثالثة في دوري الصداقة المشهور الذي نظم سنة 1981، وفي سنة 1985 انخرط فاعلا في جمعية الإقلاع والنادي السينمائي، وكان لا يتخلف سواء عن حضور الاجتماعات أو المساهمة في تنظيم الأنشطة ، أو سواء عن أداء اشتراكاته الشهرية بكل انتظام. وقد توج هذا الحضور بمشاركته رفقة الأستاذ محمد بوخار في الملتقى الثاني للسينما الإفريقية الذي نظم بمدينة خريبكة سنة 1987 كما دأبت ولازالت تنظمه إلى اليوم.
في سنة 1986 إذا لم تخني الذاكرة، سنقتحم جميعنا عالم تسيير فريق الشباب، وأوكلت مهمة رآسته إلى السي محمد المنصوري فيما أسندت إلي مهمة الكتابة العامة، وشاركنا التجربة فيما أذكر عبد اللطيف أمين وعزيز لعناني وعبد اللطيف المنصوري ومحمد بلهاشمي وعمر الحطاب وآخرون لا أتذكرهم. وكان أول عمل قمنا به، هو ترجمة وتحيين القانون الأساسي الذي ربما يعود إلى زمن  Les diables rouges  الذي كنا ننطقه في صبانا في ستينيات القرن ب: (دياب الروج).
انقطعت مبكرا عن تلك التجربة الرياضية، لأنني وجدت نفسي لا أصلح لها، وهي لا تصلح لي، خاصة وأنني خارج للتو من تجربة جمعية الإقلاع الثقافي المميزة والمتفردة. فيما استمر الباقون يقودهم السي المنصوري في العوالم المظلمة للأقسام السفلى، وما كانت تحبل به من (خواض) لا حدود له.
ستكون التجربة الرياضية للمنصوري، الانطلاقة الأولى لانغماسه في كثير من تجارب التسيير اللاحقة إما رئيسا، وإما كاتبا عاما أو نائبا لهما، وهي الحال التي استمر عليها إلى اليوم مع فريق الشباب الذي يزاول في القسم الوطني الثاني للبطولة الاحترافية بعد ثلاث سنوات من العمل المثمر. دون أن أنسى تجربته (برفقة بعض الأصدقاء منهم حسب ما تحتفظ به الذاكرة: عزيز لعناني وعبد العزيز الطاهري (قدور) وآخرون ) خلال رئاسته لجمعية الانبعاث الرياضي التي نظمت كثيرا من الدوريات والندوات الرياضية التي حضرتها وجوه من عالم الصحافة الرياضية كأحمد صبري وبدر الدين الإدريسي والباحث الرياضي منصف اليازغي ورئيس جمعية صداقة ورياضة سعد بمنصور وآخرين، كما نظمت أمسية فنية نشطتها مجموعة “السهام” بمجمع الصناعة التقليدية. وأذكر أنني قمت بتغطية كثير من أنشطتها وحفلها الختامي عبر جريدة “الأنوار” الشامخة التي خلفت “أنوال” المغدورة.
وبحكم علاقة السكن الجديد لعائلته بالضفة الأخرى من واد افريقيا، فإن السي محمد توطدت علاقته مع باقي رفاق الدرب، ولم يتردد في المشاركة في خوض تجربة سياسية في إطار منظمة العمل الديمقراطي التي ساهم في ولادتها واستمرارها والدفاع عنها ماديا ومعنويا، لما كان يؤدي اشتراكاته النضالية في كراء المقرات وأداء النفقات المرتبطة بالأنشطة الجماهيرية وما تتطلبه من تجهيزات وتنقلات وكذا توفير وجبات الأكل للمؤطرين الذين كانوا يفدون في الغالب من البيضاء.
شارك المنصوري بكل جوارحه في بدايات التأسيس الأولى، وترجم ذلك بقوة خلال الحملة الانتخابية برسم أول انتخابات تشريعية تخوضها المنظمة بابن جرير يوم 25 يونيو 1993. وأذكر جيدا وكأن الأمر وقع بالأمس، أن السي محمد قام بمجهود استثنائي في تمشيط كل أحياء ابن جرير، دار دار، زنكة زنكة. ولن أنسى رحلتي وإياه إلى جمعة الما البارد، وحلقيات النقاش التي فتحناها في السوق مع عدد من مرتاديها من الفلاحين، كما لن أنسى أيضا طرفتين مضحكتين وقعت لنا هناك، سأعود لهما في نبش سبيسيال.
اجتمعت ظروف خاصة قاهرة، جعلت السي محمد يبتعد عن المنظمة بالجسد، بينما روحه وذاكرته لا ينفكان يفترقان عن الحديث بكل شوق لذلك الزمن، وبكل مرارة على هذا الزمن.
كلما التقيته، نضحك كما كنا نضحك لما كنا على مقاعد الدراسة ذات سنوات سبعينية من القرن الذي مضى. وكلما هاتفني نعيد نفس الضحك ونفس اللغة ونفس الذكريات.
أيها الناس، تذكروا أن هذا الرجل وغيره مروا من هنا وتركوا بعض الأثر الذي لا بد أن يعرفه أبناؤهم ومعارفهم وأصدقاؤهم الجدد.
في الصورة من يسارها: محمد بوخار ومحمد المنصوري إلى جانب توفيق صالح مخرج شريط “المخدوعون” عن رواية “رجال في الشمس” لغسان كنفاني.ثم فيما أظن  الناقد السينمائي حمادي كيروم. وذلك خلال مشاركة نادي الإقلاع السينمائي بابن جرير في فعاليات الملتقى الثاني للسينما الإفريقية بخريبكة.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button