إذا كان كثير من العلماء العرب الأقدمين أو ممن يتحدرون من أصول فارسية، قد جمعوا أطراف العلوم من هنا وهناك، فتجد عالم الرياضيات فيلسوفا وعالم فلك ونبات، أو تجد الطبيب فيلسوفا وعالما منشغلا بالكيمياء والفقه، فإن بعض مناضلي اليسار السابقين وخاصة من مروا بتجربة الاعتقال السياسي الطويل، كان لهم في مثل ما ذكر كثير من الحكايا والأمثلة . فهذا متخصص في الفيزياء التي لم تثنه عن الغوص في أغوار الفلسفة وعلم المنطق، وفي نفس الوقت تراه منشغلا بأدب الكبار (تولستوي وأنطوان تشيكوف وشكسبير وغوته).
هذا التعدد في الاهتمام بين علوم مختلفة، ليس بالضرورة أمرا واجبا، ولكن إذا وجد، فهو أمر مستحب ومستطاب. فالعقل البشري ليس هيجيليا بالمرة، ولا شكسبيريا بالمرة، كما أنه ليس رشديا بالمرة، وليس جاحظيا بالمرة. فمع المجهول (س) توجد النوطة (صول). ومع E=Mc2 ، يوجد بيتهوفن وسبستيان باخ وسلفادور دالي، وفاعلن مفاعيلن، وإسحاق الموصيلي وسيد درويش وفيروز والإخوان الرحباني.
ما كنت أعلم عن الصديق السعيد احدادش، وأنا أتابع ما يكتبه من رقيق الكلام وجميله، سوى أنه أستاذ للغة العربية خريج كلية الآداب تميل نفسه لقرض الشعر وحياكة القصة وحبك القصيصة والهيام في شخوص وعوالم الرواية، إلا أنني أدركت فيما بعد من وشاية غير كاذبة من الصديق عزيز لعناني، أن الرجل خريج كلية الحقوق، حائز على الإجازة في القانون العام (شعبة الإدارة الداخلية).
وككثير من جيل السبعينيات حتى الثمانينيات، كانت متابعة الشاب السعيد لصحافة ذلك الزمن التي كانت تعطي للمعنى معناه سياسيا وثقافيا وفنيا من خلال جريدة "المسار" التي كان يصدرها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومتابعته للشعر والأغنية الفلسطينية من خلال الكبير محمود درويش وفرقة العاشقين، بمثابة المقبلات التي تفتح شهية أي شاب أو شابة للانخراط في عوالم اليسار.
وستتعزز هذه المقبلات عندما سيجد الطالب السعيد نفسه في صخب وحلقيات الجامعة متعاطفا مع فصيل القاعديين في مراكش، وفي أحضان جمعية "الإقلاع الثقافي" بابن جرير في بداية التسعينيات تزامنا مع أحداث حرب الخليج الثانية في الشرق الحزين. ومما لاشك فيه أن الجمعية إياها كانت مدرسة لتكوين عدد من الشباب وصقل مواهبهم ومؤهلاتهم وتحبيبهم الذوق الفني موسيقى ومسرحا وشعرا. فلها كثير من الأفضال على الجيل المؤسس كما على الأجيال التي لحقته.
بعد إتمام المهمة الدراسية بنجاح، سيجد السي حدادش نفسه كغيره من الخريجين في الشارع بلا عمل وبلا مورد رزق وبلا أفق، فاحتج كثيرا في قرارة نفسه، واحتج قليلا في الشارع، إلا أنه شمر على ساعديه وخرج إلى الشارع ولكن هذه المرة ممتهنا عددا من المهن الحرة تحفظ له بعض الكرامة في انتظار الذي يأتي أو لا يأتي، إلى أن ولج مجال التعليم كأستاذ عرضي، ومن تم ابتدأت رحلته في التربية والتعليم التي يعمل من خلالها الآن أستاذا للغة العربية بالثانوية (.....) ب.....دون أن أنسى أنه انخرط في الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم عضوا في مكتبه المسير ابتداء من 2006 إلى غاية 2012.
استثمر الصديق حدادش رصيده العلمي والثقافي في الانخراط في المجال العام لليسار من خلال دعمه لمرشح تحالف اليسار الذي سمي من بعد بفدرالية اليسار المكونة من أحزاب (الاشتراكي الموحد والطليعة والمؤتمر) في دائرة دمنات. وفي سنة 2014 سيتم انتخابه كاتبا عاما للفرع المحلي لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
قد تأتي المناضل اليساري الصادق لحظات يغضب فيها أو ينعزل فيها أو يضع له تنظيميا بعض المسافة مع الفعل الحزبي والنقابي المباشرين، لكنه يبقى في الجوار مساندا وواقفا مع الواقفين وماشيا مع الماشين، ولا ينحرف ولا يزيغ، لأنه آنذاك لن يكون أي معنى لما قاله درويش، وما تغنى به العاشقون، وما ردده مظفر النواب، وما شدت به نازك الملائكة ولا أحمد مطر ولا القباني ولا واسيني لعرج ولا أحلام مستغانمي، ولا ما يخطه في الصباح البكير السعيد حدادش قرب فنجان القهوة المعصورة صحبة "الحب في زمن الكوليرا" للعظيم "غابرييل كارسيا ماركيز".
