التد ريب على تخيل حكاية عجيبة او من الخيال العلمي

إعلان الرئيسية


1- التعريف بالمهارة :

    الحكاية العجيبة هي مجموعة من الأحداث المركبة والمتسلسلة وفق منطق يطغى عليه العجيب والغريب من الأحداث والشخصيات والأزمنة والأمكنة. والحكاية العجيبة تنقسم إلى قسمين :
     - الحكاية الخرافية أو الأسطورية مثل حكايات “ألف ليلة وليلة” أو حكايات “كليلة ودمنة

2- نص الانطلاق :

الصياد والعفريت (ص : 176)

قالت شهرزاد : "... ثم إن الصياد رفع رأسه إلى السماء وقال : "اللهم ارزقني هذه المرة برزقي" ورمى بالشبكة ، بعد أن سمى الله ، وصبر إلى أن استقرت ، وجذبها ، فإذا هي ثقيلة جدا ، فعالجها

حتى أخرجها إلى البر وفتحها ، فإذا فيها قمقم من نحاس أصفر وفمه مختوم برصاص عليه خاتم النبي سليمان بن داوود ففرح الصياد بهذا القمقم.
ثم إنه حركه ، فوجده ثقيلا ، وهو مسدود فقال في نفسه : " يا ترى أي شيء في هذا القمقم؟! لعل فيه كنزا ثمينا ! فلأفتحه . وأخرج سكينا وعالج الرصاص ففكه من القمقم ، وحطه إلى جانب الأرض ، فعجب إذ رأى دخانا يتصاعد من القمقم إلى عنان السماء ، ويزحف على الأرض ويتحول إلى عفريت ، رأسه في السحاب ورجلاه في التراب . فارتعدت فرائص الصياد من رؤية هذا العفريت ، وجف ريقه وعمي عن طريقه . فلما رآه العفريت قال : "لا إله إلا الله ، سليمان نبي الله ! " ثم تضرع العفريت ، وقال : " يا نبي الله لا تقتلني ، فإني لن أخالف لك قولا ولن أعصي لك أمرا" . فقال له الصياد : "أيها العفريت - تقول سليمان نبي الله ، وسليمان مات منذ ألف وثمانمائة سنة" فلما سمع العفريت كلام الصياد ، قال : لا إله إلا الله ، أبشر أيها الصياد . 
- وبم تبشرني أيها العفريت؟
- بقتلك في هذه الساعة شر قتلة!
فقال له الصياد : "يا شيخ العفاريت ، هل أصنع معك مليحا فتعاملني بالقبيح؟ هل صممت على قتلي؟" فأجابه : "نعم" ، فقال الصياد : "بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان بن داوود ، أسألك عن شيء وأرجو أن تصدقني . أنت كنت في هذا القمقم ، والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك ، فكيف يسعك كلك؟" فقال له العفريت : "أنت لات صدق أنني كنت فيه؟" فقال الصياد : "لا ، لا أصدقك حتى أنظرك فيه بعيني!" . حينئذ انتفض العفريت وصار دخانا ، واجتمع ، ودخل القمقم قليلا ، قليلا ، فأسرع الصياد إلى قطعة الرصاص المختومة ، وطبعها على فم القمقم."

من كتاب ألف ليلة وليلة ، ج1 ، طبعة1 ، 1999 ، دار صادر للطباعة والنشر ، ص/ص 18 - 20 ، (بتصرف)

* شرح المفردات :


الفرائص : عضلات الصدر  - تضرع : توسل وخضع واستسلم - مليحا : معروفا أو إحسانا  - القمقم : الوعاء من النحاس

* أحداث حكاية الصياد والعفريت :

حالة البداية : إلقاء الصياد شبكته في البحر.
الحدث المحرك : فتح القمقم وخروج العفريت منه
العقدة : استعداد العفريت لقتل الصياد
الحل : تخلص الصياد من العفريت وانتصاره عليه بالحيلة.



3- خطوات المهارة :


- الخطوة الأولى : تحديد الأحداث :

اقترح أحداثا لحكايتك وتدرج فيها عبر المراحل التالية :
1- حالة البداية : اختر بداية لحكايتك واجعل هذه البداية هادئة ، فلا تبدأ بأحداث متوثرة منذ البداية ، ولتكن هذه المرحلة فرصة لوصف المكان وتحديد الزمان وتقديم الشخصيات (أ)
2- عمليات التحول :في هذه المرحلة اجعل الأحداث تنطلق وتتطور ، ولتحقيق ذلك تتبع ما يلي :
اقترح الحدث المحرك : أي أنك ستقترح سببا يؤدي إلى حدوث العقدة أو التوثر او المشكلة
حدد العقدة : صف الورطة أو المشكلة التي وقعت فيها شخصية أو شخصيات الحكاية أو القصة
اقترح الحل : اجعل الشخصيات تتوصل إلى حل ، واحرص على أن يكون الحل ذكيا ومجديا
3- حالة النهاية : كما بدأت حكايتك هادئة احرص على إنهائها هادئة أيضا ، فبعد التوصل إلى الحل تعود الأحداث إلى ما كانت عليه سابقا.  (ب)
ملحوظة : (أ) ، (ب) في قصص الخيال العلمي بإمكانك خلخلة الترتيب السابق ، حيث يمكنك البدء بأحداث متوثرة منذ البداية وبعدها تسترجع أحداث البداية. كما يمكنك البدء من النهاية وتخصص باقي فقرات القصة لاسترجاع الأحداث السابقة.

