تلخيص كتاب : مفهوم الأيديولوجيا ـ لـلمؤرخ والفيلسوف المغربي / عبد الله العروي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية تلخيص كتاب : مفهوم الأيديولوجيا ـ لـلمؤرخ والفيلسوف المغربي / عبد الله العروي

تلخيص كتاب : مفهوم الأيديولوجيا ـ لـلمؤرخ والفيلسوف المغربي / عبد الله العروي

ظهر مصطلح الأيديولوجيا أولا في اللغة الفرنسية مع الفيلسوف الفرنسي ديستات تريسي (1755 – 1836) (Destutt Tracy) للدلالة على علم الأفكار ، ثم انتقل إلى الألمان ليعود ثانية إلى اللغة الفرنسية  ، وقد اكتنفته غرابة من حيث دلالته الاصطلاحية .
والالفاظ القريبة من هذا المصطلح هي : منظومة الأفكار ، عقيدة ، ذهنية ..  


 ولعل لفظة " الدعوة " تأخذ في الثقافة الإسلامية دلالة اصطلاحية هي الأقرب لمصطلح الأديولوجيا، إلا أن دلالة الأيديولوجيا  أكثر تعقيدا وأوسع مجالا من دلالة تلك اللكمات كلها ؛ لهذا فإن الكاتب يقترح تعريب  هذه اللفظة وإدخالها في القاموس العربي تحت عنوان أدلوجة على وزن أفعولة .
تستعمل الأدلوجة في مجالات عدة وقد تكون متضاربة إلى حد ما ففي المجال السياسي قد تأخذ الأدلوجة معنى مناهضا للانتهازية باعتبار أن الحزب الذي لا يمتلك أدلوجة هو حزب انتهازي يسعى لاستغلال السلطة، أما عندما نتناول أدلوجة عصر من العصور فإن الأدلوجة تقدم مجموعة من المقولات والأحكام لتفسير ظاهرة اجتماعية وهي حينئذ تمثل رؤية تقود إلى فكر يحكم على كل ظاهرة إنسانية بضرورة الرجوع إلى التاريخ كقصد يتحقق عبر الزمن، أما الاستعمال الماركسي للأدلوجة فهو يأتي في مقابل الفكر الموضوعي ويجعلها ضمن الإجابة عن السؤال: ماهي الأسباب التي تجعل الإنسان في كل أدواره يرى الأشياء طبقا لدعواه لاكما هي عليه في الواقع؟ وحينئذ فإن الأدلوجة تبدو ضدا على الواقع .
وعموما إن مفهوم الأيديولوجيا مفهوم وصفي نقدي  يستلزم مستويين من الخطاب : المستوى الذي تقف عنده الأيديولوجيا باعتبارها حقيقة مطابقة للواقع ( وصفي ) ، والمستوى الثاني هو الذي يقف عنده الباحث عندما يحكم عليها بأنها لا تعكس الواقع كما هو( نقدي ) .
ما قبل عصر الأدلوجة :
ترتبط الأدلوجة بالقرن الثامن عشر وما شاع فيه من رؤى نقدية لم يكن لها أي ظهور في العصور السابقة عليه ، إذ لم تكن تلك العصور بحاجة إلى أدلوجة حيث كانت تفسر الأخطاء إما بسبب خلل في التفكير أو بسبب تدخل مصادر خارجية هكذا كان افلاطون يفسر التضارب بين الفكر والواقع ، ولقد أضاف العصر الإسلامي سببا آخر مرتبطا بالشيطان حيث كان الصراع على أشده بين الشيعة والسنة وهما يؤولان حقيقة مُنزّلة واحدة فكان السؤال المطروح للمعالجة لدى كلا الفريقين : كيف يمكن أن يتعصب المرء تعصبا أعمى لأفكار لا يرتاح لها العقل السليم ؟ وهو السؤال الذي دارت حوله أعمال أبي حامد الغزالي في كتابه " فضائح الباطنية " وانتهى إلى أن الناس في هذا المجال قسمان  قسم قد  ورث الخلل من بيئته فهو مائل بطبعه للزيغ ولقد عبر عنه بقوله : إن المقلد لا يُصغي ، أما القسم الثاني فهم العقلاء الذين ينساقون وراء الدعوات المغرضة " لعوارض تُعمي عليهم طرقَ الصواب وتقضي عليهم بالانخداع بلامع السراب " ويحلل الغزالي هذه العوارض فيجدها تتمثل في الحسد والحقد وحب الظهور وهي وسائل يمتطيها الشيطان لإغواء النفس البشرية ، وينتهي إلى أن البرهان يقي المرء السليم من السقوط في وهق الدعوات الباطلة أما من سقط فلن يفيد فيه سوى وازع القوة، إن الغزالي هنا لم يكن يفكر بالطرح الأدلوجي وإن اقترب منه للفرضية التي قدمها وهي إسناد الزيغ والضلال إلى الشيطان.