الأستاذ السعيد حدادش الذي لم ألتق وإياه إلا نادرا جدا جدا، لاشك أنه مناضل صادق. وقبل ذلك فهو إنسان على درجة كبيرة من الاحترام والتقدير أستاذا مربيا وصديقا للجميع.
ما كنت أعلم عن الصديق السعيد احدادش، وأنا أتابع ما يكتبه من رقيق الكلام وجميله، سوى أنه أستاذ للغة العربية خريج كلية الآداب تميل نفسه لقرض الشعر وحياكة القصة وحبك القصيصة والهيام في شخوص وعوالم الرواية، إلا أنني أدركت فيما بعد من وشاية غير كاذبة من الصديق عزيز لعناني، أن الرجل خريج كلية الحقوق، حائز على الإجازة في القانون العام (شعبة الإدارة الداخلية).
وككثير من جيل السبعينيات حتى الثمانينيات، كانت متابعة الشاب السعيد لصحافة ذلك الزمن التي كانت تعطي للمعنى معناه سياسيا وثقافيا وفنيا من خلال جريدة "المسار" التي كان يصدرها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومتابعته للشعر والأغنية الفلسطينية من خلال الكبير محمود درويش وفرقة العاشقين، بمثابة المقبلات التي تفتح شهية أي شاب أو شابة للانخراط في عوالم اليسار.
وستتعزز هذه المقبلات عندما سيجد الطالب السعيد نفسه في صخب وحلقيات الجامعة متعاطفا مع فصيل القاعديين في مراكش، وفي أحضان جمعية "الإقلاع الثقافي" بابن جرير في بداية التسعينيات تزامنا مع أحداث حرب الخليج الثانية في الشرق الحزين. ومما لاشك فيه أن الجمعية إياها كانت مدرسة لتكوين عدد من الشباب وصقل مواهبهم ومؤهلاتهم وتحبيبهم الذوق الفني موسيقى ومسرحا وشعرا. فلها كثير من الأفضال على الجيل المؤسس كما على الأجيال التي لحقته.
بعد إتمام المهمة الدراسية بنجاح، سيجد السي حدادش نفسه كغيره من الخريجين في الشارع بلا عمل وبلا مورد رزق وبلا أفق، فاحتج كثيرا في قرارة نفسه، واحتج قليلا في الشارع، إلا أنه شمر على ساعديه وخرج إلى الشارع ولكن هذه المرة ممتهنا عددا من المهن الحرة تحفظ له بعض الكرامة في انتظار الذي يأتي أو لا يأتي، إلى أن ولج مجال التعليم كأستاذ عرضي، ومن تم ابتدأت رحلته في التربية والتعليم التي يعمل من خلالها الآن أستاذا للغة العربية بالثانوية (.....) ب.....دون أن أنسى أنه انخرط في الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم عضوا في مكتبه المسير ابتداء من 2006 إلى غاية 2012.
استثمر الصديق حدادش رصيده العلمي والثقافي في الانخراط في المجال العام لليسار من خلال دعمه لمرشح تحالف اليسار الذي سمي من بعد بفدرالية اليسار المكونة من أحزاب (الاشتراكي الموحد والطليعة والمؤتمر) في دائرة دمنات. وفي سنة 2014 سيتم انتخابه كاتبا عاما للفرع المحلي لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
قد تأتي المناضل اليساري الصادق لحظات يغضب فيها أو ينعزل فيها أو يضع له تنظيميا بعض المسافة مع الفعل الحزبي والنقابي المباشرين، لكنه يبقى في الجوار مساندا وواقفا مع الواقفين وماشيا مع الماشين، ولا ينحرف ولا يزيغ، لأنه آنذاك لن يكون أي معنى لما قاله درويش، وما تغنى به العاشقون، وما ردده مظفر النواب، وما شدت به نازك الملائكة ولا أحمد مطر ولا القباني ولا واسيني لعرج ولا أحلام مستغانمي، ولا ما يخطه في الصباح البكير السعيد حدادش قرب فنجان القهوة المعصورة صحبة "الحب في زمن الكوليرا" للعظيم "غابرييل كارسيا ماركيز".
الأستاذ السعيد حدادش الذي لم ألتق وإياه إلا نادرا جدا جدا، لاشك أنه مناضل صادق. وقبل ذلك فهو إنسان على درجة كبيرة من الاحترام والتقدير أستاذا مربيا وصديقا للجميع.
في الصورة الصديق السعيد حدادش يتوسط الرفيقة نبيلة منيب والرفيق محمد السدقاوي، وجلوسا الرفيق المناضل عبد الرحمان بنعمرو إلى جوار الرفيق عبد الصادق برامي. وطبعا يوجد السي الحنفي والسي امجيد الخلفاوي والسي عبد الله نجباح وشخص آخر من الحضور خلال نشاط جماهيري بدار الشباب بابن جرير.
لست ربوت