- الخطوة الثانية : تحديد الشخصيات :

اختر شخصيات خيالية / أسطورية / خارقة  واجعلها تتصارع  مع شخصيات عادية من الواقع .

- الخطوة الرابعة : تحديد الزمان والمكان :

اجعل أحداث حكايتك تدور في زمن ومكان عجيبين وغريبين (صف هذه العجائبية في المكان والزمان)

- الخطوة الخامسة : صياغة الحكاية

صغ كل ما سبق على شكل حكاية أو قصة مستوفية لكل الخطوات السابقة.


ثانيا : أنشطة التطبيق                                                                                                                  

النشاط الأول :

- نص الموضوع :

جاء في نهاية نص "رحلة الفرسيوي" قول السارد : ((… وقد خضته تجربة المدينة الأولى وملأته فجأة برغبة في الجلوس على صخرة الجماعة وتقديم حكايته للجالسين.))تخيل أن الفرسيوي صادف ، في طريق  رجوعه إلى الريف ، كائنا خرافيا  اعترض سبيله..اكتب حكايته مع هذا الكائن مستثمرا ما درسته في مهارة تخيل حكاية عجيبة أو من الخيال العلمي.
-----------------------------------------

- نموذج مقترح :

بعد خروج الفرسيوي من المدينة متجها إلى الريف ارتسمت أمامه الطريق زيتونا وكروما وغابات ، ووسط الأشجار الباسقة وجد نفسه تائها وضل الطريق ، وكانت الرياح تزمجر بصوت مخيف ، فتملكه إحساس بالرعب ، وأحس بأن أحدهم يتبعه ويقتفي أثره ، فبدأ يلتفت يمينا وشمالا وتارة إلى الخلف..وبعد هنيهة اعترض سبيله تنين ضخم له رأسان أحدهما ينفث نارا. وقف المسكين مشدوها وحائرا وخاطب نفسه : أأنا في كابوس  أم عاد بي الزمن إلى عصر الدايناصورات؟! . ثم أدرك أنه الواقع ، الواقع الغريب الذي صفعه من حيث لا يدري.. فاستيقظ من دهشته وبدأ يتمتم في ارتعاش : ((من تكون أيها..؟!))أجابه بصوت مرعب ارتج له المكان : ((أنا التنين ملك هذه الغابة..))- وماذا تريد أيها التنين ؟- أريد حمارك الأشهب..- ماذا تريد..؟ أتريد حماري..؟- نعم- أنا رجل فقير لا أملك سواه ، هو معواني ومساعدي على الحرث والسفر الطويل..- إذا..فلنتقايض..- وماذا في المقابل؟- حبة فاصوليا..- ماذا ؟ أجننت؟!- لا إنها حبة سحرية نادرة.وبعد تفكير قبل الفرسيوي المقايضة ، فهي السبيل الوحيد ليخرج حيا من هذه الورطة العويصة.رجع أخيرا إلى قريته وهو في حالة سيئة من التعب والحيرة وقد بدا كالمجنون وهو يردد : ((لقد أعطيت حماري مقابل حبة فاصوليا ))وصارت زوجته تنذب حظها التعيس وهي تصرخ : ((ماذا فعلت أيها الأحمق..؟! أعطيت كل ما نملك مقابل حبة فاصوليا؟! أجننت ؟ لماذا عدت ؟طأطأ الفرسيوي رأسه دون جواب ..وبعد تفكير ملي لحل مشكلته ..لم يجد الفرسيوي من حل سوى زرع حبة الفاصوليا الصغيرة وهو يمني النفس بحدوث معجزة ما.صباحا ، قام الأهل والسكان يصيحون : ((ما هذا ؟!.. شجرة أثمرت حبات ذهبية!!!))ومنذ ذلك اليوم صار الفرسيوي تاجرا ثريا ذائع الصيت..وعاش حياة الملوك دون بخل..وعندما جلس على صخرة الجماعة وحكى حكايته للقرويين ، اقتاد كل منهم حماره باحثا عن التنين وسط الغابة المظلمة.
من إنجاز التلميذة : إكرام حمدي – 3/9



ثالثا : أنشطة الإنتاج                                                                                                                    

النشاط الأول :

- نص الموضوع :

اكتب حكاية عجيبة يكون موضوعها الأفعال التي تخفف معاناة البؤساء ، وتحويل حياتهم التعسة إلى حياة رغد وهناء ، مستعينا بما درسته في مهارة التدريب على تخيل حكاية عجيبة التي درستها. (كتاب المختار في اللغة العربية ، ص : 189)

- نموذج مقترح :

