الى متى سيبقى لصوص المال العام فوق القانون - بـقـلم تربش مختار

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية الى متى سيبقى لصوص المال العام فوق القانون - بـقـلم تربش مختار

الى متى سيبقى لصوص المال العام فوق القانون - بـقـلم تربش مختار


 
لماذا لم يتم، الى حد الآن، اعتقال لصوص المال العام ومحاكمتهم الواحد تلو الآخر، على غرار ما يجري في بلاد العجم، وخاصة اولئك الذين أشار اليهم المجلس الأعلى للحسابات بأصابع الاتهام؟ هل بامكانهم الخروج من فقاقيعهم والتحلي بالشجاعة للخضوع للتحقيق أم سيبقى هذا الملف في طي النسيان الى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟

لم لم نستمتع، ولو لمرة واحدة في حياتنا، بحبس كبار المختلسين الذين لا تنفذ ودائعهم وكنوزهم، التي راكموها على حساب الشعب المغربي، حتى ولو أرادوا احراقها، وتفعيل عدم الافلات من العقاب في حقهم؟ ألم يطفئ هؤلاء"لملايرية" أنوار الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في هذا البلد العزيز؟ ألم يحولوه الى نهر يابس ليس فيه قطرة ماء؟ ألم يحولوه الى ظلمة حالكة لن تنجلي أبدا ليفعلوا ما يشاؤون وقتما يشاؤون؟

لم، ياترى، لا نرى في المنصات الشرفية الا الناهبين الكبار الذين امتلكوا البر والبحر ولا يدفعون ضرائبهم للدولة، ورواتيهم الضخمة لا ضريبة عليها حيث يصل الراتب الغليظ في المغرب الى 60 و 70 مليون سنتيم وأكثر، ناهيك عن الأرصدة البنكية السمينة والشركات والعقارات والضيعات الفلاحية، هذا الى جانب السيارات الفارهة والفيلات الفخمة للسكن الوظيفي في البر والبحر والجبال؟ كل هذا من ضرائبنا وعرق جبيننا، ومع ذلك يحتقروننا ويسخرون من ايماننا وانسانيتنا وكرامتنا كأننا قطيع من الدواب أو عبيد من عبيد الجاهلية، ينظرون الينا باستعلاء واستكبار، وهم ينتشون فرحا كأنهم عائدون من المعركة بنصر مبين، بينما اللصوص الصغار يرزحون في غياهب السجون.؟

لماذا تم اعتقال وتعنيف أولئك النفر الذين أتلفوا مرافق عامة، لساعات، عقب المظاهرات الشبابية، وحكم عليهم بعشر سنوات سجنا، دون أدنى احترام للشكليات القانونية الواجبة في فك التجمهرات بينما المخربون الحقيقيون لازالوا في سابع نومة،ينعمون بالحرية وراحة البال، يصولون ويجولون في ربوع هذه البقاع، ولا من يحرك ساكنا؟ فهل سيتم اعتقالهم ومحاسبتهم، حسابا عسيرا عما اقترفوه من جرائم بشعة في حق الشعب المغربي، المغلوب على أمره، أم ستبقى حليمة وفية لعاداتها القديمة، كأن شيئا لم يكن، لا اعتقال ولا محاكمة ولا يحزنون؟ ألا يستحق هؤلاء المخربون الباذخون أقل من الاعدام؟ اغتصبوا البلاد اغتصابا ، ونهبوها نهبا، وخربوها تخريبا، وقطعوا الأرزاق وجوعوا العباد ولهفوا الملايير تلو الأخرى من أموال الدولة ، منذ عشرات السنين (حوالي 213 مليار درهم حسب التقرير المالي للمجلس الأعلى للحسابات) ، دون حسيب ولا رقيب، والدولة لا مال لها الا مال الشعب، هذا ما نراه وما نسمعه، أم ما خفي فهو أعظم يصيب المرء بالجنون السريع، ومعاشاتنا وأجورنا الهزيلة ظلت مجمدة الى أبد ألابدين؟ لم لا تخفض الرواتب الكبيرة وترفع الأجور والمعاشات المتوسطة والصغرى لاعادة التوازن بين الموظفين البسطاء وكبار المسؤولين كما يحدث في دول العالم المتحضر؟ ألا يعتقد هؤلاء المفسدون، أعداء البلاد والعباد، بأن هناك قانونا في البلاد أم أن هذا القانون أعمى لا يحصد الا صغار اللصوص والمغفلين؟ ربما سيخرجون لنا قريبا في حراك "بلطجي" معاكس للحراك الشبابي وهم يهتفون " الفساد حق مشروع والشعب في دار غفلون".

أما آن الأوان لاسقاط هذه الرؤوس الفاسدة، الرؤوس التي أصابها الوهن والانهيار وعشش فيها الخرف والبوار، الرؤوس التي تكذب على الملك وتخدعه وتبتز الشعب وتفقره، الرؤوس التي يجب أن تسقط، بدون سابق انذار، كما يسقط الطير متجمدا من الغصن؟ ألا يستحق هؤلاء اللصوص، من العيار الثقيل، أن يهانوا ويذلوا ويسجنوا كما أهانوا وأذلوا وسجنوا هذا الشعب منذ غابر الأزمنة ، الشعب الذي يقدر المؤسسة الملكية وبحترمها لأنها رمز وحدته واستقراره؟ لم لا يحاكم اللص الكبير كما يحاكم اللص الصغير؟ أليس هذا ما نص عليه الدستور الجديد؟ أليس هذا هو العدل بعينه؟ أم أن شعار " العدل أساس الملك" ما هو الا وهم في قاموس المغفلين؟

الى متى سنظل ندور وندور، خارج التاريخ، في حلقة مفرغة، تعيدنا دائما الى نقطة الانطلاقة، تائهين، مضمحلين، مخذولين، كأننا زوبعة في الربع الخالي سرعان ما تتلاشى وتندثر وتصبح سرابا؟ رحم الله الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب حينما أتحفنا، في ألأيام الخوالي، برائعته الخالدة: "أنا من ضيع في الأوهام عمره"، أعتقد أننا رددنا، في يوم من الأيام الأغنية وشعرنا أننا، فعلا، وحيدون ، ضائعون، مغتربون، متشبثون بأهداب وهمية كالبهاليل، غير عابئين بما يجري حولنا من أحداث مثيرة ومحيرة، غيرت مجرى التاريخ، وأربكت حسابات الساسة والسياسيين، وقلبت العالم رأسا على عقب، عالم يتغير من حولنا، تغييرا جذريا وسريعا، ومغربنا الحبيب لازال فيه لصوص كبار، يلعبون ويقامرون باستقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولا يدركون بأنه على شفا حفرة من النار ( أقانا الله شر الفتن وقبع سعي هؤلاء المغسدين )، وهم يسبحون في الماء العكر ، كأنهم أخطبوط عملاق بسبعة رؤوس وبألف رجل ورجل، يقرع عقولنا، وينغص علينا حاضرنا ومستقبلنا، وهؤلاء هم بيت القصيد، اذن فلنتحد جميعا لاخراج الشر من قوقعته وتدميره تدميرا ورفع شعار : " نحن ولصوص المال العام، والزمن طويل".

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button