بعد الوفاة الغامضة للحارس الشخصي للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بعد مقتله على يد أحد أصدقائه بإطلاق النار عليه بسبب خلاف شخصي بينهما في جدة، لا زالت تتوالى الروايات والتكهنات حول ما إذا كان حادث مقتل اللواء عبد العزيز بن بداح الفغم حادثا عرضيا محضا أم جرى اغتياله بفعل فاعل وبطرق تختلف تماما عن ما جاء في الرواية الرسمية.
وشكك العديد من رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في صدقية الرواية الرسمية بشأن مقتل الحارس الشخصي للملك، منهم من يتهم الحوثيين، فيما يشير البعض الآخر بأصابع الاتهام إلى جهات من داخل البلاد وراء الحادث.
الرواية الرسمية وسيناريوهات أخرى..
التشكيك في رواية مقتل “حارس الملوك” الذي اشتهر بملازمته الدائمة لولي العهد السعودي، يأتي في ظل التكتم الشديد عن تقديم تفاصيل إضافية واضحة بخصوص مقتله، وهو ما أثار موجة من التكهنات بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حول طريقة قتله أو “اغتياله”، وفتح الباب على مصراعيه للتشكيك في صحة وصدقية الروايات الرسمية المقدمة من طرف السلطات السعودية، وكذا وسائل الإعلام الرسمية التي لم تعمل على نشر الخبر سوى بعد مضي ساعات على حدوث الواقعة.
ولم تمض سوى ساعات على إعلان وسائل إعلام محلية خبر مقتل اللواء الفغم بأعيرة نارية استهدفته، حتى تصدر اسم الحارس الشخصي لسلمان “تريند” مواقع التواصل الاجتماعي في أنحاء العالم، إذ شكك نشطاء في رواية وفاة اللواء الفغم، فيما تساءل آخرون عن سبب وجود قوات الأمن خارج المنزل وقت الحادثة، وعن قتل الجاني مباشرة اعتبارا منهم أنهم طريقة “لإغلاق الملف” بشكل نهائي.
والخطير أن الأمير المنشق خالد بن فرحان آل سعود قد وصف، في تغريدة له على تويتر، بأن رواية الشرطة السعودية بشأن مقتل الفغم بـ”الساذجة كحال راويها”، حيث قال : ” الحارسان الشخصيان للفرعون سلمان قتلا بعضهما البعض ؟؟ رواية سلمانية ساذجة، كحال راويها !! “.
وفي المقابل، فقد غرد بدر العساكر، مدير مكتب ولي العهد السعودي، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والحكومية، بتغريدة نعوا فيها اللواء الفغم.
من يكون “الصندوق الأسود” للملك سلمان ؟
بالرجوع إلى تفاصيل الحياة الشخصية للواء عبد العزيز الفغم، نجد أن رحلة “حارس الملوك السعودي” بدأت في حراسة القصر الملكي، مباشرة بعد تخرجه من كلية الملك خالد العسكرية في سنة 1991، وقد عين بعدها باللواء الخاص من قبل الحرس الوطني السعودي، وتدرج بالرتب العسكرية من ملازم حتى وصل إلى رتبة لواء في الحرس الملكي السعودي.
غير أن الفغم الابن لم يكن الأول في حراسة العائلة الملكية، فوالده اللواء بداح بن عبد الله بن هايف عمل أيضا مرافقا شخصيا للملك عبد الله بن عبد العزيز لثلاثة عقود متوالية، ثم تولى بعد ذلك الابن عبد العزيز الفغم حراسة الملك عبد الله.
وبحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية، فإن اللواء عبد العزيز بن بداح الفغم المطيري، كان حارسا شخصيا للملك بن عبد العزيز في الفترة الممتدة ما بين 1924 و 2015، وبعد وفاته أصبح حارسا شخصيا للملك سلمان بن عبد العزيز.
وأصدر الملك سلمان بن عبد العزيز، في منتصف عام 2017، أمرا ملكيا بترقية عبد العزيز الفغم ترقية استثنائية إلى رتبة اللواء.
“حارس الملوك” الشهير
ووصف عدة مراقبين اللواء الفغم بأنه “أشهر حارس ملكي” في العصر الحديث، حيث ساعده “تفانيه ويقظته” في الحصول على لقب “أفضل حارس شخصي على مستوى العالم” من قبل منظمة الأكاديمية العالمية التي منحته هذا اللقب، كما وصفه الكثيرون بأنه كان “ظلا ملازما” للرجل الأول في الدولة الملك سلمان بن عبد العزيز.
وبعد وفاة الملك عبد الله تولى الفغم حراسة الملك سلمان بن عبد العزيز، وأصبح الحارس الشخصي من أكثر المقربين للملك سلمان، الأمر الذي جذب إليه عدسات الصحفيين والإعلاميين، خاصة بعد قيامه ببعض اللقطات المثيرة، كرد فعله السريع عند تعطل سلم الطائرة أثناء نزول الملك سلمان في رحلته التي قام بها إلى موسكو عام 2017، علاوة على صورته وهو يربط حذاء الملك سلمان في إحدى المؤتمرات.
لقطات كثيرة بصمت تاريخ الحارس الشخصي للملك سلمان وزادته شهرة وأكسبته شعبية إضافية في المجتمع السعودي، لعل أبرزها تلك التي كانت أثناء لقاء الملك سلمان بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سنة 2015، عندما أمسك الفغم يد المرافق الشخصي للسيسي برفق، حين لاحظ أنه يسحب شيئا من جيبه.
لست ربوت