قبل أي شيء نطرحه في هذه المقالة علينا الاعتراف بصعوبة الوصول إلى المعلومة كاملة بخصوص مجموعة من الأنشطة والأخبار بهذا الإقليم السعيد..فنحن كقراء نجد استحالة في فهم ما يدور ..؟ وعليه خضنا بحثا طيلة أسبوع لفهم موضوع القرية الشمسية .
قبله زرنا صفحة فايسبوكية باسم ACT4COMMUNITY إلا أنها لم توفر الإجابة العلمية عن الأسئلة الخمسة التي ليس علينا طرحها بحكم أنها من قبيل البديهيات.
وبحثنا في كل مكان ،وكان لزاما علينا أن نواصل البحث في أكثر من موقع إلى حدود الصحفية “كش24”.
هنا وجدنا كل شيء عن مشروع القرية الشمسية باب جرير ولا بأس من إعادة تفسير لما قرأناه قبل زيارتنا بيوم بعدها للفضاء ،ولقاء بعض العمال والمقاولين والأجانب الأفارقة والأمريكيين والأوروبيين..
كانت أرضية “كش 24 ” الكاملة العناصر الإخبارية هي منطلقنا إلى هناك ،على اعتبار أن زاوية معالجتنا ستصب حول الشق المتعلق ،بماذا ساهمت ابن جرير ،وماذا استفادت الأرض والعباد ؟ أو الوجه الأخر للقرية من زاوية اقتصادية واجتماعية وإشعاعية وغيرها ؟
كما سبق وأشرنا فقد انطلقت قبل مدة بابن جرير وتحديدا بالحي الفوسفاط وما حول المدينة الإيكولوجية محمد السادس مسابقة “سولر ديكاتلون إفريقيا”الخاصة ببناء مساكن تعتمد على الطاقة الشمسية .بمشاركة أزيد من 1000 طالب يمثلون 54 جامعة من 20 بلدا .
هو مشروع يعد الأضخم من نوعه بين أخرى على مستوى العالم ،تهم المدن الايكولوجية نظمته جامعة محمد السادس للفنون التطبيقية UM6P ،ومعهد أبحاث الطاقة الشمسية والطاقة الجديدة IRESEN ،يهدف تمكين هؤلاء الشباب من بناء مساكن تشغل بالطاقة وقد أمضوا عاما في تصميمها.
ووفق بيان للمعهد ستخضع المساكن إلى تقييم وفق عشرة معايير من طرف لجنة للتحكيم لتسمية الفائزين..وهناك تحدي الزمن الذي يواجه الفرق على أمل افتتاح القرية يوم الثالث عشر إلى غاية 27 من شهر شتنبر..
ووفرت كش24 فكرة عن المشروع من خلال بيان للجهة المنظمة ،حيث أشارت إلى أن “سولار ديكاتلون “أطلق من قبل وزارة الطاقة الأمريكية سنة 2002 .وهي مسابقة دولية تنظم كل سنتين في مجال الهندسة المعمارية والتصميم والتخطيط الحضري ،مفتوح في وجه فرق جامعية متعددة التخصصات وتخصص جائزتها لأفضل بيت شمسي..منخفض تكلفة استهلاك الطاقة بعد خضوعه ل10 اختبارات.
ويهدف المشروع بحسب البيان من خلال كش24 إلى الاستفادة من انتشارالتيكنولوجيات المتجددة بالمنطقة المستهدفة ،وخلق فرص لتمرين وتدريب اليد العاملة وتحسيس المواطنين ..انتهى .
من أجل هذه المعطيات والمعلومات كان لا بد من البحث المضني في غياب أية وسيلة تثقيفية تعريفية بالموضوع بما فيها البوابة الالكترونية أو صفحة الكنتور التي لم توفر فكرة عامة عن المشروع .
أيام بريس فتحت صفحاتها من جديد ،من أجل سعيها إلى نقل المواطن عبر حبرها نحو فهم ماذا يجري ..؟ ولنفهم نحن كذلك دواعي الفكرة ومشاركتكم بقية الأخبار التي نجد أنفسنا اليوم مضطرين إلى إعادة فتح هذا الموقع من جديد.
