قد في اللغة العربية
الخميس 12 يونيو 2025

إعلان الرئيسية

محتويات المقال

    قد: تدخل على الفعل ماضيًا ومضارعًا.
    فتكون مع الماضي حرف تحقيق، نحو: [قد سافر زهيرٌ].
    ومع المضارع حرف تقليل، نحو: [قد يسافر خالدٌ].
    ولا يجوز فصلها عن الفعل إلاّ بقَسَم، نحو: [قد - واللهِ - سافر زيد].



    تنبيه: قد تكون [قد] مع الفعل المضارع للتحقيق، إذا دلّ على ذلك سياق الكلام والقرائن، نحو: ]قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون[ (النور
    فائدة: في تاريخ اللغة، أنّ [قد] كانت استُعمِلت بمعنى [حَسْب] وبمعنى [يكفي]، نحو: [قَدْ زهيرٍ كتابٌ = حَسْبُ زهيرٍ كتابٌ]
    و [قَدْنِي درهمٌ = يكفيني درهمٌ].



    نماذج فصيحة من استعمال [قد]



    قد نرى تقلُّبَ وجهكَ في السماء[ (البقرة )
    [قد نرى]: الأصل أن تجيء [قد] مع الفعل المضارع للتقليل، نحو: [قد نسافر]. لكن لما كان فاعلُ الفعل المضارع في الآية هو اللّه تعالى - وكان تقليل الرؤية وكثرتها مما لا يجوز على الله!! - كان معنى [قد] في الآية، التحقيق. وتزداد المسألة وضوحًا بالتوقف عند قوله تعالى: ]قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون[ (النور)
    فإنّ [قد] مع الفعل المضارع للتقليل أصلاً، ولكنّ تقليل العلم على الله تعالى محال، فامتنع اعتدادها للتقليل، وصحّ اعتدادها للتحقيق، استرشادًا بالقرائن.
    ·ومثل هذا طِبقاً، قولُه تعالى ]قد يعلم ما أنتم عليه[ (النور )
    فالتقليل هاهنا ممتنع محال، واعتدادها للتحقيق، هو الموافق للعقل والمنطق، استرشادًا بالقرائن.
    ·قال الشاعر (ديوان امرئ القيس ):


    ="color: indigo;">قد أشهدُ الغارةَ الشَّعواءَ تحملني جرداءُ معروقةُ اللَّحْيَيْنِ سُرحُوبُ


    (الشعواء: المتفرّقة - الجرداء: الفرس القصيرة الشعر - المعروقة اللحيين: القليلة لحم الخدّين - سرحوب: طويلة مشْرِفة).
    [قد أشهد]: الفعل مضارع، ومع المضارع تكون [قد] أصلاً للتقليل. لكنّ الشاعر هاهنا يفخر بأنه فارس مغوار، ومن كان هذا شأنه لم يفخر بقلّة غاراته، فبَطَلَ أن تكون [قد] للتقليل، وصحّ اعتدادها مع الفعل المضارع للتحقيق.
    ·ومثله قول عَبِيْد بن الأبرص :



    قد أترك القِرْنَ مُصْفَرّاً أناملُه كأنّ أثوابَهُ مُجَّتْ بفِرْصادِ


    (القِرن: المثيل في الشجاعة - مُجّت: يريد أنها صُبغَت - الفِرصاد: التُّوت: شبّه الدم بعصارة التوت الحمراء)
    فالشاعر يفتخر، ومع الفخر لا يكون التقليل. واسترشادًا بالقرائن والسياق تعتدّ [قد] في البيت مع الفعل المضارع للتحقيق.
    ·]قد أفلح المؤمنون[ (المؤمنون )
    [قد] في الآية للتحقيق، وذلك أنها متصلة بفعل ماض: [أفلح]. ومتى كان ذلك كذلك فهي للتحقيق، على المنهاج. ومنه طِبقاً قوله تعالى: [قد سمع اللهُ قَولَ التي تجادلك](المجادلة )
    ·قال الشاعر يخاطب خالد بن عبد الله القسريّ :



    أخالدُ قد - والله - أوطأتَ عشوةً .........................


    (أراد: ركبتَ أمراً على غير تبيُّن).
    وقد فصل بين [قد] والفعل بقَسَم: [واللهِ]. ومن المقرّر أنّ [قد] تلزم الفعل بغير فاصل.
    والنحاة يقولون في التعبير عن هذا: (قد مع الفعل كجزء منه فلا يُفصَل بينهما إلاّ بقَسَم).
    والذي أتى به الشاعر هنا، إنما هو استفادة من هذا الجواز. فقد فصل بينهما بالقسَم: [والله]، فيكون ما أتى به على المنهاج. ومنه قول الآخَر :



    فقد - واللهِ - بَيَّنَ لي عَنائي بوشْكِ فراقهم، صُرَدٌ يَصيحُ


    (الصرد: طائر، وقد أراد الشاعر أنّ صياح هذا الطائر كان شؤماً عليه ففارقه من يحبّهم).
    ومثل ذلك أيضًا أنه سُمِع: [قد - لعَمْري - بِتُّ ساهراً] و [قد - واللهِ - أحسنتَ].

    المصدر:[قاموس الكفاف لقواعد اللغة العربية]

    تعديل المشاركة
    Back to top button