وفي عصر الانوار برزت الأدلوجة من بين الصراع المحتدم بين مؤسستين متناقضتين تمام التناقض بين الكنيسة و فلاسفة التنوير حيث كان كل فريق يرى أن الفريق الآخر يحوك مؤامرة ضد البشرية لغرض غير أخلاقي ويتعمد تحريف معنى الكلام البدهي ؛ فالكنسيون يرون أن الفلاسفة يقودون ثورة شهوانية على التربية الأخلاقية التي تكبح جماح النفس، أما الفلاسفة فكانوا يرون أن الكنيسة تكبل العقل وتمنعه من الوصول إلى المعرفة بسلطتها الظلمانية حبا في الاستبداد وطمعا في السيطرة.  والجديد هنا أن الفلاسفة لم يكونوا يلجؤون لفرضية الشيطان بل كانوا يربطون الأفكار بدوافع إنسانية بحتة يضعون في مقدمتها حبَّ التسلط والاستبدادَ المتجسّد في النظام الإقطاعي الذي ظلت الكنيسة وفية له ، و كانت تستميت في الدفاع عنه؛  يقول دولباخ :  "إن التفكير بحرية معناه التحلل من الأحكام المسبقة التي يعتقد الطغيان أنها لازمة لحمايته ودعمه " و يرى بايكون : أن الافكار التي شيدت على غير نظام لا بد من هدمها لكي نتقدم في البحث خطوة ، ولقد طرح سؤاله الشهير : كيف نفكر تكيرا سليما ؟ وهو سؤال تم تحويره على يد كوندياك إلى السؤال : كيف نفكر ؟ حيث تجاوز بهذا السؤال حدود المنطق كما يطرحها السؤال الاول نحو البحث عن جميع المؤثرات التي تؤثر في التفكير ، إن هذا السؤال يستدعي البحث في المجال الذي حدده دوتراسي (تلميذُ كوندياك) والذي اقترح تسميته بالأيديولوجيا فيقول : يمكن أن نسمي العلم المقترح الأيديولوجيا إذا نظرنا إلى محتواه ونحوا عاما إذا نظرنا إلى وسيلته ومنطقا إذا نظرنا إلى هدفه "
الأدلوجة والفلسفة الألمانية :
انتقلت الأدلوجة إلى الألمان فكان لها تصور مختلف حيث ركز الرومانسيون بوجه خاص على الأدلوجة باعتبارها منظومة فكرية تعبر عن الروح التي تحفز حقبة تاريخية إلى هدف محدد في حركة التاريخ العام ، فكان هيجل يعتقد أن روح التاريخ واحد لأن قصد التاريخ الإنساني العام هو تحقيق الحرية وحين تغادر الروح دولة لتحل في دولة أخرى فإنها تنتقل من حرية إلى حرية أعلى ،وحين يغادر التاريخ ثقافة ما فلأن ظروف حرية أكبر تواجدت في غيرها من الثقافات ، وهكذا يحكم هيجل عل كل حقبة بمعيارين اثنين : معاير خاص بالحقبة نفسها ومعيار عما هو روح التاريخ ، فعندما يواجه الباحث آثار حقبة فهو يقوم بمحاولة وصف وفهم تلك المرحلة ثم يعمل على تقييمها ، فروح كل حقبة يمثل المطلق العام الكامن وراء إنتاجها وبدون فهمه واستيعابه لن يتم فهم تلك الانتاجات من هنا تكون الأدلوجة تعبيرا عن روح ذلك العصر التي إن فقدت كانت الرؤية شوهاء .
ماركس : الأدلوجة قناع / ووهم
بيد أن كلمة الأدلوجة ستأخذ بعدا أكثر عمقا على يد ماركس لتصبح  مجرد قناع يخفي حركة التاريخ ، وما ركس لم يستمدّ هذا المفهوم من فلاسفة الأنوار رغم تشبعه بثقافتهم بل استمده من الأوساط الاشتراكية الباريسية حيث عادت الأدلوجة إليها لتعني التفكير غير العقلاني وغير النقدي ، ولقد ألف مع صديقه أنجلز كتابا عنونه بــ " الأيديولوجية الألمانية " كان موجها لنسف فلسفة اليسار الهيجلي وعلى رأسهم فيور باخ ، بغية تجريد أعمالهم من الوصف الفلسفي فاعتبر ما يكتبون أدلوجة تعوق المرء عن إدراك الواقع كما هو ، ويتساءل ماركس قائلا : لما ذا يَقْلِب الأيديولجيون كل الأمور رأسا على عقب ؟ " إن اليسار الهيجلي لم يدرك مشكلة  التطور وهو أن أي طبقة حاكمة حين تخلفها طبقة أخرى تضطر الأولى إلى إظهار مصلحتها الخاصة في ثوب مصلحة عامة ، ومن هنا فإن الأدلوجة تكون وهما ويعبر أنجلز عن ذلك بقوله : إن الأدلوجة عملية ذهنية يقوم بها الفكر وهو واع إلا أن وعيه زائف لأنه يجهل القوى الحقيقية التي تحركه . إن فكر اليسار الهيجلي يمثل أدلوجة باعتبارين أساسين :
أولا : لأنه فكر قومي يحصر رؤيته في ألمانيا ولا يرى المجتمعات الأخرى كمجتمع موحد .
