النص الشعري: وطني

إعلان الرئيسية

وطنــــــــــي
وطني! يعلّمني حديدُ سـلاسليعنفَ النسورِ و رِقّـةَ المتفائـلِ
ما كنتُ أعرفُ أنَّ تحتَ جلودناميلادُ عاصفةٍ… وعرسُ جداولِ
سدّوا علـيَّ النـورَ في زنـزانةٍفتوهّجتْ في القلبِ شمسُ مشاعلِ
كتبوا على الجدرانِ رقـمَ بطاقتيفنما على الجدرانِ مـرجُ سنابلِ
رسموا على الجدرانِ صورةَ قاتليفمحتْ ملامحَها ظـلالُ جدائـلِ
وحفرتُ بالأسنانِ رسـمك دامياًوكتبتُ أغنيـةَ العذابِ الـراحلِ
أغمدتُ في لحـمِ الظـلامِ هزيمتيوغرزتُ في شعرِ الشمـوسِ أناملي
والفاتحـونَ على سطـوحِ منازليلم يفتحـوا إلا وعـودَ زلازلي!
لن يبصـروا إلا توهّـجَ جـبهتيلن يسـمعوا إلا صـريرَ سلاسلي
محمود درويش ، آخر الليل ، الأعمال الكاملة . دار العودة ، بيروت 1983 – ص 239 – 240


أولا : عتبة القراءة
1- إضاءات معرفية
+  الشعر : كلام موزون و مقفى.
+  أنواعه: الشعر العمودي و الشعر الحر ثم قصيدة النثر.
+  الشعر العمودي يعتمد نظام الشطرين ،الشطر الأول يسمى الصدر و الشطر الثاني يسمى العجز،و وحدة الوزن و القافية و الروي.
2- ملاحظة مؤشرات النص
أ – صاحب النص:
+ اسمه الكامل: محمود درويش
+ تاريخ و مكان ولادته: ولد بالبروة عام 1941
+ صفته العلمية: شاعر فلسطيني
+ من مؤلفاته:  أوراق الزيتون 1964. عاشق من فلسطين 1966. آخر الليل 1967.  أحبك او لا أحبك 1972. أعراس 1977. حصار لمدائح البحر (شعر)1984. ورد أقل (مجموعات شعرية)1986. وداعاً أيتها الحرب وداعا أيها السلم (مقالات). لماذا تركت الحصان وحيداً.1995 حالة حصار 2002. أثر الفراشة (شعر) – 2008
+ نفيه و سجنه: طرد مع أسرته عام 1948، و نفي و سجن عدة  مرات.
+ وفاته: توفي عام 2008
 ب – مجال النص: مجال القيم الوطنية و الإنسانية.
ج – نوعية النص: قصيدة شعرية عمودية
د – عدد أبيات القصيدة: 9 أبيات شعرية
ه – روي القصيدة: حرف اللام، و قد أشبع في الأبيات الثلاثة الأخيرة.
و –  العنوان:   وطني.
مركب إضافي : أضيف ضمير المتكلم ( الياء) إلى (الوطن) و هذا الضمير يعود على الشاعر مما يدل على ارتباطهما ارتباطا وثيقا ،ويزكي هذه الدلالة حذف أداة النداء في السياق حيث أن الشاعر (المنادي) ينادي الوطن ( المنادى) دون استعمال الأداة.
ز – البيت الأول و البيت الأخير:
– البيت الأول: خاطب فيه الشاعر وطنه للتعبير عن قرب المسافة النفسية بينهما، كما يصف فيه إحساسه بالعنف ضد العدو الصهيوني و بالرقة إزاء وطنه فلسطين الذي يطمح للحرية.
– البيت الأخير: عبر فيه الشاعر عن بعد المسافة النفسية بينه و بين العدو الصهيوني الذي يكرهه كرها شديدا،و يتحداه بكل صبر و صمود.
3- بناء فرضية القراءة
إذا تأملنا العنوان و البيتين الشعريين الأول و الأخير نفترض أن موضوع القصيدة يتناول ارتباط الشاعر بوطنه و تأكيده على الصمود و التحدي حتى نيل الحرية.
ثانيا القراءة التوجيهية:
النص القرائي : وطني . ص49
شرح المستغلقات:
– زنزانة : سجن انفرادي    جدائل: ج, جديلة: جريد النخل – أنامل: أصابع   صرير: صوت السلاسل
الفكرة العامة:  حب الشاعر لوطنه و تعلقه به ،و إصراره على التحدي و الصمود حتى تشرق شمس الحرية الاستقلال. .
ثالثا : القراءة التحليلية
*  المستوى الدالي:
1 – حقل الألم و حقل الأمل
حقل الألم حقل الأمل
سلاسل -عنف – عاصفة – سدوا علي النور – زنزانة – صورة قاتلي – حفرت بالأسنان – داميا – أغنية العذاب – أغمدت – الظلام – هزيمتي – غرزت – زلازل – صرير سلاسلي…رقة – المتفائل – عرس جداول – توهجت – شمس – مرج سنابل – جدائل – ظلال …
– دلالة المعجم : الألم يرتبط ببطش العدو الصهيوني و الأمل في ظل هذا الألم يعني التحدي والصمود ، وبالأمل يخفف الشاعر من معاناته داخل زنزانته.
2 – الأفعال وردود الأفعال في القصيدة :
الأفعالردود الأفعال
– سدوا علي النور 
– كتبوا على الجدران–رقم بطاقتي
 رسموا  عل الجدران صورة قاتلي 
 
