أساتذة في حياتي .
.السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
.
لكل إنسان في حياته أساتذة كان لهم الدور الكبير في توجيهه و تعليمه و تثقيفه و تنويره .
أنا أدين لهؤلاء الأساتذة – بعد الله سبحانه و تعالى – و أحمل لهم في قلبي و عقلي كل الامتنان و العرفان و التقدير>
.
أمي
الأستاذ الأول في حياتي ، نبع من الحكايات و القصص لا يجف
سافرت مع حكاياها و قصصها في عوالم غرائبية مدهشة ، هي تصوغ التراث و القصص و الحكايات بأسلوب قصصي يستولي على كل انتباهي و إعجابي و دهشتي .
معها عرفت أن لكل حكاية و قصة مغزى و هدف و معها حلق خيالي في عوالم لم أعرفها من قبل
أمي هي سبب حبي للقصص و الروايات و لكل نص يحقق الدهشة و يفتح آفاق الخيال و التفكير و التأمل .
.
.
أبي
شاعر جزل يجيد استعمال الكلمات و يتقن فن الحديث ، وهبته حياته – المتخمة بالتجارب و التَغيرات و التنقل – فهماً عميقاً لها .
الشاعر و الواعظ و الخطيب الأول في حياتي ، كان يجلس معنا ساعات متواصلة يحدثنا في مواضيع تنطوي على الحكمة و الشجاعة و حسن التصرف و الأخلاق الحميدة و يرسخ فينا الاعتزاز بالقبيلة و الفخر بمآثرها ، كنت لا أمل حديثه و لا أكتفي من مواضيعه . ظل يحرص دائماً على تواصلنا الدائم مع أرحامنا جميعهم البعيد قبل القريب ، كما انه يؤكد دائما و أبداً على أهمية الدراسة و التعلم .
أول نص أدبي تعاملت معه كمتلقي كان شعراً لأبي .
لم أرث عنه موهبة الشعر لكني ورثت تذوق الشعر و فهمه و نقده أحياناً .
.
.
مدرس اللغة العربية في مدرسة البخاري الابتدائية
أكثر ما كان يقلقني في الصف الأول ابتدائي في الأيام الأولى هو كم الأسئلة المتزاحمة في عقلي دون إجابات .
لم أعرف ما هذا المكان ، و من هؤلاء الأشخاص الذي يدخلون و يخرجون إلى فصلنا بانتظام دقيق ، و لم أعرف لماذا يحدثونا بحديث لم أسمعه من قبل و ما الفائدة منه .
و لم يتطوع أحداً منهم أن يقول مثلا : ” أنا مدرس الحساب … سأعلمكم الأرقام و الجمع و الطرح و بعدها ستتمكنون بأنفسكم من عد نقودكم أو إحصاء عدد ألعابكم “
كانوا فقط يتحدثون و يكتبون على السبورة ، و كأن هناك جدار فاصل بينهم كمدرسون و بيننا كطلبة !
بعد ذلك عرفت كل الأجوبة بنفسي.
مدرس اللغة العربية كان مختلفاً ، و نحمل له نحن الطلبة وداً و احتراما منقطع النظير ، و خصوصاً كل يوم أربعاء في الحصة الأخيرة حين يدخل الفصل حاملاً بيد اليمنى المرفوعة في الهواء قصة من قصص المكتبة الخضراء للأطفال
هذا المدرس للأسف لا أذكر اسمه ، كان سبباً لمعرفتي أن هناك مصدر آخر للقصص و الحكايات غير الأم ، و أن هناك عالم جميل و مدهش اسمه كتاب .