ثانيا : ثقته في فلسفة الأنوار جعلته ينظر إليها باعتبهار حقيقة مطلقة رغم أن التطور يكشف عن طبقيتها .
النيتشوية وغل لمستضعفين :
يعتقد نتيشه أن الثقافة الاوروبية منذ ألفي سنة هي ثقافة المستضعفين الذين أبدعوا قيم الخير والعدل والمساواة والضمير المسؤول ، وتفكير الأنسان المستضعف المغلوب على أمره لا يعدو قناعا يخفي تحته رغبته الحقيقية في الانتقام من سيده المتسلط هكذا بدأت المسيحية ثم الاشتراكية فالليبرالية  ؛ إن الثقافة منذ بداياتها قد حاربت الطبيعة ولم تمنح الإنسان القوة والسرور والنشوة ، بل عرقلت في الإنسان زخم الحياة ، والقوة في نظره يجب أن تكون في  خدمة نزوات الجسم الطبيعية . وليست الاشتراكية إلا صورة أخرى من صور غل وحسد الضعفاء ، إن الثقافة الحقيقية هي التي تخضع للحياة  وتعلي من شأن قانونها العام ، إن مهمة الإنسان المعاصر تتمثل في إحياء روح الأسياد الذين يصغون لصوت الطبيعية متجاوزين مفهومي الفضيلة أو الرذيلة ، فالإنسان حيوان قبل أي شيء آخر وليس عقلا يتحكم في جسم، بل هو جسم يتحكم في عقل وإذا كان الجسم سليما متصالحا مع الحياة عمل العقل بشكل طبيعي وكانت نتائجه مطابقة لأهداف الحياة  . إن القيم الأخلاقية والثقافية الحالية تعبر عن غل ونقمة ضحايا الحياة لهذا أبخست الحياة فوق هذه الأرض وهي الحياة الحقيقية الوحدية ومجدت حياة خيالية في عالم من الوهم وهكذا تكون الأدلوجة عند نتشه ستارا يمارس الإبعاد عن الحياة نفسها .
 وخلاصة الفلسفة النيتشوية هي أنها :  رفض كل المبادئ التي تأسست عليها الثقافة الغربية : العقل ، والحقيقة ، والإنسان . لقد أغرت النيتشوية العقول في الغرب لسببين :
1)    لإنها تخاطب نخبة لم تعد تثق في قيم النصرانية ولا حتى الاشتراكية أو الليبرالية .
2)    لأنها تحارب المسيحية بسلاح الليبرالية والليبرالية بسلاح الاشتراكية ، والاشتراكية بسلاح العلم وهكذا تستهوي كل الاتجاهات .
 افرويد ومنطق الرغبة :
أما الأدلوجة في نظر فرويد فهي مجموع الأفكار الناتجة عن التعاقل الذي يبرر السلوك المعاكس لقانون اللذة ، فهو ينظر إلى الأدلوجة انطلاقا من اللذة وإذا كانت اللذة هي ميزة الحيوان فإنها هي مزية الإنسان الأول أيضا واللذة تمثل الدافعية الأساسية لاستمرار الحياة ، إن الأخلاق و الأديان والأساطير والأنظمة الاجتماعية والأعمال الفنية هي رموز تشير إلى أهداف غريزية تتقمصها الرغبة .
والإنسان مركب من نفسانية جمعية مشتركة، فالأنا مدين للتاريخ المنسي بفعل ضجيج الوعي ، والفرد أثناء وجوده ضمن كيان جمعي يجد نفسه تتماهي مع الآخر لتتولد عن ذلك قيمُ التآخي من أجل التغلب على الخوف و القلق .
كارل مانهايم والأدلوجة السياسية :
يرى عالم الاجتماع مانهايم ان المجتمع السياسي ميدان للدعوة من أجل المصالح وليس مديانا للحق ، ولكي تكتسب أي أدلوجة أتباعا لا بد أن تنظر إلى نفسها باعتبارها حقيقة مطلقة وأن تعتبر المنافسين لها يمارسون التزوير والخداع  ومن هنا فإن الماركسية أدلوجة الطبقة البروليتارية ، ويعتقد مانهايم أن مفهوم الأدلوجة يقترب كثيرا من مفوهم الطوباوية إلا أنّ الأول يتعلق بوضع تم تجاوزه  بينما مفهوم الطوباوية  يمكن تحديده باعتباره يتعلق بوضع مستبعد التحقق . 