وبالأمس توجهنا رأسا إلى القرية الشمسية مسلحين بقدر من المعطيات الكافية..جلنا بكل الاوراش ،وواجهتنا صعوبات الولوج في الأول على اعتبار وجود مدخل للعمال والأدوات وأخر من جهة جنوب القرية .
المجال مفتوح في وجه العموم طبعا وزاره وزير السكنى .بالداخل هناك رجال الأمن الخاص في كل مكان ،وهناك شباب من كل العالم تقريبا من إفريقيا الجنوبية ، بوركينا فاسو ، الكاميرون ، ساحل العاج ، مالي ، نيجيريا ، جمهورية الكونغو الديمقراطية ، السنغال ، تنزانيا ، الجزائر ، مصر ، تركيا ، ألمانيا ، فرنسا ، إيطاليا ، رومانيا ، الولايات المتحدة ، ماليزيا والهند.
كان هدفنا من الزيارة البحث عن أصحاب المحيط ابن جرير..ووجدنا في الأخير شبابا من ذات المدينة وقد شيدوا بناية بكاملها ،وقفنا إلى المكان ودخلناه وسمح لنا بالتقاط الصور وطرح الأسئلة ،كان هناك مجموعة من النجارين والكهربائيين وبقية المهن المرتبطة بورش متعدد المهارات ويستعمل كل شيء ينتمي إلى الطبيعة في صناعته ،صعدنا إلى الأعلى وهبطنا ،وقرأنا أمام كل بناية ما هو مكتوب بالانجليزية ومعناه في وصف مختصر SHORT DESCRIPTION” ..كل دار أو سكن عليه فكرة المصنعين التي تتشابه جميعها .
مقاول شاب وحيد من ابن جريراسمه كمال هو الوحيد الذي عهد إليه وسط جميع المقاولات القادمة من شمال المملكة وجنوبها بأن يكون شريكا في تشييد بيت ،والتنافس مع البقية في ما يصنعون ،يشغل كمال مجموعة من أبناء ابن جرير تباينت أرؤاهم حول عدد المشتغلين بالاوراش من المدينة والإقليم ..قال بعضهم بأن هناك عددا قليلا من المشاركين بما يشيد بالقرية ،وأن الأغلبية من خارج الإقليم ،زرنا بيوتا أخرى واستمعنا لجنوب أفريقين وجزائرين، ووقفنا على مجموعات أخرى من بلدان مختلفة .
ماذا استفاد أبناء الرحامنة وابن جرير ؟ وماذا استفاد المجال الجغرافي لهذه الربوع ؟
وحده كمال المشارك بمقاولته ،شرح لنا كونه يشتغل مع الفوسفاط لأكثر من أربع سنوات وأنه حاز على انضمامه لثقة تلك الجهة في قدرته ،وجدنا خارج هذا السياق أبناء ابن جرير يعملون بالأمن الخاص ،بعضهم تساءل عن الحيف اتجاه بنو جلدتهم ..وأن عددهم بالأمن الخاص ليس كعددهم بالاوراش ؟وبعضهم راض تماما عن المناسبة .
وجدنا دراجات معلقة هي لأصحابها القادمين من الدواوير البعيدة ،وافترضنا أنه بين الأساتذة والطلبة والمشتغلين هناك رقم يتعدى 1000 فرد ،إنما ماذا استفادت المدينة القريبة من القرية على مستوى التشغيل ؟
كان الجواب عند بعض من وضعوا عربات للأكل وإعداد الفطور ،قالوا بأن الذين يأتون من أجل ما يعدونه من وجبات أغلبهم من جهات أخرى من المغرب ،وأن نسبة أبناء ابن جرير قليلة ،آخرون تحدثوا عن فرصة استوعبت جل عمال “الموقف” بابن جرير ،وهو ما سيدفعنا إلى انتظار صباح اليوم لتأكد من المعلومات ..
