يعرفه محيطه ومعارفه الجدد بالحاج بلهاشمي، ويعرفه القدامى من أصدقاء الدرب في دوار جلود لاكار ب"السلامي".
كان وظل وبات ومازال يحتفظ في عيون الناس والمقربين بكاريزما الاحترام والاستقامة والوقار والجدية في العمل. هذه الصفات الحميدة لم يكسبها فقط لما صار يحمل لقب الحاج، ولا لما غزا الشيب كل شعر الوجه والرأس، ولا منذ أن أصبح من مدة طويلة يستيقظ لصلاة الفجر، بل هي صفات قد نقول تعايش معها وتسللت إلى تركيبة شخصه بعد أن رضع بعضها ممزوجة مع حليب والدته، وبعد أن اكتسب بعضها الآخر منذ الصبا وعنفوان الشباب، وتصلبت مع مرور الزمن بنضج واختمار السي السلامي.
شخصيته هذه، جعلت منه واحدا من صفوة أهل الدوار مع أقرانه في فريق الكرة التي عشقها ـ ولازال ـ حتى النخاع، فكان لاعبا وعميدا ومسؤولا وربما مدربا حتى.
حبه لنادي الجيش الملكي لا حدود له منذ زمن ستينيات القرن مع لاعبين كبار من أمثال زناية والمختطف وعمار إلى باموس وعلال وباخا وعبد القادر، إلى الفترة الذهبية مع التيمومي ولغريسي وخيري ودحان إلى فترة الجفاف والقحط الأخيرة التي عمرت أكثر من عقد.
تبدو الفرحة والاطمئنان باديين على محياه لما تكون الجيش في "الفورما"، وتنتابه الحسرة والخيبة لما يسوء حالها، ويعتصر قلبه ألما وقلقا على ما آل إليه وضع فريق كان عالميا قبل ظهور العالمية في الخطاب الكروي المغربي الجديد. وكيف لا وهو يقهر ريال مدريد بأسمائها الشهيرة وقتها، ويصارع فرق أخرى من شرق أوروبا وغربها ومن أمريكا اللاتينية في الدوري السنوي الذي كان يحمل اسم كأس محمد الخامس الذي شاركت فيها إضافة إلى الريال، البارصا وباييرن ميونيخ وبوكاجونيور وريفير بلايت وغيرهم.
تلك "النغزة" لازالت تلبس الحاج بلهاشمي من شواة الرأس إلى أخمص القدمين، حيث لا شيء يمنعه من متابعة مباراة للجيش، إلا إذا حال دونه ظرف قاهر وطارئ ولم يكن له في الحسبان.
لعب الحاج الكرة لفريق الدوار (الحي)، وسير شؤونها لفريق شباب الرحامنة، ويتابع أحوالها اليوم متابعا متفرجا مشجعا لفريق شباب بنكرير بالمباشر أو عبر الفايسبوك.
الحاج بلهاشمي من جيل رجال التعليم الذين كانوا بحق قابضين على الجمر في الجبال والسفوح والمنحدرات في ظروف سبعينيات القرن الفائت شبه المنعدمة من حيث السكن والمأكل والمشرب والتنقل والاتصال والأجر الزهيد، يستوي فيهم من تخرج من مدارس التكوين ومن انخرط في سلك التعليم من باب التوظيف المباشر أو ما كان يعرف وقتها بالمعلمين المؤقتين.
جاورت الحاج بلهاشمي في مدرسة افريقيا للبنين ( الحسن بوعياد) لحوالي 34 سنة، كان فيها نموذجا للمعلم المخلص المتفاني الذي لا يدخر جهدا في تربية وتعليم أبناء وبنات الشعب بالكيفية التي تجعله حينما يضع رأسه على الوسادة، يشعر بالراحة والاطمئنان. إلى جانب هذا كان السي محمد منخرطا في الحياة المدرسية بالمشاركة والمساهمة في كل الأنشطة التي تنظم على صعيد المؤسسة منظما أو مدعما ومشجعا لكل المبادرات التي تأتي من غيره دون ضجر أو تأفف. ولأن تلك المدرسة كانت تسير وتدبر بشكل جماعي ديمقراطي استثنائي غير مسبوق، فقد كان الحاج حاضرا خارج أوقات العمل لتقديم المساعدة للإدارة ولزملائه خاصة في زمن الذروة المرتبط بالدخول المدرسي أو الامتحانات المحلية أو الإقليمية الإشهادية.