مفهوم الأدلوجة في الغرب المعاصر :
يختار الكاتب من بين الكتابات المعاصرة التي استعملت مفهوم الأدلوجة  كتاب " الإنسان الأحادي" للفيلسوف هاربرت ماركوزه لاعتبارات عدة منها أنه لم يقف موقفا فلسفيا متحجرا رغم تكوينه الفلسفي ، ولأنه يركز البحث حول أدلوجة المجتمع الصناعي المتقدم ، وكذلك لأنه لا يقدم تحديدا مجردا للأدلوجة بل يستعمل المفهوم بكيفية عملية لدراسة ذهنية المجتمع الصناعي المتقدم  ، ويلاحظ أن العقلية التي تمكن المجتمع الصناعي الغربي من الاستمرار في التطور حسب قوانينه الضمنية تتمثل في التخلص من كل ما يعارض تلك القوانين وهي تتسجد أساسا في وسائل فكرية سلوكية تنظيمية خلقية ، ويعتقد أن عقلية المجتمع الصناعي تتميز بالصبغة العملية الأداتية التسييرية ، واللغة المتداولة تمثل خير دليل على ذلك سواء في البحث العلمي ، أو في الإشهارات الدعائية، أو في التعبير الأدبي ..  حيث تصف تلك اللغة السلوك والحركة والعمل ولا تشير أبدا إلى الجوهر أو الحالة الدائمة، إنها تستبدل الجمل الإسمية بجمل فعلية، والماضي بصيغة الأمر ومضارع الحال  بمستقبله ؛ فهي مثلا لا تقول للمرأة : الجمال جذاب ، بل تقول لها : خذي مسحوق كذا وكذا لجذب الرجال ، ولا تقول للعامل العمل متعب بل تقول له : اشرب كل صباح كأسا من المشروب الفولاني لكي لا تشعر بالتعب .
ويرى ماركوزه أن هذه اللغة تملأ الذهن بالصور وتعرقل نمو المفاهيم العقلية وقدرة الإنسان على التعبير عنها ، وهي تجعل الأشياء تفقد هويتها لتصبح أدوات وكذلك يصبح الأنسانُ بين تكل الأدوات  مجردَ أداة أخرى، وهذه النظرة تعم المجتمع الغربي بعدوتيه الشرقية و الغربية  ، ويعتقد أن إنقاذ المجتمعات الغربية المعاصرة من هذه الحالة لا زال ممكنا ويتمثل في استعادة الفلسفة الغربية لروح النقد والرفض ، وتلك المهمة يمكن أن يتولاها الشباب والأقليات العرقية والثقافية فتلك القوى هي التي بمقدورها أن تنقذ المجتمع الغربي من سجن الاستهلاك والجنس والنظرة المادية الرخيصة ، وليس الطبقة البروليتارية أو الرأسمالية .
ويستعمل ماركوزه مفهوم الادلوجة في المعاني التالية :
1)    معنى التعبير المعبر عن روح المجتمع الصناعي المتقدم .
2)    معنى الذهنية العامة الملازمة للمجتمع الصناعي من تنظيم الإنتاج والتوزيع إلى الأخلاق والوجدان الفردي .
3)    معنى العقلية التي لا ترى في الوجود سوى العلاقات العددية الكمية ولا تضع أي اعتبار يذكر للعلاقات الكيفية .
كيف يستعمل العرب الأدلوجة ؟
يذكر المؤلف كتابين اثنين ظهرا في هذا الصدد هما كتاب الأيديولوجية الانقلابية لنديم البيطار وكتاب الأيدولوجية العربية المعاصرة للكاتب نفسه .
يعتقد نديم البيطار أن العالم العربي لم يعرف أي انقلاب منذ ظهور الإسلام حتى اليوم ، وان الوضع الذي يوجد فيه الآن هو وضع انتقال ، وهو يستلزم تبني أيديولوجية انقلابية ثورية تحل محل الأيديولوجية التقليدية ويجب أن تتحلى بالشروط التالية :
1)    أن تنسف الفلسفة التقليدية وتستبدلها بنظرية ثابتة ومطلقة عن طبيعة الإنسان .
2)    أن تتجاوز الحاضر لإحياء الماضي في المستقبل وتحمل تصورا لمسار التاريخ يقضي على التصور الديني التقليدي .
3)    أن تنفي كل ما يخالفها على كل المستويات وتقدم أخلاقية جديدة لتعوض الأخلاقية المهارة .
4)    أن تشكل البداية الحقيقية للحرية في المجتمع الإنساني 
المصدر yara-elbeydawi

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button