      كنت جالسا في المقهى أشاهد إحدى مباريات كرة القدم ، وكان الجو شبه هادئ تتخلله بعض الأحاديث الثنائية لبعض الزبناء ، وكلمات المتسولين أو بائعي التبغ..كنت أتابع المباراة  بإمعان ، فلم أعر اهتماما لمن حولي ، حتى النادل نفسه …فجأة انقطع التيار الكهربائي ، وانتهت عندنا المباراة قبل نهايتها الحقيقية..بعد لحظات اشتعل التلفاز وحده ، وعلى شاشته ظهرت صورة غريبة ومخيفة..وجه لا هو للإنسان ولا للحيوان..فزع الحاضرون فهموا بالهروب..لكن الوجه الغريب نطق بصوت ارتج له المكان : “ توقفوا .. لم أنتم خائفون ؟ يالكم من سذج تهابون مصدرا للرزق فتح الله بابه في وجوهكم..أنا هنا اليوم لعلمي بمدى معاناتكم في حياتكم..جئتكم لأقلب حياتكم رأسا على عقب.. سمعت عنكم الكثير لكن لم أتصوركم بهذه الصورة البشعة ، إنكم أتعس أناس قابلتهم على الإطلاق..أخبروني إذا ماهي امانيكم وطلباتكم؟”
      تسمرت في مكاني للوهلة الأولى وخفق قلبي بسرعة جعلتني أحس أنه يوجد في كامل جسمي..لكنني سرعان ما هدأت من روعي ، وفكرت فيما قد يحمله لي كلام هذا الكائن الذي يبذو من لسانه أنه كريم ، فو ضعت صوب عيني فكرة التطوع لمكالمة هذا الوحش المخيف.
       اندفعت رجلاي حتى اقتربت من جهاز التلفاز ، ثم بدأ لساني بالتحرك بين أسناني المرتعشة خوفا …قلت بصعوبة : “من أنت؟ “ أجابني : “ليس المهم من أكون ، بل المهم ماذا يمكنني أن افعل لكم أو بكم.” فقلت له : “أرجوك لا تؤذنا ، فنحن قوم مسالمون لا نريد أذية أحد .” فأجاب : “لا ، على العكس . أنا هنا لأنني أريد مساعدتكم وتغيير نمط عيشكم إلى ماهو أفضل” .. سكت قليلا ثم قلت له مبتسما : “ إذا تريد أمنياتنا يا سيدي…”
- هذا هو ما أقصده. الآن ستخبرونني بأي شيء تتمنونه وسيكون أمامكم في رمشة عين.
- حسنا ، بصراحة أنا شخصيا أريد منزلا فخما ، وسيارة ذات دفع رباعي ، وزوجة حسناء ، وعملا له مدخول جيد ، وأغلبنا ستكون هذه مطالبه ، ما عدا الأطفال والمتزوجين …فسمعت الرجال يهتف كل منهم : “طلقت زوجتي بالثلاثة”. ضحك الكائن في التلفاز وقال : “لا تكونوا قساة أيها الرجال ، فحتى زوجاتكم سيكون لهن نصيب من هذا.. فسألناه كلنا بصوت موحد : ماهو؟ أجاب : سوف أهدي لكل واحد منكم منزلا فخما ومأكولات شهية ، وخدما وأموالا ، لكن ما لا يمكنني إعطاؤه لكم هو العمل..العمل أنتم تستطيعون نيله بأنفسكم ، فهو واجبكم قبل أن يكون حقا لكم. أما ما وعدتكم به ، فاذهبوا إلى منازلكم وستجدونه بانتظاركم.
      اختفى الوجه فجأة كما ظهر … نهضنا جميعا وتسابقنا نحو بيوتنا ، وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما وجدناها قد تغيرت بشكل كبير…وجدت باب بيتنا مفتوحا فدخلت وقد هالني ما رأيت..كل ركن فيه تغير..المطبخ اتسع..الغرف تضاعفت..الحمام صار عصريا..النوافذ كذلك…الشيء الوحيد الذي بقي على حاله كان صور أبي و أمي ، التي وجدتها في غرفتي الجديدة ، تأملتها جيدا ،لكن سرعان ما وقع نظري على السرير..كان فوقه مفتاحان : الأول كان واضحا انه مفتاح باب المنزل ، لكن شكل الثاني يوحي بأنه مفتاح سيارة..فتذكرت وعود ذلك الكائن الكريم على تلفاز المقهى..، نزلت الدرج مسرعا ، فتحت الباب لأجد سيارة فخمة أمام بيتي..تفقدتها قبل أن أتجرأ على فتحها..ثم تشجعت وأدخلت المفتاح اللامع في ثقب بابها ، فإذا هو ينفتح لي كسائر الأبواب التي انفتحت لي ذلك اليوم…إلا بابا واحدا لم أفتحه بعد ، إنه باب العمل..فلم أجده إلا بعد بحث مضن استغرق مني أياما طويلة قبل أن أجده..ثم تزوجت بعد ذلك بفتاة من نفس الحي ، ذلك الحي الذي كان في ما مضى أشبه بملجأ للناجين من الحروب ، وأصبح اليوم أفخم حي بالمدينة ورمزا من رموزها.
                                 إنجاز : التلميذ صلاح الدين صماد ، الثالثة : 1

تعديل المشاركة
Back to top button