إميل حبيبي: المتشائل الذي رصد الوقائع الفلسطينية بسخرية مرة

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية إميل حبيبي: المتشائل الذي رصد الوقائع الفلسطينية بسخرية مرة

إميل حبيبي: المتشائل الذي رصد الوقائع الفلسطينية بسخرية مرة

                                                                                                      الوقائع الغريبة لاختفاء سعيد ابي النحس المتشائل هي العمل الروائي الدال عليه وهو رديف اسمه انه الكاتب الفلسطيني الكبير إميل حبيبي.

ونظرا لأهمية هذا النص الروائي وشهرته الفائقة فإن بعض المتابعين حصروا تجربة حبيبي في المتشائل.
والحقيقة ان هذا الرأي يجانب للصواب باعتبار ان صاحب الوقائع الغريبة هو مفرد بصيغة الجمع فقد جمع بين الإبداع الأدبي والنشاط السياسي والعمل الصحفي وهو الحيفاوي الذي رأت عيناه النور في بداية عشرينات القرن الماضي.


لم يغادر فلسطين حيث عاش في مدينة الناصرة القسم الأكبر من حياته، وقد باشر العمل الإذاعي قبل نكبة فلسطين وكان مذيعا في إذاعة القدس كما كان من الناشطين وقد أوصى ان يكتب على قبره باق في حيفا.
وقد اصدر الكاتب الفلسطيني عديد الأعمال الأدبية من بينها مرثية السلطعون والنورية قدر الدنيا.
ويعد أول نص أدبي مهم لإميل حبيبي هو سداسية الأيام الستة وقد صدر عام 1968 . وقد خيمت عليه أجواء الحرب وما خلفته نكسة 1967 من آثار سلبية على العرب جميعا.
وقد جلب هذا النص السردي لصاحبه شهرة فائقة في العالم العربي ولفت الانتباه للكاتب إميل حبيبي وخاصة لتفرده في مجال كتابة ساخرة تقوم على طرح مفارقات من بينها لقاء الذين شردهم النكبة عام 1948 بذويهم بعد النكسة التي قضت على أحلام العرب في استرجاع فلسطين الضائعة عام 1967.
ومن مؤلفاته أيضا مسرحية لكع بن لكع وقد أخرجها وليد قوتلي وقدمت في دمشق عام 1982.

وقام إميل حبيبي بكتابة سيرته الذاتية في عملين هما خرافية سرايا بنت الغول وقد صدر عام 1991 وقد رصد فيها مراوحته في العمل بين السياسة والأدب. في حين رصد في كتاب عالم بلا أقفاص الذي صدر عام 1992 تجربته الحزبية وحدودها.
لكن ذروة الإبداع والتميز عرفها إميل حبيي في نصه الفذ الوقائع الغريبة لاختفاء سعيد أبي النحس المتشائل فقد وضع فيها عصارة فكره واهم ما جادت به قريحته وهو النص الذي وصل إلى القراء العرب أكثر من غيره ربما لاعتبارات عدة قيمة وأهمية الرسائل التي حملتها والمضامين الرمزية التي احتوت عليها إلى جانب أسلوبها الساخر.

فهي إذن رواية ذات خصوصية ولا ي يمكن التعاطي معها كأي نص روائي تقليدي فهي متفردة شكلا ومضمونا.
وتقوم هذه الرواية على تقنية المونولوج الداخلي الذي يمتزج الواقع الخارجي بالواقع النفسي وهي مكتظة بالصور والرموز ومفعمة بالخيال.

وتقوم على عرض التحولات المتشابكة التي عاشتها فلسطين. وقد قسم الكاتب إميل حبيبي نصه الى ثلاثة كتب او ثلاثة أقسام لكل منها عنوان الأول موسوم ب” يعاد ” والثاني ” باقية ” والثالث ” يعاد الثانية “.



وتكمن فرادة المتشائل في كون صاحبها كاتب يعيش داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وقد ناضل ضد سلطات المحتل الصهيوني من الداخل وكان احد الناشطين بل كان قائدا لفترة طويلة لهذا النضال لعرب فلسطين الداخل أو فلسطين المحتلة عام 1948.

أميل حبيبي يخطب في الحشود بمدينة الناصرة المحتلة

وقد كان شاعر المقاومة الفلسطينية سميح القاسم أول من اهتم بهذا العمل الروائي الفذ وقاربه نقديا وساهم في التعريف به.
وعنها قال ” الذي يعنيني هو أنها “شيء جديد” بالنسبة لما قرأنا في الأدب الفلسطيني ، وهي مثيرة في جدتها، مالكة بما تخلفه من أثر وقدرتها البارزة على البلوغ والابداع”.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button