هذه الصورة الإيجابية عن الأستاذ بلهاشمي ، تعدت المجال التربوي إلى المجال الاجتماعي في العلاقات بين الأطر التربوية التي لم تنفرط إلى يوم الناس هذا، رغم أنه وغالبية زملائه وزميلاته أحيلوا على التقاعد باستثناء الصديق عبد الرزاق نجيب وبعض قليل جدا من الأستاذات.
السي بلهاشمي هادئ متسامح ومحب للخير وخدوم لا يتأخر في تقديم الخدمة لمن يطلبها منه إذا كان في مقدوره.
لي كما لباقي الزملاء في تلك المدرسة مع الحاج كثير من الأحداث والحوادث التي لا تنتهي.
المؤكد أن الحاج سعيد اليوم بفوز الجيش على الوداد في عقر الدار، وسيكون أسعد عندما يكرر الإنجاز ضد الدفاع الحسني الجديدي يوم الأربعاء الذي يدربه الزاكي الذي "يموت فيه الحاج عشقا".
للصديق العزيز محمد بلهاشمي تحياتي مع متمنياتي له بموفور الصحة والصحة ثم الصحة، وبعدها "يجي داك الشي لاخر".
(الصورة بالأبيض والأسود مقتطعة من صورة مأخوذة من داخل حجرة الدرس. ويظهر فيها الحاج بجلابيته في آخر الصف، وبجواره مدير المؤسسة السي عبد الله السالمي. والمفاجئ بالنسبة لي وجود وجه استثنائي (لا يظهر في هذا المقطع) هو الصديق محمد المختار بلقسير زميلنا في المؤسسة لنفس الفترة (34 سنة)).
كان وظل وبات ومازال يحتفظ في عيون الناس والمقربين بكاريزما الاحترام والاستقامة والوقار والجدية في العمل. هذه الصفات الحميدة لم يكسبها فقط لما صار يحمل لقب الحاج، ولا لما غزا الشيب كل شعر الوجه والرأس، ولا منذ أن أصبح من مدة طويلة يستيقظ لصلاة الفجر، بل هي صفات قد نقول تعايش معها وتسللت إلى تركيبة شخصه بعد أن رضع بعضها ممزوجة مع حليب والدته، وبعد أن اكتسب بعضها الآخر منذ الصبا وعنفوان الشباب، وتصلبت مع مرور الزمن بنضج واختمار السي السلامي.
شخصيته هذه، جعلت منه واحدا من صفوة أهل الدوار مع أقرانه في فريق الكرة التي عشقها ـ ولازال ـ حتى النخاع، فكان لاعبا وعميدا ومسؤولا وربما مدربا حتى.
حبه لنادي الجيش الملكي لا حدود له منذ زمن ستينيات القرن مع لاعبين كبار من أمثال زناية والمختطف وعمار إلى باموس وعلال وباخا وعبد القادر، إلى الفترة الذهبية مع التيمومي ولغريسي وخيري ودحان إلى فترة الجفاف والقحط الأخيرة التي عمرت أكثر من عقد.
تبدو الفرحة والاطمئنان باديين على محياه لما تكون الجيش في "الفورما"، وتنتابه الحسرة والخيبة لما يسوء حالها، ويعتصر قلبه ألما وقلقا على ما آل إليه وضع فريق كان عالميا قبل ظهور العالمية في الخطاب الكروي المغربي الجديد. وكيف لا وهو يقهر ريال مدريد بأسمائها الشهيرة وقتها، ويصارع فرق أخرى من شرق أوروبا وغربها ومن أمريكا اللاتينية في الدوري السنوي الذي كان يحمل اسم كأس محمد الخامس الذي شاركت فيها إضافة إلى الريال، البارصا وباييرن ميونيخ وبوكاجونيور وريفير بلايت وغيرهم.
