إحسان عبد القدوس الكاتب والروائي المميز والذي كتب مئات الأعمال بين روايات طويلة ومجموعات قصصية بالإضافة للمقالات، هو ابن روز اليوسف مؤسسة مجلة روزاليوسف ومحمد عبد القدوس الذي عمل في التمثيل والتأليف لذا فموهبته متأصلة منذ البداية.
بدأ إحسان حياته الأدبية ككاتب سياسي وقد أعتقل عدة مرات بسبب مقالاته، إلا أنه هجر السياسية المباشرة واتجه للأدب وللفن.
أعمال إحسان عبد القدوس تتحول للشاشتين الكبيرة والصغيرة
تحول لإحسان عبد القدوس أكثر من 70 عمل ما بين أفلام ومسلسلات ومسلسلات إذاعية بل ومسرحيات كذلك، وهناك الكثير من الأعمال التي كتب لها إحسان السيناريو والحوار كذلك، فجمع بين كتابة القصة الأدبية والسيناريو والحوار الفني.
الجنس في كتابات إحسان عبد القدوس
من أكثر الإشكاليات التي واجهت إحسان عبد القدوس في عصره هو اتهامه بأنه يكتب عن الجنس بشكل مباشر دون حياء ولا مراعاة لتقاليد المجتمع، وقد رد إحسان حول هذا الاتهام في العديد من الحوارات والمقالات موضحًا انه ليس الوحيد الذي تعرض لهذه المنطقة الشائكة، ولكن الآخرين عندما هوجموا تراجعوا عن موقفهم، بينما هو يرى أنه يقدم نماذج من الواقع حقيقية وقد قرر أن يسبح ضد التيار، قد لا يعتبر قارئ اليوم روايات إحسان عبد القدوس جريئة، نظرًا لاختلاف المعايير بين العصور المختلفة، ولكن في الستينات والسبعينات التي ازدهرت بهما كتابات إحسان كانت كتابته هي الأكثر جرأة.
أهم كتب إحسان عبد القدوس وأعماله الأدبية
قدم إحسان عبد القدوس مئات الأعمال التي من الصعب حصرها ولكننا سنذكر أهم وأشهر أعمال له لنحلل بعضهم ونعرضهم.
لا أنام
تعتبر هي الرواية الأشهر بين روايات إحسان عبد القدوس، وقد أدى تحويلها لفيلم سينمائي من تمثيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة إلى مزيد من الشهرة للرواية.
فنادية لطفي الفتاة الرقيقة ذات الوجه الملائكي الرقيق، داخلها يشتعل نار، فهي في عذاب دائم بين شيطانها وشرها الذي يسيطر عليها ويدفعها لأرتكاب أعمال تؤذي الآخرين حقًا، وبين تأنيب ضميرها الذي يمنعها من النوم، أنها لا تستمتع بما تقوم به من شهر، فلديها ضمير يؤنبها ويحاسبها ولكنها لا تتوقف.
تبدأ الرواية بصورة رسالة تبعثها فتاة للمؤلف لتحكي له حكايتها طالبة المشورة. وتحكي له كيف تحول شرها من مقالب بسيطة ليخرب حياتها وحياة كل من حولها ويدمرهم. أنها مزيج من الخير والشر، إنها إنسان ونفسها نفس بشرية.
إن وصف إحسان عبد القدوس لتعقيد النفس البشرية مذهل ومميز، كما أنه يؤكد ما عرفه الناس على مر العصور أن أصحاب الوجوه الجميلة ليسوا دائمًا ما يملكون نفوسًا بجمال نفسهم.
الرواية اختلفت عن الفيلم في النهاية، حيث تم تغيير النهاية لتكون أكثر حزماً في الفيلم. وأتهم إحسان عبد القدوس باقتباس روايته من قصة أجنبيه إلا أن اللغة والوصف والأسلوب يتغلبان حتى على الفكرة ذاتها.
صدرت الرواية عام 1957 في ما يزيد عن 400 صفحة وصدرت عنها عشرات الطبعات للكثير من دور النشر ويمكن أن تجدها في طبعة مكتبة مصر.
أنا حرة
إن رواية أنا حرة تضاهي لا أنام في الشهرة بين كتب إحسان عبد القدوس، ومرة أخرى يؤدي تحول الرواية لفيلم سينمائي ناجح من تمثيل لبنى عبد العزيز إلى نجاح الرواية بشكل أكبر.
تناقش الرواية مفهوم الحرية والمسئولية ومتى يكون الإنسان حرًا، فالفتاة أمينة التي تعيش لدى عمتها وتتمرد على الأفكار والقيم التقليدية، تسعى للوصول للحرية وتبحث عنها، قد تخطئ وقد تصيب في رحلة بحثها هذه.
كما بالنسبة لرواية لا أنام، فقد اختلفت نهاية الفيلم عن الرواية، وقد أعتبر كثيرون أن نهاية الفيلم أفضل كثيرًا بينما تعرضت نهاية الرواية الأصلية للكثير من النقد.
