كتبت- علياء أبوشهبة
الهدف من مقابلة الصحفي مع المصدر هو الحصول على المعلومات الصحيحة المتسمه بالدقة والتي يمكنه الاعتماد عليها سواء في بناء تحقيقه الصحفي أو في كتابة خبر أو تقرير إخباري أو نشر حوار، وبعيدا عن القالب الصحفي لصياغة هذه المقابلة هناك عدة معايير ينبغي على الصحفي إدراكها حتى لا يتحول إلى وسيلة لنقل شائعات أو أكاذيب وأن يتم استغلاله لتصفية خصومة أو تحقيق أي أغراض أخرى يهدف إليها المصدر.
ربما يذكر المصدر المعلومات التي يظن أن الصحفي يريد سماعها، أو قد يحاولون تضليله عمداً، أو يمكن أن يكونوا خبراء ولا يعرفون شيئاً عما يتحدثون عنه؛ لذلك لا يوجد سوى طريقة واحدة لمعرفة الحقيقة وهي تقييم المصادر والتحقق من المعلومات التي يحصل عليها الصحفي.
1- البحث
هناك مجموعة من القواعد العامة التي ينصح بها حتى لا يقع الصحفي في هذا المأزق؛ وأولها وأهمها على الإطلاق هو البحث بمعنى قيام الصحفي بالبحث المعلوماتي الجيد حول الموضوع الذي يعمل عليه حول المصدر أيضا فالعبرة ليست في العثور على وسائل التواصل مع مصدر يحقق العدد المطلوب من أجل إنجاز العمل المطلوب؛ ولكن في الإضافة التي يحققها.
ويجب أيضا البحث حول خلفيات المصدر بمعنى عضويته في جمعيات أو مجالس إدارة شركات أوأندية اجتماعية سواء كانت مناصب تطوعية أو مهنية، وأيضا يجب معرفة تمويل تلك الجهات وهو ما يؤثر بشكل كبير على رأيه.
كما أن العلاقات الشخصية من صداقات وزواج تؤثر بشكل كبير على الأراء أو المعلومات التي يذكرها المصدر.
البحث في التصريحات السابقة للمصدر، وبالأخص إذا كانت أحاديثه دائما مثيرة للجدل ويقدم اتهامات لشركات أو أشخاص أو جهات بعينها ثم يصمت عنها فجأة.
2- الإنصات
الانصات للمصادر يساعد على تقييمها من ناحية المصداقية والثقة، وهل يدلون بهذه المعلومات من أجل أجندات خاصة، أو لمحاربة منافسيهم، أم أنهم يقولون الحقيقة؟
3- تاريخ المصدر
ثق فقط في المصادر التي قدمت لك معلومات موثوق منها في الماضي.
4- هل يعرف حقاً؟
تحقق إذا كان مصدر بالفعل في وضع يمكِّنه من معرفة المعلومات التي يقولها.
مثال: في حالة وقوع حادث هل كان موجودا حينها أن أنه نقلت إليه الواقعة.
5- درجة الأمان التي يتمتع بها المصدر
يجب تقييم المخاطر التي يمكن أن تقع لكل من الصحفي والمصدر بعد إجراء المقابلة، لأنه من المهم الحفاظ على سلامة الطرفين، فلا يوجد ما يستحق التضحية بحياتك أو حياة الأخرين من أجله.
· ينصح بمجموعة من الخطوط الاسترشادية:
· ما هى أجندة المصدر؟
· ما الذى سيكسبه المصدر من الحديث لك؟
· هل المصدر هو الذى سعى لك؟
· هل يخفى المصدر شىء؟
· هل يحاول إلقاء اللوم على طرف بعينه، ويروج لوجهة نظر معينة؟
· ما هي طبيعة العلاقة بين الصحفي والمصدر؟
· هل تخشى أن تفقد المصدر؟
· هل اخترت المصدر لسهولة الوصول إليه؟ وأن حديثه ملون يمكن أن تحصل منه على عناوين جذابة؟
· هل كان يوجد بديل لهذا المصدر؟
· ما هو تقدير المجتمع الذى ينتمى له المصدر لمصداقيته؟
· ما مدى ما تعكسه مواقف وتصريحات المصدر لمجتمعه؟
· ما هى الأدلة التى يمتلكها المصدر؟
· ما مدى قدرتك على التحقق من المعلومات التي يذكرها المصدر؟
· ما هى الافترضات التى يطرحها المصدر وافتراضات الصحفي والتى يجب أن يتم طرح أسئلة بشانها؟ (وفى هذا الاطار يجب أن تسأل: كيف علمت بذلك؟)
مؤسسة طومسون رويترز وضعت دليلا للمراسلين يتضمن مواصفات المراسل الصحفي الجيد وهي:
1- الفضول
2- الحس الخبري
3- المثابرة
4- الموضوعية
5- سهولة التعامل مع الناس
6- الشك
وهنا نتوقف عند العنصر الأخير وهو “الشك”، ووفقا للدليل يتعين على المراسل الصحفي أن يكتسب قدرا من التشكك عند التعامل مع المسؤولين أو الشركات أو السلطات الأخرى، فالمصادر ترغب في تقديم المعلومات التي تجعلها تبدو في صورة أفضل.
وحذر الدليل من الإفراط في التشكك حتى لا يتحول إلى هاجس يعوق المراسل عن أداء وظيفته.
متى يمكن استخدام مصادر مجهله:
استخدام هذا النوع من المصادر يقلل من مصداقية العمل الصحفي وفى ثقة الرأى العام، كما أنه يسمح للمصادر بذكر معلومات غير صحيحة لأنها سوف تنشر بدون ذكر هويتها.
بالرجوع إلى ما ذكره ميثاق الشرف لجمعية الصحفيين المحترفيين الأمريكية فى هذا الشأن، نجد أنه حدد ضوابط لتجهيل المصادر تتمثل في التالي:
1- عرف مصدرك طوال الوقت بقدر ما تستطع، فمن حق الرأى العام معرفة المصدر ومدى مصداقيته، بقدر حقه فى الحصول على المعلومات.
2- يجب أن تتبين وتتأكد من دوافع مصدرك فى طلبه الحفاظ على سرية اسمه قبل وعده بذلك، وفى المقابل لابد من حماية سرية المصدر، ولكن مع توثيق المقابلة وإتخاذ كافة الضمانات لإثبات صحة ما يقول.
علياء أبوشهبة
صحفية ومدونة عملت في عدة صحف ومواقع إلكترونية منها روزاليوسف والوطن والتحرير ومصراوي وإسلام أون لاين، حصلت على العديد من الدورات التدريبية مع ريترز ودويتشه فيليه ومركز كمال أدهم للصحافة التلفزيونية في الجامعة الأمريكية والمركز الدولي لتدريب الصحفيين، وشبكة أريج للصحافة الإستقصائية. حصلت على جائزة قمة الصحة العالمية وجائزة أفضل تحقيق استقصائي من المنتدى الرابع للصحافة الإلكترونية، وجائزة “سلامة وأمان” عن صحافة المرأة، وجائزة “صحافة بلا تنميط” لأفضل تحقيق صحفي إلكتروني.