تلك "النغزة" لازالت تلبس الحاج بلهاشمي من شواة الرأس إلى أخمص القدمين، حيث لا شيء يمنعه من متابعة مباراة للجيش، إلا إذا حال دونه ظرف قاهر وطارئ ولم يكن له في الحسبان.
لعب الحاج الكرة لفريق الدوار (الحي)، وسير شؤونها لفريق شباب الرحامنة، ويتابع أحوالها اليوم متابعا متفرجا مشجعا لفريق شباب بنكرير بالمباشر أو عبر الفايسبوك.
الحاج بلهاشمي من جيل رجال التعليم الذين كانوا بحق قابضين على الجمر في الجبال والسفوح والمنحدرات في ظروف سبعينيات القرن الفائت شبه المنعدمة من حيث السكن والمأكل والمشرب والتنقل والاتصال والأجر الزهيد، يستوي فيهم من تخرج من مدارس التكوين ومن انخرط في سلك التعليم من باب التوظيف المباشر أو ما كان يعرف وقتها بالمعلمين المؤقتين.
جاورت الحاج بلهاشمي في مدرسة افريقيا للبنين ( الحسن بوعياد) لحوالي 34 سنة، كان فيها نموذجا للمعلم المخلص المتفاني الذي لا يدخر جهدا في تربية وتعليم أبناء وبنات الشعب بالكيفية التي تجعله حينما يضع رأسه على الوسادة، يشعر بالراحة والاطمئنان. إلى جانب هذا كان السي محمد منخرطا في الحياة المدرسية بالمشاركة والمساهمة في كل الأنشطة التي تنظم على صعيد المؤسسة منظما أو مدعما ومشجعا لكل المبادرات التي تأتي من غيره دون ضجر أو تأفف. ولأن تلك المدرسة كانت تسير وتدبر بشكل جماعي ديمقراطي استثنائي غير مسبوق، فقد كان الحاج حاضرا خارج أوقات العمل لتقديم المساعدة للإدارة ولزملائه خاصة في زمن الذروة المرتبط بالدخول المدرسي أو الامتحانات المحلية أو الإقليمية الإشهادية.
هذه الصورة الإيجابية عن الأستاذ بلهاشمي ، تعدت المجال التربوي إلى المجال الاجتماعي في العلاقات بين الأطر التربوية التي لم تنفرط إلى يوم الناس هذا، رغم أنه وغالبية زملائه وزميلاته أحيلوا على التقاعد باستثناء الصديق عبد الرزاق نجيب وبعض قليل جدا من الأستاذات.
السي بلهاشمي هادئ متسامح ومحب للخير وخدوم لا يتأخر في تقديم الخدمة لمن يطلبها منه إذا كان في مقدوره.
لي كما لباقي الزملاء في تلك المدرسة مع الحاج كثير من الأحداث والحوادث التي لا تنتهي.
المؤكد أن الحاج سعيد اليوم بفوز الجيش على الوداد في عقر الدار، وسيكون أسعد عندما يكرر الإنجاز ضد الدفاع الحسني الجديدي يوم الأربعاء الذي يدربه الزاكي الذي "يموت فيه الحاج عشقا".
للصديق العزيز محمد بلهاشمي تحياتي مع متمنياتي له بموفور الصحة والصحة ثم الصحة، وبعدها "يجي داك الشي لاخر".
(الصورة بالأبيض والأسود مقتطعة من صورة مأخوذة من داخل حجرة الدرس. ويظهر فيها الحاج بجلابيته في آخر الصف، وبجواره مدير المؤسسة السي عبد الله السالمي. والمفاجئ بالنسبة لي وجود وجه استثنائي (لا يظهر في هذا المقطع) هو الصديق محمد المختار بلقسير زميلنا في المؤسسة لنفس الفترة (34 سنة)).
لست ربوت