لمحة تاريخية لإقليم الرحامنة
يرجع لقب الرحامنة لإنتمائها لقبيلة الرحامنة. فقبيلة الرحامنة قبيلة عربيةمغربية، تقع شمال مدينة مراكش، تحدها شرقا قبيلةزمرانوقبيلة السراغنة وقبيلة بني مسكين، وشمالا قبائل الشاوية وقبائل دكالة، وغربا قبيلة احمروقبائل الكيش، وجنوبا حدود مدينةمراكش.
تنتمي الرحامنة إلى عرب بني معقل. ويرجع نسب القبيلة إلى عبد الرحمن أو رحمون تصغيرا بن رزق بن أدي (أو هدي) بن حسانبن مختار بن محمد بن معقل. وهي قبيلة معقلية كبرى تعد امتدادا لقبيلة الرحامنة المصرية، حيث لهما نفس الجد وهو رحمون المذكور.
شاركت معقل قبائل بني هلالوباقي القبائل القيسيةفي التغريبة الهلاليةانطلاقا من صعيد مصرنحو شمال إفريقيا. ودخلوا في جملةالعربالذين أدخلهم المنصور الموحدي المغرب الأقصىبعد انتصاره على ابن غانية بتونس, قبل أن تتفرق قبائلهم في التراب المغربي طولا وعرضا، وفي سبب هذا ذكر بعض المؤرخين أن حربا وقعت بين سليمومعقلفتكاثرت عليهم سليموكانت لهم الغلبة فاضطر عدد من بطون معقلإلى النزوح جنوبا فوصلت بعض فروع ذريات حسان إلى أقصى الجنوب المغربي، ولم تتوقف توغلاتهم داخل الصحراء الغربيةحتى وصلوا إلى تخوم السودان الغربيوهو المجال المعروف بين نهر السينغالوتمبوكتوبمالي، ثم انطلقوا أيضا من الأراضي الموريطانية في اتجاه بلاد النيجر، وهناك اختلطوا بالتاريخ المحلي الموريطاني ومن ثم عرفوا هناك باسمهم الشهير الرحامنة، حيث تروي احدى قبائلهم بالصحراء وهم البرابيش، أنهم يعرفون بأولاد عبد الرحمن أو أولاد رحمون بالتصغير، وقد كان لغزو السلطان احمد المنصور السعديللسودان تأثير كبير في انتشارهم بصحراء الجنوب المغربي وخاصة بعدما أصبحوا من ضمن قوافلالملح الذين كانوا يستخرجونه من مناطق تغازة، ثم مناطق تاودي بالصحراء وينقلونه إلى داخل المغرب، ثم زاولوا التجارة والرعي، وساهموا إلى جانبالدولة السعديةخلال استقرارهم بالصحراء، في مواجهة الغزو الاجنبي لسواحل المغرب، ومن هنا ابتدأ نزوح قبائل الرحامنة إلى الشمال، فهيمنوا على المنطقة الممتدة من أسفيإلى مراكش، فكونوا مجموعة قبلية رحمانية في منطقة الحوز، وبعد أن استقر بهم المقام، تمردوا على السلطان زيدان السعديسنة 1616 ثم بعد ذلك تعرضوا للسلطان عبد الملك السعديسنة 1628 وفي عهد الدولة العلويةتمردوا على السلطان مولاي عبد الله العلويسنة 1747 ثم حسنت علاقتهم مع السلطان مولاي سليمان العلويسنة 1820 ثم تمردوا على السلطانسيدي محمد بن عبد الرحمنسنة 1862 فاستنهض قبائل السراغنة لمواجهتهم، فأوقع بهم ودمر مواطنهم وفجر زاويتهم ابن ساسي واعتقل رؤساءهم ومحاربيهم حتى ترامى جيرانهم على ممتلكاتهم، ثم تمردت فرقة البرابيش من الرحامنة على القائد المخزني محمد بن بلى، فقرر السلطان مولاي الحسن العلويتقسيم قبيلة الرحامنة إلى تسع إيالات بعدما كانت اثنتين، وبعد وفاته تمردوا على السلطانمولاي عبد العزيز العلويبقيادة قائدهم مبارك بن الطاهر الرحماني وذلك بأن أيدوا وناصروا مولاي امحمد بن الحسن العلوي ضد أخيه السلطان عبد العزيز، فقرر المخزنتشتيت شمل هذه القبيلة وتفريق جمعها مما أضعفها وجعلها ترضخ تحت حكم القائد العيادي في أوائلالاحتلال الفرنسي، وقاعدة قبيلة الرحامنة هي مدينة ابن جرير.