/allmaghreb.com الحسن الثاني أو مولاي الحسن بن محمد العلوي، لقبه الديني أمير المؤمنين، ولد في 9 يوليوز في الرباط عام 1929، وكان والده محمد الخامس الذي أصبح سلطانا في عام 1927، بعد أن عاش المغرب تحت الحماية الفرنسية و الإستعمار الاسباني من 1912-1956 إلى حين أصبح المغرب بلدا مستقلا في عام 1956، بعد عودة المغفور له السلطان محمد الخامس ليصبح ملك المغرب في عام 1957 حتى وفاته 26 فبراير 1961.
أصبح الأمير مولاي الحسن ملكا في 3 مارس 1961، بواسطة ظهير 2 يونيو 1961، والمملكة الشريفة أصبحت “مملكة عربية ومسلمة”، وبما أنه الابن البكر، قدمه والده إلى السياسة الدولية وهو لايزال شابا يافعا في أعقاب قمة الدار البيضاء، عندما تعشى مع والده إلى جانب 15 شخصة سياسية فخمة أبرزهم روزفلت وتشرشل يناير 1943.
تقلد الحسن الثاني مناصب سامية قبل إعلانه ملكا للمغرب، وكان أبرزها في عام 1956 عندما أصبح رئيس أركان القوات المسلحة الملكية آنذاك، كما أعلن أنه ولي العهد في عام 1957، كما أصبح نائبا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في عام 1960
توفي الملك الحسن الثاني في العاصمة الرباط ، الجمعة 23 يوليو 1999 على الساعة 16: 00 بتوقيت جرينتش بنوبة قلبية نتيجة التهاب رئوي الحاد.
لقد كان الحسن الثاني رجل دولة بامتياز، وصاحب قدرات هائلة على الخطابة و الإقناع و المواجهة الشرسة لكل خصومه، و يتذكر جميع المغاربة ملكهم الراحل عبر خطبه الشهيرة، حيث تجتمع كاريزما الحاكم، وعنفوان الحكمة، و الخطابة البليغة، سواء تحدث بلغته العربية الفصيحة، أو باللغة لفرنسية التي لطالما أفحم بها كبار الصحفيين، أو بلهجته المغربية الدارجة، التي تحمل بلاغتها الخاصة توجيه جمل حادة لخصوم الاستقرار في الوطن، أو لكل من سولت له نفسه احتقار المغاربة أو اللعب بمستقبلهم.
تحمل خطب الراحل الحسن الثاني، و لقاءاته الصحفية حكما بليغة، وليدة لحظات سياسية دقيقة، و نتاجا لرؤى راكمتها التجارب العصيبة التي مر منها وريث عرش الدولة العلوية، لكنها تشترك ميزة واحدة، و هي صدورها عن ملك قوي وحكيم تحمل مسؤولية بناء المغرب، و امتلك ثقافة رفيعة مكنته من الخلود في وجدان الشعب المغربي، فلو سألت أحدهم عن ذكرياته مع خطب الحسن الثاني، سيحدثك بحنينه إلى صوته القوي و استرساله في خطب العرش ومختلف المناسبات الوطنية و الدينية و الدولية.