تؤدي الصحافة وظائف اجتماعية واقتصادية وسياسية متنوعة، فهي إخبارية في عرضها للأخبار والأحداث المنتشرة في حيزها المكاني، وهي تحليلية في تصدِّيها للأخبار والعمل على تفسيرها ومعالجتها، وقد تؤدي وظائف استطلاعية من تحقيقاتها الميدانية التي يراد منها الكشف عن جوانب القصور في أداء بعض المؤسسات للمهام المنوطة بها، فتصبح الصحافة وسيلة مراقبة أساسية على المؤسسات التنفيذية، وقد توضح مجموعة كبيرة من القضايا التي تفسر جوانب القصور في المؤسسات التنفيذية فتنطق بحالها، وتدافع عنها، وتساعد على معالجتها لدى المؤسسات الفاعلة في اتخاذ القرار، وقد تعمل الصحافة أيضاً على توجيه الرأي العام وتغييره تبعاً للغايات السياسية والاجتماعية والدينية التي يتطلع إليها المعنيون بها، وقد تؤدي الصحافة أيضاً وظائف تجارية واقتصادية وإعلانية تتمثل في ترويج البضائع، وتسويقها داخل حدود الدولة وخارجها.
ولهذا تأخذ الصحف أنواعاً مختلفة باختلاف الموضوعات التي تهم الناس من جهة، وتهم المعنيين في السياسة والاقتصاد والاجتماع من جهة ثانية، وقد توصف الصحف بأنها متنوعة أيضاً، إلا أنها تأتي متخصصة في محتوياتها ومضامينها.
فالصحافة السياسية تهدف إلى توجيه الرأي العام لخدمة القضايا السياسية التي تهم الدول الأحزاب والمنظمات، وتسعى إلى نشر أفكارها وقيمها في الأوساط الاجتماعية المختلفة، وبالنظر إلى تنوع المصالح السياسية في العالم، أما الصحافة الدينية فتهدف إلى توجيه مشاعر الناس وأحاسيسهم نحو القضايا الدينية وجعلها الأساس الذي تبنى عليه أنماط سلوكهم الاجتماعي، في حين تهدف الصحافة الاقتصادية إلى توجيه مشاعر الناس وأحاسيسهم نحو قضايا اقتصادية محددة، أما الصحافة الإعلانية فتهدف إلى ترويج سلع محددة دون غيرها والتشجيع على اقتنائها، وعندما تفقد الصحافة وظيفتها هذه، فإنها تفقد مسوّغات وجودها الأساسية، وتسهم بطريقة غير مباشرة في تبديد الرأي العام وتشتيته، وتنمي أوجه التناقض فيه، وتجعل الباب مفتوحاً لتأثير المؤسسات الصحفية الأخرى في توجيهه، وتحريض الاتجاهات المتنافرة في كثير من الأحيان.