الاستغفار

إعلان الرئيسية

 أمرنا الله سبحانه بالتوبة إليه ، وأن نستغفره من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها ، في آيات كثيرة من كتابه الكريم .وقد سمى نفسه سبحانه بالغفار وغافر الذنب وذي المغفرة ، وأثنى على المستغفرين ، ووعدهم بجزيل الثواب ، كل ذلك يدلنا على أهمية الاستغفار وفضيلته وشدة حاجتنا إليه .  للاستغفار فوائد عظيمة :فهو سبب لمغفرة الذنوب ، فمن تاب واستغفر غفر الله له ، قال سبحانه : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) [ النساء:110] .في صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال : ” يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ” .وثبت في سنن الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” قال الله : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ” .وثبت في المسند عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” قال إبليس : وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم . فقال الله : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني ” .وثبت عند أبي داود عن بلال بن يسار بن زيد رضي الله عنه قال حدثني أبي عن جدي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف ” .ومن فوائد الاستغفار أنه يدفع العقوبة والعذاب ، قال سبحانه : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [ الأنفال :33 ] .ومن فوائد الاستغفار أنه سبب لنزول المطر والإمداد بالأموال والبنين ، قال سبحانه : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) [ نوح :10-12] .ومن فوائد الاستغفار أنه يزيد في قوة الإنسان ، قال سبحانه : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ) [ هود:52] .ومن فوائد الاستغفار أنه سبب للرزق وإيتاء الفضل من الله تعالى ، قال سبحانه : ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) [ هود:3] .ومن فوائد الاستغفار أن من يكثر من الاستغفار فسيستلم صحيفته بيضاء يوم القيامة وسيسر بها ، ثبت في سنن ابن ماجه عن عبد بن بسر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” طوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثير “.وثبت عند البيهقي عن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار ” .ومن فوائد الاستغفار أن من يستغفر لإخوانه المسلمين فإن الله يكتب له بكل مؤمن استغفر له حسنة ، ثبت عند الطبراني عن عبادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من استغفر للمؤمنين و للمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة ” . والاستغفار مشروع في كل وقت ، وهناك أوقات وأحوال مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل .من ذلك استحباب الاستغفار بعد الصلاة ، فقد كان يستغفر عليه الصلاة والسلام بعد صلاة الفريضة ثلاثا ، ثبت في سنن الترمذي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر الله ثلاث مرات .
ومن ذلك أنه يشرع الاستغفار آخر الليل ، قال سبحانه في وصف عباده المؤمنين : (كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [ الذاريات : 17-18] . وقال سبحانه : ( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ) [ آل عمران : 17] .وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر : فيقول من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ” .ويشرع الاستغفار بعد الإفاضة من عرفة ، قال سبحانه : ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ البقرة ك199] .ويشرع الاستغفار في نهاية كل مجلس كثر فيه اللغط ، ثبت في سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من جلس مجلسا كثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك “.  ان الاستغفار معناه طلب المغفرة من الله تعالى بمحو الذنوب وستر العيوب ، وهذا لا يكون إلا بعد الإقلاع من الذنب ، وأما الذي يقول : أستغفر الله ، بلسانه فقط وهو مقيم على المعاصي بأفعاله فهو يكذب على نفسه ، ولا ينفعه استغفاره ، يقول الفضيل بن عياض : استغفار بلا إقلاع توبة الكذابين .الواجب مع الاستغفار أن نستقيم على طاعة الله سبحانه اعتقادا وقولا وعملا ، وأن نجاهد أنفسنا مجاهدة دائمة على البعد عن المعاصي صغيرها وكبيرها ، ولا نتساهل في ذلك أبدا .ادن لنحرص على الاستغفار في كل وقت ، ولنحرص على الصيغ الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم : وهي أن تقول : أستغفر الله ، أو تقول : أستغفر الله وأتوب إليه ، أو تقول : رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ، أو تقول : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه . ثبت في سنن أبي داود عن ابن عمر قال : إنْ كُنا لَنَعُد لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المجلس الواحد مئةَ مرة:” رب اغفر لي وتُبْ عليَّ؛ إنك أنت التواب الرحيم “.وأفضل ما يقال في الاستغفار سيد الاستغفار ، في صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . من قالها موقنا بها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة ، ومن قالها موقنا بها حتى يصبح فمات من يومه دخل الجنة ”

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button