– توهجت في القلب
– نما على الجدرانِ مـرجُ سنابلِ
– محت ملامحَها ظـلالُ جدائـلِ 
– كتبت أغنيـةَ العذابِ الـراحلِ
– حفرت بالأسنانِ رسـمك دامياً
– أغمدت في لحـمِ الظـلامِ هزيمتي
– غرزت في شعرِ الشمـوسِ أناملي
– لن يفتحوا يفتحـوا إلا وعـودَ زلازلي!
– لن يبصروالا توهّـجَ جـبهتي
– لن يسمعوا يسـمعوا إلا صـريرَ سلاسلي
الدلالة : نلاحظ من خلال الجدول الواصف هيمنة ردود الأفعال على الأفعال مما يدل على غضب الشاعر وانتصاره المعنوي على العدو الصهيوني رغم معاناته في السجن
* المستوى الدلالي:
1 – أحداث القصة التي تحكيها القصيدة:
+ (1 – 2) إصرار الشاعر على الصمود والتفاؤل بتحقيق النصر بفضل روح الوطنية لدى الفلسطينيين
+ ( 3 – 5) تحدي الشاعر لأشكال التعذيب و التنكيل التي تحملها بالصبر و التفاؤل في زنزانة العدو.
+ ( 6 – 9 ) رد الشاعر على العدو الصهيوني بمواصلة التحدي و المواجهة بالصبر و الأمل في المستقبل.
2 – الخصائص الفنية:
+ أسلوب النفي: يدل على التحدي و الصمود في وجه العدو و الثقة في النفس ( لن يبصروا – لن يسمعوا )
+ الطباق: ظلام ≠ نور     –      رقة ≠ عنف
+ هيمنة الجمل الفعلية: تدل على حركية الشاعر وجوده رغم  بطش و جبروت العدو الصهيوني ( تعلمني – أغمدت – حفرت – غرزت…)
+ الرمز:
–  السنابل: : ترمز للخصب والخير
–  الجدائل:  ترمز للصبر والشموخ والصمود
* المستوى التداولي:
1 – خطاب القصيدة:
+ المرسل: الشاعر محمود درويش  .
+ المرسل إليه:
– العدو الصهيوني: يخاطبه الشاعر بلغة التحدي و الصمود و التفاني في التضحية حتى يبزغ فجر الحرية إن شاء الله عز و جل.
– الضمائر الحية في العالم.
+ مقصدية الرسالة: إعلان التحدي و الصمود في وجه العدو الصهيوني ،مهما تطلب الأمر من تضحيات عظيمة من أجل الحرية و الكرامة .
2 –   قيم النص:
التحدي – الصمود – الثقة في النفس – التضحية – شجاعة الموقف – الصبر و قوة التحمل –التفاؤل و الأمل في الحرية…
رابعا : التركيب
يوجه الشاعر محمود درويش  رسائل قوية إلى كل من الوطن و الشعب الفلسطيني ثم العدو الصهيوني، فالوطن يعبر له عن مكانته السامية واستعداده للتضحية بحريته الشخصية و بروحه من أجله،و الشعب الفلسطيني يحمسه إلى مزيد من التحدي والمقاومة و الصمود ،و أما العدو الصهيوني فيجاهر بعدم الاعتراف به و كرهه له و تحديه بقوة الصبر و الصمود والأمل في مستقبل الحرية و الكرامة.


تعديل المشاركة
Back to top button