في المقابل سألنا من يتحدثون الانجليزية عن ابن جرير وعن المجال الإيكولوجي ..قال أغلبهم أنهم ينزلون إلى مراكش كل يوم بنهاية الاوراش ،لأن فنادق المدينة الحمراء موضوعة رهن إشارتهم وضيافتهم .
وأعدنا السؤال عن المدينة هل تعرفونها ؟ طبعا صاروا يعرفونها كمعطى جغرافي وذا دلالة مرتبطة بالقرية والجامعة ومعاهد البحث في الطاقة الخضراء وما سواها ..
غادرنا على أمل البحث في الشق المتعلق بالمواقف ..مواقف العمال وفي الحقيقة وجدناه بين بين ..وحدها محطة القطار تعرف حركة غير عادية بالمتجهين إليها كل مساء صوب مراكش .
وهنا تطرح الأسئلة الأساسية حول ماذا استفادت ابن جرير؟
لنفترض أن المقاولات الشابة لم تنل حظها من شرف المنافسة الدولية بالقرية من خلال إشراكها بشكل فاعل ،ولنفترض أن اليد العاملة أشركت بشكل جزئي من خلال مقاولة وحيدة ومهمات الأمن الخاص ،ولنفترض أن شارع محمد الخامس وشارع الحسن الثاني وبعض المقاهي والمطاعم قد عرفت حركة معينة ،وأرباب المطاعم المتنقلة واليد العاملة القادمة من الدواوير المجاورة .فإنه يبقى على مستوى بنيات الاستقبال قد ضاعت ابن جرير في تأكيد حضورها الفعلي ،واستثمار الجهود من أجل تطوير رأسمالها البشري والمادي .وهو ليس عيبا ويمكن تجاوزه.
لاتوجد بنيات استقبال حقيقية اللهم فندق وحيد يمثل وجه استثمار جيد لوافد ،في غياب قدرة المحليين إذا كانوا فعلا يمتلكون الأموال والمعرفة للمساهمة الفعلية في تنمية مجالهم ، وهناك غياب المهارات الحقيقية بحسب المستجوبين داخل الاوراش ،مما يدفع باتجاه تجويد الخدمات وتوفير دورات تكوينية ،وتنشيط التكوين المهني في وظائف جديدة تستجيب لرغبات المشغلين والمقاولات العصرية .
ابن جرير يمكنها أن تكون قد حققت رقما تداوليا على مستوى “الألسن ” كونيا وبعض المكتسبات المادية .فطالبة من جنوب افريقيا عرفت ابن جرير ،إنما لا يكفي المعرفة اللغوية العاصفة لفضاء لا يتصل بأي من عناصره مع واقع يصنع بالضفة الجنوب شرقية ولا ينتمي إليها وجوديا .
وبالتالي تكون مناسبة القرية الشمسية فرصة لإعادة الوقوف على أعطاب التنمية هنا ،التي نعتقد أن الوقت قد حان ولم يتجاوزها في فهم الخصاص والسبل إلى تجويد العنصر البشري وتكوينه تكوينا في كل الصناعات المرتبطة بالبناء وما إلى ذلك ، وتوفير بنيات الاستقبال من خلال مناظرة جهوية لرجال الأعمال والمنعشين الاقتصاديين ،وإقناعهم بأن مستقبل الرحامنة واعد ؟ ! لربما يسمعون لهذه الدعوات وتصبح ابن جرير التي بات رأس فيها أطول من رأس. قادرة فيه هذه المدينة العريقة على التغلب على صعاب الحاضر المرتبطة بالبنيان والإنسان على حد سواء .مقابل فضاء إيكولوجي يحتاج إلى مساندة أصله الذي هو ابن جرير ،ودعم طاقاته وإشراك مقاولاته ،وتشييد مزيد من البناء القريب من المدينة لفك العزلة وإقناع الناس هنا بكونهم شركاء حقيقيون ..إنما بدون تقنية وعلم ورأسمال وثقة لا يمكن ذلك طبعا .
لست ربوت