صدرت الطبعة الأولى للرواية عام 1954 وقد توالت الطبعات على مدار السنين، ومازال حتى اليوم ممكن شراء طبعة من مكتبة مصر.
في بيتنا رجل
هنا لم يستطيع إحسان عبد القدوس وأد السياسي داخلة فخرج الأديب ليتكلم بلسانه، الرواية وطنية في الأساس ولكنها إنسانية، فالأهم من النضال هو هذه المشاعر التي تدفع الجميع للنضال، فمحيي وأسرته البعيدين تمامًا عن السياسة لا يستطيعون أن تخلوا عن دورهم، وعبد الحميد الفاسد عند المحك ولحظة الحسم يتغير.
مرة أخرى من مرات عدة يغوص إحسان عبد القدوس في النفس البشرية ببراعة، فها هو إبراهيم حمدي الشاب المناضل الذي يطلبه البوليس السياسي والاستعمار يهرب ليلجأ لبيت زميل له بعيد تمامًا عن العمل السياسي فتقرر أسرته استقباله وتخبئته وتحمل تبعات قرارهم هذا.
الرواية تحولت لفيلم شهير من بطولة عمر الشريف وزبيدة ثروت ورشدي أباظة، وقد حقق نجاح كبير.
الرواية ظهرت طبعتها الأولى في عام 1957 وكعادة أعمال إحسان ستجدها في مكتبة مصر.
الوسادة الخالية
إن كنت شاهدت الفيلم فستجد عقلك على الفور يترجم الاسم بمشهد عبد الحليم حافظولبنى عبد العزيز وهي تسأله “ما قفلتش ليه؟”. ولكن الحقيقة أن الوسادة الخالية هي قصة قصيرة من مجموعة قصصية تحمل نفس الاسم ومعها أربع قصص أخرى، كلها تناقش العلاقات المستحيلة بين الرجل والمرأة.
قصص المجموعة الخمس هي: الوسادة الخالية، الله محبة، دعني لولدي، كل النساء، عمرنا 4 ساعات. وتنوعت القصص وإن كان الهدف واحد وهو وهم الحب الأول ووهم الحب الخارق الذي يعتقد صاحبة إنه لا يندثر.
فبين الفتى الذي يحب فتاة ويكرس حياته لحبها بعد زواجها حتى يظلم زوجته، إلى الولد الذي يدمر علاقة حب أمه، إلى الحب من ديانتين مختلفتين، وحتى الحب والعلاقة غير البريئة.
اشتهرت المجموعة بسبب القصة الرئيسية ولكن هناك من القصص الأربع الأخرى ما يستحق القراءة. وصدرت المجموعة القصصية للمرة الأولى عام 1955.
لن أعيش في جلباب أبي
إن كنت قد شاهدت المسلسل المأخوذ عن الرواية أولا والذي قام ببطولته النجم نور الشريف، فقد يفسد عليك المسلسل أن تتذوق الرواية أما لو كنت سعيد الحظ وقرأت الرواية أولا فستحب الاثنين معاً: الرواية والمسلسل.
ظن مشاهدو المسلسل الشهير أن البطل الذي لن يعيش في جلباب أبيه هو عبد الوهاب (قام بدوره الفنان محمد رياض)، والحقيقة أن الرواية جعلت البطلة نظيرة (قامت بدورها حنان ترك)، فعبد الوهاب في الرواية ظهر كشخص متخبط فاشل لا يستطيع الخروج من عباءة والده، ولن يخرج من هذه الدائرة، عكس نظيرة وأخيها عبد الستار -لم يظهر في المسلسل- فالثاني لم يكن شخصية محورية لكنه استطاع أن يؤسس حياة في الخارج مستقلة عن ثروة والده، بينما نظيرة نجحت في حياتها مع خطيبها حسين، عكس باقي أخواتها الذين ظلت ثروة والدهم تطاردهم.
يناقش العمل فلسفة هامة في انفصال الأبناء عن الآباء وتكوين حياتهم وشخصياتهم الخاصة، وقد صدرت الطبعة الأولى من الرواية عام 1982.
أعمال أخرى عديدة من كتب إحسان عبد القدوس
إن كانت المساحة لا تسمح بتفصيل كافة كتب إحسان عبد القدوس وأعماله، ولكننا يجب أن نعدد أكثر الأعمال شهرة وانتشارًا في عالم الأبد ومنها:
- لا تطفئ الشمس
- نسيت أني امرأة
- زوجة احمد
- النظارة السوداء
- الخيط الرفيع
- ثقوب في الثوب الأسود
- بئر الحرمان
- أنف وثلاث عيون
- البنات والصيف
- الطريق المسدود
- حتى لا يطير الدخان
- أين عمري
- شيء في صدري
- يا عزيزي كلنا لصوص
- الرصاصة لا تزال في جيبي
- العذراء والشعر الأبيض
- دمي ودموعي وابتسامتي
- الراقصة والسياسي
- لم يكن أبدًا لها
- على مقهى في الشارع السياسي
