من سهول الرحامنة: العيطة الحوزية محمد الحمزاوي,

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية من سهول الرحامنة: العيطة الحوزية محمد الحمزاوي,

من سهول الرحامنة: العيطة الحوزية محمد الحمزاوي,

“العيطة” في معناها المتداول تفيد النداء…وهذا البعد البلاغي يؤكد اهتمامها بالمتلقي كهدف تسعى إلى شد انتباهه بوصفه عنصرا أساسيا في العملية التواصلية… أما “الحوز” فهو المحيط الجغرافي الذي كان يروج فيه هذا النمط الغنائي ، وهو عبارة عن تجمعات سكانية تحيط بمراكش كالاوداية ، صكارة ، حربيل ، راس العين ، أولاد ادليم ، أولاد امطاع… خصوصية العيطة الحوزية…تقتصر العيطة الحوزية على أداتين أساسيتين:لوتار قبل أن تظهر الكمنجة ثم التعريجة ، مما يجعل الصوت حاضرا بقوة ، مما يستوجب الإنصات والمتابعة وليس فقط الفرجة. يؤدى هذا النمط وقوفا وبشكل تصاعدي، وفق طقوس تراعي أخلاقيات الاستماع واحترام الآخر ، وهذا البعد في العيطة الحوزية ناتج عن مضامينها الجادة التي راوحت بين ما هو تاريخي وما هو سياسي واجتماعي بل شكلت في إحدى المحطات أداة نضالية ضد الاستعمار… ظلت العيطة الحوزية لسنوات فرجة محدودة ، تقتصر على المعارف ولم تتحول إلى هم ثقافي إلا في السنوات الأخيرة حين انتبه بعض المثقفين إلى هذا الإنتاج الفكري المصنف في خانة الثقافة الشعبية ، فانصبت أسئلتهم على التسمية والشكل ثم القضايا والآفاق ، وأذكر كتابات كل من الراحل بو حميد ، حسن بحراوي ، والشاعر نجمي… المتن الحوزي…ما يستوقف في هذه النصوص أنها مجهولة المؤلف وأن عددها المحدود ، تسع عيوط ، تزيد أو تقل بقليل ، لا يتناسب و الامتداد الجغرافي الذي ظهرت فيه وترعرعت…وقد ذكر حسن بحراوي بعض النماذج الأصلية للعيطة الحوزية وهي:الخادم ، خالي يا خويلي ، بويا رحال ، صبر عقلك ، راضية ، بنكبور ، مول الشعبة… حفل المتن الحوزي بالكثير من الوقائع والأحداث والأسماء مما يجعل مهمة الباحث صعبة لتداخل المعارف والمعطيات ولكون هذا المتن ما يزال في حاجة إلى التحقيق… العيطة الحوزية بين الانحسار والاستمرار…ما يؤشر على الانحسار هو التشويش على هذا النوع الغنائي من قبل الموجات الاستهلاكية المائعة… ما يهدد العيطة الحوزية أيضا رحيل شيوخها ممن كانوا يتمثلون بعمق روحها وطقوسها الأدائية ، وترحل معهم نصوص ثمينة ، كان من المفروض الإنصات إليها من أفواههم كي توثق من جديد… غياب التجديد في هذا النمط الغنائي ، وبعض المحاولات ، ظلت محدودة ولم تكن جادة بالقدر الكافي الذي يجعل هذا الإيقاع حاضرا بقوة كما كان ينقصها التأطير الجيد… الاستمرارية….لتجاوز هذا الوضع/الانحسار ، يلزم: إعادة العيطة الحوزية إلى دائرة الضوء بالتشجيع على تداولها وانفتاح وسائل الإعلام عليها بما يتلاءم مع قيمتها الفنية والحضارية. تكوين لجنة مهمتها جمع نصوص العيطة الحوزية وتحقيقها علميا لتنقيتها من الزوائد التي اقتضتها ظروف التداول الشفوي غير الموثق…

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button